لا تنسوا من نحن
سأتكلم اليوم وبصوت غاضبولأنه فاض بي الكيل اكيالاً
آن الأوان لأبلغ رسالتي للعالم
يريدون تشويه حقيقتي
ويخططون لطمس معالمي
ويريدون تهديم كل منابري
بالأمس نكرنا احدهم
وهو واقف على اطلال حضارتي
واعلن للعالم ان معالمي اصبحت تحت التراب
ولأنه واقف فوق التراب
سمح لنفسه ان يعلن انه مالك الزمان
وتناسى سيأتي يوماً به
سيصيب الأرض اهتزازاً
وسينقلب مافوق الأرض تحتها
وحينها ستبتلع الأرض ادعاءته
وسيرجع التاريخ القديم بأهله وبأمجاده
فاما انا فأقول كفاك كفراً وطغياناً
فصبر اولاد بابل وآشورصبراً جباراًً
وانفاسهم طويلةًًً طويلة
فلا تستهينوا بنا وان كثر عددكم
فالأنتصار ليس بالعدد بل بالعقل والحكمة
.....
واليوم جائني خبر آخر
زلزل دماء كياني
ان واحد آخر نعتنى بالجالية
لم نكن ...ولن نكون يوماً جالية
نحن..... الأصل لا تنسوا
نحن..... من علم البشر
كيف تكون الكتابة والقراءة
نحن... من سنَ القوانين
وأقرَ كيف الحق لا يباع
نحن.....من اكتشف اسرارالعلوم
وعالجنا الداء... بالدواء
نحن.....من حل لغز الكون بالرياضيات
وجعلنا الطين والصخر...يطلق انفاساً
وبهما بنينا وشيَدنا
بيوتاً وقصوراً ومدنناً وحضارات
نحن.....من حمى تربة ارضه بجيشه المقدام
نحن..... من سقى العدو طعم المرار
نحن..... من نشرالعدل والسلام
.....
نحن لم نأتيكم من وراء البحار
نحن اولاد بابل وآشور
نحن شعب هذه الأرض
واصحاب هذا الحق
نحن ولدنا هنا وسنموت هنا
حضارتنا تشهد بوجودنا
وآثارنا ومنحوتاتنا تتكلم عنا
وتروي عن علومنا وايماننا وقوتنا
اقول لكم لن تستطيعوا نكراني
فبصمات اصابعي
تركتها في كل الأركان
وحفرت اسمي على كل الألواح
حرفاً مسمارياً سومرياً اكدياً آشورياً
.....
فلم تخلوا ارضٍ من زرع يدي
ولم تخلوا مدينة من عمراني
ولم تفرغ المكتبات من علومي وافكاري
ففي دار كل عراقي احيا انا
وفي عقل كل عراقي امكث انا
وان اراد العراقي ان يفخر يوماً
سأجده يتغزل بأمجاد اجدادي
امجاد بابل وقوانينها
وآشور وعظمتها
كيف تنكرني
وانا محفورة في كتب الديانات
فأنا لست مثل من اصطنعوا الأحداث
ولست من يختلق الروايات
انا جزء من هذا الكيان
ومهما غربتنا وشتتنا الأحداث
سنعود اليها ...وسنبرهن للذي تناسى
ان الحق لن يأخذ من اصحابه
فمهما حاولتم طمس الحقائق
وان مزقتم كل المجلدات
وحتى لو فكرتم بدفن كل المواقع
فهناك منها في كل البقاع
فأي حقيقة تريدون ان تمحوها
ونسيتم هناك الكثير منها
لن تستطيع اياديكم وعقولكم ان تتناولها
فانا لست تحت الأرض كما ادعى صاحبنا
بل انا متواجدة منذ الأزل
بشموخ وكرامة وعزة امجادي
ولن اقبل ان اكون جالية في بلدي العراق
بل انا صاحب الدار وانتم ضيوفي
ابنتكم.....وابنة الرافدين
ثائرة شمعون البازي
2007ـ10/29