Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لأنه منتوج عراقي فقط سنفضله على جميع العلامات التجارية الأخرى

الموصل ليست بعيدة جدا عن الكوفة ولكن رؤية منتوج عراقي حتى لو كان سلعة بسيطة الصنع ولا تحتاج سوى لعمليات إنتاجية سهلة في أسواقها يحمل عبارة أنتج من قبل الشركة الفلانية- العراق- الكوفة . أو رؤية عبوة من الماء المقطر معبأة في كربلاء أو دهوك أمر في منتهى الروعة خصوصا إذا كان الإنتاج حديث العهد .
هذا الأمر لا يعني بان بلدنا لم يكن له صناعات بل بالعكس كنا متفوقين في إنتاج الكثير من السلع ولكن الحروب والحصار أتى على كل شيء تقريبا ولم يبقى في السوق سوى بعض السلع النادرة التي أثبتت جدارتها وحافظت على سمعتها وجودتها لتتمكن من منافسة المنتجات الأجنبية الكثيرة التي تزخر بها أسواقنا رغم ارتفاع أسعار السلع المحلية مقارنة بمثيلاتها المنتجة في إحدى دول الجوار العراقي .
والمطلوب من الدولة اليوم إن تبحث عن مثل تلك الصناعات الصامدة والتي لا يصل إنتاجها إلى مدن عراقية كثيرة بسبب ندرته وخصوصا منتجات الشركة العامة للزيوت النباتية وتحاول دعمه ليس ماليا لكي لا يتحول إلى عبء جديد على ميزانية البلد بل من خلال تطويره ليلاءم التغيرات التكنولوجية الحاصلة في العالم سواء تلك التي تخص النوعية أو التعبئة أو حتى الترويج والدعاية . أحيانا يخبرنا الكثير من القادمين من دول الجوار بأن أسواقها خالية تماما من التنوعات السلعية الموجودة في أسواق العراق بسبب وسائل الحماية التي تفرضها تلك الدول من اجل تشجيع صناعتها الوطنية بالرغم من كون الحماية غير مستحبة اقتصاديا لأنها تفرز مضاعفات كثيرة كالتهريب وانخفاض الجودة والنوعية في الإنتاج بسبب انعدام حافز المنافسة تبقى منتجاتنا المحلية بحاجة إلى الحماية التي يقدمها المواطن" المستهلك" لان مجرد رؤية علامة عراقية بجوار العشرات من الماركات الأجنبية أمر يبعث الأمل فينا من جديد فنقول رغم ما يحدث هناك إنتاج ومصانع تعمل ليل نهار وتثبت وجودها في ساحة مليئة بالتنافس . يجب أن ندعم صناعة بلدنا الناشئة بتفضيلها في قائمة مشترياتنا حتى لو كانت اقل جودة فهي تعني نجاحات اكبر في مجالات جديدة ستدخلها الصناعة العراقية والمنتجون المحليون إذا حققوا نجاحا في أول خطوة بدؤها .
فشراء اصغر سلعة منتجة داخل البلد يعني المزيد من العمال سيدخلون إلى سوق العمل ودخولا جديدة لطبقات كادحة طالما انتظرت فرصة نظيفة ولقمة عيش محترمة كما إن كل سلعة عراقية تعني الاستغلال الأمثل للوقت الذي ما زلنا نهدره هنا وهناك ولكل مورد انتظر سواعد العباقرة لتنتشله من باطن الأرض وتستفيد منه . نحن بحاجة إلى العمل إلى الزراعة والصناعة والتجارة إلى تكامل كل هؤلاء معا من اجل رفع اسم بلدنا فوق كل شيء.
فما المانع من إنتاج كل شيء لنشعر قليلا بان مجالات أخرى لا زالت مفتوحة أمامنا ولم نخلق فقط لنقتل أو لنقتل وفي سبيل ذلك فالمفاخرة بتفضيل السلعة الأجنبية على العراقية هي انتكاسة والإنفاق على شراء ابسط تلك السلع هو بداية الاستثمار والتوجه إلى دخول المستقبل الاقتصادي المشرق بخطوات أسرع تجعلنا نفرح بسلعنا وهي تملا أسواق مدن العالم كلها وليس مدننا فقط . Opinions