Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كلمة ديفيد باتريوس القائدالعام للقوات المتعددة الجنسية في العراق الى الشعب العراقي

09/04/2007

نركال كيت/
أيها العراقيون الأعزاء:

يوم الاثنين 9 نيسان 2007 هو الذكرى السنوية الرابعة على تحرير العراق من نظام صدام حسين و سيكون هذا اليوم للكثيرين في العراق و العالم يوم للتأمل و التدقيق في الأيام الأولى للتحرير في عام 2003 و ما حدث منذ ذلك التاريخ.

و كوني أحد الذين كانوا طرفاً في "المعركة إلى بغداد" أتذكر جيداً أحلام و آمال الشعب العراقي عندما قام جنود قوات التحالف بإسقاط تمثال صدام في ساحة الفردوس و ذلك في نيسان 2003 و عندما أنظر إلى الماضي أتذكر إحساس هائل بالنجاح آنذاك و لكن هذا النجاح و لأسباب متعددة لم يتحقق بالكامل بعد و لكي نكون صادقين مع بعضنا البعض علينا أن نعترف بأنه رغم الانجازات الكبيرة في العراق منذ 2003 إلا أن السنوات الأربع الماضية كانت أيضاً مخيبّة للآمال و أصبحت العديد من مناطق العراق خطراً على أولئك الذين يساهمون في بناء دولة جديدة في هذه البلاد العريقة.

في 9 نيسان 2007 قد يقوم بعض العراقيين بمظاهرات ضد وجود قوات التحالف في العراق و هذا من حقهم في العراق الجديد و لكن لا بد من لفت الانتباه إلى أن السبب الوحيد لقدرتهم على ممارسة هذا الحق هو وجود قوات التحالف التي حررتهم من النظام الدكتاتوري و الوحشي السابق و الذي لن يكن ليسمح لهم أبداً بممارسة حقهم في حرية التعبير.

و لألئك الذين قد يشاركون في النزول إلى الشارع أن يتذكروا مرة أخرى بأنه لولا قيام قوات التحالف في 2003 بتحريرهم (و بالتأكيد لولا الجهود المبذولة من قبل العراقيين و قوات التحالف منذ ذلك الوقت) لما استطاعوا أداء مراسيمهم الدينية بأعداد هائلة و لما كان لهم القدرة على اختيار قادتهم من خلال انتخابات حرة ديمقراطية أو التصويت على الدستور أو اتخاذ الخطوات الأولى نحو تأسيس حكومة تمثل و تستجيب لكافة العراقيين.

إنه من المهم جداً لي أن يتذكر النجفييِّن (أو مواطني النجف) الوقائع التي حدثت في عام 2003 عندما كان لي الشرف أن أقود الفرقة 101 المحمولة جواً وهذه هي الفرقة التي حررت النجف الأشرف و مدينة الكوفة و في الواقع كانت معركة النجف الأشرف أول عملية قتالية هامة لنا في العراق و بعد انتهاءها ذهبنا لملاحقة و هزيمة عناصر من جيش صدام و فدائيي صدام الذين قاتلونا في الكفل و كربلاء و الحلة و ذلك قبل أن تم تأمين و استقرار جنوب بغداد و حديثة و أخيراً الموصل و محافظة نينوى و لقد قدم جنودنا التضحيات العظيمة من أجل توفير الحريات لأهل النجف و الملايين من العراقيين وبالرغم من عدم اتسامها بالاكتمال إلا أنه لولا هذه التضحيات لما كان للشعب العراقي هذه الحريات اليوم.

لقد حقق تأسيس العراق الجديد العديد من الإنجازات الجديرة بالذكر و لكن كان هناك أيضاً عدد من الإخفاقات. في الواقع لم تكن جهود قوات التحالف بدون أخطاء. وقد اعترَفتُ بالعديد منها عند مخاطبتي للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي في كانون الثاني 2007 و أود أن أضيف أيضاً بان قوات التحالف حاولت على الأقل التعلم من أخطاءها و عندما ارتكبت هذه الأخطاء و كان سببها سلوك غير مقبول قامت قوات التحالف بأخذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين في هذه الأعمال و قد قامت قوات التحالف بالرغم من العثرات ببذل كل الجهود لخدمة كل العراقيين و إسناد كل الذين يدعمون عراق جديد و الذي تأسس على مبادئ مثبتة في الدستور العراقي.
و يواجه العراق- بعد مرور أربعة سنوات – العديد من التحديات الصعبة حيث تصاعد العنف الطائفي بعد تفجيرات مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في شباط 2006 و وقد تسببت هذه التفجيرات نكسة كبيرة و في الواقع أدت هذه التفجيرات إلى تمزيق نسيج الشعب العراقي و لا تزال أضرار هذه التفجيرات واضحة في أحياء مختلفة من بغداد و في مناطق أخرى خارج العاصمة

و الآن تبذل قوات التحالف و القوات الأمنية العراقية جهود جديدة لتحسين الوضع الأمني للشعب العراقي و لإعطاء قادة العراق فرصة للتوصل إلى حلول للقضايا الصعبة التي يجب معالجتها لتعزيز المصالحة بين أطياف شعب العراق و لاستيفاء الظروف التي تسمح لقوات التحالف بالانسحاب

و كوني القائد العام لقوات التحالف في العراق و أني أمضيت سنتين ونصف من حياتي في هذه المهمة فإنني استغل هذه المناسبة لأطلب الدعم للخطة الأمنية الجديدة و أطلب من العراقيين رفض العنف و المقاتلين الأجانب وأولئك الذين يشعلون نار الفتنة الطائفية بأموالهم و أسلحتهم و ذخائرهم و تدريبهم و شبابهم الضال. و بالإضافة إلى ذلك أسأل العراقيين بأن يقوموا بإعلام القوات الأمنية العراقية و قوات التحالف عن أي شخص يقوم بارتكاب أعمال عنف في أحياءهم ضد المواطنين العراقيين أو القوات الأمنية.

لقد قامت قوات التحالف بتحرير العراق من "جمهورية الرعب" التابعة لصدام حسين و الآن آن الأوان للعراقيين أن ينبذوا الذين يحاولون إشعال نار الفتنة بين أناس كانوا قد عاشوا بسلام في بلاد الرافدين منذ الأزل و قد حان الوقت بأن يُظهر العراقيون طيبتهم و رغبتهم في احترام كل الطوائف و القوميات المتواجدة في العراق و رغبتهم في إعادة نسيج الشعب العراقي و هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها للشعب العراقي استثمار الفرصة التي تحاول قوات التحالف و القوات الأمنية العراقية إعطاءها لهم و هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق أحلام و آمال مواطني هذا البلد الذي ينعم بثروات مباركة منَّ الله سبحانه و تعالى بها على العراق العزيز

مع فائق التقدير و الشكر


ديفيد باتريوس
فريق أول – الجيش الأمريكي
القائد العام للقوات المتعددة الجنسية في العراق

Opinions