كردستان على فوهة بركان
تؤكد المعطيات السياسية والأمنية الأخيرة بان كردستان أصبحت على فوهة بركان ، ولأسباب موضوعية وعديدة سنحاول إن نسلط عليها الأضواء بشكل موجز .
لقد كشفت لنا نتائج الانتخابات الأخيرة صعودا ملحوظا لقائمة التغيير والقوى الإسلامية مع هبوط بل انهيار لجبهة طالباني وحزبه الاتحاد الوطني الكردستاني ،وهذا التطور سيغير الخارطة السياسية ليس في السليمانية فحسب بل في مجمل الإقليم ، ويمتد التغيير لخارج الإقليم في تركيا وإيران لاسيما ان الأخيرة تشعر بأنها خسرت حليفا أساسيا في المنطقة ولم تسمح بهيمنة برزانية لسد الفراغ الطالباني .
وعلى الصعيد الآخر ان مسعود برزاني الذي وضع نفسه ضمن الإستراتيجية التركية القطرية ونصب نفسه ممثلا عن القوى الكردية ليس في العراق فقط وإنما لأكراد تركيا وسوريا وإيران والجمهوريات الروسية، سيجعل تحت مطرقة هذه الدول لعدم إخلاصه للدولة العراقية الاتحادية ، وعدم امتناعه عن التدخل في الشؤون الخارجية ، فحاول ان يمد أكراد سوريا بكل المستلزمات في حربها ضد جبهة النصرة، وأيضا استضاف برغم انف الحكومة العراقية عشرات الآلاف من المسلحين المحترفين لحزب العمال الكردستاني.
ولعل نتائج هذه السياسة أو المغامرة غير المحسوبة هي الانفجارات الأخيرة التي دوت في قلب اربيل وستليها حتما تدهورات أمنية واقتصادية لن يستطيع برزاني الصمود إزاءها، وكل المؤشرات العقلانية تؤكد ان الأكراد ومن خلال الوضع الراهن بضعف الحكومة المركزية حققوا امتيازات هائلة كان من المفترض الاحتفاظ بها وعدم التفريط بهذا المنجز لان المغامرات والمهاترات ستجعل كل هذا المتحقق في مهب الريح ، ولان الطموحات القومية وعلى الطريقة الإمبراطورية لبرزاني جعلت اقليم كردستان على فوهة بركان.
firashamdani@yahoo.com