لا تأليه ولا تشويه للنفوس!! الأن الفلوس هي اللّي تجيب العروس !!!
في الحقيقه والواقع , إنّ ألمقصود من مضارب الأمثال في مناسباتها , هو ليست نمط من السفسطة ولا عملية حشو من أجل إضفاء جمالية سمة التزويق اللفظي على الكلام وكفى,فهي( الأمثال والحكم الشعبيه) خلاصات تمّ إستجماعها وصياغتها من مفردات حدث ما بتفاصيله وبكل ما أحاط به من عوامل مرتبطة بالإنسان ذاته و بالطبيعة التي يتحرك من خلالها, كما أنّ تكرارالمشهد بعينه مع تفاوت في زمن حدوثه وبرموز جديده هو الذي يفرض مؤكدا في الأخر صحة المقوله أو الحكمة أو المثل من عدمها ثم التوصل الى صياغته اللغويه المعروفة بإيجازها , و غالبا ما يستعين الإنسان بتسويقها للإستشهاد بها أثناء التحدث او الكتابة وهو في ذلك يكون قد وفرّ لنفسه وللقاريئ مزيدا من الوقت والجهد, لكن هذا لا ينفي إظطرار أو لجوء الكاتب او المتحدث الى شرح معنى المثل أحيانا في مسعى منه إلى توضيح الأمر وتقريبه إلى ذهن القاريئ او المستمع, أمّا هنا فالأمر لا يحتاج إلى أي توضيح ما دام القاريئ المقصود هو عراقي وذلك يكفي لمعرفة المقصود من الفلوس والعروس.ما من شك, هنالك تأثيركبير للذي تخفيه رغبة الإنسان في أعماقها (الأنا) على معظم تصرفاته وممارساته اليوميه , وتتجلّى ملامح هذا التأثير حتى في الجانب الظاهري من الأسلوب الذي يختاره أو السلوك الذي يتبعه , فهو كلّما سنحت له الفرصه للإعراب عن ما في داخله من تلك الرغبة المتأججه , يشرع تلقائيا بنفسه من حيث لايدري إلى كشفها تدريجيا بعد أن كانت مكبوته لوهلة من دون إمكانية التصريح بها علانية لأسباب تختلف من مكان إلى أخر و من زمن إلى أخر, مما يجعل من الصعب الحكم عليها أو تشخيصها من قبل الأخرين إلا من خلال المتابعه المتواصله , وحين تحين فرصة الداعية الثائر في تصرفه المستجد وهو يضرب الأخماس بالأسداس مشاهرا بأنه يمتلك البديل أو الحل الذي يبدو سحريا , تراه يطلق العنان مندفعا نحو الهدف بسرعه فائقه دون أي إعتبارات لإحتمالات ما سيجابهه من عثرات و كبوات قد تسببّها له تعليقات الأخرين في معرض تقييمهم لأرائه وما بات مخفيا وراءها , وهوبسبب إنغماسه المتقع في كيفية وصوله إلى هدفه تراه يتجاهل في هذا السياق حقيقة أن بقية الناس فيهم أيضا من ذوي الخبره والمعرفة في مجال السياسة أو التاريخ أو علم النفس الإجتماعي .
تتوارد هذه الأيام بشكل متزايد وبإصرار غريب في شكله وفي مايخفيه خلف كواليسه , هوّاة رنّة العزف على وتر خيار البحث عن كاريزمة (سياسية قوميه, وطنية, دينية و.و.) كابحة يمكنها بحسب طرح أصحاب الفكره أن تنقذ ابناء شعبنا (الكلدواشوري السرياني) من مأزقهم او أزمتهم , كما يصفونها , ويرافقها في ذات الوقت ما يوازيها من نداءات ومؤتمرات أطلقوا فيها على أنفسهم تسمية النخبة المثقفه, نحن نحترمهم ونقدر فيهم مكامن حرصهم على أهلهم ووطنهم , لكنهم دون أن يفصحوا عن خلفية تلك الثقافة وعن مدى أهليتها في التعاطي مع الشأن السياسي الذي يتطلّب منطقيا درجة مقبولة من إثبات مصداقية المبادره أمام عموم الجماهير وإحترام إستحقاقات مراحل بناء الأوطان من الناحية البروتوكوليه التي تصيغ بنودها و تثبت فقراتها مرجعيات سياسية إجتمعت وأجمعت على مركزية تشكيل برلمانها وإقرار كتابة وتثبيت دستورها و تفاصيل قوانينها .
