للوطن العراقي والامة الاشورية وليس ليونادم كنا.* الجزء الثاني – الحكم الذاتي
الحكم الذاتي:يتجاذب الحديث حول ما يطلق عليه تعبير "الحكم الذاتي للشعب الكلدوآشوري السرياني في منطقة سهل نينوى" اليوم عدة مجموعات،تبدو وجهات نظرها من الخارج متناقضة ولكنها من الداخل متطابقة جدا،لان الجميع مصر على المطالبة به واما الخلاف الحقيقي فهو حول فهمه وطريقة المطالبة به واوانها، والاسباب الحقيقية الداعية لتلك المطالبة.
يعد المرشد الروحي واحد اقطاب الحزب الوطني الاشوري والمنشط جدا في مجالات اخرى كثيرة متنوعة سواء دينية او مدنية، احد الدعات الكبار للحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني،ومن قراءة بسيطة لفكر هذا الكاهن الجليل نجده يتحالف مع قطب واحد فقط من هذه الاحزاب دون الاخر ولاسباب لا نظن اننا بحاجة الى ايرادها هنا لان جميع اهلنا صاروا يعرفونها حق المعرفة ولحرصه شخصيا على اظهار ذلك الى العلن من خلال ما يكتبه،ولان الدكتور وديع بتي رد جل دعاوى الكاهن الجليل برشاقة يحسد عليها، لذلك لا نرى مبررا لتناول طروحاته التي لا ينسجم اغلبها وسمة الرداء الكهنوتي التي يحلو له ان يتزين به في المحافل الخاصة والعامة ويتناقض وما يقول به الكتاب المقدس الذي لا يفارقه وكأنه جواز مروره حيث يحل،الا ان لنا عودة اليه في مناسبة اخرى هنا ايضا.
الى جانب سيادة القس ظهرت مؤخرا بعض الطروحات التي تبناها البعض ممن كنا الى وقت قريب نحسبهم مع المصطفين الى جانب قضايا شعبنا بحيادية ،ونحن في هذا المنبر لسنا بصدد تقييم وجهة نظر هذا البعض التي اتفقت فجأة (هذا اذا لم نقل صارت نسخة طبق الاصل) مع وجهة نظر السيد سركيس اغا جان راعي دعوة مشروع الحكم الذاتي ضمن اقليم شمال الوطن(والممول الشخصي للكثير من المشاريع التي كلفت ميزانية الدولة العراقية او استهلكت الكثير من الملايين التي كانت اصلا مخصصة لتنفيذ مشاريع في مدن وقرى وقصبات الشعب الكلدواشوري السرياني وجيرت بأسمه كما يروي البعض وفق مبدأ" وهب الامير بما لا يملك") التي اوردوها مؤخرا ضمن مقالاتهم،كما لا يحلو في عيوننا مناقشة ما اوردوا في سلسلة مقالاتهم الاخرى الا بقدر ما يتعلق الامر بحقائق يريدون القفز فوقها،او لم يولوها العناية التي نعتقدها،خاصة وان البعض منهم يحاول في الفترة الاخيرة ان يثير الانتباه بما يخالف اصول مهنة الصحافة التي يدعي انه مارسها لعقود طويلة من الزمن،ولعل نكران تسمية ثورة 14 تموز الخالدة بالثورة ورغم التغييرات الاجتماعية الهائلة التي احدثتها يدفعنا الى مطالبتهم بتقديم تعريف جديد للفظة "ثورة" قد يغنينا عناء البحث والتنقيب في مجلدات الفكر الثوري الذي خلفه لنا كل التقدميين العظام.
