للوطن العراقي وللامة الاشورية وليس ليونادم كنا*.
(الجزء الاول)ثامر توسا
ياقـو بلـو
قيل والعهدة على القائل:لكل زمان دولة ورجال.ولو تدبرنا هذا القول اليوم ببعض المنطق المتسق وشروط العصر وفروضه والحال الذي آل اليه وطننا بعد سقوط النظام وعممنا هذه الحالة على مجمل مجريات الامور، سنجد اننا مضطرون الى قول:لكل
زمان احزاب وخزائن وارتباطات هذه الاحزاب بجهات لا يركن الى الوثوق بها استنادا الى تجارب التاريخ وواقع الحال العراقي اليوم.
في الماضي غير البعيد جدا كان الرجال هم الذين يصنعون قدر الدولة ويوسمون تلك الدولة بمجموعة الصفات السلوكية التي كانوا يتسمون هم اصلا بها، متعكزين على عوامل مساعدة تساهم مساهمة فعالة في صنع القرارات التي قد تأثر على ضمير الانسان البسيط خاصة، وكان الدين ورجاله ووعاظ السوء غالبا اهم تلك العوامل،الا انه وبأتساع رقعة المعرفة وشيوع الثقافة الشعبية التي رافقتها زيادة الاقرار بحقوق الانسان كأعلى قيمة حضارية انحسرت امكانية تحقيق شهوة عدد المريدين لهكذا فعل الا في مناطق محددة جدا من العالم، والدليل على ذلك:هو اختفاء صورة الفرد الواحد كنموذج يصلح ان يصنع دولة واي كانت الامكانيات العقلية للعصبة التي تحيط به،ولو اخذنا اي من انظمة الحكم الدكتاورية في يومنا هذا سنجد ان هناك شروطا اخرى يجب الاستعانة بها من اجل تحقيق مقولة:لكل زمان دولة ورجال.واهم تلك الشروط هو المال الى جانب الدين والازلام التي تروج للشيطان.
لا نريد في هذا المقام الاتيان بطروحات ونظريات وفلسفات لدراسة الحالة التي آلت اليها امورنا نحن الكلدو اشوريون السريان منذ سقوط النظام الحاكم في العراق الى يومنا هذا كون الحالة مشخصة بشكل دقيق وواضح لكل صاحب عقل راجح كما نعتقد نحن رغم شكل التعقيد الذي تبدو عليه ظاهريا، او بعبارة اوضح:رغم عدم انسجام القوالب التي يريد البعض ان يحصروا عقدة الحل بين اسنانها لاسباب ما عادت خافية، فصلف هذا البعض وصل مرحلة:ان لم تستحي افعل ما شئت.مقارنة بالحقائق المطروحة على الارض كواقع حال لا يمكن الافلات من بين انيابه.
برزت في الاونة الاخيرة على سطح الاحداث ظاهرة مساومة من كنا الى عهد قريب نتغنى ونتفاخر واياهم بماضيهم المشرف على ثوابت وطنية وقومية صريحة،الى حد ان ظهر هؤلاء – وهم ليسوا شلة صغيرة كما قد يعتقد البعض – وكأنهم في سباق محموم في مهرجان تقديم ولاءاتهم لجهات اقل ما يقال عنها:ان ما تروج له لا ينسجم والثوابت الوطنية عموما والقومية خصوصا، فشمروا عن سواعدهم التي كنا نعتقد ان ممارسات النظام السابق كانت قد انهكتها لشدة طول امد قسوة تلك الممارسات الظالمة،
اي اننا بدونا كما تقول الحقائق الملموسة كالمخدوعين بهم،حيث تبين ان القصص والحكايات التي كانوا يسردوها علينا ونصدقها لشدة بساطتنا وانسجام ما يعتمل في صدورنا مع احداث تلك القصص والحكايات،اما انها مفتعلة ومبالغ جدا بها او انها كاذبة ومختلقة اصلا ،اي ان سير ومغازي التاريخ التي كانوا يقصوها علينا وتلهب مشاعرنا وتثير حماستنا لم تكن في واقع الامر سوى روايات مصطنعة لا تمت الى الحقيقة بصلة،الا انه من المؤسف له حقا هو اننا يوم داخلنا الشك واضطررنا الى سبر اغوار الحقائق وقدرنا على رفع الاقنعة المزيفة عن الوجوه الكالحة التي لا تنم سوى عن الزيف والغش، كانت مع الاسف اقدام البعض من اهلنا قد انزلقت الى المستنقع الذي اراده لهم هؤلاء،وحين نقول هذا لا نظن اننا نقسوا بحكمنا عليهم او نظلم جانبهم ونجحد حقهم انما نورد الوقائع بشواهد يمكننا الاتيان بها بحسب منطق الدليل المادي والعقلي ،والاما معنى ان يمر من يحسب نفسه على الرعيل المناضل من الشعب العراقي بكل محطات الانتهازية والنفعية الشخصية ويتفيأ بظلالها الوارفة اليوم؟
