كيف ولماذا وأين ومتى سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟ 3
jawadbashara@yahoo.frقبل عقد من الزمن، أي في عام 2000 من القرن الماضي ظهر كتاب مثير للدهشة يروي فيه مؤلفه، وهو جون دي رغويالغ jean de Raigualgue تجربته الغريبة عن إتصاله بكائن فضائي سنة 1984. وقد رد الزائر الفضائي على تساؤل جون دي رغويالغ لماذا لا يقيم اتصالاً رسمياً واسعاً وعلنياً مع البشر، قائلاً بأن عدم الاتصال بين كائنات تعيش في مختلف بقاع الكون ومتقدمة كثيراً على البشر، يعود لاختلاف مستوى الوعي بين الحضارات الكونية المتطورة ، ووعي البشر بحقيقتهم وبما يحيط بهم ولا يمكن لمثل هذا الاتصال أن يتم إلا بعد حصول تقارب وتجانس ولو نسبي بمستوى الوعي لديهما. وأخبره بوجود كونفدرالية كونية بين بضعة مجرات وسكانها، يحكمها قانون أخلاقي كوني يفرض واجبات مشتركة تتحكم بطبيعة العلاقات مع الحضارات الأقل تطوراً في الكون والتي أمكن الاتصال بها بصورة غير مباشرة ويسمى بمبدأ عدم التدخلprincipe de non- interférence ، والحال أن أغلب الحضارات الكونية التي وصلت إلينا هي متفوقة علينا كثيراً، ولن يكون بوسع أية حضارة كونية أن تبلغ مستوى راقياً إذا لم تتقدم أولاً في مجال " علم المحبة"، فالاتصالات التي تمت بين مختلف الحضارات الكونية المتطورة مبنية عل مبدأ تبادل المعرفة والمساعدة المتبادلة والتعاون والثقة والاحترام المتبادل بينها. ولا يوجد بينها نوايا شريرة معلنة أو مضمرة، ومع ذلك هناك بعض الحضارات الكونية civilisations galactiques تمتلكها رغبة الهيمنة لكونها لم تبلغ المستوى التقني والتطور المادي المطلوب الذي حددته الفيدرالية الكونية وهي تتفوق علينا نحن البشر، تكنولوجياً ببضعة قرون معدودة علينا ليس إلا. ولا ينبغي أن نخشى منها لأنها موضوعة تحت المراقبة من قبل حضارات وكائنات متفوقة عليها كثيراً والتي أنذرتها بأنها ستعرضها لأقسى العقوبات إذا تجاوزت الحدود المسموح بها لها ولن يسمح لها بإيذاء الحضارات الأدنى منها كالحاضرة الأرضية. ومن شهادة هذا الشخص استمد مؤلف مسلسل " بوابة النجوم Starsgat - La porte des Etoiles" الخيالي العلمي فكرة مسلسله. والبعض الآخر من الحضارات تتجاهلنا ولا يهمها أمرنا ولا ترغب سوى بدراسة بعض الظواهر الطبيعية والاجتماعية لدينا وأخذ بعض الثروات الطبيعية من الأرض بصورة خفية لأن الأرض تحتوي على ثروات طبيعية ومعدنية غنية ومتنوعة ووفيرة. إن عدم التدخل الأناني في الشؤون الداخلية للأرض لهو أفضل لها من التدخل المبرر والمشروع من وجهة نظر تلك الحضارات الكونية المتقدمة، حيث كثير ما كانت التدخلات تحدث بذريعة حسن النوايا المبطنة أو الزائفة كما كان الحال مع البشر وتعاملهم مع المستعمرات والشعوب البدائية التي اكتشفوها بحجة جلب المدنية والحضارة والتقدم لها. فأغلب المشاكل بين مكونات الأرض البشرية ناجم عن التصادمات والتباينات الاقتصادية والثقافية الخارجة عن السيطرة. ويشير هؤلاء برسالتهم إلى جون دي رغيالغ إلى :" إن الرحلات في الفضاء شيء رديف لأغلب الحضارات المتقدمة ، علما بأن السفر في الفضاء بالمعنى الفيزيائي البحت يرتبط بحضارات بربرية ومتوحشة مقارنة بأخرى راقية ومتسامية وإن مصطلح متقدمة لا معنى له إلا بمقارنته بالمستوى الذي وصلت إليه الأرض. فبعض الحضارات المتوحشة أو البربرية كما نصفها نحن هي متقدمة جداً على الصعيدين العلمي والتقني على الأرض لكنها بدائية ومتخلفة بالنسبة لنا".