يروج اغلب الذين عرف عنهم تحالفهم او ولائهم للاحزاب الكردية وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني لمقولة: ان زوعا (والمعني غالبا هو الاستاذ يونادم كنا) يقف حجر عثرة في طريق تحقيق مشروع الحكم الذاتي،اي انهم يجاهدون من اجل تصوير:ان المسألة منتهية وجميع المتطلبات قد اكتملت ولم يبق سوى ان يضع الاستاذ كنا توقيعه على الاوراق المتضمنة لاعلان الحكم الذاتي ليباشر الاخرون التنفيذ،وموقف مثل هذا ورغم انه يمثل اقرارا حقيقيا بكون زوعا هو اللاعب الاهم على الساحة السياسية،الا انه في الوقت نفسه يوضح لنا:ان هؤلاء الدعاة ينشدون ويزمرون وفق لحن لم يضعوه هم لانفسهم ،انما وضعته لهم جهات تنقصها المعرفة الحقيقية بأصول علم الموسيقى اصلا.
يصف لنا احد السادة كيف انه التقى سركيس اغا جان بناء على طلب الاخير لاسباب ما زلنا نجهلها حتى الساعة وما اورده شخصيا في وصفه لهذه الزيارة الميمونة لم يكن مقنعا ابدا،لان من بديهيات السياسة المعروفة جدا:هو انه حين يتم اختيار س من الناس لمقابلة قيادي الحزب القائد للسلطة،يتم اختياره وفق ما يليه الظرف الذي يمر به ذلك الحزب تجاه مسألة ما،وحين يقع الاختيار على من يمتهن الكتابة او الدين فأن الغاية لابد تتعلق للترويج لمسألة معينة،وبما ان المسألة التي نحن بصددها_ونعني بها مشروع الحكم الذاتي- قد اثبتت الوقائع والشواهد ان اصحاب الشأن قد فشلوا في استقطاب الدعم الشعبي لها،اذن صار من منطق العقل ان نتأكد ان دعوة هذا الكاتب او رجل الدين ذاك للقاء من هو بموقع المسؤولية كالسيد سركيس اغا جان لم تكن اكراما لمنهج الكاتب او تقوى رجل الدين انما كانت من اجل تسخير امكانيات الكاتب في خدمة الاهداف التي يريد السيد اغا جان تحقيقها ،خاصة وان المعلومات تقول:بأن السيد اغا جان تهرب من لقاء الوفد البرلماني الهولندي الذي زار العراق قبل عدة شهور ولم يسمح لهذا الوفد بالدخول الى مقر بث قناة عشتار الفضائية التي يمتلكها او تعمل بأمرته،ولو كان تحقق ذلك ربما كان السيد اغا جان قد حقق انتشارا عالميا يخدمه على المستوى الشخصي،ولكن واستنادا الى ما نعتقد ان السيد اغا جان مجرد وسيط في لعبة كبيرة جدا.
ينفي السيد اغا جان ان يكون قد دعا الى كذا وكذا وكذا كما اورد احد الذين التقوه في مقالته التي يصف فيها لقائه بالوزير في حكومة الاحزاب الكردية المهيمنة على مقدرات محافظات شمال الوطن،وهذا يعني ان الاخرين صاروا يربطون ويحلون كل بمزاجه،ونحن في هذا المقام، تعالوا نوافق على كل ما قاله السيد اغا جان ونصدقه،فهل هذا سوف يعفيه من التهمة التي لبسته منذ ان طرح مفهوم الحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال؟الجواب هو بالتأكيد كلا.والا ما مبرر سكوت السيد اغا جان عن الصاق هكذا تهمة به وهو القادر على دحضها آن شاء؟
