Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لحن العذاب

يلتفُ الظلام
طريقكَ القروي باردٌ
وأنوار الفلاحين شاحبة
ستخاف من الطريق
حتى تصلَ البيت
- مازلتَ طفلاً لم تكبر
* * *
القومُ يحومون حول المدافئ
ونيران الحطب
دخان يخرج من الأفواه
أناس ينتظرون ساعة الفراش !!
وجوههم محتقنة
عيونهم باحثة
وشِعركَ بيعة خرافية
محطمة في زمن الذرة !
* * *
هذا النشيجُ من القهر
صوت الأطفال والصباح
تلك فرحة العيد
سيعود نهر أحزانك من جديد
سيعود لحن العذابْ
ستنتظر مئة عام
ألف عام 00 مليون عام
قبل أن تحظى بحبيبة
تهفْهِف بثوبِها قبل أن تنامْ
تلمس شعرك بحنان
تسمعكَ أغنية فيروزية في الصباح
لتنسى ما مضى
من القرى والوظائف والأحياء
* * *
غبارٌ على وترك
بحة وسعال حشرجة
وتعتعة أنساك ميلادك !
الآن قادم
غداً راحل
- من أنا
- أنا مسافر
فقد تذكرة سفره وضاع !!
* * *
فُتِح الجرح والليل مازال طويلاً
والريح تصفّر أغنية جنائزية
الكلب المتجلد مازال نحيبه كأنه الصدى
تلحفْ جيداً
لا تتمطط فالجنية غاضبة
لكن الذكرى تعاود كأنها المدى
آه 000 آه
أباك سجل ميلادكَ
حين كان ذاهباً إلى المدينة
ليجلب أكياس التمر
كان الرعيان يصطادون لك القطى
وكنتَ أنت
تفكِر في حكة مملة بين فخذيكَ
ماذا يقصد الله بها !!؟
- تتأمل أصابعك الخمسة 000
يأتيكَ الغثيان
الغليان
وتخر مغشياً
لكنك تستفيق منتعشاً
بقطرات الندى
* * *
وطريقك القروية باردة
وأنوار الفلاحين شاحبة
فراشك لم يجلب الدفء
أهل القرية مضوا إلى حُجراتهم
بقايا تخثر رعافهم على الأرض
بقايا تخثر الحليب على الأرض
بقايا الروث وقشور البصل
بقايا السمنة واللبن
- لكنهم يضاجعون بمتعة
وينامون بقرف 0

في القطار بين الحسكة وحلب 1985
Faruq-tozo@hotmail.com

من مجموعتي الشعرية (أرغبكِ وقتاً سعيداً) 2004



Opinions