لذة الخيال
ها أنا ذا أجلس وحدي أناجي قلمي.. مغامسا صمتا أقرب إلى الحلم ، ينصت ويذرف أخر قطرات دموعه على خدود الورق، وقد ابتل بكلماتي وصار أشبه بالزورق الورقي يطفو فوق بحر جملي، طال ليلي حتى ظننت انه لن ينجلي،فغمزت لي النجوم باسمة فهام بصري في السماء باحثا عن قمري،وانطلق تفكير جوارحي يعدو حتى أدركت الجنون ممتطيا صهوة أفكاري، متجها نحو عالم سمي بعد ذلك بالمثل حيث لا وجود للام والمعاناة ،وهاأنا ذا أطرق باب أسواره العالية لعلي أجد ضالتي بين أناسه وأجد تلك السعادة التي طالما بحث عنها في عالمي بين ناسي، صرت أتجول هنا وهنالك، فانا الغريب القادم من المجهول فقد كان كل شيء مثاليا وحتى نفسي. إلا أن ا لتقيت بمن كنت أود لقائه مند الأزل، حين تعلمت كيف أحلم وكيف أتخيل. مددت يدي كي ألمس هذا النور لكنه كان أشبه بالطيف ،وصوته كخرير المياه داعب روحي تارة وابتسم في وجهي تارة ،وفجأة انقلب كياني وانتهت نشوة فرحتي حين أدركت انه ليمكنني العيش هنا بعيدا عن بني طينتي، ليمكنني أن أعيش مجرد روح في اللاشيء واخترت مغادرة هذا النعيم المجرد كي أقاسي مرارة العذاب الملموس ..وفي طرفة عين عدت إلى عالمي فوجدت نفسي لازلت أجلس هنا وحدي طوال ليلي رفقة قلمي .بقلم : القاص المغربي
نبيل أولاد عبد العزيز