Skip to main content
لماذا الثورات في المنطقة ؟ Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا الثورات في المنطقة ؟

كل يوم يوجه لي السؤال التالي من العشرات " مالذي يحصل في دول المنطقة ؟
اود ان انقل ايجابتي لكل من وجه السؤال لي . أنقل الى جمهوري من القراء والاصدقاء , والاحبة الايجابات وفق تحليلي المتواضع لاوضاع المنطقة .



العوامل الداخلية

بقينا ( شعوب وحكومات ) نعيش لقرون بالمفاهيم التالية :

الاسس القبلية بقيت راسخة في أذهان الكبار والصغار وكأنها أفضل من كل الاسس الاجتماعية الموجودة في العالم الحديث .

العادات والتقاليد الشرقية هي أفضل من اي تطور اوروبي صناعي حديث . بمعنى أخر نحن متخلفين لكن لنا أمجاد تكفينا لنعيش في ظلها وبذلك نحن نكون افضل من الاخرين . بقيت هذه المفاهيم تجتر على لسان الحكومات قبل الشعوب.

تقييم العائلة والاخلاق والقيم الانسانية في مجتماتنا الشرقية تتحملها المرأة . ولازالت تعتبر مواطن من الدرجة الثانية من الناحية الاجتماعية والقانونية والسياسية . وفق الهيمنة القبلية على المجتمع هي الضحية وهي الملامة لاي مكروه يحصل لها لان شرف العائلة مسند اليها دون الرجل .

ثقافة التسامح ضعيفة حتى داخل العائلة الواحدة. التربية الابوية المهيمنة هي المقرر والناهي لكل الامور دون نقاش من بقية أفراد العائلة .

ثقافة الانتقام وألاخذ بالثأر والحب للدم هو الذي يسود الذهنية الشرقية . ولم تهتم الحكومات لتغيير هذه الثقافة لابل تمارسها الحكومات بإعتزاز حتى الان . كما نشاهده اليوم الحكومات تضرب بكل الوسائل الوحشية . ذنب هذه الشعوب إنها تعبر عن رأيها بصورة سلمية مطالبة بحقها وهذا يحصل في كل الدول في المنطقة دون إستثناء .

تبنت حكومات المنطقة في دواخلها شعارا " نحن خير امة خلقت " أخذت تعيش في هذا الوهم وتحاول ترسيخ هذا الوهم بأدمغة الشباب . بالقوت نفسه رسخت الحكومات بين مناصريها ومسانديها ثقافة الاستبداد والقتل والتعذيب والتهجير ونهب ثروات الشعوب وممتلكات الدولة دون رحمة وهي تعبر كأنه حق مشروع لها دون غيرها بحيث أصبحت الخلافة وراثية أمر طبيعي .

دور المثقفين الذين يحاولون نشر السلام والديمقراطية مهمش من قبل السياسيين المهيمنين على السلطة ,واذا خالفو السلطة الحاكمة ليس أمامهم إلا الغبن والاضطهاد والسجون واعواد المشانق .

رجال الدين هم قادة دينين ومرشدين إجتماعيين . إذا تأزمت امور شخص او امور العائلة او العشيرة والقبيلة تتراكض عامة الناس الى رجل دين نتصوره فٌهيم ديني وإجتماعي ونفسي وقانوني وطبي والخ. هؤلاء القادة من رجال الدين بقو ملتزمين بكل ما هو قديم والحكام مرتاحين لهم ,القاسم المشترك هو التسلط والهيمنة على الشعب لتمرير رسالتهم السياسية المستبدة أحيانا تمر علينا باسم القومية واخرى باسم الدين وكلاهما تمرر على الشعوب دون من يستطيع ان يعبر عن رأيه من عامة الناس او ممن لايؤمن بهذه الرسالة. وكلاهما لاتتماشيان مع التطور في الحياة العامة وفق المعايير الجديدة للانضمام الى العالم المتحضر المتمدن .

المتعلمين غير المثقفين الذين لايملكون وعي سياسي إقتصادي إعلامي في زمن التكنلوجيا الحديثة يعكس بشكل سلبي على المجتمع تحاشيا من العصا الغليضة للحكومات الاستبدادية. ثانيا عدم إهتمام دوائرهم او مجالات عملهم للقيام بعملية تطويرية كل في مجاله .