فعلى صعيد التطور البيولوجي والتقني ومستوى الوعي والإدراك لا نزال نحن على الأرض بمستوى متواضع جداً وعلى وشك إنهاء دورة حضارية ، والانتقال إلى دورة حضارية جديدة من التطور لعمل أدمغتنا ونمط التفكير لدينا وتطوير وعينا مما سيعني زيادة قدراتنا على فهم الواقع المادي والمعنوي والنفسي أو الروحي والذي سيحصل على شكل انتقالات أو طفرات متعاقبة ملموسة، وسنشهد ظهور أشخاص عباقرة وموهوبين ومتفوقين عقلياً في كافة المجالات وسيزداد عددهم بالتدريج بالرغم من أنه سيستغرق عدة أجيال وإن أشكال التحول المتعاقبة les formes de mutations successives قد بدأت في مطلع القرن الواحد والعشرين ولكن ببطء. هناك رحلات فضائية فيزيائية وتكنولوجية بحتة تحتاجها الحضارات المتطورة تكنولوجياً وعلمياً لكنها بدائية روحياً في حين أن هناك حضارات ترحل وتنتقل بين المجرات وهي ليست بحاجة للتكنولوجيا المادية ومع ذلك فتواصلها واتصالاتها وتنقلاتها روحانية محض وهي أكثر بساطة وفعالية من التنقل بواسطة المركبات والسفن الفضائية، التي تحتاج لطاقة مذهلة ولا محدودة وإلى سرعات تتجاوز سرعة الضوء بكثير. فمحدودية سرعة الضوء وفق نظرية النسبية تنطبق على حدود النظام الشمسي الذي نحن منه وما يحيط به داخل مجرة درب التبانة فقط، فباستخدام بعض خصائص الفضاء التي نجهلها أو لم نكتشفها بعد، من الممكن اللعب على العلاقة المعقدة بين البعدين المكان والزمان وقطع مسافات هائلة في المكان خلال فترة زمنية قصيرة بالمقاييس الأرضية لكنها ليست الوسيلة الوحيدة للترحال والتنقل. فهناك حضارات تستطيع التنقل بقوة التفكير والمشيئة فقط وتستطيع توجيه كينونتها اللامادية إلى أي مكان أو منطقة في الفضاء المادي واحتلال جسد كائن آخر يسكن في المنطقة موضع الزيارة مؤقتاً ويمكنها أن تستخلص من الفراغ ماهية هلامية أو لامادية لخلق جسد افتراضي واحتلاله للاتصال من خلاله بالآخرين . وقد شرح هذا الزائر الفضائي Le visiteur extraterrestre لجون دي رغيالغ Jean de Raigualgue أن الجسد الفيزيائي أو المادي الذي يراه أمامه ويحدثه ليس سوى مظهر أو صورة افتراضية image virtuelle لأنه لا توجد وسيلة أخرى يستوعبها مستوى إدراكه وقال له :" فإذا كنت تخاطبني وتلمسني وتتبادل معي الأفكار والحديث فذلك لأنني تمكنت من تجميد صورة حللت فيها وجعلتها صلبة خلقتها ووجهتها بالتفكير والتخاطر عن بعد مع إني أعيش في كوكب يبعد عنكم ملايين السنين الضوئية". وحين سأله جون إذا كان جزءاً من حضارة انتقلت إلى المجال الروحاني أجابه الزائر الفضائي :" ليس بالضبط فجنسي ما يزال يقيم بين عالمين نصفه مادي ونصفه الآخر معنوي أو روحاني كما تقولون ومقدر لنا أن نغادر الغلاف المادي بمجرد الانتهاء من المهمة الملقاة على عاتقنا. وتتلخص تلك المهمة بالسهر على الحضارات المتأخرة أو التي لم تبلغ بعد المستوى المنتظر منها على مختلف الصعد كحضارتنا الأرضية وحمايتها من الأخطار الكونية الأخرى. فنحن بمثابة الملائكة الحراس Anges Gardiens للجنس البشري أو وسطاء بين الكائنات العليا للعالم اللامادي والكائنات المتقدمة في العالم المادي.