يقول السيد الكاتب ان السيد الوزير وعضو الفرع في الحزب الديمقراطي الكردستاني اطلعه خرائط صممت لتشير الى المناطق التي ستشملها بركات رعاة الحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال،ونحن نعقتد واستنادا الى الاصول الصحفية كان يفترض بالسيد الكاتب ان يعلن تلك الخرائط لنا بصفتنا ابناء الشعب الكلدو اشوري السرياني لانها مسألة تخص مستقبلنا نحن فقط ونحن اصحاب الشأن،وان كان السيد اغا جان يقبل ان ينتمي الى هذا الشعب فهذا لا يعطيه حق تقرير مصيرنا،لان زمن الرجل الواحد الناطق بأسم الشعب دون تخويل ولى الى الابد،هذا اولا، ولكوننا قراء ثانيا،خاصة وان مواقع جل اسماء المناطق التي يذكرها الكاتب يجهلها جل اهلنا ونحن في مقدمتهم،فهل تعد مطالبتنا بأعلان تلك الخرائط الى العلن تجاوزا لحقوقنا او كشفا لاسرار لا يحق ان يطلع عليها سوى من حظى برضا السيد اغا جان يا ترى والباقي من ابناء الامة ليس اهلا للثقة؟ علما ان الامر يخصنا بنفس القدر الذي يخص السيد الكاتب والسيد اغاجان؟
يعرف القاصي والداني ان جل التراب العراقي ممسوح طوبوغرافيا مسحا شاملا من ايام الاستعمار البريطاني،اما الجديد الذي طرأ، فهو في الحقيقة اختفاء مئات الاسماء الاشورية من المدن والقرى والقصبات التي سكنها اهلنا منذ الاف السنين وليحل محلها اسماء غريبة عن البيئة اللغوية العراقية لاسباب لا نظن ان هناك من يجهلها،والسؤال هو:ما هي الدوافع التي حدت بالسيد الوزير الى رسم تلك الخرائط؟وهل تشمل تلك الخرائط عشرات المدن والقرى والقصبات الاشورية التي اغتصبها الاكراد من اهلنا؟ نحن ننتظر السيد الوزير الذي يدعي انه اشوري ان يطالب بأعادة تلك الممتلكات الى اهلها الحقيقيين ليكون لمفهوم الحكم الذاتي الذي يدعوا اليه قبولا على الاقل من ناحية مظهره الخارجي ليس الا،علما ان ما نطالب به من ممتلكات لم يمضي على اغتصابه سوى عدة عقود من الزمان وليس قرون كما قد يتوهم البعض.
شمر العديد ممن يكتبون على صفحات مواقع الانترنيت عن سواعدهم في حملة محمومة ضد الحركة الديمقراطية الاشورية وخاصة سكرتيرها العام الاستاذ يونادم كنا،ورغم تباين اساليب كتابتهم وتمايز اهدافهم الا انهم وكما يبدو اتفقوا على اتهام الاستاذ كنا بتهم لا نظنهم قادرين على اثبات ولو واحدة منها فقط،وكانت مقولة:ان زوعا ضد تمتع شعبنا الكلدو اشوري السرياني رأس التهم وام الخطايا،لا بل ان البعض استخدم في خطابه الفاظا لا نظنها تليق بقلم من يحترف الكتابة وكان يدعي الحيادية الى وقت قريب جدا،كما ان هناك قسم اخر من الكتاب الذي يكتب مقدما لاجل توهيم القارئ بالبسيط بنبالة هدفه في حين ينتهي بما يناقض نقطة شروعه،فهو من ناحية يمجد زوعا وكنا ولكنه وبعد عدة سطور يدس السم الزعاف بين كلماته حين يشكك بحقيقة تمثيل زوعا لطموحات شعبنا، فيشرع بالعزف على وتر الطائفية الدينية محاولا جعل التباين الطائفي الديني تمايزا قوميا بغية الطعن بزوعا وسكرتيرها العام من طرف خفي.