هجرة المفكرين والمثقفين والعلماء والادباء من بلدانهم بحثا عن حرية الكلمة ترك الساحة للاسلام السياسي ان يصول ويجول في الساحة السياسية مما ارجع المنطقة الى الوراء وكفخ التيار الديمقراطي والافكار الحديثة عن الولوج داخل المجتمع وخاصة بين الشباب . وإذا تحدث المثقف عن مساوئ الظاهرة الموجودة في المجتمع . سوف يواجه عقوبات إجتماعية وقانونية وسياسية والخ إبتداءا من رجال الدين وانتهاءا برجال الحكومة , لابل قسم من المثقفين الذين يريدون بنا ان نبقى مكبلين بهذه العقلية القبلية القادمة من البادية العربية هم الذين صمدو في بلدانهم أكثر من المعارضين , القسم الاخر ترك التعبير عن رأيه لانقاذ نفسه وعائلته من عصا الاستبداد من قبل الحكومات .

الحروب في المنطقة متكررة ومستمرة دون توقف بين الدول او داخل الدولة الواحدة, داخل إيطار دولة واحدة القوميات تتحارب , الطوائف تتصارع , الاديان المختلفة كل يدعي انه على حق والاخرين على باطل . كل شئ ينطلق من سياسة القوي يأكل الضعيف والناس تقبل به على مضض والقسم الاخر يقول هكذا هو التاريخ في المنطقة . وهذه الحروب تنتج تأخر وتخلف وتراجع الى الوراء .

لم تعير الحكومات اهمية كبيرة لمكافحة الامية في المنطقة وعلى رأسها جامعة الدول العربية . فهي تهتم بشؤون الحكومات وتاركة محنة الشعوب على حالها حفاظا على مصالحها ومواردها الخاصة.

رفض الحكومات تقبل تطوير التكنلوجيا في بلداننا في مجال الزراعة والصناعة والتعليم بل بقي التمسك بإستعمال القديم هو الاساس لابقاء هذه الشعوب متخلفة. مما جعل إقتصاد هذه الدول متخلف . كنت في زيارة لاحدى الدول الخليجية الغنية سمعت أكثر من مرة ومن أناس مثقفين يقولون بإعتزاز ( يابان تصنع ونحن نشتري ) يعبرون عن غنائهم والشعوب الصناعية هي خدم لهم . هذا يأتي من الغرور المادي والجهل الاقتصادي لدى هذه الشعوب والحكومات معا .

تتميز هذه الدول بزيادة غير متوقعة عن عدد السكان ونسبة الشباب أكثر من 60% . وكأننا في القرون الجاهلية يجب زيادة الزلم في العشيرة دون تخطيط مسبق لهذه الحكومات . كيف يزداد العدد دون توفير ابسط مستلزمات الحياة اليومية والمدارس والعلاج الصحي والعمل والخ . بالتالي اصبح العدد الهائل من الشباب يتحول الى طاقة كبيرة لاتستطيع أجهزة الدولة توفير مستلزمات الحياة لهذه الفئة بنفس الوقت ,هذه الفئة تملك طاقات جبارة مكبوتة لاتعرف أين وكيف تصرفها لم يكن للحكومات ولا الشعوب اي تخطيط يمتص هذه الطاقات البشرية الهائلة من كلا الجنسين .

بفضل المخزون النفطي في المنطقة وكثرة رؤوس الاموال تحولت تدريجيا الى حكومات مستبدة دكتاتورية تسرق أموال الشعب وتخزنها او تودعها في البنوك العالمية او تقيم شركات وأسهم فعالة ونشطة بهذه الاموال خارج بلدانها كي تجلب أكبر كمية ممكنة من الارباح . ثانيا تكون بعيدة عن أنظار مواطنيها خوفا من ثورة تعوم البلد المعني . لكن التكنلوجيا الحديثة كسرت طوق الاسرار الاقليمية والعالمية وأموال هؤلاء الحكام وكشفت المستور ولازالت كل يوم تكشف اكثر فأكثر.

كان الفكر القومي دور كبير لارجاع المنطقة الى الوراء . أصحاب هذا الفكر القومي تبنو شعلرالى "الوحدة والحرية والاشتراكية" , لكن الحقيقة الوحدة المنشودة تحولت الى بلاء على رؤوسنا عملت الى تفرقة وتمزيق وحدة هذه الشعوب . الحرية للحكام والاضطهاد والاستبداد على الشعوب , ألاشتراكية نعم موجودة فهي إشتراكية النهب والسلب والفساد لاجهزة الدولة بأكملها .