هل هي الازدواجية اذن في الولاء،ام انه افتقار الى ادراك اصول اللعبة السياسية وفق منهج يتماشى وتطلعات عموم الشريحة البشرية الاكبر من ابناء الشعب العراقي عموما وابناء شعبنا الكلدو اشوري السرياني خصوصا؟
ان اسماء النماذج التي يمكن ايرادها هنا ليتأكد البعض من صدق روايتنا ممن لا يروق لهم سوى التغني بأناشيد الشك كثيرة جدا جدا، وبسبب كثرتها هذه سوف نستغني عن ذكر اي منها خشية الاطالة والملل،ولكننا سنستعيض عن ذلك بذكر مواقف البعض ممن صاروا يحملون الشعب العراقي عموما والكلدواشوري السرياني خصوصا منية كونهم تعرضوا في يوم من الايام للاعتقال لفترة محدودة جدا في ظل الحكومات التي كان حكم الاعدام من ممارستها اليومية الاعتيادية،والذي زاد في الطين بلة هو انخراط البعض من هذا البعض في خدمة تلك الحكومات او امتدادتها مقابل ثمن بخس.
الجميع يعلم ان المهازل التي اتى بها انقلابيو 8 شباط 1963 اكثر من ان تعد وتحصى والجرائم التي ارتكبوها بحق الوطن والشعب اكثر من ذلك بكثير،وكان من جملة تلك المهازل ان تساوت في سجونهم ومعتقلاتهم الكرعة وام الشعر،حتى انه يروى:انهم اتوا بسائس خيل وحين سأله احدهم عن انتمائه السياسي وذكر له اسماء الاحزاب السياسية المعروفة يوم ذاك على الساحة العراقية،اجاب الرجل البسيط الطيب:هَلْ الخيل ما مَرتْ بأسطبلنا.اي ان الذي اعتقل بعد 8 شباط ليس بالضرورة ان يحسب على المناضلين رغم الحيف الذي لحقه( كما نقر له) حتى لو كان مناصرا ومؤازرا للفكر التقدمي في يوم من الايام ولاسباب قد تصعد وقد تنزل في سلم حسن الولاء للفكر التقدمي.
ليس من قبيل التكابر ان نقول:انه بعد سقوط النظام الحاكم في بغداد لم يكن سوى للحركة الديمقراطية الاشورية حضور سياسي حقيقي فاعل في الساحة الكلدواشورية السريانية رغم انه كان قد انشأ قبل عدة سنوات من سقوط النظام احزاب مختلقة اتخذت اسماء يعتقد اصحابها انها قومية(لسنا هنا بصدد اثبات صحة تلك الدعاوى ام بطلانها لضيق المجال) لغايات معروفة سلفا،والذي رسخ حضور الحركة الديمقراطية الاشورية الفاعل في الساحة هو: اختيار امينها العام الاستاذ يونادم كنا لعضوية مجلس الحكم(لا نظن ان بول بريمر اختار السيد كنا لوجه الله او ان السيد كنا كان عميلا للامريكان، خاصة وان البطريرك عمانوئيل الثاني دلي بطريرك الطائفة الكلدانية الكاثوليكية حاول ثنيه عن ذلك واعترض على اختياره للسيد كنا/للمزيد يرجى الرجوع الى كتاب بول بريمر:عامي في العراق)اي ان الحركة الديمقراطية الاشورية كانت الممثل الشرعي الوحيد الفاعل للصوت الكلدواشوري السرياني قبل وبعد سقوط النظام،ونعقتد انها ما زالت هي الاصلح لفعل ذلك اليوم ايضا،فطروحات الحركة تنسجم انسجاما معقولا جدا ومجمل الطروحات الوطنية عموما،اما رفض يعقوب لتلك الطروحات لغاية في نفسه فتلك مسألة اخرى نأتي نحن عليها او يفعل غيرنا ذلك في قادم الايام.
