لسـت ضـد التـزام الكلدانية قومية ولكـن . .
يتـوهم مـن يتصور أنني ضـد القوميـة الكلدانية أو التـزامها مـن قبـل مـن يرغب بذلـك والدفاع بموضوعية عـن موقفـه ، فهـذا رأيه وحقـه محتـرم ومصان بالنسـبة لـي كمؤمن بحرية الرأي والمعتـقد ، وهـذا موقفي في كل كتاباتي واتـحدى مـن يجـد في كتاباتي غيـر ذلـك ، وفي المجال نفسـه أحترم مـن يرى أن قوميتـه آشـورية أو سـريانية أو كردية أو عربية أو تركمانيـة . . على رغـم أن لـي آراء مسـتندة على الحقائق التأريخية التي توصلت إليها وأشـرت إلى قسـم منها في كتاباتـي ، والتي قادتـني إلى القناعـة بـأن التسـمية ( كلداني سـرياني آشـوري ) تلائم الإندماج القومي المتوارث لهـذه المسميات وتوفـر الوحدة وتضمن الحقوق وتصون المستقبـل .والواقـع ، أنـا لاتهمني كتابات المواقع التي تبتـعد عن المناقشـة الموضوعية والتـبادل البناء للرأي ، وتلجـأ إلى التهجم والإتهامات الجوفاء ، في الوقت الذي اقـرأ بنهـم مع فائق الإحترام كتابات الأخوة حبيب تومي وسمير اسطيفو شـبلا ونـزار ملاخـا وغيرها من التي تمثـل التعبير عـن الرأي واللجوء إلى المصادر ، على رغـم اختلافي مع الكثير مـما تتضمنه ، فـأنا كما ذكرت لاخلاف لـي مع القومية الكلدانية والثابتـين على القناعة بهـا بعيدا عـن التـذبذب واللعب على حبـال عـدة معـها ، وكثيرا مـا عبـرت عـن رأيي الخاص مع الأخوة الملتـزمين بالقومية الكلدانية في تللسـقف وغيرهم ـ وغالبيتهم أعتـز بقرابتي العائلية معهم ـ فأسـتمع إلى قناعاتهم واحتـرمها ، وتسـتمر علاقتـنا وثيقـة ، فالإختلاف في الرأي ظاهرة صحية إذا عـرف المختلفون الأسلوب الصائب في التفاهم والإحتـرام المتبادل .
لكـن ، رأيي بصورة عامة ، أولا ، إنني واثـق من الإندماج القـومي الكلداني السرياني ( الآرامي ) الآشـوري ومن الصعب الفصل بين الإنتماءات الثلاثة قوميا بالنسبة لشـعبنا المتحد تأريخيا ولغـويا وثـقافيا واجتماعيا وعادات وتقاليد ومشـاعر ووجودا جغرافيا . . ألخ ، وأن الفصل الوحيد الممكن بينها هـو بحسب المذاهب الدينية التي لاعلاقة لهـا بالقومية ، ولهـذا فمـا دام العـزل القومي صعبا فمن الأفضل جمع الأسماء الثلاثة موحدة لكي تنسـجم مع الحقائق الجلية لهذا الشعب في وحدته ودفاعه الموحد عن مصالحه الآنية وشؤونه المستقبلية ، وثانيا ، أما بالنسبة للقومية العربية فعلى رغم أنها من الجنس الذي يطلق عليه السـامي أسوة بشـعبنا ولكن لايوجد رابط تأريخي بين الإثنين خصوصا أن الأجناس البشرية عموما متكونة من شـعوب متباينة ، وثالثـا ، بالنسبة للأخوة الكرد فإنه لاتوجد رابطة قومية لشـعبنا معهم لأنهم من الشعوب الهندو ـ أوروبية مثل الفرس والأفغان بينما شـعبنا ينتمي إلى جماعة الشـعوب السامية ، ورابعـا ، بالنسبة للتـرك ( الأتراك ) فهم بالأصل قبائل من آسيا الوسطى كالأذربيجانيين ولذا فلا علاقة انتمائية أو مناطقية لهم بشـعبنا .
وأوضح قناعتي ، بأن الأفضل لشـعبنا ، أن يجتمع شـمله ضمن اقليم كردستان ، بدلا من أن يكون مشـتـتا ، قسـم منه في محافظة نينوى والقسم الآخر في اقليم كردستان ، ولمـا كان الأسهل ضم مناطقنا ( سـهل نينوى ) إلى اقليم كردستان لكونها في رقعة جغرافية واحدة ، بينما مناطق شـعبنا في اقليم كردستان مبعثـرة ومن المستحيل جمعها وفصلها من أجل ضمها إلى محافظة نينوى ، ولذا فإن مصلحة شـعبنا في جمع شـمله تكمن في وجوده كاملا ضمن اقليم كردستان وفي وضع خاص من الحكم الذاتي الجغرافي والإداري .
وأيضا ، فـأنا دائما ضـد تدخل كنيستنا الكلدانية أو أي كنيسة أخرى لشـعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) في الأمور السياسية والقضايا الخلافيـة ، كما هي قضية الإنتماء القومي ، لأن الكنيسة موحدة لكل المؤمنين بها ، وان اصطفافها مع فريق سياسي أو قومي منهم ، يفقدها صفة الموحدة ، ومن هذا المنطلق عارضت بيان اجتماع أساقفة الكنيسة الكلدانية المنحاز إلى الفريق الداعي إلى القومية الكلدانية ، متجاهلا سائر المعتـقدات القومية للآخرين من المنـتمين إلى المذهب الكاثوليكي الكلداني .
