كنيسة المشرق بجميع فروعها بحاجة اليوم إلى رجال صلاة
المقدمة :لم يوجد وقت شعرت فيه كنيسة المشرق بجميع فروعها بحاجتها إلى القوة مثل وقتنا الحاضر، وخاصة في هذه الظروف التي يمر فيها أبنائها من ضغوط متنوعة، وآلام مختلفة من هجرة وتهجير، وقتل، وخطف، وتفجير كنائس، وتهميش، وإقصاء وتشتت، وفشل في مواقف معينة. ولست أظن أنه يوجد طريق آخر لاختبار قوة هذه الكنيسة العريقة سوى طريق الصلاة الحارة، نحن اليوم بحاجة ماسة لأن نتعلم الصلاة من جديد ونلتحق بمدرسة الصلاة. والدعوة إلى الصلاة في هذه الأيام هي الدعوة العظمى والملحة التي يصرخ بها الروح القدس في قلب وحياة كل مؤمن فيها لكي يكون تلميذ حقيقي ليسوع المسيح.
كنيسة المشرق بجميع فروعها :
ان زيادة قوة الكنيسة مالياًً وعمرانياً، وامتلاكها للكثير من الوسائل العلمية، والتقنية الحديثة التي تستخدم في الخدمة والتعليم، وكل الامكانيات الأخرى، ما لم تتقدس بالصلاة، فانها تصبح لعنة كبرى تعوق تقدم هذه الكنيسة، وتعطل أثمار خدمتها، ونحن في هذه الأيام في أشد الحاجة إلى رعاة مصلين يقدمون قدوة عملية للشعب. فيا ترى من الذي يقف في الثغرة ؟ ان الشخص الناضج الذي يستطيع أن يدفع الكنيسة للصلاة هو أعظم المصلحين وأكبر المرشدين، هو النبي الحقيقي في عصرنا.
ان الكنيسة في هذا العصر – كما في كل العصور أيضاً - تحتاج إلى رجال أشداء في الإيمان، يعيشون حياة القداسة والتدقيق، ويختبرون يوماً فيوماً الصلاة في خدمتهم، فتكون صلواتهم وإيمانهم وحياتهم العملية – قبل عظاتهم – سبباً في احداث ثورات روحية في حياة الأفراد كما في حياة الكنيسة أيضاً.
اننا لا نريد رجالاً لهم القدرة على اثارة عواطف الناس، وجذب انتباهم عن طريق الكلام المنمق المرتب، ولا نريد خداماً يجتذبون الشعب بوسائل التسلية المختلفة التي يدخلونها إلى كنائسهم، لكننا نريد خدام يستطيعون عن طريق الله، وقوة الروح القدس، وفاعلية الصلاة أن يحركوا قلوب الناس، ويحدثوا ثورات في حياتهم تكتسح كل شيء وتغير مجرى الحياة بالكامل.
ان الاستعداد الفطري، والمواهب الشخصية، والمعلومات المكتسبة عن طريق الدراسة، كل هذه لا تكون الخادم الناجح، لكن الإيمان الواثق، والصلاة المقتدرة، وقوة التكريس، والتواضع وانكار الذات، وفناء المجد الشخصي بالكامل في مجد المسيح، هذه هي عناصر النجاح للخادم الذي يستخدمه الله بقوة، ليس بطريقة تمثليلية استعراضية، وانما بهدوء وتركيز يكتسحان كل ما يعترض طريق عمل الله.
يستطيع الله أن يعمل عجباً لو وجد الشخص المناسب، ويستطيع الإنسان أن يعمل عجباً لو ترك قيادة حياته لله، وفي تاريخ هذه الكنيسة تستطيع أن تلمح كواكب مضيئة لامعة أنارت الطريق للآخرين، وقادت الكثيرين للحق، ولا تزال سيرتهم حتى الآن سبب بركة ورفعة لحياة المؤمنين. ان حاجة الكنيسة في هذه الأيام بكل فروعها إلى مثل هؤلاء.
مسك الختام :
ان الله يطلب أناساً قد صلبوا أنفسهم عن العالم بالكامل، واختبروا في حياتهم قوة الصلاة وفاعليتها، لكي يعمل بهم عجباً، ويعيد إلينا مجد الكنيسة الأولى التي بدأت في العلية وهزت الأرض كلها، فهل من مجيب ؟
ابن الرافدين
الراهب آشور ياقو البازي
للمزيد انقر على هذا الرابط
http://albazi2009.ba7r.org
منتدى البازيين
منتدى أحفاد سومر وأكد وبابل وآشور