Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

للحركــــة الديمقـــــراطية الأشـــورية حـــق عليــــنا, ولنا الحق أيضا في قول كلمتنا/ الحلقة الخامسة

كحال أي شعب, طبيعي جدا أن تضم أروقتنا السياسية وطرائق فعاليتها أفكارا تختلف ونشطاء يتنافسون من أجل خدمة قضيتهم , لكن أن يصل بنا الحال حد إلتزام الحذر من طروحات البعض اللامنطقية واللاإنسانية, فهو أمر في غاية الغرابة , أحد هذه الاصناف ألتي تجلب إنتباه المتابع وتقلقه كثيرا , هو صنف يحتار في وصفه الإنسان, صنف إرتأى ولوج زقاق السياسي المظلم والمسدود وكأننا به يريد كشف اسبار ما يخيّم في أجواء ذلك الزقاق, و في لحظة إرتطام رأسه بجدار نهاية الزقاق يصحى ليكتشف الورطة التي أوقع نفسه فيها , ومن شدة تطرفه لا يرى في الرجوع والخروج من زقاقه خلاصا له من أوهامه , بل يحاول خداعنا بأن الزقاق سالك ومفتوح .

عطفا على ما ورد في الفقرة أعلاه ,وهي مدخل يقودنا إلى بعض تفاصيل النظرية الغريبة التي يتبناها شلّة من دعاة القومية لبناء آمالهم في تحقيق أحلامهم النرجسية , هؤلاء القلّة وهم في زقاق ورطتهم , يرون أن القضاء على الحركة الديمقراطية الأشورية (زوعا) و إلقائها في البحرهي الخطوة المقدسة على طريق إعادة فتح بوابات آشور وكلديا , وغرابة النظرية تكمن في إتسّامها بسذاجة قاتلة لصاحبها الغارق ببحر رؤيته المغوّشه ألتي ترشده إلى أن معبره فوق أشلاء أهله هو السبيل الآمن إلى حلم إعادة مملكة كلدو وتحرير أشور , وحين يتخيل هذا الحالم بأن تحقيق مزاعمه لا يتم إلا في تركيع الحركة الديمقراطية الاشورية لا سامح الله, فهو تالله محق في تخيلّه, وهوفي ذات الوقت يرفع من شأن الحركة ومن برنامجها الرافض لكل زعم أو إدعاء لا يحترم الظرف والزمن , ربمّا سيسجل لهذا الداعية إسما بارزا لنفسه, لكن ليس في صفحة النبلاء والمخلصين, بل حيث مسجل ٌ إسم أبي رغال ومسيلمة الكذاب ويهوذا أسخريوطي .
يدرك كل عاقل أن أمنية مريضة كهذه يستهدف فيها أهله أولا, لا يمكن أن تتحقق , فلا هي برسالة مشرّفه ولا رجالاتها بقادرة على تنفيذها, لسببين بسيطين , أولهما ان دعاة هذه النظرية هم كأحجار رقعة الشطرنج تحركها شهواتهم وتكشها اصابع أكف ّ الغير وهو أمر مكشوف لم يعد بخاف على أحد, وردود الحركة و هكذا غالبية أهلنا على هذه المحاولات كانت حاسمة وفي غاية الوضوح , اما السبب الثاني وهو الأهم, فتاريخ نشاط الحركة الديمقراطية الأشورية بدماء شهدائها وقربها من جماهيرها التي منحتها اصواتها وهكذا خبرتها التي إكتسبتها , تشكلّ عوامل وحوافز تحتم على الحركة الدقة في أستصدارالخطاب والتأنّي في الإقدام على أية خطوة ,ورغم علمنا بأن خبرتها محدودة , لكن تجربتها قد علّمتها التأني في إتخاذ أي قرار, كما تحثها في نفس الوقت للإسراع إلى تصحيح الخطأ أينما ورد لتفوّت الفرصة علىالمتربصين.

