كيف لا اكون ,,,,حزينا
كيف لا اكون حزينا وانا كغيري من الملايين من ابناء بلدي يعيش في بلاد الغربةبعيدا عن وطنه واهله ,كيف لا اكون حزينا وبلدي يدمر ويحترق كل يوم كيف لا,وسماء وطني العزيز اصبحت ذات لون اسود نتيجة اعمدة الدخان المتصاعدة من الانفجارات,كيف لا اكون حزينا على مياه دجلة والفرات التي امتزجت بها دماء ابناء بلدي الابرياء,حزني يكبر كل يوم على بغداد,بغداد الحبيبة عاصمة العلم والثقافة والشعر,بغدادالتي من كان يذكر اسمها يتذكر الجواهري والرصافي وابو نؤاس وناظم الغزالي والقبنجي,بغداد التي كانت لياليها اجمل واكثر ازدحاما من نهارها.لاتعرف ماهو الليل,بغداد عاصمة الحب والسلام والامن والامان......كيف لا اكون حزينا على البصرة الفيحاء التي تحولت الى صحراء,ونينوى العظيمة مدينة الانبياء تحولت الى ملاذ للارهاب والاعداء,وديالى ام البرتقال اليوم كثر فيها القتال,كيف لا احزن على بقية المحافظات وان لم تتطلها يد الارهاب شكت وتشكو من سوء الخدمات......
مايجعلني حزينا اكثر اطفال بلدي عندما اراهم يشحذون ويبيعون ويتسكعون في الشوارع هاملين مدراسهم من اجل لقمة العيش,اي مستقبل ينتظر هولاء الابرياء؟؟؟
كيف لا اكون كذلك وطلبة المدارس والجامعات كادوا ان يفقدون بصرهم من الدراسة على الفوانيس الحديثة واللالات تحت برودة المهفات المصنوعة عالميا,كيف لا اكون حزينا والمراة العراقية تذرف كل يوم دموعا حارة على فلاذات اكبادها الذين اذا لم يستشهدوا بانفجار ما فالاعتقال والسجن مصيرهم اما الشباب فانهم يستحقون حزنا كبيرا لانهم بدون عمل واذا يكون لاحدهم كشكا صغيرا يكسب منه لقمة العيش فيكون مطاردا من شارع الى اخر...
كيف لا اكون حزينا وانا ارى التطور العلمي والتكنلوجي الذي حصل في كل العالم في تقدم وبلدي في تاخر مستمر.....
حزني كبير ويكبر وانا ارى قادة بلدي في معارك طاحنة على المناصب الوزارية,نعم انهم وبعد سبعة اشهر من الانتخابات لم يتمكنوا من اختيار رئيس للوزراء,لا بل لم يتمكنوا من الوصول الى صيغة ترضي جميع الاطراف,ارحموا الشعب العراقي الصابر الصامد يا قادتنا الاعزاء,ارحموه يرحمكم الله انه الشعب الذي فداكم وتحمل الصعوبات لاجل انتخابكم,,اهكذا تجازونه.لا ياقادتنا فكروا في الشعب ثم فكروا من يستحق ان يكون رئيسا للوزراء,فكروا بهذا الشعب المسكين وبعد ذلك فكروا كم يكون راتبكم الشهري.الشعب العراقي يستحق كل الخير .....
واخيرا ولكي لا اكون حزينا اتمنى ان يعود بلدي العراق الذي عشنا فيه وشربنا من مياهه واكلنا من خيراته ,يعودالى ماكان وتعود بغداد مدينة الامن والسلام لكي نعود نحن ونعيش ونموت في العراق..
رعد دكالي\هولندا