Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كتابنا الاعزاء..لا ترموها بحجر..

الاب رغيد..وشمامسة المذبح ...اية في سفر..
انه سفر شهداؤنا، عتيق عتق التوراة.. كتبناه قبل المسيحية، وتوجناه في اوج انتشارها على اراضينا المقدسة.. طويلة هي اللائحة.. ومغورة في القدم..لكنها تتجدد، يوما بعد يوم.. في ارض قدمت للمسيحية مثالا رائعا للايمان الحقيقي..نقدم شهداءا لمسيحيتنا تارة، ولقوميتنا تارة اخرى، وهل لنا ان نفرق بينهما، نحن ابناء بين النهرين، وهل فرق بينهما اعداءنا حينما (ذبحونا)؟؟
وان حاولنا ان نشعل شمعة لكل اية من ايات ذاك السفر، فهل ستسعفنا ذاكرتنا الملأة ببطولات الرجال..ممن ابوا الا ان يكونوا رجالا في صفحات الزمان المضطرب.. في ان نذكر اسماءهم؟؟ وان اسعفتنا، فمن نذكر؟؟ ومن ننسى؟؟ انذكر من قتلوا خدمة لكنيستهم، وقومهم، وشعبهم، منذ الاف ام مئات ام عشرات السنين، ام نذكر من كانوا ضحية ارهاب نعيش مرارته، في زمننا المعاصر؟؟ وان اكتفينا بذكر الاخيرين، فهل نذكر من قتلوا وهم يضعون ملصقات الانتخابات لقائمتنا؟؟ ام من كان ينقل الكلمة لينشرها ؟؟ ام انذكر الاب اسكندر (كاهن كنيسة السريان) .. ام ايشوع هدايا (تجمع السريان المستقل) ،ام سركون اشور (الحركة الديمقراطية الاشورية)..ام الاب رغيد والشمامسة المرافقين (الكنيسة الكلدانية)..ام عشرات ان لم يكن المئات من رجال فقدناهم في اشهر قليلة.. نتيجة لوضع امني هزيل، وتعصب ديني عقائدي مظلم؟؟
لماذا ننعاكم، ولماذا نستنكر هذه الجريمة..كسابقاتها، ومن ثم نغوص في مسؤولياتنا اليومية من جديد..وننسى استنكارنا مع شروق الشمس؟؟ هل نحن بحاجة لان نكتب عنكم؟؟ وان كتبنا فماذا سنقول؟؟ ولمن سنقول؟؟ دماؤكم انصع من كلماتنا، جراحكم اقوى وقعا على مشاعر الاخرين، من اشعارنا..ورهبة تشييعكم اسمى من بياناتنا وتصريحاتنا..
فانتم لستم بحاجة لمن يكتب عنكم.. ويستخدمكم وسيلة (لبطولاته) (الكرتونية) في عوالم المهجر.. فارواحكم تراقب كلماتنا..وجدران عقولنا..

كفاكم رشقا اعزائي..
رغم الصعاب التي يتعرض لها شعبنا في بغداد والموصل والبصرة..ونواحيها.. ورغم الصعاب التي تواجه كنيستنا..وسياسيينا (الحقيقيين) لاثبات وجودنا على ارضنا..الا ان البعض منا (ممن نتلذذ في مهجرنا) لا يزال يصر على حمل السوط (البالي)، وجلد اخوته و(مسؤوليه) او (خادميه) في العراق.. رغم جراحهم العميقة عمق دجلة والفرات.. (راشقا) التهم لمن يعمل، ويخدم، وينوب عنه، ويمثله في العملية السياسية العراقية، متهما اياه بالرشق !!!
ولا يزال البعض الاخر ممن يجد في بعض الاسماء القومية لنا، كفرا، انزل بحق دينه..وعقيدته.. يتهم رجالا ممن لهم دورهم في كنيستهم، وتاريخ مبهر في علمهم، وتعلمهم.. وكونهم اناسا قدموا الكثير في وطن وشعب يستحق الكثير، يتهمهم بالانحياز والتحريف !!! لمجرد اختلاف في الراي..
الا نرى اننا (نرشق) من نتهمه بالرشق؟؟ ونعلن عن تطرفنا وانحيازنا، حين نعلن عن تطرف وانحياز الاخرين؟؟ أ وليس بالكيل الذي نكيل يكال لنا ؟؟
انساننا الكلداني الاشوري السرياني، بصورة خاصة، والعراقي بصورة عامة، يمر الان بظروف ليس لمخيلتنا ان تتصور ملامحها، فهي ظروف (تعيسة وعصيبة)..قتل، اختطاف، سلب، وتفجيرات..وتعصب ديني.. تأخذ به في اعصار لا تسجل درجاته على الاراضي الاوربية والاسترالية..لذا فاننا لا نشعر به..
فلنكن موضوعيين اكثر في مقالاتنا، ولناخذ لنا قسطا من الراحة، بعد التعب الذي انهكنا، تعب ملاحقة التصريحات والبيانات، التي يطلقها ممثلينا في البرلمان العراقي، وحركاتنا السياسية الكبيرة..فننال بذلك صفاءا في الذهن، قد يساعدنا على قراءة الاحداث بصورة اكثر عقلانية.. وما دمنا نعيش في مهجرنا، ونتلذذ بما يقدمه لنا، فلناخذ مثالا من ثقافة البلد الذي نعيش فيه (خاصة)..فالمثل الالماني يقول (حتى الساعة الواقفة تكون على حق مرتين في اليوم)..