وأنـا ضد كل تدخل من شـعبنا في الخارج في أمور شـعبنا داخل الوطن العراقي ، لأن ظروف الطرفين متـباينة ، كمـا أن شـعبنا في الخارج ستـفقد أجياله المقبلة علاقتها بوطن آبائها وأجدادها ، بينما شعبنا في الداخل مرتبط مصيره ومستقبله بحياته وحقـوقه وظروفه المتنوعة وتكاتفه داخل الوطن وهـو يعرف مصلحته أكثر بكثير مما يمكن أن يعرفها البعيدون عن الوطن . . يمكن لأهلنا في الخارج ابداء آرائهم من خلال الكتابات في المواقع ولكن مـن دون تدخل مباشـر في شـؤون الصامدين في أرض الآباء والأجداد .
وإزاء هـذا فـأنا ضد وجود أحزاب وتنظيمات سياسية لشعبنا البعيد عن الوطن من النوع الذي يسعى لتشكيل فروع له داخل الوطن وفرض هيمنته وكلمته ، لأن ذلـك يربك شـعبنا في الداخل ويجعل كلمته خارج إرادته ، وما حصل من تأثير للقادمين من الخارج ، رجال دين وغيرهم ، على قرارات المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني ، وكذلك الموقف الصائب والشجاع الذي اتخذه السيد سعيد شامايا ورفاقه في المنبر ، في التصدي لمحاولات تسيير المنبر في الوطن والإدعاء بتجريد السيد شامايا من حقوقه ، بشكل يتجاوز ويلغي مقررات المؤتمر التأسيسي للمنبر نفسه ، كما جاء في توضيح لجنته التنفيذية في الوطن ، دليل على خطورة تدخل أهل الخارج في شؤون شعبنا في الداخل ، وكأن الجالسين في مشيغان أوصياء بأموالهم على رفاقهم في الداخل ومعاقبتهم إذا خالفوا أوامـرهم .
والحقيقـة ، بحسب فهمي لبيان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، ومع احترامنا لموقعيه وعدم اعتراضنا لأي تجمع مفيد للقوى الكلدانية ، أن تسمية البيان بالهيئة العليا لاينسج مع واقعه ، لأن " جمعية الثقافة الكلدانية " التي مركزها الرئيسي في عنكاوا لم توقعـه ، كما أن هيئة المنبر الديمقراطي الكلداني في الوطن رفضته وهـو بذلـك لايمكن أن يمثل كل التنظيمات الكلدانية في الوطن خلافا لعنوانه ، لأن البيان لايتضمن واقعيا غير توقيع السيد أبلحد أفرام ( أمين عام حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني ) المعروف بثبات موقفه من القومية الكلدانية ، بينما السيد ضياء بطرس ( السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني ) غير واضح في نهجه فمرة مع الاسم الموحد وأخرى مع القومية الكلدانية ، في حين أن توقيع الدكتور نوري منصور ( سكرتير المنبر الديمقراطي الكلداني في الخارج ) غير شرعي لأنه خارج الوطن والبيان مرفوض من هيئة المنبر في الوطـن .
وأمـا توقيع الدكتور حكمت حكيم الذي يذكر أنه ( شخصية وطنية كلدانية مستـقلة ) أي لايمثل غير نفسه كشخصية ولذا لاعلاقة له بالبيان غير الحشـر لأنه يتناقض مع عنوان البيان الذي يشير أنه للتنظيمات الكلدانية وهو شـخص وليس تنظيما ، علما أن كثرة تذبذب مواقفه تدعو إلى العجب العجاب ، فهو مع الاسم الموحد لأنه أيّـده في المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ( الأول ) الذي هو أحد أعضائه ومن الهيئة التي أعدت البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الذي أقّـر التسمية الموحدة ( كلداني سرياني آشوري ) وهو حاليا يقبض راتبا ويسكن منزلا على حساب المجلس الشعبي وهو بذلك موظف لدى المجلس ينبغي أدبيا أن يكون في إطار توجيهاته . . وهو مع التسمية القومية الكلدانية ودعواتها الدينية والحزبية بما يتناقض مع مهماته في المجلس الشعبي ، التي ينبغي أن يتخلى عنها وعن عطاءاتها إذا اتخذ موقفا مخالفا لهـا . . وهكذا جعلنا نحتار بين أحبائه الأول ومنزله وحبـيبه الأخير ومنزله ومـن بينهم وحبهم ومنازلهم . . وما علينا إلاّ التشبث بالقول : عيش وشوف .
ولهـذا نـرى ، أن بيان ما تسـمى بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية هـو تشـتيت لهـذه التنظيمات ، كمـا كان بيان الأساقفة الكلدان تشـتيت لوحدة المنتمين إلى المذهب الكلداني ، ولانـدري مـاهي الغايـة مـن هـذا التشـتيت ، سـواء بالنسبة لقسم من التنظيمات الكلدانية أو زعامة الكنيسة الكلدانية ، وإن تطرق إلى سـمعنا أن بيان الكنيسة لايعبـر عـن رأي كل السادة المطارنة ، فبينهم من تحفظ عليه ومنهم مـن آثـر السـكوت إتـقـاء لإثـارة الضجة حول فشـل الإجتماع الأخير للأساقفة أسـوة بالإجتماعين السابقين لـه . . مـع أملنا بأن تبقى كنيسـتنا الكلدانية موحدة بعيـدة عـن كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الضرر بوحدتـها .