لا أحد ينكر,أن ظاهرة المد والجزرالتي تعتري اي حركة سياسية , ممكن أن تعتري نشاطات الحركةالديمقراطية الأشورية ايضا , أمّا أن نعزو أسباب هذا المد والجزر حصريا إلى فوضى وضع العراق العام أو العوائق والمطبات التي تزرع في طريقها, فإننا في ذلك نتباعد عن الحقيقة , لأن تلكم هي أمور طبيعية وواجبة التحوّط والحذر منها في مسيرة السياسي ومواجهة الآخر ,إنما هناك عوامل أخرى لا يحتاج ذكرها إلى اية جرأة , كما أن هنالك أخطاء تتعلق بصميم عمل الحركة وتنظيماتها الداخلية تصدر بشكل ممارسات وإجتهادات فردية ينتج عنها ردود أفعال سلبية لدى الناس , وقوع أخطاء كهذه يمكننا ان نصفها بأنها أشبه بظاهرة طبيعية مادام الإنسان غير معصوم من الخطا سواء عمل على إنفراد او مجتمعا , ومادام هو في حالة عمل ونشاط مستمر خصوصا في أوضاع معقدة وشائكة فالخطأ جائز لا ريب في ذلك ,أما الغرابة في الأمر والتي تقبل النقد وبشدة, فهي حين يتماطل القائمون ولا يعيروا أية أهمية الى تلكم التقصيرات و الأخطاء ولا لحتمية وأهمية معالجتها , ففي تصحيحها بعد الإعتراف بها ستتحقق مكاسب إنسانية وإجتماعية وسياسية تعجّل من عملية الفرز والفلتره الدوريه المطلوبة التي تؤدي بالتالي إلى زيادة ثقة الناس بها .

رغم كل ما قلناه هنا وفي الحلقات السابقة حول تواضع إمكانات الحركة الديمقراطية الأشورية وإستهداف الأخيرن لها وهكذا إلتزامها و ما أِشرنا إليه من سلبيات في تفاصيل فعالياتها , إلا أنها قد حظيت بتقييم منصف وبتعليقات متنوعة من قبل المحللين والمثقفين, وأحد هذه التوصيفات هو قول أحدهم بانه لولا هذه الحركة لما كانت لنا ( الكلدواشوريين سريان) في وطننا العراق أية قضية سياسية قومية وطنية حقيقية, وهو كلام فيه الكثير من الدقة , ارجو أن لا ياخذ عليّ القارئ إندفاعي في سرد ما أستنتجه شخصيا بأنه مبالغ به ومجرد سيل مدائح , وإن رأى في كلامي شيئ من هذا القبيل , أتمنى عليه أن يسدي لنا خدمة جليلة بإرشادنا إلى تيار سياسي افضل من الحركة و يعمل بإسمنا على الساحة الحقيقية ويتسّم بما يستحق دعمنا وتأييدنا كي نرّكز إهتمامنا عليه , أن تقييمنا لإيجابيات الحركة وهكذا تأشيرنا على سلبياتها, يفترض أن لا يكون سببا في إنتفاخها, بل كما هو عهدنا بها يفترض أن يزيد هذا النقد والتقييم من عزيمتها وثباتها على مواقفها في وفائها لشهدائها و لجماهيرها الواعية التي آزرتها وما تزال على طريق تمتع شعبها بأستقلالية سياسية منفتحة مع الجميع على أرض الاباء والأجداد .

عندما يطال خطاب نفر متهورلدرجة الأساءة الى الحركة الديمقراطية الاشورية بحجة النقد لتصل حدود الطعن التسقيطي بالحركة و بأشخاص رموزها ,يكون واجب قول كلمة الحق في هذا المقام هو مهمة كل إنسان منصف وحيادي , فالحركةفي كثرة المصاعب التي تواجهها مقابل تواضع إمكانياتها , بقت تتفاعل مع الصعاب بتحدي سياسي عبر خطاب متزن لا هو إرهابي ميليشياوي ولا إغرائي مالي ,أي أنها تبذل ما في وسعها كي تسير حسب نهجها السياسي الذي ثبت أنه يقض مضاجع البعض أحيانا ويثير حفيظتهم , وهذه نقطة أخرى تسجل لصالحها وليس ضدها كما يتوهم السيد أنطون صنا والآخرون الذين يتغافلون بأن إمتلاك الحركة مكتبا سياسيا ولجنة مركزية و كلاهما منتخبان وقيادة فروع ولجان محليّه , و هكذا لها نظام داخلي خاص بها وضعه كادرها كأي تنظيم سياسي قائم على الأرض,يعني ان لها مؤسسات حزبية تناقش أمورها وجماهير تطالبها دوما ً بالإلتزام .

