كنيستنا الكلدانية وصرخة مطران كركوك
leon.barkho@ihh.hj.seبعد العسر يسرا. هذا ما إستشفته من المقال المليء بالأمل الذي أتحفنا به نيافة مطران كركوك لويس ساكو مؤخرا ( رابط 1). بكلمات قليلة ولكن معان كبيرة زرع الأمل في قلوب كل الغيارى على كنيستهم المشرقية العظيمة، الكنيسة الكلدانية، والتي يشرفني كوني واحد من خدمتها (شمامستها). بعد أن دبّ القنوط والتشاؤم قلوبنا لا بل بعد ان قطع كثير منا الأمل في إصلاح وإنقاذ كنيستنا، يخرج هذا الأسقف العلامة الغيور على كنيسته ومستقبلها ويقول لنا كما قال المسيح لتلامذته: "لا تخافوا."
لم يتكىء أسقفنا الجليل على عكازة التبرير والحجج، بل إنبرى وبجرأة قلّ نظيرها مشخصا الخلل وأسبابه وداعيا في النفس وقته إلى القيام وبأسرع وقت بجهد مخلص لدرء الخطر المغدق بهذه الكنيسة التي نحبها أكثر من حياتنا. والله يشهد ان النقد الذي كتبته في سلسلة مقالات على مدى سنة كاملة تقريبا لم يكن هدفه إلا الإصلاح وجذب إنتباه الغيارى في هذه الكنيسة من الإكليروس والعلمانيين إلى أننا نمر بأزمة خطيرة وإن لم نتحرك قد يفوتنا الأوان ونخسر أغلى ما نملكه في حياتنا. الكنيسة بالنسبة لنا ليست الدين والعبادة فقط. إنها جزء من حياتنا ووجودنا. إنها حافظة تراثنا وإرثنا السرياني بأدبه وشعره وموسيقاه، بعلمائه وملافنته وقديسيه وفلاسفته وشهدائه الذين تشبّعوا وأرتووا من الحضارة السريانية وأغنوا بها الحضارة العالمية.
بعد هذا المقال الذي يضع النقاط على الحروف ويمنحنا خارطة طريق للخروج من النفق المظلم الذي نحن فيه، علينا نحن الكتاب الكلدان المعارضين للوضع الحالي لكنيستنا أن نفرح ونغبط لأن جهدنا لم يذهب سدى. كم تعرضنا لمضايقات، وكتابات هدفها التشهير والشخصنة والمباشرة لابل حتى التهديد بالحرمان الكنسي وغيره. اليوم هو يوم الأيام بالنسبة لي شخصيا. بعد سنة من الجهد يخرج علينا صوت قوي من الكنيسة ويقول ما معناه "آن الآوان لمراجعة ومحاسبة النفس".
لقد أثلجت صدورنا يا أسقفنا الجليل. الكلمات التي سطرها قلمكم تساوي الدنيا عندي. إنها مؤشر على ان هناك من إستجاب لرغبة الكلدان الصامتين قبل ان ينطقوا ويقول كلمتهم الفصل. قلتها من أجلهم ونحن وهم ممتنون لك. إتصل بي قبل فترة عدد كم الكهنة قائلين: "وماذا بعد، يا شماس، إلى متى تنفخ في الرماد". إلى هؤلاء الأعزاء اقول إن نفخنا في الرماد قد أثار شظايا وإن شاء الله سيشع النور والإصلاح والأمل لكنيستنا وشعبنا بتسمياته المختلفة.
كيف لا وان أسقفنا الجليل وضع نصب عينيه ونصب عيون اللجنة التي سيوفق بتشكيلها بعون الله لإصلاح الكنيسة وحدة كنيسة المشرق الكلدانية مع شقيقتها كنيسة المشرق الأشورية. كل المتعلمين والمثقفين بيننا إن كنا كلدانا أو أشوريين او سريان يعلمون علم اليقين أننا شعب واحد، كنسيا لنا طقس واحد نشترك في الأعياد والأيام والقديسين والشهداء والملافنة. لنا تاريخ واحد وإرث وتراث وحضارة واحدة جمعتها أم اللغات، الا وهي اللغة السريانية. لا يشذ عن هذه الحقيقة التاريخية غير المغالين والمتطرفين.
لنتشبث كلنا بالأمل الذي منحنا إياه أسقف كركوك ونشكر الله على هذه النعمة. ونحن عل أحرّ من الجمر بإنتظار اليوم الموعود لإنعقاد المؤتمر الذي يدعو إليه أسقفنا الجليل. سيكون، إذا أنعقد، نقطة إنعطاف وتحول كبيرة نحو ألأحسن بعون الله وسيكون له، إن نجح، أثر كبير ليس على مسيرة كنيستنا الكلدانية فقط بل على مستقبل كنائسنا المشرقية برمتها وعلى مستقبل شعبنا بتسمياته. لنقف كلنا صفا واحدا وراء الإصلاح الذي تقوده اليوم الكنيسة ذاتها متمثلة بأسقفها الجليل لويس ساكو.