تقول الحقائق المطلقة:ان الحركة الديمقراطية الاشورية كانت الفصيل السياسي الاشوري الاول والوحيد الذي رفع السلاح بوجه النظام السابق يوم كان الكثير من قادة الاحزاب القومية(الاشورية والكلدانية) المستحدثة منضوون اما تحت راية البعث العربي(حزب البعث الاثوري)او كانوا عناصر قيادية في الاحزاب الكردية(الحزب الديمقراطي الكلداني)،والجميع يعرف حق المعرفة ان القيادات الكردية سعت بجهد منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم سعيا حثيثا الى تحجيم دور زوعا في قيادة الجماهير الكلدواشورية السريانية عن طريق انشاء كيانات مقابلة لزوعا من اجل امتصاص الزخم الزوعاوي وتشتيت مفعوله كما يقول المناضل توما توماس في يومياته،اقرأ رجاء ما قاله المناضل توما توماس على هذا الرابط:
http://www.yanabeealiraq.com/politic_folder/toma-thomas28.htm
مما لا شك فيه هو ان الصوت الكلدواشوري السرياني صار له صدى يحسب حسابه بعد سقوط النظام في 9-4-2003 في محافظات شمال العراق وخاصة نينوى،حيث نعتقد نحن الاشوريون جمبعا ان لهذا الاسم وقع خاص في ضمائرنا، وكون النغمة الاعلى في هذا الصوت مشدودة شدا محكما الى وتر قوس زوعا، اذن صار من اولويات اصحاب المصلحة في تشتت هذا الصوت هو ضرب زوعا والايقاع بها بكل السبل، خاصة وان الاحزاب المستحدثة عجزت عن مزاحمة زوعا في الشارع الكلدواشوري السرياني رغم كل الامكانيات المادية المتوفرة لديها والمسخرة في تسيير ماكنتها الاعلامية التي تقول الحقائق انها فشلت في التأثير على الضمير الجمعي لاهلنا،لاننا نؤمن بان ارتباط الجماهير بمنهج زوعا الوطني والقومي الذي لابد ان للسيد كنا دور فاعل فيه،لم يتأت من خلال اعجاب هذه الجماهير العريضة بالسيد كنا لجمال صورته واناقة هندامه فقط انما من خلال المشروع الوطني والقومي الذي تبشر به زوعا كما اسلفنا.
اذن لعبة الترغيب بالمال فشلت والمكلفون بتنفيذ المهمة عجزوا عن الاتيان بثمار صالحة للاكل هذا اذا اغفلنا نتائج فشل فعلة الترهيب امام تصميم الجماهير التي ابت وتأبى الا ان تختار الوقوف الى جانب ممثلها الحقيقي، والمسيرة البنفسجية في الاول من نيسان المنصرم خير ما يدعم دعوانا هذه ،وهذا يعني انه ومن اجل الوصول الى الهدف لا بد من ضخ دم جديد الى الساحة قد يساهم في تنشيط المؤسسات التي اصابها شبه الشلل،فكان ان اعلن عن ميلاد ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري(لا يمتلك اي شرعية قانونية او شعبية ومن يقول بعكس ذلك عليه تقديم الدليل) الذي اعتقد مهندسوه ومملوه انه قد يزيح زوعا او على الاقل يخفف من وطأة تأثيرها على الجماهير الكلدو اشورية السريانية،وفعلا شرع هذا الكيان بأستقطاب وجوه لا تتفق الايديولوجية الفكرية التي يتفاخر الكثير منهم بتبينها واهداف هذا المجلس مطلقا(نحن لا نفهم كيف يكون الانسان شيوعيا وقوميا وعربيا او كرديا وكلدانيا اواشوريا في نفس الوقت)
يعرف كل اهلنا الكلدواشوريين السريان ان المهندس الذي صمم ونفذ خارطة المجلس المشار اليه هو السيد سركيس اغا جان عضو احد فروع الحزب الديمقراطي الكردستاني،كما يلزم ان يتيقن هذا الجميع من اهلنا ان الانخراط في حركة سياسية قومية محددة يعني حتما الالتزام والاخلاص بثوابت تلك القومية،فعضو الفرع في حزب البعث العربي الاشتراكي يعني تمسكه وايمانه بقوميته العربية وعضو الفرع في الحزب الديمقراطي الكردستاني يعني ايضا تمسكه وايمانه بقوميته الكردية، او على الاقل هو ملزم بالولاء لعقيدة الحزب القومية،وهذا يعني انه قبل عن قناعة لهذا السبب او ذاك التنازل عن قوميته التي خلقه الله عليها،لان مفهوم الاشتراك في قيادة جماهير حزب قومي يختلف اختلافا كليا عن مبدأ التحالف مع تلك الجماهير، وبعكسه سيكون للجرماني وللقفقاسي والتركي والانجلو سكسوني وغيرهم من ابناء القوميات والاعراق الانسانية حق قيادة الحزب الوطني الاشوري او الديمقراطي الكلداني او الديمقراطي الكردستاني او اي حزب يحمل اسما مغايرا لاسماء الاعراق التي ذكرناها، وهذا كما نعتقد لا يقبله منطق العقل السليم.