في الجانب المتعلق بسلاسة موقف الحركة في تعاملها مع محيطها السياسي, الذي يعتقد بأن ذلك يشكلّ سببا لتقهقرها وتراجع شعبيتها كما يزعم انطوان صنا , فأحداث الأيام التي شهدناها وتراجعات المغرر بهم وإنسحاباتهم هي دليلنا على صحة مواقف الحركة المسبقة , و ظاهرة إنقلاب السحر على الساحر نشهدها عن كثب خصوصا بما يتعلق بالمجلس الشعبي ,بينما مواقف ناشطوا الحركة التي أثبتوا فيها بأنهم ليسوا بهواة ثرثرة سذج ولا هم بشلّة طارئة أنجبتها مضاجعات إستمتاعية مع الحزب الفلاني أو الميليشيا الفلانية او الخزينة العلانية ,يقابلها في الطرف الآخرإنسحابات شتاء ماقبل الإنتخابات المقبلة تثبت هذه المتغيرات و بالمطلق بأن السيد الصنا و مرجعيته وهكذا السيد القس الاشوري والداعية الكلداني الأخر الذين هرولوا نحو نعم ومغدقات المجلس الشعبي, كانوا مخطئون وهم الآن يعلنوا بأنهم ليسوا بحال من يتحمل أية مسؤولية قومية أو وطنية ولا يمكن لشعبنا التعويل على تقلبّاتهم وسذاجة خطاباتهم , وإلا لما وصل الأمر بالصنا ومن شدة تخبطه إلى إثارة تساؤل المتشكك بنفسه و بصيغة الجمع (هل نحن عملاء او حلفاء,,,,,؟؟) وأظن أن الرد قد وصل واضحا للسيد صنا و هكذا لأنداده من محبي الواوات و كارهيها, وعلى لسان الذين تعانقوا مع مجلسه في جلسة مغازلة ثمّ أنسحبوا( الاحزاب الثلاث ) من المجلس الشعبي أو ربما اقصوا.

العجب العجاب أن بهلوانيات السيد الصنا أوصلته إلى تنصيب نفسه ممثلا عن شعبنا الكلدواشوري في عموم العالم , وهو يتساءل إن كنا (نحن الكلدواشوريين)عملاء او حلفاء لهذه الجهة أو تلك , أسلوب كهذا لاينم عن اي عمق سياسي إدراكي لواقع حالنا وهو يتكلم باسم شعب بأكمله , هذا الأخ يتناسى و يتجاهل الرد على السؤال الاكثر أهمية وهو من أين لك كل هذا التخويل يا أستاذ وبأي أهلية تمتلك حق التكلم نيابة عن شعب بأكمله؟ وتحت اية قبه تم منحك هذا الوسام الذي يبيح لك التكلّم بإسمنا؟ المضحك المبكي في هذا المشهد المرتبك يا إخوان هو أن شدة إندفاع هؤلاء الرفاق نحو فتات الكعكة قد افقدهم قدرة التمييز ما بين السياسي المنتمي وبين الإنتهازي المهتري, المهم لدى الصنا لم يتعدى ملئ الأسطر حتى وإن إمتلأت بالبذاءات لتصل الشطارة به إلى بدعة خلط عشر كيلوغرامات من لحم دابة فطيسة مع كيلوغرام واحد من لحم قطط جائعه قاصية أو لحم طفل مذبوح ثم يريد تسويقها سوية لتباع بسعرلحم الخروف الطازج (شي على شي) عيني عينك مثلما فعل العريف عبود أحد سفاحي الموصل قاتل الأطفال والبزازين وبياع لحومهم الواردة قصته في كتاب الايام العمياء والناس الحمقى للقاص بهنام وديع ايام الحرب العالمية الأولى (سفر بللك) .

لو شئنا أن نتحدث بشيئ من الجدية حول الخيار الممكن ان تتبناه الحركة ( زوعا) في الأنتخابات المقبلة , ففي حال تم إقرار منح الكوتة المتضمنة خمس مقاعد برلمانية , يفترض أن تكون المنافسة النزيهة بين قوائم شعبنا فيما بينها بجو ديمقراطي بلا فرض الوصايات ولا أي تدخلات كالتي حصلت في إنتخابات مجالس المحافظات وانتخابات الاقليم , اي من المقبول أن تعود قائمة الرافدين لتطرح نفسها بشكل مستقل تتنافس بنزاهه مع قوائمنا الأخرى (المستقلة) وليس المصنوعة خارج بيتنا , وهناك خيار آخر لا بأس فيه ضمن نظام الكوتة,وهو أن تتحد قائمة الرافدين مع احدى قوائم شعبنا بعد ان تحقق إتفاق مقبول في برنامج معلن , أما في حال لم يتم تحقيق نظام الكوته الخاص بتمثيل شعبنا بخمس مقاعد, يجوز للحركة وهو شأنها ورايها, أن تطرح لنفسها قائمة مستقلة كما في الأنتخابات السابقة أو ان تختار الإنضمام إلى إحدى القوائم الوطنية التي تلتقي معها بأهدافها في مجمل برنامجها الوطني,ولا بأس ايضا من توجيه شخصيات وطنية وقومية من ابناء شعبنا كي تنخرط بصفة شخصية ليكون لها صوت وحضورفي قوائم وطنية أخرى .