نعم , ربمّا فوضى الأحداث التي تعم الساحة العراقية بأكملها هذه الأيام هي مدعاة لوقفة تأمّل وإلقاء نظره ربمّأ تطول كثيرا قبل ألإقدام على عجاله في طرح الخيار أو البديل ,ومعلوم لدى الغالبيه بأن أي تسرّع في طرح البدائل أو في إتخاذ القرار او حتى في قبول اية فكره ترد من هنا او من هناك , ستكون حتما نتائجها( الإيجابيه أوالسلبيه) بائنة وظاهرة في أثارها ليست على مصير أو مستقبل صاحبها في مسألة نيله الوسام الفلاني او الميداليه الفلانيه او حرمانه منها لنقلب صفحة وننهي الأمر بهذه السهوله , أمور وأفكار مثل التي يندفع البعض من الإخوة نحو تبنيّها وطرحها بأسلوب أشبه بفرض الخيار الأوحد حسب أجندتها (الخاصة او المستعاره) سواء كانت ما يتعلق ب ( كاريزما القرن ,او مستقبل شعبنا في سهل نينوى, وهل نحن شعب واحد ام لا, وشأن التسميات), والى أخره, لو أراد مطلقي بدائل و حلول مثل هذه المواضيع تحقيق مكسب وقتي من تأييد الجماهير لهم في التصفيق والتزمير بالهتافات فقط, نكون في ذلك من الساخرين بشعبنا للحد الذي نبدو وكأننا ننوي الشماتة فيهم وفي كل من ناضل وكافح على الأرض حين كنّا وكان الأخرون مسترخون في مضاجعنا في غربة البلدان الديمقراطيه , لكن لو كان في جوهر مبادراتنا ما يساعدنا حقاّ في إعادة بناء الذات لتكون سيّدة على نفسها في إحترام خيار أهلها وتاريخهم الذي عبثت به أيادي العمالات , يكون مطلوب منّا في هذه الحاله على الأقل توافر إمكانية التمييز ما بين وضع أبناء شعبنا النفسي السائد الأن (خوف,جوع, بطاله,فقدان ثقه, تهجير, إنعدام خدمات) وهي حال غالبية الشعب العراقي, وبين أن يكون مستقر في حياته مالكا خبزة العيش بكرامه و عزة نفس بعيدا عن جهد ذراع تسييس الحاله ألتي ينفرد في أداءها و بإتقان السياسييين الكبار ومالكي الفلوس, وبعكس ذلك نكون نهدف من خلال إصرارنا إلى إثبات حقيقة وايصال رسالة بأنّ أمتنا الكلدواشورية السريانية قد أوشكت في خضمّ مثل هذه الأوضاع الشاذه أن تبدو وكانّها قد إنفصمت عن الدلائل التي تثبت كينونتها وجوهر وجودها كباقي البشر في إتخاذ قرارها.
الأمر الأكثر غرابة في الحاله, والذي أستهجنه رغم إحترامي ومعرفتي الشخصيه بأصحاب طرحه, هو جداول عقد المقارنات والخطوط البيانيه ألتي ترسمها و تخطّها أقلام الإخوة التي لا يمكنني أن أستخلص من مضامينها سوى فكرة حصر أمال شعبنا وتطلعاته القومية والوطنيه فقط من خلال التصويت على أحقية قيادة الشخص س او ص لأمور ومهام مستقبل شعبنا.
لو أردنا أن ننشد بأمانه وبإخلاص مهمّة تحقيق المفيد لشعبنا ومستقبله الذي يحفظ له تاريخه و ثقافته وحقوقه المشروعة على أرضه في وطنه الأم, يكون لزاما علينا مراعاة كل ما هو علمي ومنطقي وإنساني بالدرجة الاساس, علاوة على أهميّة وجوب الإتعاض والإسنفاده من مردودات الوضع المتأزم الذي غدا شبه مألوفا في الساحة السياسية العراقية لما يسوده من تجاذبات متناوبة وتنافرات متقلّبه بين أطراف ومكونات الشعب العراقي الإثنية والطائفيه.
أما الذين ينادون او ينوون عقد مؤتمرات قومية (كلدواشوريه سريانيه) حول حقوق هذا الشعب وموضوع حكمه الذاتي في سهل نينوى , يترّتب عليهم في البدء ان يثبتوا مصداقية دوافع فعالياتهم وإستقلالية الأرضية التي يعملون عليها , كما يجب ان يفكروا اولا و على الأقل في ضرورة عقدها في قرى ومدن تواجد هذا الشعب , حيث قرانا في سهل نينوى تتمتع بدرجات لا بأس بها من الأمن والإستقرار, فألقوش فيها من الأماكن ما يكفي , وهكذا قره قوش وبرطلّه و أماكن أخرى, وإلا ما سبب عقدها في مدينة أربيل؟ سؤال بحاجة إلى إجابة صريحة .
