قوائم انتخابية عديدة درس قاس لقومياتنا يجب الاسفادة منه
ان تغيير النظام في العراق تكمن في التغيير لذهنية الشعب من كافة قومياته في اتجاه علماني تقدمي حديث ، وهذا التغيير لن يكون بأزاحة حكم دكتاتوري او ازاحة القوميات الاصيلة واقامة غيره او بتبديل قانون او ايجاد تسميات اورفع شعار جديد يشبه الشعار القديم الا هو الرأي الواحد الاوحد . واعتقد يجب ادخال تغيير اساسي على وعي المجتمع وابدال مفاهيمه حول العلاقات الاساسية بين الانسان والانسان وبين الانسان وعالمه المعاصر. ويكون باقامة مفاهيم جديدة في المجتمع تنطلق من مفاهيم وقيم العلم والفكر شاملة لكل الممارسات والعادات والمعتقدات التي لم تعد تأتلف مع منطق العصر الذي بنيت عليه كل المفاهيم الانسانية في هذا العصر. واذا كانت فئة او قومية تتغنى بأمجاد الماضي بجمود التراث لن تستطيع الدخول الى رحاب العصر والعلمانية المتقدمة وستبقى اسير الماضي والعيش ضمن اطارها . ان رسالة الكُتاب بالاخص الكلدان والسريان والاشور في الفترة الماضية منذ سقوط الحكم الدكتاتوري 2003 ولحد نهاية عام 2008 اعتبرها فترة تقييم وتمحيص الاراء السائدة والتقاليد الراسخة والعادات والممارسات التي اكتسبت بالخلافات فيما بينهم وابتعدتهم الواحد عن الاخر بسبب حب الذات وانكار الاخر والنتيجة النهائية برزت قوائم انتخابية عديدة لاننا ورثنا الدكتاتورية إن ندري او لم ندري وعكسناها على مجتمعنا واخترعنا قوانين جديدة تلائم ذواتنا وخاصة التسمية الدخيلة التي فرقتنا ولم توحدنا ، انه درس قاس لقومياتنا يجب الاستفادة منه . انا ارى بأن كل واحد منا يراجع نفسه وان نزيل كل مالم يعد صالحا للعهد الجديد وفي قيامنا جميعا من سياسيين ومستقلين بمختلف الوسائل من تنوير علمي وجدل فكري وانتاج واقعي لواقعنا ولو كلفنا ذلك العنت والارهاق .ان الخروج من الجمود الى عالم العقل ومن نطاق الغموض الى نطاق التمييز والوضوح هو الطريق الوحيد للوصول الى الالفة والتفاهم والاعتراف الواحد بالاخر كما هو وكما قوميته ، وان معالجة الامور بالمنطق العلمي الهاديء والخروج على جانب الانفعا ل في حياتنا واللامعقول من تراثنا وثقافتنا ، قد يكون أولى واجبات رسالة الفكر في مرحلتنا الحضارية الراهنة التي ما تزال القيم العتيقة تتحكم في كثير من الكُتاب بشكل مخيف ، لايمكن ان يخلف سوى البعد والتفرقة وكذلك يخلف البعد عن التطوير والتغيير المطلوب في نطاق الفكر وقيم المجتمع وثقافته والديمقراطية .
لقد بحث بعض كُتابنا في بنية المجتمع والثقافة السائدة في المعتقدات والمجتمعات الماضية وطبقها في عالمه المعاصر مما سبب الفشل لهذا النمط من التفكير والسلوك المعارض لذهنية الكُتاب الاخرين لاسيما ان حكم قومية واحدة سائدة وسيدة والقوميات الاخرى تبعية لها شكلت هذه الافكار بعيدة عن حكم العقل وبالتالي النفور من هذه الافكار والنتيجة النهائية التفرقة . أن من يحاور اليوم لإقامة مجتمع قومي واحد وبشعار ( نحن شعب واحد ) هو انسان يحاور من اجل مجتمع غير موجود بل من اجل مجتمع لايمكن إقامته إلا عن طريق الاعتداء على القيم والحقوق والحريات لقوميات اخرى . ان شعار ( نحن شعب واحد ) لا يمثلنا وحدنا من الكلدان والسريان والاشور بل يمثل هذا الشعار لكل العراقيين من عرب واكراد وكلدان وتركمان وسريان واشور وارمن . وعليه لايمكن الانفصال عن باقي مكونات الشعب العراقي لنكون شعب واحد مكون من تسمية ( الكلدان السريان الاشور ) وهي دخيلة على قومياتنا بل ستؤدي بالتالي الى شطب القوميات مستقبلا ويحل محلها التسمية .
مجتمعنا ( الكلداني والسرياني والاشوري والارمني ) تأثر بالمجتمع العربي الذي لايسمح فيها للفكر ان يتعرض البحث والتقييم لأصول بعض الموروثات ولو كانت الناحية الاسطورية فيها الغالبة ، لان الاسطورة التي يعيش عليها مجتمعنا تشكل جزءاً لا يتجزأ من ذاكرته وضميره ومن بنية مجتمعه الذي لايهون عليه هدمه بسهولة ومن هذه الاسطورة على سبيل المثال لا الحصر :( اقامة اقليم اشور الذي يمتد حسب ماجاء في البيان الختامي للمؤتمر الاشوري :" شمالا – الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا . شرقا- من منطقة نروة وريكان ضمنا ، نزولا على طول الزاب الاعلى . غربا – نهر دجلة . جنوبا – نقطة التقاء الزاب الاعلى مع دجلة ") . اذا القينا نظرة فاحصة على مسيرة حياة هذا المجتمع توضح انه مازال في عالم ثنائي من الخيال والغيبيات والواقع وانه في وجوده أسير لاسطورة الامبراطرية الحاكمة قبل مئات السنين من مجيء المسيح ، وانه مازال يعاني تسلط واستبداد افكار اشخاص تفصله عنهم قرون .
ان جسم الكلدان انقسم الى ثلاث اجزاء ، الجزء الاول اعتبر مذهبه كلدان وليس قومية والجزء الثاني انفصل المجلس القومي الكلداني عن المجلس الام و خرج بقائمةوالجزء الثالث حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني هو الاخر خرج بقائمة 503 ولكنه يمثل شرعا الكلدان .
يؤسفني ان ابين لجميع الاخوة الكلدان بشكل خاص ان السكرتير الحالي للمجلس القومي الكلداني في عينكاوة نصب نفسه سكرتيرا عاما وبدون انتخاب وانفصل عن المجلس الام وانه لايمثل الكلدان اطلاقا، وكان المفروض عليه ان يلتحم مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي يمثل للكلدان . والسؤال يفرض نفسه : هل كلدانية المجلس القومي الكلداني تختلف عن كلدانية حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ؟
عجبي !!! والسؤال المهم : هل السكرتير الحالي للمجلس المزعوم له الحق الطلب من الكلدان انتخاب مرشحيه وهو اصلا لم يأتي عن طريق الانتخاب ؟؟!! عجبي
وختاما أأمل من سياسيين ومستقلين الالتجاء الى البحوث التي تعالج هذه الامور بمنطق العلم والبحث العقلي وبمفهوم القوميات المتآخية بدون التعالي الواحد على الاخر وكذلك التخلص من الازدواجية او الثنائية المتحكمة في السلوك والفكر لغرض معالجة الخلل في كيان مجتمعنا وافراده على مستويات كثيرة وعند ذلك نستطيع البحث في التمثيل الصحيح لمجتمعنا بقائمة واحدة وإلا خراب !!!