Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قناة عشتار كوني جريئة في السرير مع الإرهاب

أحيانا يخال لي بأن الكثير من قنواتنا الفضائية العراقية لا تنشط ولا تبرز ألا في مناطق أمنة يمكن أن نطلق عليها اصطلاح المناطق الخضراء حالها في ذلك حال الحكومة العراقية التي لا تحكم ألا تلك المنطقة المسيجة . فترى الكثير من فضائياتنا بدعوى الهاجس الأمني تنسحب من الكثير من المناطق الساخنة وتترك المجال رحبا للقنوات الإخبارية العربية والعالمية التي تراها حاضرة في كل مكان مهما كان خطرا مستفيدة في ذلك من خبرتها الإعلامية فأكثرها ليست حديثة كفضائيات ما بعد السقوط العراقية وأيضا تعتمد على وسائل أغراء قوية يتيحها لها التمويل فلا تعجز عن الحصول على مراسلين يصطادون الأحداث أينما كانت ومهما كان الثمن باهضا وبعض تلك القنوات وصلت الخسائر البشرية في كوادرها الإعلامية إلى العشرات ومع ذلك تراها مستمرة ومتواجدة في العراق رغم الكلفة الباهظة لأن مثل هذه المناطق تمثل نقطة جذب للكثير من الوسائل الإعلامية فمثلا أخبار العراق تشكل نسبة عالية من نشرة الأخبار المقدمة في كل محطات التلفزة العالمية ومع ذلك تجد الكثير من الفضائيات العراقية وهي اليوم بالعشرات تتخذ من خارج العراق مقرات للبث ولا تأخذ برامجها الشعبية المتماسة مع حياة العراق اليومية سوى نسبة ضئيلة من مجمل برامجها وحتى المقدم من تلك البرامج يكون أما مصورا في عاصمة أحدى دول الجوار أو في كردستان أو بعض المناطق الآمنة هذا على مستوى البرامج . أما عن التغطية الإخبارية فهي لا تتعدى السرد على لسان شهود عيان أو بعض المتصلين أو حتى نقلا عن وكالات عالمية معتمدة ويجب أن لا ننسى هنا أن ننوه بان الوضع فعلا خطير أمنيا ولكن المطلوب من جميع فضائياتنا أن تكون على مستوى المسؤولية التي تفرضها هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العراق وتعمل جاهدة عل كشف الكثير من الممارسات اللانسانية التي تقترف اليوم بحق الشعب العراقي الأعزل سواء من قوات الاحتلال أو من ألاف العناوين الجديدة من ميليشيات وحركات مسلحة تتقاطع تصرفاتها كثيرا مع مصلحة الشعب العراقي وأمله في الحياة بسلام .
كل ما سبق من كلام ينطبق أيضا على فضائياتنا القومية مثل قناة أشور وعشتار وغيرها الكثير من القنوات العاملة في المهجر رغم أن الأخيرة كثيرة ولكنها لم تخصص شيئا من قدراتها الإعلامية لكشف الصعوبات التي يواجهها العراقي في كل يوم تبقى الملامة من تلك القنوات تعد على أصابع اليد الواحدة فهي فعلا مقصرة في تغطية المشاكل التي يتعرض لها المسيحيون من أبناء العراق وليس هذا فحسب تجد أكثر برامجها المنتجة تنطلق من مناطق تعتبر قوية فيها شعبيا واخص بهذا الكلام قناتي أشور وعشتار فكل واحدة تنطلق من مناطق نعرف جميعنا بأنها مؤهلة للتصفيق لكل فضائية مع غياب تام عن مناطق واسعة لم تـأخذ حقها الطبيعي من التغطية الإعلامية مثل مناطق تواجد أبناء شعبنا في بغداد ومنطقة سهل نينوى إذ يمكن للمتتبع أن يلاحظ بسهولة الأضواء الإعلامية المسلطة على بعض المناطق الهامشية والقرى في شمال العراق وغياب نفس الأضواء عن مناطق تحتوي على صراع حقيقي من أجل البقاء وفيها معضلات كثيرة تحتاج إلى وسائل إعلامية جريئة لتتعرض لها وتنقلها وتجعل منها قضية رأي عام دون خوف من ردة فعل أو كلفة والحمد لله الكثير من تلك المناطق تزخر بالكثير من الطاقات الشابة التي يمكن أن تساعد مثل تلك الفضائيات في حال لو تحركت لترفع الغبن عن البسطاء في كل مكان .
أن السبب الذي دفعني إلى تحديد أسماء معينة من تلك الفضائيات هو كون الأخيرة متواجدة في قلب الحدث وفي ساحة الصراع بين الإرهاب والحكومة وبين الاحتلال والمقاومة وبين الفساد والمعالجة وليست مجرد قنوات فتحت برأسمال شخص واحد يحق له التكلم لساعات بدون مغزى أو هدف . يجب أن تعي فضائياتنا العاملة اليوم في العراق بأننا ننتظر منها أكثر مما تقدمه اليوم لتكشف أمام العراق والعالم عن كل المشاكل التي يتعرض لها أبناء قاعدتها الشعبية حتى لو كان عملها ذلك تحديا مع المسؤليين والمتنفذين في أي منطقة تضعها تحت مجهر الأعلام فالكثير من الحقائق تنتظر جهة جريئة لتكشفها والكثير من المفاسد تغوص في أعماق المجتمع لأنها لا تجد آلة إعلامية تسهم في اقتلاعها وهذه دعوة جادة لكل قنواتنا للخوض بكل جرأة في مشاكلنا وان حاولت فهي لن تكون وحيدة في ذلك بل ستجد الكثير من الأيادي تمتد لها لتساعدها على الارتقاء فهي اليوم مع الآرهاب يتشاركان سريرا واحدا أسمه العراق ولا يوجد خيار أمامها لكي تبقى على السرير سوى الجرأة في الطرح والموضوعية في تناول الأمور مهما كان الشريك عنيفا ومن نتقاسم معه الحدث قبيحا المهم أن لا يترك أي مسئول حرا ليتصرف كما يشاء لأنه من الحزب الفلاني ولا لأي قوي بان تمتد سطوة قوته إلى كل مكان بدعوى ضعف من يواجههم وهنا تكمن مهمة الإعلام النبيلة والراقية وما من سبب دعاني إلى تخصيص العنوان لقناة عشتار لو حدها سوى كونها اليوم من القنوات القليلة التي تهتم لشؤوننا ويمثل العراق قاعدتها الإعلامية الواسعة في الكثير من التغطيات والمناسبات والتي يجب أن تشمل أيضا صورا حية لاضطهاد المسيحيين في بغداد وغيرها من المناطق وليس فقط بالبكاء على ضحاياهم وكشف كل الأسباب التي تعيق استمرار الحياة وتطورها في مناطق أمنة لا يعرف لحد اليوم أسباب تأجيل الحياة فيها والأعلام الجريء هو من يستطيع الصمود أمام كل أنواع التحدي في تعرضه للعينات الاجتماعية المتاحة خصوصا اليوم على سرير متحرك وجامح لن يثبت عليه سوى من يملك كل الجرأة في تبني قضايا العراق مهما كان الثمن باهضا . عصام سليمان – تلكيف.
Esa_j9@yahoo.com
Opinions