Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قناة عشتارستان الفضائية .... زووم إن

منذ اللحظات الأولى لانطلاقها , و فيما كان الجميع هنا في قرى خابورنا الهادئة يعيشون لحظات سعادة لا مثيل لها بانطلاق البث التجريبي لقناة اشور الفضائية في أيار الماضي , و يزفون إلى بعضهم البعض أرقام ترددها , منذ اللحظات الأولى تلك , لم أخفي توجسي وخشيتي بل وخوفي من المؤامرة و المكيدة الكبيرة التي يتم التحضير لها في كواليس هذه المحطة المسماة "عشتار" التي انطلقت فجأة و بالزر الكردي و الزي الآشوري . هذه المحطة المجهولة الأسباب و التوقيت , و المشبوهة الأهداف و التمويل , و المعروفة الأصحاب و التحريك . أذكر أني يومها قلت جهارا أن عشتارستان هي ( محطة كردية ناطقة بالسريانية ) , وهي ( هدف غير شرعي في مرمى امتنا لأنها سجلت تسللا ) , و قلت أنها ( انسلال كردي خفي إلى نايلسات بواجهة آشورية ) , وأنها ( بوق كردي يجمل و يبرر و يفتي بشرعية الممارسات اللا أخلاقية للزعماء السياسيين الأكراد بحق أبناء أمتنا و تاريخهم وحاضرهم و إنجازاتهم ) . فقد تحولوا ( أو حولوا بقدرة قادر ) إلى جلاد يقمع و يضطهد ويكرّد الأخضر و اليابس , ويمارس سياسات الإقصاء و الإلغاء و التهميش , بعد أن عانى الشعب الكردي المسكين الأمرّين من جراء هذه السياسات الاقصائية الإلغائية التهميشية عينها . فكان - كما كنا نحن - ضحية ممارسات الأنظمة السياسية المتعاقبة . يومها جابهني معظم رفاقي و أصدقائي بالاعتراض , فوصفني بعضهم بالمتسرع و الآخر نعتني باني مغرم بنظرية المؤامرة , والى آخر القائمة من التهم الجاهزة و المستهلكة . و حينها أيضا كان الجميع يردد ببغاويا و عن سذاجة , انه يتحتم علينا أن ننتظر الافتتاح الرسمي و البث الاعتيادي للمحطة كي نشاهد برامجها و نستمع إلى ما تقوله رسائلها , رغم أن اللبيب من الإشارة يفهم . لقد كانت الأمور واضحة منذ البداية , فلقد كان الهم الأول والأخير للمحطة خلال فترة بثها التجريبي هو " إجراء عمليات تجميل سياسية للأداء الحكومي في إقليم شمال العراق " وتلميع صورة الحكومة و إظهارها بمظهر الديمقراطي المتحضر الذي يحترم الآخر المختلف , و الحريص الغيور على الأقليات , و الذي يهتم بواقع و قرى أبناء شعبنا في الشمال العراقي . فكانت صور الشاحنات و القلابات و القاطرات و الآليات المتخصصة بشؤون البناء والأعمار هي التي تتصدر المشاهد التي التقطتها كاميرات عشتارستان ( والتي يقدر ثمن الكاميرا الواحدة منها بملايين الدولارات ) و كأن لسان حالها يقول " انظروا كم حنونة هي حكومة الإقليم عليكم , وكم ديمقراطي هو نظام الحكم الذي يسمح بان تعيدوا ترميم بعض منازلكم بأموالكم المسروقة , و كم سخي هو هذا البطل الآغاجاني الذي أخرج ( بضم الألف ) بالريموت كونترول من القمقم الكردستاني في مشاهد هوليوودية كرنفالية و كأنه المخلص القادم من الأزل , و تسويقه في الدكاكين السياسية و كأنه الزعيم المنتظر , واستحضاره إلى الواجهة بعد أن حان وقته و مل انتظار دوره الذي لطالما حلم بأن يلعبه , ليفرض من قبل الأكراد حملا وديعا , ومناضلا مسيحيا , و إنسانا كريما , إلى درجة تجعله يتبرع بكل ماله ( و بمساعدة بعض الخيرين من أبناء هذه الأمة طبعا كما يصر ذلك البعثي السابق ) ليقيم لكم محطة فضائية شديدة الغنى إلى درجة الريبة , تغطي قارات العالم الخمس , بكلفة مليون دولار لكل قمر سنويا , وتدفع رواتب لموظفيها في حدود الخمسة آلاف دولار شهريا , شرط ألا يفشي أحد الموظفين لزملائه سر الرقم الحقيقي للراتب المقبوض . محطة لا تجد موظفين