يعرف كل متابع بأن الحركة الديمقراطية الأشورية في فترة ماقبل سقوط النظام, كانت إحدى المتحالفين مع جبهة المعارضة العراقية الناشطة ,وعندما تمت إزاحة النظام على أيدي الأمريكان بعد إحتلال العراق, حصلت تحت مظلة العملية الإحتلالية إصطفافات جديدة نأت بالعديد من دعاة الوطنية والمظلومية عن خطهم الوطني الذي أعلنوه في شعاراتهم السابقة, و أدت هذه التراصفات إلى إستبيان و فرز واضح جراء تغيير مواقف تلك الكتل التي كانت متحالفة فيما بينها قبل سقوط النظام, منهم من ذهب في تعامله الإيجابي/السلبي مع المحتل الى أمد أدى به أن يكون مردود موقفه سلبيا على مستقبل وحدة اراضي وشعب العراق, فقد تصاعدت وتيرة النغمة الطائفية والقومية التي أوصلت البعض منهم الى تشبثهم بطروحات سياسية إقتصرت على كيفية خدمة مصالح أحزابهم ومرجعياتهم .
فالأحزاب الكردية بات شغلها الشاغل توسيع رقعة أقليم كردستان على حساب الحقائق التاريخية وحقوق ساكني تلك المناطق كما هو حاصل في قرى ومدن سهل نينوىالمسماة بالمناطق المتنازع عليها ,وهكذا الأحزاب الشيعية (الحكيمية) التي شرعت تطرح مشروعها المتناغم مع مشروع الأحزاب الكردية حيث راحت تطالب هي الأخرى بمشروع اقليم الجنوب وفصله عن حكومة بغداد ,في خضم صخب هذا العرس التقسيمي لارض العراق وأطياف شعبه , ونظرا لأن أراضينا التاريخية أصبحت موضع جدل ونزاع ما بين هذه الكتل , كان للحركة الديمقراطية الأشورية موقفا مغايرا لتلك المشاريع المتشنجة, موقف إنطلق من عدم وجوب حرق المراحل وإنتهاز الفرص للقفز بعيدا إلى ما هو في نظر البعض نصرا قوميا او مذهبيا على حساب تاريخ وطن وشعب عانى ما عاناه من ظلم وقهر وتهجير , لهذا السبب إتهمها البعض جراء موقفها الوطني الملتزم بأنها ضد فكرة تحقيق الفيدرالية للعراق وحاولوا أن يحيكوا ضدها العديد من المقالب والألاعيب كي تحيد عن موقفها وتنضم الى ركب الكارّين والفارّين .
آخرون إتهموا الحركة الديمقراطية الأشورية بأنها ضد تحقيق مطلب شعبها في الحكم الذاتي على أراضيه التاريخية , كما وجهت إليها تهمة التعاطف مع القوى العربية في مجابهة مساعي تقسيم العراق ,كل هذه التنابزات والتهديدات والإتهامات لم تنل من عزيمة وموقف الحركة الأشورية وطنيا وقوميا, عدا أنها وجدت طريقها عند بعض ضعاف النفوس كي يشاهروا ويزيدوا من حدة عدائهم للحركة ,و لأنها اي الحركة إعتمدت في نهجها وما تزال حقيقة وطنية راسخة, حقيقة ان العراق كله هو وطن الكلدواشوريين السريان , وإمكانية تحقيق الإدارة الذاتية لأبناء شعبنا حيث يعيشون هو مطلب وطني تضمنه كافة القوانين الديمقراطية ومن ضمنها الدستور وهو مطلب قابل للتطوير لاحقا , هذا الإصرار دفع بالعديد من المتطرفين والإنتهازيين إلى توجيه سهامهم الى صدور ناشطي الحركة ومؤازريها لإجبارهم على التخلي عن هذا النهج الوطني السليم.

إذن,للذين يطالبون الحركة بالتخلي عن ثوابتها الوطنية في عملها القومي والإنجراف وراء مصالح الغير , عليهم أن يعلموا جيدا بأن إستقلالية قرارهم السياسي هو أول شرط واجب توافره قبل أن يطالبوا الأخر بأي شيئ, حينئذ يكون للحركة كامل الحرية في قبول مناقشة المطلب وإيجاد السبل المعقولة في الحوار لبحثه أو رفضه أصلا , أما ظاهرة التزمير في عرس الأخرين والصراخ من أجل جعلنا طبول وفقاعات لبث الصخب المفزع للعراقيين فتلك لعمري ليست من صفات السياسي الملتزم والواعي ولا هي سوى تصرفات من باع نفسه وشعبه بأرخص الأثمان.
Opinions