هذه الحكومات وجدت نفسها لاتستطيع الهيمنة والمكوث في السلطة إلا بقوة العصا مثلا . في كل الدول المتطورة الشرطة ورجال الامن وكل أجهزتها خلقت لحماية المواطن إلا عندنا لازالت تفهم وتمارس المفهوم العشائري البشع أن الاجهزة الامنية والشرطة والجيش خلقت للدفاع عن الحكومة وممتلكات الدولة وأجهزة الدولة دون الاهتمام بحماية شعوبها . حتى مناهجنا الدراسية التي درسناها على طول الاجيال هي بنفس الثقافة . ان الاجهزة الامنية بكل أصنافها هي ملك الدولة وبالتالي هي التي تحافظ على الدولة دون الشعب . تبنت كل السلطة هذه الاجهزة الامنية وتصرف لها البلايين من الدولارات لحماية نفسها وحماية مصالحها وأملاكها على حساب عامة أبناء الشعب المضطهد .

هذه النقاط التي ذكرتها هي مختصرة لم أخوض بتفاصيلها لانها لازالت ناقصة هذا الموضوع يحتاج دراسات سياسية وأكاديمية .

بعد ان بدأ شباب العالم الثالث يتطلع وينظر الى الغرب والدول المتطورة التي لاتملك مثل أموالنا ومخزوننا لكن تملك ثقافة متحضرة قابلة للتغيير وتقبل الحديث والسير قدما نحو عالم جديد .

فرضت هذه الحكومات على نفسها وصاية عائلية على شعب باكمله بمقدراته ومصيره وواقعه ومشاكله ومستقبل اولاده، هذه الديكتاتوريات تحاط بطبقات من الفاسدين تمدها يد العون للاستمرار والبقاء، وكأن العلاقة التعايشية بينها علاقة تبادل دمى إننا نحول دمية بدمية اصغر عمرا . الطبقة المحيطة بها هي المستفيد الاول من موارد وثروات البلد ، وامتد إخطبوط الفساد فبات ينهش في البنية الاقتصادية لهذه الدول وتجير المنافع الاقتصادية وعوائد الدخل الوطني كله لخدمة رؤوس معينة وتجيير شعوب بأكملها لرفد عناصر الحياة لهذه السلطات الديكتاتورية وبذلك أخذ سلوكها يتحول الى أنظمة دكتاتورية لم يمنعها تبني سياسة الارهاب للحفاظ على سلطتها .

في كل هذا الخضم المأساوي أخذت شعوب باكملها تترك المنطقة وتهاجر وتختفي مثلا القوميات الصغيرة لم تستطيع الصمود أمام هذا التعنصر القومي الضيق والطائفي الاضيق منه . والاخطرالمرأة في هذه الدول تهمش بواقع محموم واصرار على الابادة فهي ابادة جنس بشري مع سبق الاصرار والنتيجة هي إبادة جماعية للجنس البشري الذي يحمل كل المعانة الانسانية لديمومة البشرية بالاضافة الى روحها المسالمة الحنونة العطوفة . تتبجح هذه الحكومات لتروي لنا ان المرأة موجودة لكنها في الحقيقة ليست إلا متمم وليس من ذوي صناع القرار بمعنى أخر مشاركتها شكلية فقط .

أخذت شبيبة دولنا بكلا صنفيها رجالا ونساءا تسأل عشرات الاسئلة

لماذا نملك كل هذه الثروة النفطية الهائلة ونحن متخلفين لانستطيع ان نصنع ماكينة صغيرة؟

لماذا تحتكر هذه الاموال من قبل فئة معينة صغيرة هي الحكومة والموالين لها؟

لماذا نبقى نلوم الاخر بتخلفنا كلما حصل مكروه لنا الوصفة جاهزة نلوم الاخر ( الامبريالية – الاستعمار – الصهيونية ) ؟

لماذا الشبيبة في العالم المتحضر تملك الحرية في حين نحن نملك القمع والاضطهاد والعقوبات متتالية بذنب او بلا ذنب ؟

لماذا لم يقبل الحكام العرب ان يعترفو بأن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وتقبل العصرنة وركب موجة العالم التكنلوجي هي سمة العصر؟

ولى زمان الحرمان من الحريات والظلم والاضطهاد على هذه الشعوب المقهورة .



العوامل الخارجية



حركات ومنظمات السلام العالمي كانت ولا زالت ضعيفة في نشاطها علما هناك تعطش ومطالبة بنشر ثقافة السلام وخصوصا من العنصر النسوي .

الان اسمع وأقرأ انها ثورات الفيسبوك . الحقيقة الفيسبوك والتويترلم يعمل ثورة لكن وعي الشباب الذي يستخدمه . وسائل الاتصالات والتكنلوجيا الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة هي التي صنعت هذه الثورات .الفيسبوك هو الذي ساعد تنظيم وجمع اليات عمل لهذه الافكار والجهود والمقترحات لتطوير ونقل هذه الافكار الى الساحة السياسية العملية يوميا ضد حكامهم المستبدين . لكن الغريب حصل نهوض مفاجئ للجميع . كنا نتوقع ان يكون هناك فترات متعاقبة تلو واحدة الاخرى .