توزع عليهم أموالها الكثيرة المخصصة من قبل الحكومة الحنونة السابقة الذكر, بعد رفض البعض العمل فيها و انسحاب البعض الآخر منها , و استعداد ما تبقى للرحيل عنها . محطة ترصد اعمار القرى و لا ترصد انهيار جسورها و قاعاتها , محطة تغطي العطايا والهبات من المنازل التي يقدمها رسول المحبة الاغاجاني الى النازحين من بغداد و البصرة والأنبار إلى قرى الشمال , دون أن تكشف في برامجها التحليلية الخطة الكردية المطبوخة سلفا لإعادة منح هذه المنازل إلى الإخوة الأكراد بعد عودة أهالي بغداد و البصرة و الأنبار إلى منازلهم في مدنهم حالما تهدأ الأحوال . محطة تغني لكم بالكردية , وتقدم نشرات أخبارها الخالية من كل شيء ( إلا أخبار الزعيمين إياهما ) بالكردية , وتستضيف صحفيين و محللين سياسيين أكراد , وفي أحسن الأحوال مسيحيين قياديين قيد الرهن و الإيجار في أحزاب كردية , يبثون اليأس و التشاؤم في نفوس أبناء شعبنا المسكين في برامجهم التحليلية التخريبية . محطة تشوه مجانا إرثكم الثقافي بمطربيها الذين يحملون أسماء أبطال تاريخيين أكراد , ولا يغنون إلا لمطربين و فنانين أكراد , و كأننا لا نملك من الإرث الموسيقي الغنائي شيئا حتى يتصدق علينا هؤلاء بأغنية كردية ( أستثني هنا الفنان يوسف عزيز ) . محطة تدوس عمدا على قيمكم و تلغي تاريخكم , و تكرد ثقافتكم , و تحطم إنسانكم , وتحجمكم بالديانة المسيحية لتكونوا مسيحيي الإقليم فقط , فتزرع فيكم مفاهيم مشوهة مفادها أنكم لستم امة , بل أقلية مسيحية كردية , و في أحسن الأحوال أمم متعددة كردستانية , يعمل الساسة الأكراد على السهر من أجل حقوقها , لكن و في الوقت نفسه فإنهم لا يفوتون فرصة و لا يتركون بدعة ولا يعدمون وسيلة للاستمرار في خطة تفتيتها و اللعب على حبال خلافاتها الطائفية , و يجاهدون في سبيل تثبيت أسماء طوائفها في دستور العراق , مصادقا عليها بالأختام الكنسية . محطة لا تنفك تقول أن شعبكم لا يستحق إلا أن يكون عبدا مخلصا لرجالات كنائسه , هؤلاء الذين يسخرون منبر الكنيسة في ليلة الميلاد للدعوات بأن يحفظ الله كردستانهم , أولئك الذين قبضوا في ليلة سوداء غير ميلادية ثمن مواقفهم المقرفة و السلبية و المخجلة بالدولار , لنكون بالتالي عبيدا مأمورين لعبيد مأجورين . فمبارك على شعبنا قناته الفضائية عشتارستان ( وهي بهذا الشكل قناة أرضية بامتياز ) , و مبارك عليه بطله الهوليوودي الآغاجاني , ( وهو الآخر , بعدما كشفنا أوراقه المكشوفة أصلا , ليس إلا دمية مستأجرة ينتهي اللعب بها حالما ينتهي دورها ) , و أتوجه في نهاية هذا المقال إلى القادة الأكراد بالقول أن الرجل الذي لا خير فيه لأمته , لا خير يرجى منه للآخرين , وأن ( المسيحي ) الذي ينتسب إلى أحزابكم و لا ينتسب إلى أحزاب أمته و هي أحزاب قوية فاعلة على الساحة السياسية , سيغدر بكم إن عاجلا أم آجلا . و أن ( الأحزاب السياسية ) و ( الجمعيات الثقافية ) المسيحية التي تتحالف معكم إلى العظم ضد أبناء قوميتها ستتحالف حتما ضدكم في مقابل عروض أسخى غداً ,وأن من يبيع أمته لكم بهذه الأثمان البخسة ، سيبيعكم لا محالة بأسعار أرخص في أسواق التداول السياسية . لكن الأمل كبير بقدرة المخلصين من أبناء هذه الأمة على انتزاع حقوق أبنائها من أيدي الطغاة الجدد , فالأمة التي حافظت و بالمشيئة الكونية على وجودها طيلة سبعة آلاف عام , قادرة حتما على الاستمرار و المضي قدما نحو القمة . والقانون الكارمي الكوني سيعيد حتما للمظلومين حقوقهم , و في النهاية لن يصح إلا الصحيح مهما كان الباطل قويا , فشيمة الباطل انه ( كان زهوقا ) . Opinions