اثبت سير الاحداث ان الكيان المسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ورغم التعضيد المادي الكبير،فشل هو الاخر في تحقيق خريطة الطريق التي رسمت له لاسباب لاينكرها سوى المعاند للحق،اي ان فصيلة الدم الجديد واستنادا الى الفحوصات المختبرية الدقيقة اثبتت عدم ملائمتها للحالة التي اريد تنشيطها عن طريق استبدال الدم القديم بالدم الجديد، وان بعض الترقيعات التي طالت بعض مناحي الحياة اليومية التي يحاول هذا المجلس( او من يماثله الواجبات تنفيذها) ما عادت تقنع المواطن لانها لا تسمنه ولا تغنيه عن جوع،كما ان بناء دير او كنيسة وعدة بيوت هنا او هناك من اموال الخزينة العراقية ليست مبررا لتمجيد الموظف المسؤول عن صرف الاموال في تشييد هذه المباني،لاننا لو اخضعنا كل هذه المشاريع الى منطق العقل العملي والعلمي سنجد انفسنا امام حالة مفتعلة من الفوضى الخادعة(ولعل ما اورده حبيب تومي -واغلب ظننا انه لم ينتبه الى ذلك،لان ما يورده من عبارات التبجيل لا يليق ان تقال بموظف يؤدي واجبه بحسب عرف العشيرة،إضافة لما عرف عن حبيب تومي من مواقف منحازة جدا في مثل هكذا وقائع- بعد لقائه بالسيد سركيس اغا جان يؤيد ما ذهبنا اليه الى ابعد الحدود،ولاجل ان لا يتهمنا البعض بالتجني على احد نورد مقال حبيب تومي بكامله لكي يتنسى لكل متشكك الوثوق بمدى صدق دعوانا على الرابط ادناه ) http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=219
ان الحقيقة الانسانية تقول بضرورة توفر المورد الذي يعتاش عليه الانسان قبل السقف الذي يقيه برد الشتاء اولا، لان الانسان الساكن في قصر لا يتغذى من فخامة بناء القصر انما من عمل يدر عليه ما يمكنه من توفير قوته،اي انه كان من الاولى ان تصرف تلك الملايين من اجل مشاريع تمتص البطالة التي وصلت الى حد التخمة، بدل بناء دير سوف تلعب الريح بين جدرانه،وهذا يعني انه في ظل الظروف الطبيعية كان يستوجب ان يقدم هذا الموظف الى المسائلة القانونية فيما يخص المشاريع التي يهدر المال العام في تنفيذها بدل صرفها على مشاريع تدفع بالمواطن الى التمسك بأرضه بدل دفعه الى دغدغة احلام الهجرة والرحيل الى مجهول الغربة،وهذا يعني ان الامر وفق هذه القياسات مفتعل من اجل غايات خاصة لا تنفع المصلحة الوطنية العليا مطلقا والتطبيل والتزمير لمثل هكذا مشاريع لا يمكن في كل الاحوال ان يكون نوعا من التعبير عن الشكر للموظف الذي اوعز بتشييد تلك المباني انما هو تعبير صادق عن بيع هؤلاء السادة لضمائرهم برخص التراب ومحاولتهم غير النزيهة في الالتفاف على ضمير المواطن البسيط الذي يعتقد ان اكرام مطرانه كأن يهدي له احدهم سيارة حديثة هو اكرام شخصي له،خاصة وان بين المطبلين والمزمرين من كان يعول على مواقفهم الوطنية والقومية في يوم من الايام او على الاقل هكذا كنا نصنفهم استنادا الى ما كانوا يقولوه لنا.
الوطن والامة من وراء القصد.
ثامر توسا
ياقو بلو
* نظرا لطول المقالة وخشية الملل فضلنا جعله عدة اجزاء،سننتاول في الجزء التالي موضوعة الحكم الذاتي وفق منطق المعطيات الحقيقية وليس وفق الاوهام التي حرص ويحرص البعض على زرعها في الفضاء كما الفايروس الذي سيأتي على الباقي من مقدرات اهلنا.