كلمة العراق خلال انعقاد القمة الاقتصادية الأولى لمنظمة المؤتمر الإسلامي
10/11/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
الهاشمي يناشد دول العالم لتقديم كل وسائل الدعم ليستعيد العراق عافيته مؤكداً عزم العراقيين على استكمال بناء الدولة طال الزمن أم قصر، وفيما يلي نص كلمة العراق خلال انعقاد القمة الاقتصادية الأولى لمنظمة المؤتمر الإسلامي:
أكد الأستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أن الدولة العراقية استطاعت تحقيق إنجازات مهمة لإنعاش الاقتصاد ورفع المستوى المعيشي على الرغم من التركة الثقيلة وانشغال مؤسسات الدولة في الحرب على الإرهاب والخارجين على القانون وفرض الأمن وسلطة القانون من جهة وتأسيس النظام الديمقراطي الجديد وإعادة بناء مؤسسات الدولة من جهة أخرى.
وأضاف الهاشمي في كلمة العراق التي ألقاها خلال انعقاد القمة الاقتصادية الأولى لمنظمة المؤتمر الإسلامي اليوم حيث يرأس سيادته الوفد العراقي:" سيقر مجلس النواب الميزانية الجديدة لعام 2010 بزيادة واضحة عن الميزانية السابقة، كما طرحت الكثير من المشاريع الاستثمارية الكبيرة ، ووقع العراق أيضاً عقودا واتفاقيات مهمة وطويلة الأمد مع تركيا ومصر والأردن وعدد من الدول الأخرى. وافتتحت في هذا العام أول دورة لمعرض بغداد الدولي منذ عام 2003 بمشاركة شركات عربية وأجنبية،كما دشنت السوق العراقية أول بورصة الكترونية بدلا من البورصة القديمة ".
ووصف سيادته " هذه النشاطات والفعاليات الاقتصادية المتواصلة " بأنها :"رد حاسم على الهجمات الآثمة التي تعرضت لها بغداد الحبيبة مؤخرا"، وتابع : إنها فرصة للعودة بقوة إلى ساحة الجذب والتنافس المشروع، مما يدفعنا إلى حث دول المنظمة إلى إعادة استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع العراق تمهيدا للدخول في اتفاقات شراكة ومشاريع مشتركة، وتفعيل لجان التعاون الفني والتجاري والاقتصادي، واتخاذ خطوات جدية وعملية نحو تعزيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية العراقية المختلفة، كما ونطالب بإسقاط ما تبقى من الديون تخفيفا للضغوط التي تنهك الميزانية العراقية وتطيل من أمد معانات إخوانكم في العراق".
وناشد الهاشمي في كلمه :" دول العالم تقديم كل وسائل الدعم والمساعدة من اجل ان يستعيد العراق عافيته والتي ستؤول خيرا عميما للمنطقة والعالم اجمع" . وشدد نائب رئيس الجمهورية على ضرورة الإقرار " بأن أمام العراقيين شوط طويل من اجل استكمال بناء مؤسسات الدولة"، مؤكداً تصميم العراقيين " على ذلك طال الزمن أم قصر" .
وحول طبيعة تفاعل العراق مع اتفاقيات ومقررات المؤتمر أكد الهاشمي أن العراق سوف يصادق " على جميع الاتفاقيات والمنظمات المتخصصة والتي انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي وهو ما يمثل انعكاسا طبيعيا لسياسة العراق المبدئية من المنظمة ورغبته الأكيدة في دعم مختلف أنشطتها حيث يتمنى العراق ان يكون في قائمة الدول الاسلامية المستفيدة من تخصصات العراق بأمس الحاجة اليها بسبب ظروفه الأستثنائية" .
كما تمنى سيادته "على الامانة العامة المباشرة بإسناد بعض المناصب القيادية سواء في الأمانة العامة نفسها أو اللجان المتخصصة التابعة للمنظمة الى كوادر عراقية بعد أن غابت عنها لفترة طويلة" .
المكتب الإعلامي
للأستاذ طارق الهاشمي
نائب رئيس الجمهورية
9-11-2009
نص كلمة الأستاذ طارق الهاشمي في المؤتمر
"بسم الله الرحمن الرحيم"
فخامة الدكتور عبد الله غول
رئيس الجمهورية التركية
معالي الدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, باديء ذي بدء أود بتوجيه التحية إلى تركيا حكومة وشعبا على حسن الترحيب وحفاوة الاستقبال التي تعودنا عليها في هذا البلد الصديق الذي مزج ببراعة بين الأصالة والحداثة وبين القيم وتقنيات الحضارة المعاصرة.
وأثمن بهذه المناسبة أيضا الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلتها الحكومات التركية المتعاقبة منذ إقرار تأسيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية مطلع الثمانينات ولغاية يومنا هذا. وإننا واثقون بان هذه القمة ستشهد نجاحا كبيرا لأعمالها بفضل ما وفره لها فخامة الرئيس غول من كريم الرعاية وأسباب التوفيق منطلقا من رؤيته الحضارية العميقة ونهجه العصراني الرصين.