وان كنا نريد ان نخدم الاخرين بكلمتنا، ونطور من جهودهم، ونبغى مصلحتهم، التي هي في المحصلة، تعود بالفائدة لنا، فلتكن مقالاتنا اكثر هضما واستساغة..فلماذا نختار لنقدنا ومقالنا محور الهدم والكراهية والاندفاع..حينما نستطيع ان نعتمد محاور اكثر تاثيرا على القارئ، ذوات الصبغة الايجابية والمفردات المقبولة..
وان كنا نعتقد باننا نخدم (حزبنا) و (قوميتنا) و (تعصبنا) من جراء تلك المقالات، فلا بد لبعضنا كقراء ان يمل كلمات الحقد والكراهية تلك، وثقافة العداء للاخرين. الموجودة في تلك المقالات (ان صح التعبير) ..و ان يمل الرشق بانواعه (مبعثرا قُدم ام منظماً).. وان يسام نفحة السلبية واليأس..ودينونة الاخرين..وان يسأم هذا السقم.. فلينظر (كتابنا) الى ما يصيب شعبنا..وليرحمه.. الا يستحق شعبنا وردة في معاناته ؟؟

اعطوها فرصة..ولا ترموها بحجر
طالبنا كنيستنا، في مقالات عديدة، ولا نزال، بتغييرات كثيرة، في مواضيع كثيرة، نراها بعين العلمانيين، المهتمين بشؤون كنيستهم..الطالبين لها الافضل دوما.. بانين اراءنا على وجهات نظرنا وثقافتنا..المتغيرة من شخص لاخر، فنطالبها تارة بإحداث تغييرات كثيرة، لمسائل (نراها) تستحق التغيير، ونطالبها تارة اخرى بالوحدة الكنسية (عاقدين الامل على ان تكون خطوة نحو الوحدة القومية)..بل ان البعض منا يعيد اسباب (تشرذمنا) (على حد تعبيره) الى قرون طويلة مضت، تعود الى بدايات المسيحية..ولا تفوتنا فرصة ان نحملها (كل) ما نمر به من صعاب..
لا نبالغ ان قلنا ان بعض ما نقوله، قد يستحق الدراسة من قبل رجال الكنيسة..فنحن كعلمانيين، نشعر باننا نكمل صورة الكنيسة ..بتوحيد افكارنا مع افكار المسؤولين فيها..ولكن ان نبالغ في مطاليبنا في زمن وظروف (تنفجر) بين دقيقة واخرى..بسرعة البرق، فهذا قد يكون حملا اخر نضعه بايدينا على عاتق الكنيسة..الذي اصبح مثقلا..للمعاناة التي تسير فيها، كبقية (جبال) العراق..
وفي ذات الوقت فأننا (قد) لا نبالغ ايضا ان قلنا ان (بعض) الممارسات ( لبعض) رجال الكنيسة، لا تتلاءم مع نظرتنا ومفهومنا للكنيسة، ومع (امالنا) في زمننا.. التي نعقدها عليها، لما لها من دور ريادي في تاريخنا، وحاضرنا، ومستقبلنا، وفي نشر ثقافة المحبة وقبول الاخر، ولكن هذا لا يعني ان المؤسسة كلها مصابة بذاك الداء..(داء الممارسات ذات النتائج الغير مؤثرة) او ان رجالها سائرون في طريق (الخطأ) (كما نراه)..ان نظرة الشموليه والتعميم هذه سببت لنا كثيرا من الاختلال في نظرتنا للأمور..وهي بحاجة الى انسيابية اكثر..وتوازن اكبر..لتكون معادلانتا صائبة..
نعم اننا كنا ولانزال نأمل من كنيستنا (عملا) (جبارا) في تقريب وجهات النظر، ومساندة بعض الخطوات (ان كانت صحيحة)، ودفع عجلة (الحوار) بين (الاخوة) الى الامام..لما قد يعم من فائدة على الكنيسة والمؤسسات السياسية الخاصة بشعبنا لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي اصبحت تؤثر سلبا على شعبنا في العراق..وهذا بحاجة الى جرأة في الموقف وادارة جيدة لدفة الامور، وهذا بالطبع ممكن.. بتواجد رغبة حقيقية ..والية جيدة ومدروسة للعمل..
وسنبقى نأمل ان يتم ذلك، ان كان سيخدم اوضاعنا في وطننا.. ويداوي بعض الجراحات..ولابد لهذا ان يكون..لذا فلتكن نظرتنا الى كنيستنا (ارحم) قليلا، ولتكن (مطاليبنا) مقترحاتٍ.. نقدمها بمدنية، دون تحميل الهموم، وتكثيرها.. فالكنيسة هي الاخرى بحاجة لصلاتنا..و(رحمتنا)..وليس الى (ذبائحنا)..(وتوبيخاتنا)...
الكنيسة تخدم، ومن يخدم (يخطئ)..كذلك كل فردٍ، ومؤسسةٍ، وحزبٍ يُنتقد، يكون ذاك دليلا على انهم (يعملون)..فالعاطل لا يخطئ، لانه لا يقوم بأي عمل..تجنى منه ثمار الصواب او الخطأ..
فلنعطي كنيستنا فرصة للنهوض من ركام الاوضاع (المزرية) في العراق..ولنكن (ابناء) كنيسة..وليس (ولاة).. ولنمد لها يدا (لانقاذها) ان كان هذا ما نريده لها.. وان اردنا ان نخدم كنيستنا في ظرفها، فليكن بمقترح هادئ ، وصلاة عميقة..وحوار عقلاني..

بارك الله بكل جهد جمع ولم يفرق..

sizarhozaya@hotmail.com Opinions