وهناك شخص يعمل راعي للماشية يدعى كيليان Kylian لا يعرف أحد له أصل ولا عنوان اتصل بشخص معروف من الوجهاء يدعى فردريك لونارديللي Frédérique Lunardelli وأطلعه على حقائق ومعلومات ومواضيع ميتافيزيقية أو ماورائية ésotériques نشرها هذا الأخير في كتابين ظهرا في منشورات هيليوس éditions Hélios يقول فيهما أن الكواكب المأهولة بالكائنات الذكية والعاقلة لا توجد على مستوى واحد من التقدم العلمي والتكنولوجي ، وإنها لا تمتلك نفس النوايا، وهي تزور الأرض لدوافع وأغراض مختلفة، منها تعرضها لخلخل تقني يضطرها للهبوط مؤقتاً على الأرض لإصلاحه، أو لوجود فضول علمي لديها، ومنها ما يأتي للمراقبة الدورية ولتأمين الحماية اللازمة للأرض، وإنقاذها من احتمالات انفلات الطاقة التيللوريكية التي ينفثها الكوكب وتؤثر على من يعيش فوقه énergie tellurique . فالأرض مكونة من نواة noyau وغلاف أو معطف manteau و قشرة écorce. فالنواة تدور باتجاه والغلاف أو المعطف يدور باتجاه معاكس والقشرة تدور بنفس اتجاه النواة ، والمجموع يولد تياراً يمسى بالتيار التيلليريكي وإن كوكبنا هو الوحيد من بين مكونات هذا القطاع في المجرة الذي يولد هذه الطاقة التيلليريكية وإن ترددات هذه الطاقة تشبه ترددات أنظمة كوارتزية systèmes à quartz تستخدمها بعض المركبات الفضائية اللاأرضية لذلك يأتي البعض منها إلى الأرض للتزود بهذه الطاقة غير المرئية لمواصلة مهماتهم الفضائية خارج نطاق الأرض ومجموعتنا الشمسية وبالتالي فنحن مجرد " محطة بنزين " مجانية إذا جاز التعبير للتزود بالوقود. بينما يحدو البعض الآخر نوايا غير سليمة تنحو نحو السيطرة والتعايش المشترك القسري مع البشر وهؤلاء هم الذين يجب أن نحمي أنفسنا منهم أذ لا يجب أن تحدث هذه العملية لصالح طرف وعلى حساب طرف آخر حسب تعبير ملائكتنا الحارسة لنا لهذا السبب كلفت بعض الحضارات الراقية بحماية الأرض من قبل الكونفدرالية الكونية .