لكي نوضح موقف الحركة الديمقراطية وسكرتيرها العام من مجمل القضايا ومنها موضوع الحكم الذاتي،ندرج الرابط ادناه الذي يتضمن مقابلة مع السيد كنا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,222035.msg3346138.html#msg3346138
ونعود مرة اخرى الى لقاء السيد الكاتب بالوزير في حكومة الاحزاب الكردية ونسأله:الم يكن من باب اولى ان تسأل السيد الوزير وعضو الفرع في الحزب الديمقراطي الكردستاني عن سبب عدم ورود ولو اشارة بسيطة الى حق تمتع ابناء القوميات الصغيرة بالحكم الذاتي في دستور اقليم الشمال العراقي؟(لا نظن ان الاستاذ الكاتب نسى ما صرح به ملا بختيار احد قادة حزب الاتحاد الوطني قبل فترة ليست بالبعيدة جدا حول ما يخص حقوق القوميات غير الكردية في اقليم شمال الوطن،ولم نسمع انه صدرت عن السيد اغا جان هشة او نشة)،الم يكن من الواجب القومي والسيد الكاتب يعد نفسه اشوري العرق ان يسأل عن سبب تسلم من لم يقدر ان يحصل على الف صوت من
اصوات ابناء شعبنا في الانتخابات ( التي قيل انها كانت ديمقراطية) حقيبة وزارية في حكومة الحزب الذي يعد السيد اغا جان من قياداته وحرمان من فازوا بعشرات الالوف من الاصوات من حقوقهم المشروعة؟ربما هي اسئلة تحرج كلا السيدين والاجابة عليها ربما تكلفهم الكثير الذي لا نتمناه لهم.
نحن لا نريد ان ندافع عن يونادم كنا بصفته الشخصية لاعتقادنا الراسخ من ان هذه مسؤوليته الشخصية،انما نحن ندافع عنه بصفته شخصية وطنية اولا وشخصية قومية تقود فصيلا كبيرا وكبيرا جدا من ابناء شعبنا ثانيا،وحين نقول تقود:لانعني مطلقا ان قيادته فردية.انما نعني انه هو الواجهة التي يجب ان تعكس طروحات زوعا وطموحاته سواء من الجانب الوطني الذي نعده نحن الاهم،او الجانب القومي الذي لا يقل اهمية(على الاقل اليوم،اما غدا فربما يتسلم سكرتاريتها انسان اخر،ولكن الخط العام لزوعا هو هو،لانه ليس للسكرتير ان يقرر ذلك انما لاصغر عنصر في زوعا حق الادلاء بالرأي)،اما محاولة البعض الانتقاص من مكانة السيد كنا والنيل منه فلا نرى فيها سوى محاولة بائسة يحاولها البعض ولاسباب شخصية بحتة،لا بل هي محاولة خلط الاوراق على البسطاء كي ينسوا خطايا هذا البعض وآثامهم.
في المؤتمر المنعقد في البرلمان الاوروبي حول القضية الاشورية قال القس الذي يكسر الخبز ويبارك الكأس ويناول المؤمنين برشانة القربان على انها جسد رب المجد:(الكلام ليس حرفيا)انه يؤيد اقامة حكم ذاتي ضمن اقليم الشمال العراقي لان ارض الاباء والاجداد تجزأت بين العراق ودول الجوار بعد الحرب العالمية الاولى.
من مراجعة بسيطة لدعوى الكاهن الجليل يتبين لنا،ان الارض التي تسمى اليوم اقليم كردستان او جلها هي ارض اجداده هو،وهذا يعني في حالة توفر الاخلاص للقضية التي ينادي بها كان من الاولى به ان يبدأ اولا بالمطالبة بتحرير تلك الارض واعادتها الى اهلها،هذا من ناحية،اما من الناحية الاخرى فأننا نقول للكاهن الجليل:لو كان اباء واجداد الذين اغتصبوا ارض آبائك ,اجدادك قد قاموا بتلك الفعلة وهم شبه اقوياء بحكم كونه اسلام فقط،فالى ماذا سيؤول الحال يا سيدي وابنائهم اليوم يتصدرون مواقع صنع القرار في عراق اليوم؟