كاظم الساهر يغني لبغداد من هولندا ويشيد بالبيت العراقي الدولي كخطوة مهمة نحو التغيير
21/09/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
بعد أن صدح صوته على خشبات أعرق مسارح العالم وأشهرها ليوصل الغناء العراقي والعربي لأبعد مدى، يعود اليوم الفنان كاظم الساهر ليغني في هولندا وفي أعرق معالمها الفنية على خشبة مسرح القاعة الملكية في أمستردام Het Concertgebouw، ليسجل هذه العلامة التي سيدونها التأريخ كأول مطرب عربي يغني على هذه القاعة، ولينقل الحضور إلى عوالم ألف ليلة وليلة في بغداد، والتي ما زالت ذاكرة العراقيين تحتفظ بأروع الصور لتحلق بخيالاتها نحو تلك السماء الساحرة حين لم تكن ملبدة بعربدة الصورايخ وفحيح الرصاص وأنين أرواح الشهداء والمغدروين.
و أعرب كاظم الساهر خلال لقائه برئيس مجلس إدارة البيت العراقي الدولي حسين الحسيني والوفد المرافق له في أمستردام 17-9-2010، عن سعادته بتأسيس البيت العراقي الدولي، وأشاد بمساعيه المدنية والإعلامية الرامية إلى التغيير و منها تشكيل جماعة "عضد" جماعة الضغط والدعم في البيت العراقي الدولي، ومرصد "عسس" عين على السلطة السابعة، مؤكداً أن مثل هكذا مشاريع من شأنها أن تؤسس لأرضية سلمية للتغيير و ترسيخ الوعي و تنوير المواطنين و رفع درجة وعيهم من خلال الثقافة والفن والعلم والأدب وتسليط الضوء على الشخصيات المبدعة والكفاءات العراقية المغيبة.
و أثنى على البيت العراقي الدولي ومساعيه الرامية إلى مد جسور التواصل بين العراقيين خارج العراق وداخله والعمل على خلق سبل جديدة للتفاعل بين العراقيين من جهة و بين العرب والأجانب من جهة أخرى بما يكفل نشر الثقافة و إبراز دور الكفاءات و تمثيل العراقيين بشكل مشرف من خلال الاهتمام بالشخصيات المبدعة لكي يكونوا سفراء للشعر والموسيقى والعلم والأدب وجميع مناحي الحياة.
و قال قيصر الغناء العربي في لقاء حصري مع مؤسسة "اتجاهات حرة" للإعلام والثقافة الدولية، أنه ومنذ عام 1997 لم تسنح له الفرصة لكي يغني في بغداد، و هو يتشوق لذلك اليوم الذي يستطيع فيه الغناء هناك بعد استتباب الأمن، مؤكداً أن بغداد حبيبته التي يتغنى ويتغزل بجمالها على الدوام، لم تفارق خياله ورؤاه وألحانه وأن العراق حاضر معه دائماً من خلال أغانيه و من خلال مشاريعه الإنسانية و من خلال تواصله الفني مع الحركة الفنية في العراق و الشخصيات العراقية.
و رداً على سؤال وجهه حسين الحسيني رئيس تحرير اتجاهات حرة و رئيس مجلس إدارة البيت العراقي الدولي، بخصوص الوضع السياسي الراهن في العراق وهل له تأثيره المباشر لعدم ذهاب الفنان كاظم الساهر إلى العراق طيلة الفترة الماضية، أوضح الساهر قائلاً "أن هناك العديد من السياسيين يريدون أن يخدموا العراق وأن هناك من يملك المؤهلات المناسبة للعمل من أجل العراقيين، و ليسوا جميعاً سيئين وغير كفوءين"، مستدركاً "لكن عليهم أن يعملوا أكثر من ذلك و خاصة في مجال الأمن والخدمات وعليهم أن يحموا المواطنين وأن يعملوا على خلق الأرضية المناسبة لعودة الكفاءات وعودتنا جميعا لكي نغني ونعمل في عراقنا الحبيب، فالوضع الأمني المتردي هو السبب المباشر والرئيس لتردد الكثير من العراقيين عن العودة إلى بلادهم".
و عن الأغنية العراقية و مستقبلها و هويتها، قال الساهر "أن هناك الكثير من الأصوات العراقية ظهرت إلى الساحة الغنائية وهي جميلة جداً وتمتاز بالموهبة والأصالة، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى التدريب والتمرين والإختيار الجيد للكلمات واللحن، لكي تكون مؤثرة ومتواصلة مع الإرث الفني العراقي على صعيد الموسيقى والغناء.
و ختم الفنان العراقي كاظم الساهر حديثه لمؤسسة "اتجاهات حرة" قائلاً "أكرر إعجابي بمشروع البيت العراقي الدولي، وأثني على جهودكم وكل الجهود العراقية الرامية إلى بناء العراق، وهو من وجهة نظري مشروع ثقافي ومدني مميز ومهم وأتمنى له النجاح والموفقية في مساعيه".
و كان النجم كاظم الساهر قد ألهب مشاعر الجمهور العراقي والعربي والهولندي من خلال غنائه للعديد من روائعه القديمة والجديدة والتي وإن اختلفت في مضامينها ما بين الوطني والإنساني والوجداني، إلا أن عواصف التصفيق وتمايلات العشاق للفن وللعراق ولصوت الساهر كانت لها علامة فارقة مميزة وهي أن العراقيين ما زالوا يثمنون قيمة الفن الأصيل والثقافة كطريق فعال للتغيير ولحوار الحضارات والأهم من ذلك توحدهم جميعاً على مختلف انتماءاتهم وثقافاتهم للغناء من أجل بغداد.
*المصدر: اتجاهات حرة - أمستردام