تنعقد هذه القمة اليوم وعالمنا الإسلامي يمر بمنعطف دقيق، وسط ظروف إقليمية استثنائية تموج بالأزمات والمخاطر، ومعترك دولي يطرح العديد من الخيارات، مما يقتضي منا، مسائلة دقيقة للذات، واعتماد رؤية موضوعية مبنية على تشخيص دقيق للواقع مقارنة بالإمكانات ومن ثم الانطلاق بروح وثابة يسودها التفاؤل والعمل الدءوب والتخطيط العلمي المدروس لتعبئة قدراتنا، والتمسك بروابط التضامن الحقيقي، و إلارادة الحازمة للنهوض بأمتنا الإسلامية، ومواجهة التحديات الأمنية والتنموية والحضارية، التي تحول دون تحقيق أهدافنا، وفق مرتكزات خياراتنا المبدئية المبنية على الاعتدال، والتسامح وقبول الآخر ، والرغبة الحقيقية في اللحاق بركب العالم الصناعي لنكون شركاء حقيقيين في التقدم والبناء .
فالأمة الإسلامية على الرغم من اتساع رقعتها الجغرافية وحجم كثافتها السكانية وتعدد ثرواتها ومواردها الاقتصادية وتنوعها الحضاري والثقافي لم تحقق لها وجودا فاعلا على الخارطة الاقتصادية العالمية لأسباب عديدة أهمها ما تشهده من عدم استقرار نتيجة لغياب المنظومة الفكرية والحضارية الناظمة لمشاريع النهوض مما أدى إلى احتدام الحروب والنزاعات المسلحة والتدخلات الأجنبية والتي أدت بمجملها إلى تشتيت الموارد الاقتصادية والبشرية وضيعت على الشعوب الإسلامية العديد من الفرص قي التقدم والارتقاء .
لقد ساهمت هذه المؤشرات في تقليل فاعليتنا ومشاركتنا في الانجازات العالمية باستثناء بعض التجارب الناجحة هنا وهناك والتي تصلح أن تكون أنموذجا يحتذى في البناء والنهوض، اقتصاديا وبالطبع سياسيا، في حين نهضت وبزغت الى ارض الواقع مجاميع اخرى في بقاع اخرى من العالم لا تمتلك نصف ما نمتلك من مقومات النجاح والنهوض وعلى الرغم من وجود توجه لدى بعض الدول الإسلامية للنهوض باقتصادياتها، غير ان الرغبة في التغيير الاقتصادي لوحدها لا تكفي لنقلها إلى مستوى أفضل ما لم تكن مستندة الى جملة من آليات الإصلاح والتجديد، وحتى هذه الأخيرة قد لا تجدي نفعا إذا كانت مستنسخة من تجارب دول أخرى، إن مشاكلنا مختلفة والتحديات التي نواجهها متنوعة وبعضها ذاتي وبالتالي فنحن بحاجة الى نموذج ينسجم مع خصوصيتنا كأمة كانت في يوم من الأيام مركز الإشعاع الحضاري والاستقطاب الفكري والعلمي وان ريادتها في هذا المجال ستبقى ممكنة .
لقد نشأت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ 40 عاما في ظروف اقتصادية ودولية تختلف كثيرا عما هي عليه ألان، فالمشاكل التي كانت تواجه العالم الإسلامي في ذلك الوقت هي غير التي نواجهها ألان، ولكي تتمكن هذه المنظمة من مواجهة المشاكل الطارئة والنهوض بالأمة الإسلامية وتغيير واقعها لابد إذن من القيام بسلسلة واسعة من التدابير والتشريعات تتزامن مع تغييرات هيكلية مما يؤهلها للعمل في عالم اليوم بمرونة اكبر والتكيف أمام أنماط المشاكل والتحديات المختلفة التي تواجهها ولاسيما ما يتعلق بالأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الغذاء والطاقة وغيرها .
أول القضايا التي يجب التفكير بها في إي هيكلية جديدة هي كيف نعزز وشائج العلاقات بين دولنا ونرفع مستويات التعامل الثنائي والمتعدد الأطراف المرن بينها ونضعها ضمن نظام للأفضليات التجارية والاقتصادية وفي الفرص الاستثمارية وفي تنسيق ودعم المواقف في المحافل الدولية والخروج بصوت متسق ومتناغم لتخفيض حجم الخسائر والتضحيات التي ندفعها من دماء أبنائنا ومن الأموال التي تتكبدها اقتصادياتنا.
