كروكر: العراقيون والأميركيون يريدون التوصل إلى اتفاقية تحدد علاقاتهما الثنائية قبل انتهاء عام 2008
07/02/2008 شبكة أخبار نركال NNN/بغداد/
أكد السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، في حوار حول طاولة مستديرة في واشنطن مع عدد من مراسلي وكالة أنباء أسوشييتد برس، أن تنظيم القاعدة توصل إلى طرق جديدة لزعزعة الوضع مجدداً في العراق وأن إيران ما زالت تدرب المتمردين وتزودهم بالأسلحة والمتفجرات. ولكنه أعرب عن الاستعداد لاستئناف الحوار الثلاثي الإيراني-الأميركي-العراقي حول الأمن في العراق.
وقال كروكر، في الحوار في 1 شباط/فبراير الحالي، "إن ما تحاول القاعدة القيام به هو إزالة ذلك الإحساس بعودة الحياة الطبيعية... وسيتعين على العراقيين وعلينا مواصلة جهودنا إلى أن يتم القضاء على هذا التهديد."
وأشار إلى أن العراقيين والأميركيين يستعدون لبدء مفاوضات بشأن اتفاقية تحدد إطار العلاقات الثنائية بين البلدين بعد انتهاء عام 2008 وتمنح الولايات المتحدة سلطة ملاحقة القاعدة والقيام بعمليات عسكرية لمحاربتها.
وأضاف السفير الأميركي لدى بغداد الذي كان يتحدث في نفس اليوم الذي وقعت فيه عمليتا تفجير انتحاري في سوقين في بغداد، تنظيم القاعدة بأنه عدو عاقد العزم يتكيف مع التغيرات. وأوضح أنه "تم تعطيل قدرات تنظيم القاعدة على استخدام السيارات المفخخة إلى حد كبير فلجأ إلى ما شاهدناه اليوم (في إشارة إلى العمليتين اللتين أدتا إلى وقوع أكبر عدد من الضحايا منذ زيادة عدد القوات الأميركية في الصيف الماضي) ومنذ فترة، التحول إلى استخدام الانتحاريات المرتديات لأحزمة المتفجرات. وليس هناك ما يحجمون عن القيام به إن كانوا يعتقدون أنه سينجح في التسبب في وقوع مجزرة والعواقب السياسية المتأتية عنها."
وأضاف كروكر في حواره مع صحفيي وكالة أنباء أسوشييتدبرس حول طاولة مستديرة في واشنطن في 1 شباط/فبراير الحالي، إن "ما تحاول القاعدة القيام به هو إزالة ذلك الإحساس بعودة الحياة الطبيعية، ومهمتنا نحن والعراقيين هي التأكد من أنهم لن يفعلوا ذلك. وأعتقد أن الشعب العراقي لن يسمح لهم بذلك. ولم تعد لديهم قواعد في بغداد يطلقون عملياتهم منها ومن المؤكد أن ما حدث اليوم لن يزيد من شعبيتهم في أي مجتمع محلي في العراق."
ولكن السفير أشار إلى أن هزيمة القاعدة ستكون صعبة وسيكون النجاح فيها متفاوتاً إلا أنه يتعين على الأميركيين والعراقيين المضي قدماً في جهودهم. وأوضح أن قوات القاعدة التي تم دحرها وإخراجها من الأنبار وجدت لنفسها فسحة ما في الموصل، وأن على القوات الأميركية والعراقية التركيز على ملاحقتها الآن في الموصل "لأن ما أثبتته هو أنه إن تركها المرء وشأنها فإنها ستعيد تنظيم صفوفها وتنقل القتال مجدداً إليه."
وفي ما يتعلق بدور إيران وتدخلها في الشؤون العراقية ودعمها المتمردين، قال كروكر، إن "هذا كجميع الأمور الأخرى (في العراق)، أمر معقد ... فقد شاهدنا، من جهة، تقلصاً في حجم إطلاق النار غير المباشر على المنطقة الدولية، وهو ما كان يعتقد أنه بإيحاء من إيران... ولكننا، من الجهة الأخرى، مقتنعون بأنهم ما زالوا يدربون ما يعرف بالمجموعات الخاصة في جيش المهدي وبأن الأسلحة... ما زالت تتدفق من إيران. "
ولكن كروكر قال رغم ذلك إن الولايات المتحدة جاهزة لاستئناف المحادثات الثلاثية الإيرانية-العراقية-الأميركية حول الوضع الأمني في العراق وأن ذلك الجهد مهم رغم أنه لا يتوقع نتائج سريعة. وأشار إلى أنه "إذا ما كان الإيرانيون مستعدين إلى المجيء إلى الطاولة في الأسبوع القادم....فإنني لا أعتقد أننا نريد تفويت تلك الفرصة للجلوس معهم وجهاً لوجه لمناقشة أمر بأهمية الأمن في العراق." وأعرب عن اعتقاده بأنه من الأفضل أن يسبق اجتماع السفيرين والمسؤولين العراقيين اجتماع على مستوى الخبراء الفنيين.
