كلام عن عشرة ملايين دولار مخصصة لشعبنا
لا مراء في حقيقة ان مبلغ عشرة ملايين دولار يخصص لشعبنا يعتبر مبلغاً مهماً ، وخصص لشعبنا باعتباره من الشعوب الأصلية القاطنة في الوطن العراقي وهو مهدد بالأنقراض .نشر على موقع عنكاوا خبراً مفاده : ان الكونغرس الامريكي خصص عشرة ملايين دولار لمساعدة الكلـــدان الاشوريين السريان في سهل نينوى ، وجاء في متن الخبر ان الكونغرس خصص عشرة ملايين للأقليات العراقية المضطهدة ، خصص 8 ملايين الى الكلــــــدان ومليونان خصصت للمشروعات الصغيرة ويضيف الخبر :
ان جاكي بيجان رئيسة الاتحاد الكلـدانـي الآشـوري السـرياني اعربت عن ارتياحها لقرار الكونغرس حيث قالت :
واخيرا فقد نجحنا في اظهار معاناة شعبنا في العراق الى النور وان الكونغرس بدأ باتخاذ خطوات عملية لابراز التحديات الحقيقية التي تجابهها الاقليات المهمشة في العراق .
اما السيد مارتن منا رئيس غرفة التجارة الامريكية الكلدانية ،رئيس المجموعة في ديترويت فقال:
كان لنا حظا قليلا من النجاح قبل هذا العام في ايصال مطالب وحاجيات شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. لكنه بعد ان اتحدنا معا فقد استطعنا ان نحصل على ركيزة اساسية لابناء شعبنا.
وقال جوي نولينبيرغ العضو الاقدم في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية الامريكي :
على جميع الامريكيين فهم مازق المسيحيين في العراق. واضاف :
ان العديد من جيراننا الكلـــــدان لديهم عوائل واصدقاء يعانون في العراق وهذه المنحة ستقدم لهم المساعدة. وإن المنحة تحتاج الى توقيع الرئيس الأمريكي جورج بوش لتصبح نافذة المفعول .
كل ذلك مهم والآن نأتي الى الأهم :
ـ لا شك ان شعبنا في الوطن ومن تشرد في دول الجوار هو في ظمأ الى المساعدة ، لكن ثمة رزمة من التساؤلات ينبغي الأجابة عليها ، وأهمها :
1 ـ من هو المخول باستلام هذه الملايين العشرة ؟
في الوهلة الأولى سيتردد أسماء : أولاً ، الحكومة العراقية . وثانياً ، حكومة أقليم كردستان . وثالثاً الكنيسة الكلدانية او مجموع الكنائس . ورابعاً ، الأحزاب القومية السياسية لشعبنا . وأخيراً ، لجنة من شخصيات سياسية مستقلة او حزبية لشعبنا . ويبقى هذا السؤال بحاجة الى إجابة شافية .
2 ـ النقطة الأخرى ، لمن تمنح هذه المساعدة ؟ من يستحقها من ابناء شعبنا ؟ هل توزع على شكل مبالغ نقدية فيقسم مبلغ العشرة ملايين دولار الى نصف مليون او اكثر من المسيحيين الموجودين على تراب الوطن او الذين تقطعت بهم السبل في دول الجوار او مناطق أخرى ويقسم المبلغ بالتساوي ؟
وبرأيي الشخصي ان هذا التوزيع ليس واقعياً ولا يحل اية مشكلة ولا يوفي بالغرض .
أقول :
3 ـ بتصوري ان يجد هذا المبلغ طريقة الى الأستثمار ، واستغلال ريعه في مساعدة أبناء شعبنا من الكلــدان والسريان والآشوريين ، كما ان استثماره سيساهم في رفع المعاناة المالية وذلك بإيجاد وظائف شاغرة وسيساهم في القضاء على البطالة ويكون عاملاً حاسماً في قطع نزيف الهجرة .
4 ـ من القنوات المهمة للصرف . الحد او على الأقل تقليل من نزيف الهجرة المنهك ، ولا ريب ان الصعوبات المالية التي تعترض ابناء شعبنا بسبب فقدان أعمالهم التجارية ، نراهم يعزفون عن الزواج او عن الأنجاب ، وهذه نتيجة طبيعية للصعوبات والظروف الأستثنائية العسيرة ، وبهذا الصدد اقترح منح مبلغ معقول الى كل من ينوي الزواج من شبابنا ، إضافة الى ذلك يخصص مبلغ معين لكل عائلة من عوائل شعبنا تنجب طفلاً في داخل الوطن او في دول الجوار . وتقدم دراسة بمقدار هذا المبلغ .
5 ـ من المقترحات ايضاً تأسيس دار نشر كبيرة مع مطبعة متطورة لكي تساهم في نشر الكتب والمجلات والأصدارات الأخرى ، وفائدة هذا المشروع مزدوجة وهي ثقافية وعلمية وبنفس الوقت تساهم في إشغال أيدي عاملة .
6ـ من الأفكار المعروضة واعتقد انها تلقى الترحاب من لدن أبناء شعبنا بمختلف مراحلهم العمرية وتوجهاتهم السياسية ، هو تأسيس جامعة باللغة العربية والأنلكيزية في القوش ، وتفاصيل هذه الجامعة يمكن ان تقدم بها دراسة ، هل تكون جامعة تكنولوجية أم معاهد فنية ام دراسات أخرى ، واللغة العربية والأنكليزية ضرورية لمواصلة الدراسة لأبناء شعبنا ، وفيها تدرس اللغات الأخرى كدورس ثانوية مثل اللغتين الكردية والكلدانيـــة . واضافة الى أبناء شعبنا من الطلبة سيستفيد من هذه الجامعة إخواننا اليزيدية والعرب والأكراد الذين يرغبون بمواصلة الدراسة باللغتين العربية والأنكليزية ، ومثل هذه الجامعة ستضع حداً لمعاناة طلبتنا من الأقليات عموماً في ما يتعرضون له اثناء مواظبتهم للدراسة في الموصل .
وربما يتساءل القارئ الكريم لماذا اقترحت اسم القوش والسبب يكمن في موقعها الجغرافي حيث القوش مركز لناحية فيها كل الأطياف ولا سيما الأخوة اليزيديين الذي طالهم الأرهاب ، والقوش بعيدة نسبياً وليست في متناول يد الأرهاب ، كما انها منطقة متآخمة لأقليم كردستان ، والقوش كانت سيرورة التعليم جارياً فيها على مدى دهور ، وأسم القوش مقبول أكثر بين أبناء شعبنا من الكلـــدان والسريان والاشوريين ، وهذا رأيي الشخصي وربما للقارئ الكريم رأي مخالف .
إن مثل هذه الجامعة سينهض بسهل نينوى ويصبح مركزاً مهما ، فالجامعة تعتبر معلم حضاري وعلمي ضروري لتطور المنطقة : منطقة كردستان وعراقنا الحبيب عموماً ، وهي ايضاً مظهر من مظاهر الحكم الذاتي المقترح للمستقبل .
أضع هذه المقترحات ولا بد ان للقراء الأعزاء لهم أفكاراً ونتمنى ان نعمل بأفكار متنوعة ولكن بقلب واحد في سبيل خدمة شعبنا .
حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.com