قوات التحالف تقتل 20 مسلحا على الأقل في جنوب العراق
18/06/2007رويترز/
قال الجيش الامريكي إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 20 "ارهابيا" على الأقل في سلسلة غارات جرت في محافظة ميسان بجنوب العراق فجر الاثنين بعد أن تعرضت للهجوم.
فيما قال مسؤول في مكتب مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي المعادي للولايات المتحدة في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان إن العملية أسفرت عن مقتل 17 وإصابة 45 اخرين جميعهم من جيش المهدي.
وتعد هذه أعنف مواجهة بين قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة وجيش المهدي التابع للصدر منذ بدء حملة أمنية في العراق قبل أربعة أشهر.
وقال مسؤولون محليون إن القوات البريطانية والعراقية شاركت في الغارات التي قال الجيش الامريكي انها استهدفت مسلحين يهربون السلاح من ايران الى العراق وانها جرت في مدينة العمارة الشيعية وبلدة مجر الكبير وهما في محافظة ميسان التي لها حدود مشتركة طويلة مع ايران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في شؤون العراق.
وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث العسكري الامريكي بأن القوات الامريكية شاركت أيضا في العملية التي وصفها بأنها واحدة من أكبر العمليات خارج العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر لاستهداف الشبكات التي تهرب أسلحة من ايران.
وقال الجيش الامريكي في بيان انه خلال العمليات تعرضت قوات التحالف لنيران اسلحة صغيرة كثيفة وهجمات بقذائف صاروخية في مدينة العمارة وبلدة مجر الكبير.
وقال البيان "باستخدام التصعيد المناسب للاجراءات اضطرت القوات البرية لطلب الدعم الجوي القريب وقتل 20 ارهابيا على الاقل" دون ان يحدد ما اذا كانت الطائرات الامريكية ام البريطانية هي التي قدمت الغطاء الجوي.
وذكر بيان الجيش الامريكي ان قوات التحالف "اصابت ستة يشتبه في كونهم ارهابيين واحتجزت ارهابيا خلال عملية استهدفت خلية سرية في العمارة ومنطقة مجر الكبير صباح اليوم."
وصرح جارفر بأن بيانا لاحقا سيقدم المزيد من التفاصيل.
وأضاف البيان ان العملية استهدفت "اشخاصا يعملون لشبكة سرية يقومون بتقديم تسهيلات لنقل سلاح ومتفجرات من ايران الى العراق اضافة الى نقل اعضاء ميليشيا الى ايران لتدريبهم على اعمال ارهابية."
وقال البيان ان قوات التحالف قامت "بالتنسيق مع الحكومة العراقية بشن عدة عمليات في العمارة وان قوات التحالف تعرضت في عملية اليوم وعند وصولها الى منطقة العمارة ومنطقة مجر الكبير الى اطلاق نار كثيف باسلحة صغيرة وصواريخ ار. بي.جي."
وأضاف البيان ان القوة المهاجمة اضطرت الى الاستعانة "بدعم جوي لاخماد نيران العدو.. مما ادى الى مقتل عشرين شخصا على الاقل واصابة ستة اخرين بجروح وتدمير عجلة كانت تستعمل من قبل المسلحين كقاعدة للقتال."
وذكر البيان ان تقارير استخباراتية اشارت الى ان منطقتي العمارة ومجر الكبير "كانتا بمثابة الملجأ الامن لاجراء عمليات تهريب لهذه الخلية التي تقوم بنقل معونات ايرانية قاتلة."
وقال البيان ان هذه العملية جاءت "لافهام الارهابيين ان لا مكان امن لهم في العراق لتنفيذ عملياتهم."
وأضاف ان قوات التحالف "مستمرة في البحث والعثور عن كل المسلحين اينما وجدوا في العراق."
وذكر المسؤول في مكتب الصدر في العمارة ان أعضاء في جيش المهدي قتلوا في مجر الكبير بعد منتصف الليل بوقت قصير. وصرح بأن الاشتباكات اندلعت في مجر الكبير بعد بدء الغارة وأعقب ذلك غارة جوية.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "عناصر من جيش المهدي قامت بعد وقت قليل من منتصف ليل امس (الاحد) بالاشتباك مع قوات من جيش الاحتلال التي دخلت منطقة حي المعلمين ومنطقة المغربة في مجر الكبير."
واضاف المصدر "طائرات امريكية قامت بقصف المناطق وان العملية اسفرت عن مقتل 17 شخصا واصابة 45 اخرين من جيش المهدي."
وتنشط ميليشيا جيش المهدي في جنوب العراق بالاضافة الى معقلها في حي مدينة الصدر ببغداد.
وحدثت اشتباكات محدودة بين القوات الامريكية وجيش المهدي منذ بدء الحملة الامنية في بغداد والمناطق المحيطة في فبراير شباط لكن الميليشيا الشيعية ابتعدت بدرجة كبيرة عن مسرح الاحداث في العاصمة العراقية بغداد.
ومن جانبه صرح لطيف التميمي رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة ميسان بأن 16 شخصا قتلوا من بينهم امرأتان كما جرح 45 . ووصف العملية بأنها "كارثة" واتهم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة باطلاق النار بصورة عشوائية. وطالب التميمي الحكومة العراقية بتقديم تفسير عن سبب شن هذه الغارات.
وكانت القوات البريطانية قد سلمت المهام الامنية للقوات العراقية في ابريل نيسان الماضي.
وقال متحدث عسكري بريطاني ان الغارات جرت بقيادة قوات عراقية خاصة بدعم من قوات التحالف.
ومن جانب اخر قالت مصادر طبية ومن الشرطة العراقية ان أربعة على الاقل قتلوا كما أصيب 54 يوم الاثنين في اشتباكات بين مسلحين موالين للصدر والشرطة في مدينة الناصرية الشيعية الجنوبية.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت أثناء الليل عندما هاجمت الشرطة مكتبا للصدر في الناصرية في رد فيما يبدو على هجوم على رئيس الشرطة والذي أسفر عن اصابته.
وقالت المصادر ان الشرطة اتهمت جيش المهدي بمهاجمة رئيس الشرطة.
والناصرية واحدة من المدن العراقية الغنية بالنفط وكانت هادئة نسبيا. وسلمت القوات الايطالية العام الماضي المسؤولية الامنية في المدينة للقوات العراقية.