كما نود ان نلفت نظر سيادته الى انه لو كان فعلا يعمل من اجل وحدة هذا الشعب:فمتى سنسمع صوت امين عام حزبه وهو يطالب بتثبيت حقوق الشعب الذي يعد نفسه ممثلا عنه، في التشريعات الدستورية لحكومته؟ اليس السيد امين عام حزب الكاهن الجليل وزيرا في حكومة اقليم الشمال الذي رفض احد مسؤوليها الكبار امام وفد البرلمان الهولندي ان يكون لشعبنا اقليما خاصا بدعوى معارضة دول الجوار؟
لماذا يا ترى تعترض سوريا وتركيا وايران ان يكون لنا اقليما خاصا بنا ويقبلوا بالاقليم الكردي؟ هل نشكل نحن خطورة على امن هذه الدول اكثر مما يشكله الاكراد؟ننتظر الجواب على سؤالنا هذا من كل حلفاء الاحزاب الكردية او المنضوين تحت لواء القومية الكردية فعلا ويتبجحون بأنتمائهم الينا قولا فقط،ونخص بذلك كبار رجالات ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي انشأه سركيس اغا جان للترويج لمشروعه المشبوه بعد تيقنه من فشل مساعيه السابقة من تحقيق اي نجاح،وحين نقول هذا ندعوا الجميع الي التريث قليلا والتمعن في اسم هذا الكيان،لماذا لم يسموه:المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري يا ترى؟ام انهم كانوا يعنون اصلا الصفة الدينية الطائفية لموآزريه ومعاضديه والمروجين له، في محاولة بائسة لطمس حقوقنا القومية التي تتعارض وفكر العشيرة التي تريد التمدد بلا قيود وحدود؟ اليس هذا الاسم وما يشير اليه دلالة صريحة على اننا لسنا شعبا واحدا انما مجموعة شعوب ترتبط ببعضها بالصلة الدينية فقط؟ومن يقول بعكس ما ذهبنا اليه فهو اما :انه يحاول ان يخدع نفسه والاخرين عن جهل او بوق مدفوع الاجر سلفا.
كما يفترض ان يكون منطق الحكمة والعقل،ليس لزوعا او غير زوعا حق تقرير قبول اهلنا بالحكم الذاتي كما هو مطروح اليوم او رفضه،ولكنه من واجب كل انسان نبيل ان يوضح الامور على حقيقتها للجميع دون استثناء،ولكي لا نظلم احدا تعالوا نناقش حقيقة الحكم الذاتي الذي تروج له ماكنة السيد سركيس اغا جان الاعلامية المدعومة بقدرات مادية تثير الكثير من التساؤلات ومدى ملائمة اوان طرحه.
ليس هناك مناطق تاريخية وغير تاريخية لنا،فأرض العراق برمتها كانت في يوم من الايام ارض اشورية،واخر سلالة بشرية دخلت هذا الوطن كانت القبائل الكردية التي يتفق جل المؤرخون على تسميتهم ببدو الجبال،الا ان هذا لا يعني ان نقول للعرب او الاكراد والتركمان اذهبوا الى حيث كنتم،انما نقول ان سهل نينوى يضم اكبر كثافة عددية لاهلنا اليوم،وهذه المنطقة هي المكان الامثل لجعلها مركزا لادارة شؤون شعبنا،ولو طبقنا على الاحزاب الكردية التي تبنى البعض وجهة نظرها وما تريد هي تطبيقه على كركوك ومناطق عراقية اخرى كثيرة جدا،سنجد انفسنا مضطرين الى تذكير هؤلاء بمطالبة الاحزاب الكردية بعشرات المدن والقرى والقصبات الاشورية التي اغتصبها الاكراد عنوة منذ الحرب العالمية الاولى الى هذا اليوم ليضم الحكم الذاتي الاعرج الذي يطالبون به اغلب محافظة دهوك وسهل نينوى وجزءً كبيرا جدا من اراضي محافظة اربيل،نحن لم نرجع الى الوراء مئات السنين انما فقط عشرات،لماذا لا يكون للعربي القادم من البصرة حق السكن في كركوك ايها السادة؟نحن نتحدى ان يأتينا احد بشبه الدليل الذي يثبت ان اللغة الكردية كانت هي لغة الشارع في مدينة اربيل في العقد السادس من القرن المنصرم؟