ولابد لي في هذا المجال من الإشادة هنا بإمكانات وقدرات معالي الدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو الأمين العام للمنظمة، الذي شهدنا خلال فترة رئاسته نجاحات باهرة لها، رغم تواضع الإمكانات التي وفرت له خلال مدة رئاسته، في وضع المقترحات العملية والتصور الأمثل للمنظمة من هيكلية وأهداف وخطط ووسائل وأساليب واليات عمل
أما الموضوع الثاني الذي وددت إن أتحدث فيه هو الوضع القائم في بلدي. فعلى الرغم من التركة الثقيلة وانشغال مؤسسات الدولة في الحرب على الإرهاب والخارجين على القانون بهدف فرض الأمن وسلطة القانون من جهة وتأسيس النظام الديمقراطي الجديد وإعادة بناء مؤسسات الدولة من جهة أخرى، فأنها استطاعت بعين الوقت من تحقيق إنجازات مهمة لإنعاش الاقتصاد ورفع المستوى المعيشي .
وخلال هذا الشهر من المحتمل أن يقر مجلس النواب الميزانية الجديدة لعام 2010 التي بلغت عشرات المليارات بزيادة واضحة عن الميزانية السابقة، وطرحت الكثير من المشاريع الاستثمارية الكبيرة للمشاركة، كما وقع العراق عقودا واتفاقيات مهمة وطويلة الأمد مع تركيا ومصر والأردن وعدد من الدول الأخرى. وافتتحت في هذا العام أول دورة لمعرض بغداد الدولي منذ عام 2003 بمشاركة شركات عربية وأجنبية،كما دشنت السوق العراقية أول بورصة الكترونية بدلا من البورصة القديمة. كما ونسعى إلى أن يأخذ القطاع الخاص دورا مهما في تنشيط الاقتصاد العراقي.
هذه النشاطات والفعاليات الاقتصادية المتواصلة تعتبر ردا حاسما على الهجمات الآثمة التي تعرضت لها بغداد الحبيبة مؤخرا والتي لم تثنِ عزيمتنا في المضي قدما لإعادة العافية إلى جسد الاقتصاد العراقي وتأهيله للعودة بقوة إلى ساحة الجذب والتنافس المشروع، مما يدفعنا إلى حث دول المنظمة إلى إعادة استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع العراق تمهيدا للدخول في اتفاقات شراكة ومشاريع مشتركة، وتفعيل لجان التعاون الفني والتجاري والاقتصادي، واتخاذ خطوات جدية وعملية نحو تعزيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية العراقية المختلفة، كما ونطالب بإسقاط ما تبقى من الديون تخفيفا للضغوط التي تنهك الميزانية العراقية وتطيل من أمد معانات إخوانكم في العراق
ومع كل الذي تحقق حتى الآن لابد من الاعتراف والإقرار بأن أمام العراقيين لازال شوط طويل من اجل استكمال بناء مؤسسات الدولة ولكننا مصممون على ذلك طال الزمن أم قصر ولذلك أناشد من هذا المنبر الكريم كل دول العالم تقديم كل وسائل الدعم والمساعدة من اجل ان يستعيد العراق عافيته والتي ستؤول خيرا عميما للمنطقة والعالم اجمع .
سوف يصادق العراق على جميع الاتفاقيات والمنظمات المتخصصة والتي انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي وهو ما يمثل انعكاسا طبيعيا لسياسة العراق المبدئية من المنظمة ورغبته الأكيدة في دعم مختلف أنشطتها حيث يتمنى العراق ان يكون في قائمة الدول الاسلامية المستفيدة من تخصصات العراق بأمس الحاجة اليها بسبب ظروفه الأستثنائية . . كما اتمنى على الامانة العامة المباشرة بإسناد بعض المناصب القيادية سواء في الأمانة العامة نفسها أو اللجان المتخصصة التابعة للمنظمة الى كوادر عراقية بعد أن غابت عنها لفترة طويلة.
لابد لمؤتمر من هذا النوع من وقفة مرؤة تليق بفلسطين الجريحة وشعبها المنكوب ، لابد لهذا الجمع المبارك ان يتبنى برنامجا متميزا يخفف من معاناة اهلنا في فلسطين في الضفة وغزة وإزالة الحصار الظالم المفروض عليها ،
بالتأكيد من اللازم بل من الواجب العمل الجاد في تطوير اقتصاديات شعوبنا من خلال مشاريعنا المشتركة التي تستهدف تحسين ظروف حياة مواطنينا وزيادة مدخولاتهم ولكن لا ينبغي تجاهل حق مشروع لشعب عريق حرم حتى هذه اللحظة من تقرير مصيره و تأسيس دولته وعاصمتها القدس الشريف ، هو اليوم بأمس الحاجة الى دعم صمود شعبه اقتصاديا .
ختاما نتمنى لهذه القمة النجاح من اجل الارتقاء بعمل منظمتنا وتعزيز وحدة امتنا وجمع كلمتها وتحقيق أماني وتطلعات شعوبنا بما يحقق نهضتها وتقدمها وعزتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته