كلمة في قائمة الرافدين(504)
في دورتين سابقتين للإنتخابات البرلمانية تأكدّ أن خيارغالبية الناخبين من أهلنا ,كان في منح أصواتهم لقائمة ألرافدين لأسباب أعتقدها صائبة وما تزال ماثلة رغم كل ما حيك ويحاك ضد راعية هذه القائمة(الحركةالديمقراطية الاشوريه) من مكائد لإفشالها, كان الرد واضحا حين حظيت القائمة ليس فقط بأصوات أهلنا الكلدواشوريين السريان بل بأصوات من جنوب ووسط العراق كالنجف والعمارة ومدن أخرى , وهو لعمري خير دليل على أن نهج الحركة القومي بعكس ماهومتعارف عليه , لم يتعارض و قناعات كل عراقي وطني بغض النظر عن قوميته ودينه ,وقد سبب ظهور هكذا صوت وطني فتي موازيا لتطلعه القومي قلقا لدى البعض , مما جعل صناديق الإقتراع في مراكز مدن وقرى سهل نينوى حيث يتواجد أهلنا عرضة للسرقة والتزوير كي تحرم القائمة من أصوات مريديها ( حسب ما ورد في تقرير المفتش الامريكي(ويثرو) الذي كان مشرفا على إنتخابات سهل نينوى في العام 2005 ).ونحن اليوم إذ نتألّم من كثرة قوائمنا ومن ظاهرة تحليق البعض بأجنحة الغير كما فعل الإخوة في الوطني الاشوري وغيرهم ,نقول"حسبي الله ونعم الوكيل" يبقى هذا خيارهم وهم يتحملوا وزره سلبا أو ايجابا , لكن ونحن أزاء هذا الواقع الذي فرضته علينا علاقات أحزابنا المظطربة, يكون أمام أهلنا في إنتخابات مجالس المحافظات خيار مهم يتمثل في ممارسة اللعبة بشيئ من الحذاقة في إستثمار ألأصوات وعدم شرذمتها, فالوطني الاشوري على سبيل مثال سوف يحصل أوتوماتيكيا على مقعد في أقل تقدير سواء صوتنا لقائمة (التأخي الكردية) أم لم نصوّت , ومن أجل أن نحصل على المزيد من التمثيل يكون الخيار الأكثر فائدة هو التوجه إلى التصويت لأي قائمة مستقله أخرى , وقائمة 504 من وجهة نظري هي خير من لها إستقلالية و فيها إمكانية تجميع عدد أكبر من الأصوات ,لذا وجب علينا التذكير ليس إلا ,و بهذا العمل نكون قد ساهمنا بحكمة في تخفيف تبعات الحالة المظطربة فيما بين أحزابنا وتذليل عواقب خلافاتهم .
سواء تم إجراء إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها المقرر أم لم يتم ,فلا بأس أن يجرّنا الحديث عنها الى قول كلمتنا بحق الحركة الديمقراطية الأشوريةوهي راعية قائمة الرافدين 504 , حيث أنني شخصيا لو سُمح لي بالتصويت , وأنا ما زلت أطمح ألى قائمة تضم أبناء شعبنا موحدين , سابقى مقتنعا وللمرة الثالثة في إنتخاب مرشح قائمة (الرافدين رقم 504) وحبذا لو كان المرشح مستقلا .
"" حب وأحكي وأكره وأحكي "" مقولة ربما سيستعين بها أحد الإخوة في تفنيد ما أدعيه , لكن ماعرفته عن الحركة الديمقراطية الأشورية لفترة زادت على العقدين وأنا أتابع نشاطاتها وببساطة إمكاناتها وما إعتراها من هفوات تحسب عليها ,عرفت عنها ثقتها العالية بنفسها دون أقرانها والشواهد كثيرة , ولمن يتابع خط بيان هذه الثقة يراه يتصاعد يوما بعد آخر كلما توالت محاولات النيل منها ومن كيانها .
لايختلف إثنان حول حقيقة نشأة الحركة بإعتبارها فصيل ولد من رحم شعبه و ترعرع و إكتسب خبرته ورسخ حضوره الوطني والقومي بإمكاناته الذاتية وبعرق جبين ناشطيه ودماء شهدائه, وهذا معناه أنها سخرت ما لديها من أجل قضية وهي تمارس فعالياتها وبالنتيجة يكون الخطأ أمر محتمل كما هو الصواب , أما القول بأن جماهيريتها قد إنحسرت(عدديا) في الأونة الأخيرة , كما يروق للبعض وصف حالها , فالأمر يكاد يكون طبيعيا فحالنا حال أي شعب يضم في صفوفه النموذج الذي يتغير موقفه كلما عرض عليه منصب او ظرف فيه وريقات خضراء أو قرأ عبارة ملتهبة لكاتب أو محلل يضع حرف الدال قبل أسمه ( د. فلان) أو سمع خبر منمّق أو تعليق ناري مصدره وكالة ( قالوا ويقولون) او كما يسميها أحدأصدقائي بوكالة( كمري) بينما حقيقة الأمر هي ما أثبتته نتائج الإنتخابات.
من جانب آخر, الملاحظ لمرونة الحركة في ردود أفعالها و تأكيدها الدؤوب علىغرس ثقافة مشروع الوحدة القومية وبلورة فكرة تأسيس مفهوم سياسي قومي ووطني معتدل ومستقل لأبناء شعبنا , يستنتج بأنها تمتلك نظر يمتد لأفق و لمسافات تستدعيها لخلق آليات عمل جديدة وتطويرها بما يتناسب والحالة القائمة , وذلك من وجهة نظري يشكل عامل فكري حيوي يزيد من شعورالإنسان بالإرتياح وهو يمنحها صوته كلما تتطلب ذلك, أرجو ان لايساء فهمي لو نأيت بنفسي عن التطرق إلى هفوات او لنسمها أخطاء إعترت عمل هذه الحركة, فإعلان موقف مؤازر للحركة أو لغيرها لا يمكن أن يبررالسكوت أو غض الطرف عن مهمة كشف ألخطأ , لكني لا أرى جدوى من أن اكون طرفا مبادرا في إستباحة حرمة البيت بشكل فوضوي كما يفعل البعض في مناسبة ومن دونها في ظروف كثرت فيها المعاول والفؤوس بحجة النقد والتقويم.
حسب قناعتي وأنا لست منتميا سوى إلى شعبي وقضيته في الوطن , أقولهابكل أمانة بأن الحركة في نهجها ومواقفها ما زالت هي الأجدرفي تمثيلنا على الساحة العراقية نظرا لما تتمتع به أفكارها الوحدوية والوطنية من ترابط في خطاباتها ومتانة في مواقفها تفتقدها كثير من الأحزاب, وكي أكون أكثر وضوحا , فإنني عندما قررت منح صوتي لقائمة الرافدين في السابق, منحته ليس لشخص السيد يونادم كنة اولشخص اي مسؤول مع إحترامنا لكل ما يبذلوه من جهود ربما تصيب مرتين وتخطيئ في الثالثة , بل تأيدي الحقيقي هو لخط الحركة الفكري الذي ما زالت تبذل المزيد من أجل تطويره وطنيا في وقت بات الكثيرون يتنصلون عن وطنيتهم بأسم القومية ,كما لا يعني موقفي هذا عدم إحترامي للقوائم الاخرى البتة فهو خيارهم !! لكن تبقى أولوياتي إنطلاقا من الحالة العامة التي نعايشها هي المقياس بالنسبة لي مع إحترامي لمن يختلف معي , علما أن امنيتي كانت, وستبقى يدي مشدوده بيد كل من ينشدها معي لشعبي المسكين ألا وهي أمنية تحقيق مستوىً أرقى من النضج السياسي المستقل والفكري المنفتح مع الأخر, لأن هذا الذي يجسر الفجوات ليصنع لنا المكان المرموق في مستقبل عراقنا وهو الذي يؤهلنا لخوض الإنتخابات بقائمة موحدة تستوعب تباينات أفكارنا تحت مظلّة صدق وثبات إنتماءنا الحقيقي لجذورنا القومية والوطنية كي نخرج منها بصوت وطني وقومي مدوي .
في حقيقة الأمر وكما هو معمول به ديمقراطيا , و بعد مرور اكثر من خمس سنوات ,كان يفترض عدم إعتماد انتخابات مجالس المحافظات نفس قوائم وكتل البرلمان(القومية والدينية المذهبية) الموجودة حاليا, وهي تمثل خطوة جادة لمحاربة التعنصر الطائفي والقومي , لكن مادام الأمر فرض على شعبنا فما علينا سوى التعاطي معه بالمثل .
أتمنى لقوائمنا المنتمية لشعبها وللوطن كل الموفقية أولا, ثم أرجو من أهلنا ممارسة اللعبة بذكاء كما نوهنا من خلال التمعّن قليلا قبل التصويت لتحديد أحقيّة القائمة التي تستحق أصواتنا ليس من باب التحزب او التعنصر للاشخاص أو ضدهم , بل مشاركة منا في حلحلة مشاكلنا و إحتراما لمواقف أولئك الذين يقولون كلمتهم الواضحة والذين ضحوا بدمائهم وسهروا الليالي من أجل قضيتهم و بقوا مع أهلهم في كل الظروف يشاركونهم المتاعب و يستمدون منهم قوتهم في خوض ضمار نشاطهم السياسي القومي والوطني.