لو فرضنا انه ظهر لنا سمكو جديد او بدرخان جديد،فمن الذي سيحمينا منهما والسلطة المركزية غير قادرة على حماية نفسها والتيار الاسلامي الوهابي المتشدد متفشي بين عرب محافظة نينوى؟هل تحمينا حكومة الاقليم الشمالي على الطريقة التي تحمينا بها اليوم؟ام تحمينا القوى الامبريالية التي لا يعنيها سوى تحقيق استراتيجية مصالحها؟
ان قوافل الذين يغادرون الوطن بشكل يومي من اهالي قرى سهل نينوى ما عدنا نرى رأسها وسوف لن نعرف اين نهايتها طالما ظلت ارادة هؤلاء مرهونة بأستباحة الاحزاب الكردية لهذه القرى،والا ما معنى ان يقوم وفد برلماني هولندي بزيارة الى باطنايا لتفقد احوال اهلها وتستقبله عشرات سيارات البيشمركة؟ما علاقة البيشمركة يا ترى بأهالي باطنايا،ام انهم استكردوها عن طريق شراء بعض الذمم الرخيصة دون ان ندري،ام ان الباطناويين يجب ان يدفعوا ضريبة تبليط الشارع الذي يربط باطنايا بدير ما اوراها الذي بلط على نفقة الدولة العراقية ولكنه كالعادة جير بأسم السيد اغا اجان؟
كان المطران سرهد جمو كما يروي السيد وسام كاكو قد قدم مشروع الحكم الذاتي الى نخبة من الامريكان من ذوي العقول القوية(لفظة القوية اوردها الكاتب نصا عدة مرات في مقاله على الرابط التالي ادناه)
http://www.kaldaya.net/2008/Articles/300/299_Aug05_08_SamKako.html
كما نظهر الرابط التالي لكي يتستى للقارئ العزيز مقارنة مقدمة المقالين
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,212933.0.html
يورد السيد المطران مطالبته بالحكم الذاتي بأسم مسيحي العراق فيصنفهم 70% كلدان،20% سريان و10% اشوريين،وهذا امر غريب جدا،لان السيد المعاون البطريركي المطران شليمون وردوني وهو مؤكد اعلى درجة ادارية من المطران سرهد كان قد رفض مطالبة الكنيسة الكلدانية بأية حقوق ادارية او حكم ذاتي،كما كان قد اشيع ان سيادة البطريرك عمانوئيل الثاني دلي بطريرك الطائفة الكلدانية الكاثوليكية كان قد طلب من بابا روما ان يبلغ الرئيس الامريكي بوش بعدم مطالبة المسيحيين بأية منطقة ادارية او حكم ذاتي،والمعروف ان الكاهن في العرف الكاثوليكي ينذر العفة والطاعة لرؤسائه،فهل تمرد المطران جمو على رؤسائه يا ترى وصار يطالب بما يرفضون المطالبة به؟ هذا من ناحية،اما الناحية الاخرى وهي الاهم كما نعتقد نحن فهي تناقض دعوة المطران جمو من الداخل ومن الخارج،ففي حين يسميهم جميعا مسيحيين يرجع يصنفهم الى طوائف،اما اذا كانت غاية سيادته التصنيف القومي فنحن مؤكد ندين ان يقرر المطران جمو او غيره انتماء س او ص من الناس الى هذه القومية او تلك،وفي كلتا الحالتين يعد هكذا تصنيف انتهاكا صارخا لجهود توحيد القوم،هذا اذا استثنينا مطالبة الدكتور المطران جمو للامريكان بذلك مع العلم انه شأن وطني داخلي بحت.
