كاتب اشوري كلداني يلف جثمانه بعلم مشروع كردستان!؟
أتحـفـتـنا قناة "عشتارستان" الفضائية الكردية قبل أيام بمشاهد جديدة ، تضاف إلى قائمة المشاهد المثيرة التي دأبت المحطة على عرضها ضمن خطة تسويق الحكومة الكردية على أنها أمّ الديمقراطيات في العصر الحديث ، و في الشرق الأوسط الجديد تحديداً ، و ضمن مشروع "سياسة تكريد الأخضر و اليابس" المقرر في غرف الظلام السرية ، و المنفذ على أيدي بعض الأدوات المسيحية المستــكردة ، و بنفس الطريقة الهوليودية التي انتهجتها المحطة في إخراج بعض أبطال الكرتون الذين فرضوا زعماء على الجهلة و قليلي العقل من أبناء شعبنا .ففي سياق تغطيتها الشاملة لأخبار كردستان ( وهي بالمناسبة لا تبث من هذه الـ "كردستان" أي خبر يتعلق بأبناء شعبنا رغم أنها محطة "محايدة جدا !!!" و "مستقلة جدا !!!" ) قدمت عشتارستان برنامجاً خاصاً لرحيل الكاتب و المؤرخ الآشوري الكلداني جرجيس فتح الله ، صاحب المساهمات الكبيرة في تاريخ القضية الآشورية لعل آخرها كتابه الموسوم "أضواء على القضية الآشورية . مذابح سيميل نموذجا" . و لا تكمن الغرابة في هذا الخبر بتغطية عشتارستان له ، فزعيم المحطة و أبوها الروحي و ممولها و المكلف بتسيير أمورها كان حاضراً في مراسم العزاء ، و من الطبيعي أن يصطحب الرجل كاميراته الشخصية و مخرجيه و محرريه الشخصيين معه إلى هذا المكان . لكن الغريب الذي يدعو للذهول و الاندهاش و الاستغراب و الانكسار و الألم و الخيبة و القلق و الرعب و الجنون ، و يتعمد الاستهتار بمشاعر الملايين من الآشوريين الكلدان السريان الذين كانوا يتابعون خبر وفاة أحد كتابهم الكبار ( سواء اتفقنا مع أفكاره و رؤاه أم لم نتفق ) الغريب هو أن يلف جثمان كاتب و ناشط كلداني آشوري بعلم أمة أخرى ليست أمته ، و يكفن بشعار شعب آخر ليس شعبه ، و هذه هي المرة الأولى في التاريخ نرى فيها مشهداً على هذه الدرجة من الغرابة و القبح يكاد يصيب المرء بنوبة هستيريا جنونية و شيزوفرينيا حادة تفقده صوابه !!!!!!!
رغم احترامنا الشديد لعلم و شعار الشعب الكردي الصديق ، و تقديرنا الكبير لشعارات و رموز كل الشعوب في المنطقة و العالم ، إلا أننا نتوجه إلى الأخوة الأكراد بهذا السؤال البسيط : ماذا عساها تكون ردة فعلكم لو شاهدتم ( لا سمح الله طبعا ) جثمان الزعيم الكردي عبدالله اوجلان ملفوفا بالعلم التركي؟؟؟ أو جثمان شيفان برور مكفنا بالعلم الآشوري ؟؟؟ أستحلفكم بعلمكم و شعاراتكم و مقدساتكم ، ماذا ستكون ردة فعل الشارع الكردي على مشاهد كوميدية كهذه ؟؟؟ أليس هذا استهتاراً جلياً بمشاعركم القومية ؟؟ أليس انتقاصاً من قيمة المتوفى و قيمة العلم في آن معا ؟؟ بصراحة و شفافية مطلقتين أقول ، أن يُـلـفّ المرءُ ، بعد نضال مرير من أجل إعلاء شان علمه ، بعلم شعب آخر فهذه هي أم المهازل .
لكن السؤال المحير و المقلق و المفزع الذي يقفز الى ذهنك مباشرة و أنت تتابع هذه المشاهد المخزية هو : كم يا ترى يبلغ حجم المبالغ التي قبضها هؤلاء "المطارنة؟؟" و "القادة!!" الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة بحق هذا الكاتب ، و الذين - بالمناسبة - غالبا ما تظهر شخصياتهم على الشاشة ضمن فريق عمل واحد متكامل منظم و موجه و مدرب . أي صفقة هي تلك التي تجعل المرء يتبرأ من قوميته و حضارته و شعاره و علمه ذوات السبعة آلاف عام ليتآمر على مناضل من أبناء قوميته فيلف جثمانه بعلم شعب آخر ؟؟؟؟
ماذا عساه يجيب جرجيس فتح الله يا ترى لو كان قد سئل عن رأيه في هذا المشهد و هو صاحب كتاب : "أضواء على القضية الآشورية ، مذابح سيميل نموذجاً" .
هل تراه يكتب مؤلفاً جديداً و يعنونه : أضواء على سياسة التكريد ، جنازتي نموذجا!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