Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كيف يحصل شعبنا على رئيس لكي يخدمهم؟

نريد رئسا بلا صندوق، ورئيس وزراء بلا جنطة، ووزراء بلا عباب، ومحافظين بلا جيوب.
يحكى انه في أيام الحكم العثماني على العراق، كان كلما يعين واليا على بغداد كان الشعب لا يرضى عنه لانه لا يعمل ما هو في مصلحة الشعب، لذا كان الكل يتذمر من الوالي، وتبدأ الوفود من اعيان بغداد بالسفر الى الاستانة (استنبول او اسطنبول) للشكياية عند الباب العالي (السلطان) عليه لانه لايقدم اية خدمات للشعب، فكان الباب العالي نزولا عند رغبة اهالي بغداد يقوم بتغيير الوالي وتعيين اخر بدلا عنه، وعلى هذه الرنة كان الشعب لا يرى الا تغيير الولاة الواحد تلوى الاخر ومن دون أية خدمات.
واخيرا جاء احد الولاة الى بغداد وكان ذكيا اكثر من السابقن له، ففي الاشهر الاولى لولايته عرف ان الشعب ابتدأ بالتذمر منه، لانه كالعادة لا يقدم أية خدمات لهم. الا ان هذا الوالي فطن بأمر اعيان بغداد بانهم على وشك ارسال مبعوثيه الى الباب العالي لتقديم الشكاوي ضده، فأقام وليمة كبيرة ودعى كل اعيان بغداد ورؤساء عشائرها الى الوليمة وبعد ان اسقاهم من اطايب مشروباته واطعمهم من الذ ماكولاته دعاهم في نهاية حفلته هذه طالبا منهم ان يرافقوه الى احد غرف داره، وكانت الغرفة مقفولة ففتح بابها وتوجه الى احد زواياها واذ بصندوق يشبه التابوت جاثما هناك وكان مزينا من الخارج بزغارف جميلة ومقفولا بقفل محكم ففتح الصندوق وطلب من ضيوفه ان يدنوا منه لينظروه من الداخل.
فقال لهم ماذا ترون في هذا الصندوق؟
اجابوه نقودا.
فقال وما مستوى ارتفاعها في الصندوق؟
قالوا الى ربع الصندوق تقريبا.
فقال وكم لي من المدة منذ ان توليت عليكم؟
قالوا ستة اشهر.
فسألهم اخيرا وكم احتاج لملأ صندوقي بالنقود اذا كنت في غضون ستة اشهر من ولايتي عليكم قد اوصلته الى الربع؟
قالوا ستحتاج بالقليل الى سنة ونصف اخرى.
فقال اليس من الافضل لكم ان تتحملوني وتمهلوني سنة ونصف اخرى لاملأ صندوقي وبعدها اوعدكم باني سابدأ بتحسين الخدمات واقيم لكم مشاريع خدمية جديدة اما اذا تصرون على ان تشكوني عند الباب العالي فكونوا على ثقة بانكم سوف لا ترون تحسين خدمات لا مني ولا ممن سيخلفوني في الولاية لان اولوية كل والي هي ملأ خزانته بالنقود قبل ان يفكر بخدمة الشعب.
وكم ينتظر شعبنا ليرى خدمات من حكومتنا الجليلة؟؟

Opinions