ان الحركة الديمقراطية الاشورية ممثلة بشخص امينها العام السيد يونادم كنا وبحسب معلوماتنا الاكيدة والدقيقة، ليست ضد مبدأ الحكم الذاتي،ولكن ظروف نضوج مثل هكذا مشروع لم يحن اوانها بعد كما يعتقد هو ونؤيده بشكل مطلق،لان الحكم الذاتي خارج الطروحات الوطنية سيجر على شعبنا الويلات تلو الويلات،ان شعبنا اليوم يقف في الساحة كما الاعزل وليس له من يحميه،وقبول الغير بالوجود السياسي لشعبنا مرتبط ارتباطا جوهريا بمجمل الوعي العام للمواطن العراقي عربيا كان ام كرديا ام اشوريا ام تركمانيا او غيرها،اي ان الحكم الذاتي لاية قومية صغيرة هو شأن وطني عام ويلزم ان لا يكون امتدادا لتحقيق شهوة البعض ،والا ما مبرر اعتراض الاحزاب الكردية على انضمام قضاء الحمدانية الى محافظة نينوى يا ترى؟ فهل كانت كرملش مسقط رأس الشيخ محمود الحفيد والقوش ارض منشأه يا ترى؟
اذن موضوعة الحكم الذاتي للكلدواشوريين السريان هو شأن خاص بهم وكل من يدعو الى ربط مصير هذا الشأن بالسدة الاغاجانية لا نظنه يفعل ذلك لوجه الله او انه يدافع عن حقوق شعبنا كما يدعي مطلقا،اما فيما يتعلق بموقف الاستاذ كنا في هذه المسألة فلا نرى فيه سوى نضوج الرؤية السياسية التي تفرضها ظروف المرحلة،والقفز فوق هذه الظروف لاسباب ما عادت خافية حتى على الاخرق البليد ما هو سوى تفريط بحقوق شعبنا لمصلحة جهات اقل يقال عنها:انها ترفض الاقرار بودجونا دستوريا.
ولزيادة ايضاح حجم المأسات التي تلم بالوطن كل الوطن نتمنى على الجميع الاطلاع على محتوى الرابط ادناه،ليتيقنوا من ان ما يقولوه شئ وما يفعلوه هو شئ اخر مخالف تماما:
http://www.aliraqnews.com/modules/news/article.php?storyid=11808
نتمنى في ختام سطورنا ان نعلن بكل مودة مخلصة وحب صادق:ان ما اوردناه في كلا الجزئين هو رؤيتنا للامور من خلال نظرة محايدة جدا،وليعلم الجميع ان الظرف الشاذ الذي يكتنف الوطن كل الوطن هو ظرف طارئ وحين يزول تأثير هذا الظرف ستسقط الكثير من اوراق التوت وتنكشف الكثير من العورات التي يحرص البعض على اخفائها لانها كانت تمثل وما زالت، محطات مخجلة في مشوار حياتهم،كما نعتقد ان التعلل بآثام فلان من اجل اعطاء الشرعية لاثامهم هو الدرك الاسفل الذي وصل اليه البعض.
اللهم اشهد اننا قلنا ما قلنا من اجل الحق والوطن العراقي والامة الاشورية.
ثامر توسا
ياقو بلو
*بعد اكتمال كتابة المقالة اظهر احد العاملين في حقل الكتابة وثيقة تشير الى ارتباط كنا بمخابرات النظام السابق،وقد اوضحت السيدة امل عادل وكثيرون غيرها كيف انه من السذاجة تصديق مثل هكذا وثيقة
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=17761
ونحن هنا نود ان نشير الى مسألة اخرى مهمة جدا الا وهي:ان ما ورد في الوثيقة مكتوب بخط اليد وهذا ما لا ينسجم مطلقا ومؤسسة مخابراتية كالتي صدرت عنها
واكمالا للفائدة نرفق كذلك مقالة السيد الكاتب المتضمن لهذه الوثيقة
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=17750
كما اظهرت وسائل الاعلام رسالة شخصية موجه من السيد الاسقف ميلس يوسف زيا الى السيد ستيفان ديمستورا ممثل السيد الامين العام للامم المتحدة في العراق يطالبه فيها بدعمه لمطلب الحكم الذاتي،الا ان سيادة المطران نسى كما يبدو ان يحدد شكل الحكم الذاتي الذي يطالب به،والذي نعتقده نحن وبناء على مواقف سابقة لسيادة المطران فأن الحكم الذاتي الذي يسعى اليه سوف ينسجم كليا وطروحات الكاهن الجليل والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري التي تعمل في خدمة الماكنة الاعلامية للاحزاب الكردية الممثلة بالسيد سركيس اغا جان،ولزيادة الفائدة نورد رسالة سيادة المطران ميليس على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,223127.0.html