لست أنا من كتب هذه المقالة
رغم مرور تسع سنوات على دراستي في الجامعة لم أحتفظ في ذاكرتي بقوانين الاقـتصاد وصياغـاتها كما أحتفظت بجـملة قالها الأستاذ المسؤل عن مادة(( أساليب البحث العلمي )) حيث كان يتكلم كثيرا عن النقل والاستعارة والسرقة وكان يحدد ضوابط لأستعارة أي شيء من بحوث وكتابات الاخرين واذا تجاوز حجم النقل أكثر من عشر كلمات يجب ان يذكر المصدر في اسفل الصفحة . ولكن في نهاية العام عندما طلب منا بحث علمي اضطررنا انا وصديقي بتوجيه من الاستاذة المشرفة على كلينا ان نتبنى بحثا عن زراعة وصناعة التمور في العراق لم نكتب نحن شيئا منه وهكذا مع باقي الطلاب والنتيجة ان كامل عدد طلاب القسم لم يقدم أي واحد منهم بحثا مهما وبنتائج مجدية وفي مرحلة لاحقة لم يتخصص اي واحد منا أيضا في المجال الذي يفترض أن نتخصص به بسبب دراستنا في قسم الاقتصاد الا وهو البحث والتطوير لأنه ببساطة لا يوجد اصلا مثل هذا القسم في المشاريع الاقتصادية في العراق كله وحتى لو وجد اشك في مهارتنا لكشف فرص استثمارية قوية امام المجتمع . المهم في مرحلة لاحقة ظلت كلمة استاذي متعلقة في ذهني وعندما توجهت للكتابة كوسيلة للتعبير عن الذات وطرح الاراء للمناقشة استمريت متمسكا بكلمات أستاذي رغم كونها كانت تخص شأنا اخر غير هذا ولم احاول سرقة ولو كلمة واحدة من أي شخص او كاتب رغم كثرة استعاراتي اللفظية والمجازية من الكتب المقدسة والروايات المشهورة وتحريفي لبعض العناوين وتحويلها لخدمة النص الذي اكتبه من اجل ايصال الفكرة للمتلقي فتبدو واضحة للكل بان الجملة محورة مثلا (( لن اعيش في جلاليب رجال الدين)) أذ لا يمكن أن أخفي أسم احسان عبد القدوس عن ايحاءات العبارة لانه يظهر بكل وضوح فيها ولا يحتاج القاريء لكي اكتب اسمه في الاسفل . وهكذا فعلا حصل معي في احدى الكتابات التي كانت بعنوان (( كن حجرا ولكن ليس في منتصف الطريق )) والتي نشرت في جريدة بهرا حيث دعيت بعدها الى منتدى للكتاب وهناك التقيت بشخص اكبر مني بعقود طرح امامي مقالته المنشورة في صدر احدى الجرائد المحلية بعنوان (( كن ولا تكن )) والتي أستخدم صاحبها نفس أسلوبي تماما وان اختلفت الكلمات ، وهنا ابتهجت كثيرا لأنني ألتمست أهتمام الناس بما اكتبه وقبل ما يزيد عن العام اطلعني صاحبي على مقالة منشورة بأسمي كنت ارسلتها لموقع عنكاوا كوم ولم تبقى فيه سوى لساعات قليلة الغيت بعدها واندهشت لانني لست انا من أرسلها لذلك الموقع ولكنني ايضا شعرت بسعادة كبيرة . ولكن ما احبطني هو موقع اخر في المهجر تعلم احد المدعين بانه كاتب فيه على اقتطاع صفحات كاملة من كتاباتي او احيانا مقالات كاملة ينزلها تحت اسمه الشخصي او بدون اسم وقبل ايام وصلتني رسالة من شخص قال لي ان ما اوصله الي هو كثرة اطلاعه على سرقة جمل او صفحات كاملة من كل ما انشره على المواقع الالكترونية ولامثال هؤلاء اقول .اصلا عندما بدات اكتب كنت ارفق ملاحظة في الاسفل أسمح فيها لكل من ينوي نقل الموضوع ونشره على اي موقع اخر بان له مطلق الحق في أن يفعل ذلك ولكن دون ان يقتطع أسمي من المقال او ينسبها لنفسه . وكانت اجابتي لذلك الصديق بأنني لا اخاف من هؤلاء لسبب بسيط هو أنني مستمر ولكن من يسرق لا يستطيع أن يستمر ولكن نصيحة مجانية لكل من يسير في هذا الطريق ان يفكر بان الكتابة هي اسلوب من اساليب التعبير عن الرأي وعليه كل من يهوى هذا الاسلوب في التعبير يحاول ان يعبر عن هويته الخاصة ويتفنن في الاسلحة التعبيرية التي يستعملها . وإذا كنت لا تهدف لا لهذا ولا لذاك بل فقط تريد رؤية أسمك من خلال سرقة مجهود الأخرين فلا ينفع الامر لأن الشمس لا تحجب بغربال واذا كنت ممن اعجبوا بأحدى تلك الكتابات الى درجة تجعلك راغبا في تبنيها . يمكن ان تفعل وتنشرها في خانة مقالاتك وتحت صورتك الشخصية ولكن بعد ان ترفقها بعنوان أو ملاحظة تقول (( لست انا من كتب هذه المقالة )) لأن أبسط بديهيات الأخلاق والأمانة تتطلب منك ذلك وعندها لن يلومك أحد وبهذا الكلام نكون انجزنا شيئا من واجبنا وانذرنا اللصوص قبل ان نشهر بأسمائهم على الملأ فالسرقة سرقة حتى لو كانت للكلمات .
عصام سليمان – تلكيف .
Assyrian_publisher@yahoo.com