هناك حسب كيليان Kylianنوعين من العوالم ، عوالم الكاربون mondes carbones وعوالم الآمونياك mondes ammoniaquesوالأول هو ما يعرف بالعوالم المادية mondes matériels في حين أن العوالم الآمونياكية هي المعادل لما يمكن أن نسميه العوالم الروحانية أو اللامادية mondes spirituels. هنالك سبعة صعد أو طبقات كاربونية 7 « plans carbones وتتوافق مع سبعة عوالم متطورة نوعاً ما، وكل صعيد أو طبقة مقسم بدوره إلى عدة مستويات أو مراحل أو درجات niveaux, échelons et stades وحضارتنا الأرضية من النوع الثالث من الطبقات السبع وفوقنا أربع طبقات أو أنواع حضارية كونية من العوالم الكاربونية. وما أن نتجاوز الطبقة الثالثة ننتقل إلى مرحلة أكثر تطوراً من الناحية التقنية تؤهلنا للإبحار بين الكواكب والمجرات فيزيائياً ومادياً أي بواسطة مركبات. تنبثق عادة عن مثل هذه الزيارت ، مع اختلاف أهدافها وغاياتها، علاقات ودية ومسالمة، ولكن ابتداءاً من المرحلة أو الطبقة الرابعة والخامسة وربما بدايات السادسة، يمكن أن تولد علاقات تصارعية وتنافسية، وربما حروب مفتوحة بين الحضارات المتصلة ببعضها مما يقود إلى هجرات واسعة لكائنات بأكملها من كوكب لآخر مهجور أو غير مأهول، ولأسباب سياسية، وانطلاقاً من المرحلة أو الطبقة السادسة والسابعة ينبثق نوع من الإشراف والسيطرة contrôle من قبل قوى أو كائنات أرقى وأعلى تقوم بمراقبة عملية التهجير الجماعي بين الكواكب المتناحرة، والمهمة الملقاة على عاتق المشرفين هي التأكد من ملائمة الكواكب المستضيفة لأشكال الحياة للكائنات المهجرة أو المرحلة وتفادي هيمنة الحضارات المتقدمة تكنولوجياً على الحضارات الأضعف والأدنى تطوراً ومساعد أشكال الحياة التي تواجه صعوبات في التأقلم والتكيف مع الكواكب التي أرسلت إليها ومعرفة مدى تحملها وقابليتها على التأقلم أو إيجاد كواكب أخرى بديلاً للكواكب التي توطنت فيها رغماً عنها تكون أكثر ملائمة لها . تشير مختلف المصادر المتوفر لدينا إلى أن الاتصال مع الحضارات الكونية الأخرى سيتم ربما في آواخر القرن الحالي "الواحد والعشرين" إذا ما تعرضت الأرض لكارثة طبيعية خارج عن إرادتها وليست بفعل أبنائها كأن تنزلق أو تنقلب الأقطاب فيها basculement des pôles أو تصطدم بمذنبات مدمرة astéroïde أو أن تتعرض للدمار بفعل أبنائها بسبب نشوب حروب نووية فيها guerres nucléaire .
مراجع الموضوع في حلقاته الثلاث:
1. Christel Seval, « Extraterrestres, Contact et Impact », JMG éditions, 2006, chapitre 9.
2. Christel Seval, « Le Plan pour Sauver la Terre », JMG éditions, 2005, pp. 280-289, 297-298, 361, 375.
3. Jean de Raigualgue, « Réflexions sur le Destin de la Terre et de l’Univers », éd. de la Lumière, 2000, pp. 77-84.
4. Frédérique Lunardelli et Jacques Rabitz, « Connaissance. Point 1 », 1997, pp. 48, 50-52 ; « Connaissance. Point 2 », éd. Hélios, 1999, pp. 92-93.
5. Anne Givaudan, « Alliance », éd. S.O.I.S., 2000, p. 205.
6. Glenda Green, « L’Amour Sans Fin », éd. Ariane, 2001, pp. 166-168.
7. Hilarion, « Le Temps des Tribulations », éd. Ramuel, 1998, pp. 95-98.
8. Ramathis-Mam, « Messages du Grand Soleil Central », éd. Ariane, 2003, p. 77.
9. Soria, « Les Grandes Voies du Soleil », éd. Ariane, 2001.
10. Daniel Meurois et Anne Givaudan, « Récits d’un Voyageur de l’Astral », éd. Arista, 1983, p. 149.