كيري مخاطباً زيباري: العراق حليف أساسي وعليه الوثوق بدعمنا له في مواجهة التحديات
أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري حاجة العراق إلى دعم الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، وفيما استبعد انزلاق البلاد إلى "حرب طائفية أو أهلية"، شدد على حيادية العراق تجاه الأزمة السورية، في حين أكد نظيره الأمريكي جون كيري أن العراق حليف مهم وأساسي لواشنطن في المنطقة.
يأتي هذا في وقت طالبت مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل، قادة العرب السنة في العراق وحكومة المالكي بتركيز جهودهما على عملية تعزيز الثقة في العملية السياسية قبل وخلال الانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل في العراق.
وقال زيباري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية جون كيري في واشنطن، مساء الخميس، إن "العراق بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب وبناء قدرات قواته الأمنية، لكي يتمكن من درء الخطر المتزايد الذي تمثله القاعدة وجبهة النصرة، لاسيما الخطر الآتي من سوريا".
وأضاف زيباري أن "العراق لديه موقف مستقل تجاه الأزمة السورية، ويعتقد أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للوصول إلى مخرج للأزمة"، مبينا أن "العراق لم يقدم لا المال ولا السلاح ولا النفط للنظام السوري، بل وقف على مسافة متساوية من المعارضة ومن النظام السوري".
وتابع زيباري "ليس هناك أي متطوعين عراقيين يدخلون إلى سوريا بموافقة من الحكومة العراقية، وهناك بعض الميلشيات تشجع على تطويع الشبان وتأجيج الصراع الدائر في سوريا ولكن هذا الأمر لا يمثل سياسة الحكومة العراقية".
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن العراق حليف أساسي ومهم للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، موكدا أن على العراق الوثوق بالولايات المتحدة كحليف وداعم له في مواجهة التحديات".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت يوم الخميس، ان الوزير جون كيري سيبحث مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الذي يزور الولايات المتحدة حاليا، اتفاقية "صوفا" للعمل الستراتيجي بين البلدين. على هامش الاجتماع الرابع للجنة التنسيق المقرر عقده في واشنطن.
ووقع العراق والولايات المتحدة في نهاية تشرين الثاني 2008، اتفاقية سميت الإطار الستراتيجي لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الستراتيجية مع جمهورية العراق إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، فضلاً عن توفير مهمة مستدامة لحكم القانون بما فيه برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.
ومن المتوقع أن تستمر علاقة العراق والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة ضمن ما يعرف (اتفاقية الإطار الستراتيجية) والتي تنص على التبادل والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والأمنية.
وفي سياق منفصل، قالت مجموعة الأزمات الدولية، في آخر تقرير لها حول العلاقة بين العرب السنة والحكومة العراقية، ان "نشر القطعات العسكرية والقوات الخاصة وتكثيف حملات الدهم والاعتقالات ، لن تؤدي إلى التهدئة بل ستعزز الانفصام الحاصل بين العرب السنة والحكومة المركزية في بغداد"، كما ورد على لسان المحلل السياسي في المجموعة ماريا فانتابي، التي طالبت رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يستمد قوته من الولايات المتحدة الأميركية، بأن "يعي ذلك جيدا".
وطالبت المجموعة في تقريرها حكومة المالكي "بإيجاد طرق لإشراك العرب السنة في العملية السياسية، على أن يتم إجراء محادثات بين الطرفين لوقف إطلاق النار والتعاون مع القوى المحلية لبناء ستراتيجية أمنية في أقاليمهم وكذلك في مناطق الحدود العراقية – السورية".
وقال التقرير أن حكومة المالكي شددت الإجراءات الأمنية أكثر من اللازم ، الأمر الذي فاقم الانقسام بين العرب السنة والحكومة المركزية في بغداد، مضيفا أن العراق يقترب من حافة الانهيار والانتكاسة نحو الصراع الشامل بعد أحداث الحويجة ، حيث أرض المواجهة وعمليات القاعدة ، إضافة إلى استمرار هجمات دولة العراق الإسلامية التي ستزيد من التوتر في العراق.
وتحدثت المجموعة في تقريرها عن خيبة أمل العرب السنة في العراق بسبب الغليان المستمر في البلاد، وكذلك الاستقطاب غير المسبوق بين السنة والشيعة في الإقليم بشكل عام، ناهيك عن استمرار تفجير السيارات المفخخة وما تخلفه من قتلى وجرحى ودمار في طول البلاد وعرضها، الأمر الذي يفضي إلى انتكاسة قد تؤدي إلى حرب طائفية .
وأضافت المجموعة أن التقسيم الإثني الملاحظ في العراق أدى إلى تهميش العرب السنة ، وجعل منهم أقلية في نظام يسيطر علية العرب الشيعة والكرد، علما أن المجتمع العراقي المدني نأى بنفسه عن هذه الظاهرة.
ولفتت المجموعة التي تعنى بالأزمات الدولية وتضع حلولا لها إلى "أن المحاصصة التي رأيناها في السنوات القليلة الماضية أقنعت بعض القيادات العربية السنية في العراق بأن الصراع المسلح هو خيارهم الواقعي"، مشيرة إلى أن غياب التحول الدراماتيكي سيؤدي إلى بروز مخاطر انكسار دولة العراق الهشة ، يساعد في ذلك أيضا التوتر الحاصل في الإقليم برمته في إشارة منها إلى ما يجري في سوريا".
كما أوصت المجموعة بضرورة إشراك العرب السنة في العلمية السياسية "لأن ذلك بدا أكثر إلحاحا من ذي قبل"، منوهة بأن "الاعتصامات السنية التي بدأت منذ كانون الأول – ديسمبر الماضي اتخذت الطابع السلمي ضد حكومة المالكي، لكنها لم تجد أذنا صاغية لمطالبها" .
كما أوضحت أيضا أن فرض النظام في الحويجة مكن غالبية الأصوات الراديكالية في صفوف القيادات العربية السنية من الانضمام إليها ما أدى تحويل الاحتجاجات السلمية إلى صراع مسلح.