نحن ك(كلدواشوريينسريان) , شعب يمتلك ناصية الحق التاريخي على أرضه , وله الكثير من الطاقات المبعثره, عانى من الويلات والمذابح ما لم يعانيه أي شعب , واليوم حان الوقت كي نقول بأن لنا كل الحق في إمتلاك قراراتنا و فرض إحترامها حين تصدر بالتوافق _حتى في أدنى درجاته _ من داخل مكونات شعبنا السياسيه , أمّا أن يذهب بعضنا هاربا بنا إلى الأمام بحجة اللحاق بركب قطار الأخرين, نقول لهؤلاء مهلا نحن لانقبل إلغاء وجودنا السياسي رغم حداثة نشأته وتواضع عطاءاته, نعم للحوار المتوازن مع كافة الأطراف السياسية في العراق ذات العلاقة بمصير شعبنا , نعم لكل من يحترم تمثيلنا الرسمي مهما كان حجمه في الحال الحاضر, نعم لكل من يسدي النصيحة ناقدا أو مادحا , واعظا أو معاتبا , لكنني أقول كلا لأي محاولة تلغي معاني وقيم نضالات شعبنا , كلا لكل من يسعى إلى إختزال وجودنا سواءفي شخص السيّد يونادم كنه او السيد سركيس أغا جان او أي رجل دين مع إحترامنا لهم, فوجودنا الديني الوطني تمثلّه كنيسة وهي مؤسسة تاريخية قادتها وتقودها درجات عقول تؤمن بمفهوم لاهوتي نطمح إلى أن يكون معتدلا ومناديا بتوحيد المؤسسة وطنيا ليمكنّها من مواصلة فعالياتها في حشد الرعية موحدة حولها, وهكذا شأن وجودنا السياسي في العراق اليوم, المتمثلّ في أحزابنا القومية وحركاته بمختلف أسمائها وبتباين نشاطاتها , ولا شك فهي تعاني من مشاكل وأزمات من المتوقع أن تحصل في أي شعب, أزمات تنعكس سلبا على سياساتها نعم, فالأزمة الماليه على سبيل المثال (الفلوس) نراها تشكّل إحدى المسببات التي تحد من نشاطات أحزابنا وتنظيماتنا التي لا تمتلك أي مورد ثابت لها عدا ما تقدّمه لها تبرعات أبناء شعبنا المتواضعه, بالمقارنه مع الأحزاب الكبيره الأخرى القومية منها والدينيه , فهي بسبب الوضع المرتبك الذي يعشيه العراق وعلاقاتها مع القوات الأجنبية المحتلّه قد إستطاعت أن تفرض بمختلف الأساليب ومنها حتى بتهديد الإنفصال او بالسلاح إلى الإستحواذ على القسم الأكبر من الأموال والعائدات الوطنيه التي باتت تشكل لها بحيرة من ملاييين الدولارات تستخدمها في تمرير شؤونها وتنفيذ مخططاتها, بينما كلّنا يرى ما نراه من تفشي الأمراض ونقص الخدمات والمجاعات التي يعاني منها غالبية العراقيين, هل معنى هذا بأننا ملزمون بالخنوع والقبول بكل ما تمليه شذوذية الوضع السائد لتصبح مهمة المثقف هي فرض أجندات حصرية تخدم أصحابها الأغنياء الجدد من المستقوين بأموالهم وسلطانهم كي نخرج بخطاب ملتوي وهش يبرر لنا تخلّينا و هروبنا عن مسؤولياتنا و للإمتناع عن تقديم ما نستطيع تقديمه لأهلنا من دعم معنوي او مالي كي يستطيعوا الإستمرار في مسيرتهم والبقاء على أرضهم؟؟؟
من يريد عقد المقارنة التفضيلية ما بين هذا وذاك من أجل الخروج بخلاصة تزكيه له كي يقود, يجب أن لا يغمض عيناه أو يصمّ أذانه, المقارنة ربمّا تكون أكثر مثمره حين نعقدها مابين أحزاب مكونات شعبنا وعطاءاتها في الساحة أولا, كي نفهم من هو الذي إستطاع بجداره أن يحقق مكسب تأييد ابناء شعبه , لكن حين يكون إصرار الباحث في فكره هو حصرا منصّب في تعاطيه مع الشخص الفلاني وقبوله بنظرة إعجاب لما له من هيبه شكليه او لما إستحوذه من ميداليات وأوسمه او لما يمتلكه من قدرات ماليه دون ألإشاره إلى تبعيته السياسية التي تفرض عليه إلتزامات يعرفها أبسط الناس , ومقابل ذلك تكون عملية رفضنا للأخر الذي يشكل شئنا أم ابينا جزءا من تكويننا السياسي الحقيقي مهما كان متواضعا, ستكون هذه المفارقه هي الدليل المضاف إلى عدم مصداقية الداعية في تشبثه و إصراره اللامعقول في الذهاب إلى ما تمليه العاطفة و العلاقه الشخصيه لا أكثر.
كلمة الحق يجب أن تقال حتى في أحلك الظروف وأصعبها قمعا , لكن ما بالكم حين يتنكر لها الجالسون في بلدان الديمقراطيات!!!!!!!