قناة آشورالفضائية ... في كندا
في جلسة مع أخوة من ممثلي الحركة الديمقراطية الآشورية في كندا, تعرفت على الأخ سركون لازار القادم من العراق في مهمة الى أمريكا الشمالية وكندا للتنسيق مع أحدى الشركات لبث قناة آشور الفضائية برامجها في أمريكا وكندا, ومن الطبيعي في مثل هذه اللقاءات أن يتطرق الحديث عن أحوال شعبنا المسيحي في العراق وموضوع التسميات والواوات التي أتفقت وجهتي نظر الحركة الديمقراطية الآشورية وحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري حولها بعد أن أختفت من أعلام الحركة تسمية الكلدوآشورالتي سبق وأن كانت تنادي بها الحركة منذ مؤتمر بغداد عام 2003 . ومما لا ينكر أن الحركة الديمقراطية ألآشورية كانت أول تنظيم سياسي له أنتشار واسع بين أبناء شعبنا منذ تأسيسه في نهاية السبعينات من القرن الماضي لاسيما في شمال العراق وبغض النظر عن الجهة التي ساندته وتعاونت معه, كان الكثير من أعضائه هم من القومية الكلدانية وبشهادة مسؤوليه , ولكنه مع الأسف أنجرف مع الذين خدعوا بالمؤامرة الأمريكية البريطانية فيما أطلقوا عليها تحرير العراق , تبيّن فيما بعد كانت لتدمير العراق لحساب أيران والصهيونية العالمية.وبعد الأحتلال وما نتج عنه من جرائم بحق الوطن وتسليم مقاليد الحكم بيد الأحزاب الطائفية الموغلة في التخلف وما أنشأته من ميليشيات زرعت الأرهاب والفساد والقتل والتهجير بين أبناء البلد, وأدخال عناصر القاعدة الى الساحة العراقية لتزيد من القتل والدمار وعجز أمريكا بوش من السيطرة على الأوضاع, وتصنيف العراق من بين الدول المنكوبة نتيجة الأحتلال وأنتشار عمليات نهب المال العام من قبل الحكومات المتعاقبة منذ زمن بريمر والى الوقت الحاضر وما نتج منها من أنتخابات طائفية وعنصرية وتوّجوا ذلك بدستور طائفي عنصري كل ما في بنوده يدعو الى تفتيت وتقسيم العراق الى دويلات طائفية عنصرية خدمة للصهيونية وأيران الفارسية. وبعدما أحسّت أمريكا وبريطانيا بالجريمة الكبرى التي نفذّاها بحق العراق, أخذ المسؤولون عن هذه الجريمة يتراجعون وينسحبون واحدا بعد الآخر ملقين اللوم على بعضهم البعض فأنزووا في أركان مظلمة من التاريخ, وكان آخرهم بوش الذي لفظه الشعب الأمريكي بعدما ودّعه العراقيون الأصلاء بالأحذية على يد صحفي شريف .
