Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كذبة نيسان في آذار

 

   بين الحين والآخر يمزح نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية معنا من خلال إطلاق كذبة، عادة ما تتزامن مع موسمها السنوي المعروف بكذبة نيسان، ولكن هذه المرة قبل موعدها بثلاثة أسابيع، لتبدو وكأن آذار استعار الموسم من نيسان، ربما لان صبر (آل سعود) على الاتهامات المتكررة الموجهة لهم فيما يخص صناعتهم ورعايتهم للإرهاب حول العالم قد نفد، فقرروا تقديم موعد الكذبة من نيسان الى آذار، ليطل علينا متحدثهم قائلا: بان بلاده هي من اكثر بلدان العالم تصديا للإرهاب!! وهي من أكثرها التي تحارب الارهاب وتلاحقه اين ما كان!! فيما كتب اخر يقول ان (الارهاب السني) على حد وصفه، ليس رسميا!!.

   هي كذبة ومزحة في آن، ولعل ذلك مما يتميز به نظام القبيلة، فهو يتمتع بقدرة فائقة وخارقة للعادة على الجمع بين الكذب والمزاح في جملة واحدة!!.

   انها كذبة يضحك منها الطفل الصغير، ومزحة ثقيلة جدا تضحك منها الثكلى، وهم، قبل غيرهم، يعرفون جيدا انهم يكذبون ويضحكون على ذقونهم، كما انهم يعرفون قبل غيرهم، بان الرأي العام لا يمكنه ان يصدق مثل هذا الكلام، الا اللهم بعض المغفلين في أدغال افريقيا من الذين لا يطلعون على ما يجري في العالم لانهم لا يمتلكون الانترنيت ولا اي نوع من انواع وسائل التواصل الاجتماعي.

   حتى هؤلاء فسيعرفون عما قريب الحقيقة كما هي، وسيطلعون على دور (آل سعود) ويدهم الضاربة ( الحزب الوهابي) في تغذية وصناعة ورعاية الارهاب في العالم، بعد ان قررت بعض الشركات إيصال الانترنيت لهم مجانا!!.

   انهم يحاولون التنصل عن المسؤولية ببيان او لائحة، وكأن الرأي العام سينسى دورهم في الارهاب على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن بجرة قلم! او انه سينسى انهار الدماء التي سالت، ولا تزال، والدمار الهائل الذي خلفه الارهاب، وما يزال، ببيان يذر الرماد في العيون ويضلل السذج والبسطاء اصحاب العقول الخفيفة.

   ولشد ما يستغرب المرء ممن يدعي الثقافة والفكر والقابلية على التفكير السليم، كيف يبيع ضميره وقلمه لنظام القبيلة فيكتب ما يثير الشفقة في صحفه؟.

   لقد ارتعدت فرائص نظام القبيلة خوفا وهلعا من مغازلة عابرة بين واشنطن وطهران، أعقبه حديث صحفي أدلى به الرئيس باراك اوباما عن احتمال تطور هذه المغازلة الى حوار قد ينجح، وكيف يجب على (حلفائه السنة) على حد قوله، تلقي مثل هذا التطور السياسي بين البلدين، من دون ان يسألوا انفسهم عن سر هذا التغير في السياسة الأميركية تجاههم بعد تحالف تاريخي دام لحد الان اكثر من ٧٠ عاما؟.

   الا يفهمون بانهم كانوا طوال المدة الماضية (بوز المدفع) و (ماشة نار) بيد الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات للضغط على طهران في إطار سياسة عض الأصابع؟ حتى اذا بدأت الغيوم تنقشع بين واشنطن وطهران، انتهى دورهم ولاحت في الأفق ملامح التصفية فكانت اول إرهاصاتها الخلاف القطري - السعودي الذي سينهي الطرفين او على الأقل سيضعفهما؟ وتلك هي سياسة الغرب مع حلفائه كلما استنفذ منهم أغراضه؟ ليشغل بعضهم بالبعض الاخر؟.

   ان على نظام القبيلة ان ينتبه لنفسه قبل ان يجرفه سيل التغيير السياسي القادم للمنطقة شاؤوا ذلك ام أبوا.

   لا تخدعنّهم الشياطين فيظنون انهم أسياد انفسهم، انهم عبيد سيد البيت الأبيض، اما على شعوبهم فأسود كاسرة وكلاب ناهشة.

   والمضحك المبكي في هذا الإطار ما سمعته بالأمس من رئيس تحرير احدى صحف نظام القبيلة وهو يهدد طهران وواشنطن من على شاشة احدى الفضائيات قائلا:

   اذا تهاونت واشنطن في التعامل مع الملف النووي الإيراني، فسترد الرياض بالمثل! وعندما سألته معدة البرنامج عما يعني بذلك؟ قال:

   سنبدأ فورا ببناء مفاعل نووي للرد على المفاعل النووي الإيراني!!! ها ها ها ها ها.

   تخيلوا الى اي مدى وصل الانهيار السياسي والنفسي والعصبي بنظام القبيلة وهو يُحاصَر اليوم من كل حدب وصوب، وكل اصابع الاتهام تشير اليه على انه المنبع الاول والأخير للإرهاب في العالم، ففي مدارسه عشعش الارهاب، وعلى فتاواه التكفيرية التي يصدرها وعاظ السلاطين تغذى، وفي بيوت المبلغين والدعاة الوهابيين بيّض الارهاب، وبدفء لحاهم الطويلة فقّس، وبأموالهم انتشر، وباعلامهم الطائفي التضليلي خدع الشباب والأطفال المغرر بهم.

   ومع كل هذا وذاك، ومع اعتراف كبيرهم قبل أسابيع بدورهم في صناعة الارهاب، يطلّ علينا من باع بلده وشعبه ونفسه ليبريء نظام القبيلة من كل ذلك!!.

   كيف أجاز لنفسه من يدعي إيمانه بالعملية السياسية في العراق الجديد، وإيمانه بالديمقراطية، وانه يسعى في الانتخابات النيابية القادمة ان يحصل على عدد من المقاعد في مجلس النواب الجديد ما يؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة؟ كيف أجاز لنفسه ان يدافع عن القاتل وبهذه الطريقة التافهة؟ ولماذا؟ حتى يبيع العراق الى نظام القبيلة؟ ام حتى يدافع عمن قتل شعبه ودمر بلده وحاول، ولا يزال، تدمير العملية السياسية برمتها؟.

   الا يخجل من نفسه؟ الا يستحي؟ اين الغيرة؟ اين الوطنية؟ اين الشعارات السياسية البراقة؟.

   وصدق من قال (اذا لم تستح فافعل، او قل، ما شئت) فان من لا يمتلك ذرة من الغيرة والوطنية يبيع دينه ووطنه وشعبه ومبادئه وكل شيء بأتفه شيء، كأن يكون مال حرام من بترودولار (آل سعود) الملطخ بدماء العراقيين الأبرياء، كان آخرهم ضحايا المجزرة الإرهابية التي نفذها أزلام نظام القبيلة في مدينة الحلة الصامدة.

   قليل من الحياء، أيها الساسة، فالوطن باق والمال زائل، وأولى بكم ان تدافعوا عن شعبكم من ان تدافعوا عن قتلته.

   ١١ آذار ٢٠١٤

                       للتواصل:

E-mail: nhaidar@hotmail. com

Face Book: Nazar Haidar 

WhatsApp & Viber: + 1 (804) 837-3920

  


 

Opinions