لا يصح إلا الصحيح !
من المعروف أن المجادلات المذهبية العقيمة بين شعبنا الواحد كان لها الأثر الكبير في انقساماتنا وتشرذمنا، أولا عندما حصل هذا الانقسام بين شطري أمتنا الآشورية وكان نتيجته كل من اليعاقبة والنساطرة اللذين مع الأسف كانوا منغمسين في جدال بيزنطي فيما بينهما إلى درجة العداء السافر بلعن أحدمهما الآخر.في منتصف السبعينيات أخبرني أخ من الكنيسة اليعقوبية في حلب، أن كنيسته كانت على الدوام تلعن وتسخط على ما نسطورس في الخدمة الكنسية ، في وقت نسطورس هذا كان بطريرك القسطنطينية الذي عزله مجمع نيقية بسبب أفكاره على حد زعمهم الهرطوقية.
ولكن كما أخبرني هذا الأخ اليعقوبي المؤمن بقوميته الآشورية بأنهم ألفوا وفدا وقابلوا مطران السريان في مدينة حلب وقدموا شكواهم واستنكارهم على هذا العمل المشين ، هنا نشكر الكنيسة الأرثوذكسية بالأيعاز الى رجال الدين بعدم تكرارها*.
كما هو معروف أن قداسة المغفور له البطريرك مار بيداويد الذي مد يده الى أخيه مار دنخا الرابع لرأب الصدع بين شقي كنيستنا النسطورية والكاثوليكية/المنفصلة من كنيسة الأم ، وبنفس الوقت كانت هناك جهود أخرى لتقريب وجهات النظر ما بين كل كنائسنا لا مع الكاثوليك/ الكلدان فحسب، بل مع الكنائس الأخرى الشقيقة الأرثوذكسية، ولكن هذه الجهود للأسف تم الاجهاز عليها من قبل الاخوة من الطائفة الكلدانية بعد وفاة البطريرك مار بيداويد ومن قبل اقباط مصر كما صرح لي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بنفسه.
والشيء المؤسف، وخاصة بعد ما يسمى بتحرير العراق كانت هناك صحوة قومية أو بالأحرى الحمى القومية الكلدانية او السريانية التي على الأغلب يغذيها الحقد الطائفي وفي معظم الأوقات أبطالها ومروجيها كانوا مطارنة وقساوسة وحتى شمامسة.
إن هذه الظاهرة كانت في أوجها عند ما يسمى بالكلدان حيث بلغت من العداء المستحكم ضد القومية الآشورية وكأن الشعب الآشوري هو المسؤول في كل شيء ، وبالحقيقة المسؤولية الكبرى تقع على أكتافهم رغم أنه المغفور له المطران أدي شير أنذرهم من مغبة التعريب قبل مائة عام ولكن لم يأخذوا بنصيحته بل كل شيء عندهم غدا اليوم عربيا، وهؤلاء أنفسهم ضربوا ظهر المجن على كل ذلك واليوم يدافعون على الكلدانية الوهمية في الشمال الآشوري، وغدا أسراهم على حد زعم البعض المالكين الحقيقيين لأرض آشور، بينما الشعب الآشوري لا وجود لهم وعلى لسان البعض مع الأسف قضي عليه قضاء مبرما !
إذا كان هناك من في رأسه ولوقليلا من المخ مع احترامي الكبيرمن إخوتنا الكلدان أن يسأل مجرد سؤال بسيط وهو :
إذا كانت امبراطوريتكم العظيمة محت الشعب الآشوري من الوجود، أين الكلدان الآشاوسة اليوم في بابل والجنوب؟! لماذا ليس لكم في الجنوب حتى قرية كلدانية واحدة ؟!
من المؤسف، عندما نواجههم بالحقائق يغضبون وكأن في تقاعسهم وانجرافهم في العروبة نحن المسؤولون، وحتى البعض يحسبنا من " الوافدين " فإذا كان بعضا من شعبنا على إثر تقسيم الأمبراطورية العثمانية/ الرجل المريض وصدف كثير من طوائفنا ضمن ما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود الدولية ما بين تركيا وما يسمى العراق اليوم، أصبحنا غرباء، هل يعتبرون الأرثوذكس والكلدان النازحين أيضا ب" الوافدين "؟ طبعا لا !ثم لماذا لم يعتبروا العرب ب" الوافدين " !
والأنكى من ذلك لم يفتحوا كنائسهم لشعبنا الوافد من تركيا كما جاء في تقرير أخ يعقوبي من عائلة " دنو" الكريمة ، بينما السريان الأرثوذكس فتحوا أبوابهم على مصراعيها لنا . صدق المرحوم الصحافي المرحوم فريد الياس نزها عندما قال ، الحقيقة هذه الكنائس هي ملك للكنيسة المشرقية ولا للانفصاليين الكاثوليك إغتصبوها عنوة.
كما العداء لا يزال يثيره مطارنتهم وقساوستهم الى هذه الساعة لا لشيء بل كما وصفه أحد الاخوة الكاثوليك/ كلدانيا بنفسه بأنه حقد وكراهية وحسد لا غير.
وختاما أطلب من الطبيبين وهم كثيرون في الكنيسة الكلدانية ان يأخذوا نفس الخطوات التي قام بها اخوتنا في الدم بمدينة حلب السورية بوضع رجال الدين في مكانهم الوحيد وهو خدمة الكنيسة المسيحية التي تدعو المحبة لا بين الأمة الواحدةفحسب، بل بين شعوب العالم قاطبة.
وختاما، رغم أن الأخ " غسان حنا شذايا " له تقلباته المختلفة ( طلعاته ) الطريفة كي يكون آشوريا أولا ومن ثم كلدانيا والآن يرجح التسمية المركبة بخطوط مائلة تفصل بين الأسماء، حيث طلب من البطريرك " مار دلي " مؤخرا بالاستقالة ، أعتقد لا ذلك فحسب، على كل القساوسة المنغمسين في أطروحاتهم التقسيمية والخارجة من اختصاصاتهم أن يوضعوا جانبا لأنهم لم يخدموا الكنيسة بتعريبها بكل فخر فحسب، بل لتشجيعهم الإنشقاق في امتنا الواحدة بتشويهم وتزويرهم لتاريخنا الآشوري الناصع وهل هناك من يسمع ؟!
تنويه: للمزيد على ما أقول ما عليكم إلا زيارة مواقع " كلدايا نت والنتظيم الآرامي الديمقراطي " حيث يجتمع هؤلاء رغم ليس ما يخدم وحدتهم( أي بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ) ولكن يجمعون معا لمهاجمة الأمة الآشورية التي هي عدوهم اللدود بدون منازع ، نطلب من الله عزوجل أن يفتح عيونهم وهم يدعون مع احترامي بالمسيحية التي ترتكز على " المحبة " والمحبة هذه غير موجودة في قلوبهم للأسف.
آشور بيث شليمون
_____________________
* إنني أقول هذه الشهادة حيث كنت برفقة الفنان حنا الحائك الموجود في بلاد السويد بينما كنا سوية نخدم خدمة العلم في " كلية الضباط الاحتياط " بمدينة حلب السورية (1965)