أما في ما يتعلق بدور سورية فقال كروكر: "شاهدنا في الواقع تقلصاً في عدد المفجرين الانتحاريين الذي يعبرون الحدود....ولا نعتقد أن هذا مجرد صدفة بل أن هناك مزيداً من الجهد السوري المنظم لاتخاذ موقف أكثر صرامة بهذا الشأن. ومن الواضح أن هناك المزيد الذي يمكنهم القيام به وينبغي وآمل أن يقوموا به، لأن نوع الناس الذين يأتون من سورية هم نفس نوع الناس الذين يودون رؤية نظام مختلف في دمشق. ... وبالتالي، فقد شاهدنا بعض التقدم ولكننا نود، ونحتاج إلى، مشاهدة المزيد."
وحث السفير الأميركي، جميع الدول المجاورة للعراق، وخاصة الدول العربية، لا سورية وحدها على القيام بالمزيد لمساعدة العراق لأنه "كان وسيكون جزءاً مهماً جداً من العالم العربي. وهناك الآن مناخ أمني أفضل. ويمكن للسفارات أن تؤدي وظائفها ... وأعتقد أن على أصدقائنا العرب... أن يتواجدوا بطريقة إيجابية." وحث بشكل خاص، المملكة العربية السعودية ومصر على تعيين سفيرين دائمين في بغداد.
وفي حين رفض كروكر الخوض في أي تفاصيل حول استراتيجية الأشهر القادمة، إلا أنه أشار إلى أنه مع تحسن الوضع الأمني يجب تحويل التركيز على تحسين أمور كثيرة أخرى كالخدمات، وخطتنا "تمثل تركيزاً أكبر على المجالات غير الأمنية في العملية، (المجالات) السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وبعبارة أخرى، الإقليمية. ... وعلينا أن نساعد العراقيين على تحقيق تحسينات مهمة في الحكومة وفي الخدمات المقدمة إلى الشعب."
أما في ما يتعلق بوجود قوات أميركية على المدى الطويل في العراق فقال كروكر إن "أحد الأمور التي يتعين علينا تحقيقها في عام 2008 هو التوصل إلى اتفاق مع العراقيين بشأن مجمل علاقاتنا الثنائية بشكل عام وعلاقاتنا الأمنية بشكل خاص. وذلك لكون فترة سريان مفعول قرار مجلس الأمن الحالي الذي يوفر التفويض للقوة المتعددة الجنسيات تنتهي في 31 كانون الأول/ديسمبر (2008) وقد قال العراقيون إن هذا هو آخر قرار يريدونه من مجلس الأمن. وسنعمل بالتالي في الأشهر القادمة على التوصل إلى اتفاقية إطار استراتيجي ترسم حدود علاقاتنا الثنائية وتوفر أساساً للتعاون الأمني بعد انتهاء عام 2008."
وحين سئل عما إذا كانت الاتفاقية ستحدد عدد القوات الأميركية التي ستظل موجودة في العراق على امتداد فترة طويلة قال إنه لا يعتقد أنها ستتطرق إلى الأرقام إطلاقا. والمقصود منها هو أن "تنص على الأمور التي يمكننا القيام بها والسياق الذي سنقوم بها ضمنه، بما في ذلك السلطة للقيام بعمليات عسكرية." وأوضح أن الولايات المتحدة ستحتاج و "سيشعر العراقيون أننا نحتاج إلى التمتع بسلطة القيام بعمليات حربية قتالية على مستوى ما بطريقة ما،" لأنه لن يكون قد تم القضاء تماماً على نشاطات القاعدة آنذاك. وأضاف أنه سيتم النظر إلى السلطات المخولة في قرار مجلس الأمن الحالي والتوصل إلى "أفضل طريقة لإخراجها من سياق متعدد الأطراف إلى سياق ثنائي."
أما في ما يتعلق بعدد القوات وما شابه ذلك "فستكون تلك قرارات تنفيذية يتخذها الرئيس الحالي أو الرئيس القادم." وأكد كروكر أنه لن تكون هناك أي اتفاقات سرية وأن الاتفاقية ستتسم "بالشفافية التامة." وأشار إلى أنه يتوقع إجراء دورة تمهيدية من المحادثات "في وقت ما من هذا الشهر،" إذ يود الطرفان استكمالها في أسرع وقت ممكن. ويتعين استكمالها قبل نهاية العام،" وإن كان الهدف الذي يسعى العراقيون والفريق الأميركي إليه هو استكمالها بحلول فصل الصيف."