ولعل المسؤولون في الحركة الديمقراطية الآشورية والقريبين مما يطلق عليها العملية السياسية كانوا ومنذ بداية الأحتلال على مقربة من الأحداث ولمسوا مقدار الظلم والأجرام الذي لحق بهذا البلد العظيم وهم يرون كيف شرّع الدستور وكيف جرت الأنتخابات وكيف توزع الكعكة بين مختلف التكتلات والأحزاب المتنفذة والطائفية وكيف تجري المحاولات لتفتيت هذا البلد العريق وتدخلات دول الجوار ولا سيما جارة السوء أيران ,فأرادوا الأستقلال قليلا في قراراتهم في تنفيذ بعض طموحات الشعب المسيحي الذي ولاؤه هو للعراق الواحد الموحد فقط قبل أن يكون له ولاء لأي قوميّة أو حزب أو تنظيم سياسي معين, فكان أن جرت محاولات تهميش الحركة وسحب البساط من تحتها والأستعانة بعناصر لا ولاء لها بل يركضون خلف مصالحهم الأنانية ينفذون دون نقاش ما يطلب منهم طالما مصالحهم المادية على ما يرام , وهم مستعدون لتنفيذ ما يطلب منهم وهم بهذا ينطبق عليهم مثل طير" الحجل" الذي أورده الشاعر شمال رمضان في مقالته بعنوان " الحجل الخائن.. طائر الأكراد القومي "وعلى الرابط التالي"أن زوعا, الذي يشهد له بأنه في مقدمة الأحزاب المسيحية حرصا ودفاعا عن المصالح المسيحية , والنشاط الملحوظ الذي يقوم به أمينه العام السيد يونادم كنّا, وبعد الخبرة العملية مع الكتل الكبيرة على الساحة العراقية, وقربه من جميع أعضاء البرلمان لفترة طويلة, ان أراد أن يتآزر مع بقية التنظيمات والأحزاب المسيحية في العراق, هو أن يتوحد مع هذه التنظيمات أو يؤسس لجبهة موسعة ولا سيّما الكلدان الذين يشكلون أكثر من 80% من المسيحيين العراقيين والذين أصبح لديهم رد فعل قوي من المحاولات التي جرت لتهميش قوميتهم الكلدانية والأتفاق على تسمية أخرى لا توحي لآنفراد أية قومية بالأسم
الأمر الآخر الذي على الحركة ملاحظته وهي تبث قناتها "آشور" من كندا وأمريكا , هو أن تضع على رأس أدارة قناتها في أمريكا الشمالية كفاءة أعلامية ذو ثقافة على الأقل جامعية , ذو ماض نظيف وخال من الآنتهازية, ثابت المبدأ, يحترم المشاهد ويتجنب كل ما يخدش الآداب العامة ويصون خصوصية العائلات في مناسباتها ولا يستغل القناة في عرض خصوصيات بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا وأن لا يجعلها فرجة على قناته التي يشاهدها الملايين , وأن يكون أمينا في مهنته ولا يستغل البسطاء وحسني النيّة كديكور فقط لموضوعه ليقوم من وراء ظهرهم بكتابة ما يريد وعلى هواه تحت صورهم ,لأن ذلك ليس من أخلاقيات الأعلامي المحترم, وأن يحترم رموزنا الدينية ولا يكون متصيدا في المياه العكرة , وعندما يعمل أستفتاء لحساب عمله أن لا يختارهو المستفتين, لأن نتائجها معروفة
وأخيرا على قناة آشور التوجه الى الجيل الجديد الذي نما وترعرع هنا أي الجيل الذي بدأ حياته الدراسية من الحضانة والروضة فصاعدا وهم الآن في مرحلة الشباب, على قناة آشور التوجه اليه وتعريفه بحضارة بلاده العريقة وتاريخه المشرّف وبهذه أورد حديثا جرى بيني وبين حفيدي " مارك " في الصف السابع . أثناء توجهنا الى الكنيسة, أسأله عادة عن دراسته وكيف هي الأمور معه ؟ فقال لي أحدى المرات " بابا " أنا لا أستسيغ موضوع التاريخ , فقلت له لماذا ؟ فقال ليس لكندا تاريخ أنه يتحدث فقط عن المعارك بين الفرنسيين والسكان الأصليين من الهنود , ولا شيى آخر. أنه ليس مثل تاريخ العراق الذي يمتد لعصور ساحقة في القدم والأقوام التي كانت فيه مثل السومريين والأكديين والبابليين والكلدانيين والآشوريين والآثار العظيمة التي تركوها ولا زالت قائمة لحد الآن, فقلت له ومن أين لك كل هذه المعلومات عن العراق؟ فأجاب بأن والديه يأخذوه وأخوه الى المكتبة العامة في المركز الأجتماعي القريب من مسكنهم ليستعير بعض الكتب بالأنكليزية ومن بينها كتب تتحدث عن حضارة العراق القديم .
http://iraqalaan.com/bm/Close-up/11835.shtml
بطرس آدم