بعد ان نقل هذا الوعي من قبل الشباب الى الساحة العملية أزال حاجز الخوف، وكسرهيبة السلطة المستبدة مزق الشعارات المزيفة، وفضح اللصوص. أخذ الشباب يستخدم وسائل العصروتحول كل مواطن مراسل سياسي وإعلامي يحب ان يوصل المعلومة الي إلعالم، ينتقد، ويصور، ويكتب ويراسل، ويجري مداخلات على الفضائيات، بداً من تلاميذ المدارس والجامعات الذين يقدمون حياتهم قربانا للثورات . يتجول عشرات المصورين في المسيرات إلى الملايين من المدونين على الانترنيت والتويتر والفيسبوك قيل قبل ان يقفل حسني مبارك شبكة الانترنيت كان 3مليون مصري شاب يراقب المظاهرات على الانترنيت في مصر .

لعب تواصل المثقفون من أولاد المنطقة بين الداخل والخارج دورا بارزا لتوعية هذه الشبيبة واليوم يراقبون الثورات على شاشات الفضائيات وعلى الانترنيت عن كثب داعمين هذه الثورات ويطالبون السلطة بالكف عن القتل والضرب والاعتقال، وأصبح تقييم كل جثة شهيد يتوارد بأعمال مرادفة تساندها فئات كبيرة من ابناء الشعب، كل هذا رصيد للثورات والانتفاضات الجارية في المنطقة لا رجعة فيه وفضائح لهذه السلطات تزداد يوماً بعد يوم هذا مما يشجع التحدي لصالح ابناء الشعب المغلوب على أمرهم.
لم تعد السلطات قادرة على تجاهل الحدث، فهاهي تستعرض في قنواتها عشرات الشباب يشكون البطالة والفقر والفساد المستشري وصعوبة العيش، كانت الشعارات ولا زالت متشابهة وهي الحرية والكرامة ومن ثم رغيف الخبز وفرصة العمل. أصبحت كلمة الديمقراطية بعبع تخافها هذه السلطات كأنها العدو اللدود لهم , كلمة الحرية يسمم أجواء الحكومات المستبدة فيجن جنونها. هذه المعارك والصدامات ستبقى محفورة في ذاكرة هذه الشعوب التي سيبني عليها ثوراتها ويزيد فيها صرخت المظلومين.
المجتمع الدولي توصل الى قناعة كاملة : حان الوقت ان يتضامن مع هذه الشعوب التي طال ظلمها واستبدادها . مما جعل شعوب المنطقة تشعر انها ليست الوحيدة في الساحة لكن هناك دول كبيرة تدعمها وهناك العالم المتقدم الذي يريدها ان تواصل موكب الحضارة والعصرنة .

المجتمع الدولي توصل الى قناعة مصدر الارهاب هو بقاء هذه الشعوب متخلفة بقيت مهملة لقرون الان حان الوقت للنهوض بها والاهتمام بالجيل الصاعد .

القرارين اللذين أصدرهما مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري في ليبيا (1973) وساحل العاج (1975)، برهان على أن الدول الأعضاء تأخذ مأخذ الجد مبدأ المسئولية عن حماية شعوب المنطقة . واضح ان الامم المتحدة عازمة على اتخاذ إجراءات حاسمة وفي الوقت المناسب من أجل تفادي اقتراف الجرائم التي وقعت السابقة ، عندما قتل الآلاف من الأشخاص خلال شهر في العراق عام إنتقاضة 1991.

هذا التدخل في ليبيا جاء اولا للتأييد الاقليمي للتدخل بمعنى جامعة الدول العربية إضافة الى طلب من الثوار الليبين زائدا موقف فرنسا المتحمس لازالة نظام القذافي .حيث لفرنسا باع طويل في منطقة شمال افريقيا . في اليمن وسوريا ومناطق اخرى ترفع شعارات من قبل الثوار متسائلة (اين المجتمع الدولي من كل هذه الجرائم التي ترتكب بحق الثوار؟ )

نشاط المنظمات غير الحكومية في المجتمع الدولي لعبت وتلعب دورا كبيرا بفضح الفساد وهضم حقوق الانسان في هذه الدول التي تسمى دول العالم الثالث .وهذه المنظمات كثيرة وأثتبت عن استقلاليتها وعدم إنحيازها الى اية جهة سياسية مما كسبت ثقة هؤلاء الشباب وشجعتهم لايصال صوتهم الى العالم ككل .

بداية نيسان 2011

Opinions