Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا تريد الأستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟

habeebtomi@yahoo.no
الأمانة في الكتابة وحفظ حقوق الاخرين في الملكية الفكرية لا تختلف بشئ عن العمل التجاري الشريف وحفظ ملكية الآخرين وعدم التجاوز عليها ، وإن حصل مثل هذا التجاوز عن طريق السطو او قطع الطريق او الأحتيال ، فلا يوجد تفسير او معيار آخر غير ان العملية هي سرقة او قرصنة لا اكثر ، وإن سرقة المجهود الفكري لا يختلف بشئ عن تلك السرقة المادية .

من الأمور المشروعة ان يلجأ اي كاتب او اديب او مفكر للاستعانة او الاستشهاد بمقولة او عبارة او تلخيص لفكرة معينة بعد ان يشير الكاتب الى المصدر بأمانة ، وهذه حالة صحية مألوفة ، واعظم الكتاب والمؤلفين هو هذا سبيلهم للاستفادة بطرق مشروعة من تراكمات الآخرين من الخبرات والتجارب وهي صيغة قائمة لإكمال البنية الثقافية والأبداعية على مسار التاريخ والأزمان .

لكن ان يأتي احدهم ، ويمسح اسمك من مقال وينشره (بكل رهاوة ) باسمه ، فإن هذه تعتبر بحق سرقة حقيقية ، وهذا ما حصل لي مع الدكتور أياد يونس الذي نشر على موقع جيران كوم مقالاً تحت عنوان : عيد اكيتو كلداني ام آشوري ؟

التقليد في القوش يذهب الى القول ان : ( مندي حلالا لَكضايع ) اي الشئ الحلال لا يضيع ، نعم لقد نشرت هذا المقال وهو تحت عنوان ( قراءة في التاريخ .. عيد اكيتو كلداني ام آشوري ؟ ) على المواقع ومنها موقع عنكاوا كوم في منبر تاريخ شعبنا والتسميات وبلغ عدد قرائه ما يربو على 3400 قارئ ، كما نشر في موقع الناس وهو منشور بتاريخ 3 / 4 / 2006 وكذلك في موقع تلسقف والحوار المتمدن وغيرها وأدناه بعض روابط هذه المواقع :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?board=11.400

http://al-nnas.com/ARTICLE/HTomi/3ak.htm

http://telskuf.com/articles.asp?article_id=4806

الدكتور اياد يونس نشر المقال المذكور باسمه في الشهر الثامن سنة 2008 وتحت عنوان ( عيد اكيتو كلداني ام آشوري ؟ ) في موقع جيران كوم ، والرابط هو ضمن هذا المقال ، وتشاء الصدف ان يدخل الدكتور دنخا طوبيا كوركيس الى موقع جيران . كوم وينقل المقال وينشره في موقع عنكاوا وبنفس العنوان ويشير الزميل دنخا بأن المقال منقول والعهدة على الكاتب ، وهذا صدق وأمانة من الأخ الدكتور دنخا طوبيا كوركيس . وهو الآن منشور على موقع عنكاوا في منبر تاريخ شعبنا والتسميات .. وحسب الرابط ادناه :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=374349.0

لقد استغربت العملية واتصلت بموقع جيران كوم ، وأثبت لهم بأن المقال مسروق مني ، ووعدوني باتخاذ الأجراءات ضد الكاتب الدكتور ، لكن يبدو ان كل ما فعلوه هو رفع هذا المقال من موقعهم ، وكان بودي لو اقدم الكاتب على نوع من الأعتذار ، لكن الكاتب الدكتور اياد يونس لم يحرك ساكناً ولهذا عمدت على نشر الغسيل على المواقع .

اقول :

ينبغي على الكاتب ان يفكر قبل كل شئ بأخلاقيات المهنة او الهواية ، ثمة مواقع تعلمني بنشر مقال لي في مواقعهم وهذه امانة ، لكن الهيمنة على المقال دون معرفة كاتبه يدخل في باب القرصنة ، إنه قد هيمن على جهودي ، فكتابة مقال يكلفني كثيراً من الوقت والجهد وهو عمل شاق لا ريب في ذلك ، ولاسيما المقال التاريخي الذي يتوجب مراجعة المصادر والكتب التاريخية ، وهذا يدخل في صدقية واخلاقية مهنة الكتابة كما قلت ، وكان ابسط ما اطلبه من الكاتب المذكور ان يمنحني كلمة اعتذار ، وهو تعويض رمزي ، لكن ذلك لم يحدث ولهذا لم اترك الموضوع ولم اضرب صفحاً عنه . .

إن ما فعله الدكتور اياد يونس هو الآتي :

اولاً : مقالي كان تحت عنوان : (( قراءة في التاريخ .. عيد اكيتو كلداني ام آشوري ؟ )) ، وهو نشره تحت عنوان : (( عيد اكيتو كلداني ام آشوري ؟)) .

ثانياً : في مقالي أشرت الى المصادر وعلى المؤلف في نهاية المقال ، وعلى أرقام الصفحات التي اقتبست منها .

اما الدكتور اياد يونس فقد نشره بعد ان حذف منه المصادر ورقم الصفحات .

ثالثاً : حذف الدكتور اسم حبيب تومي ، ونشره باسمه الدكتور أياد يونس .

من حسن الحظ ان المقال منشور لحد الآن في موقع عنكاوا وهو منقول بحسب الدكتور دنخا طوبيا كوركيس .

نتمنى ان يكون هذا المقال عبرة ، ولكي نلتزم بأصول واخلاقيات الكتابة ، وهذا رأس مال كبير لمصداقية الكاتب .

حبيب تومي / اوسلو في 10 / 01 / 2010

المرفقات : 1 ـ مقال باسم الدكتور اياد يونس ، وقد نشره على موقع الجيران في الشهر الثامن من 2008 م .

2 ـ مقال حبيب تومي المنشور على المواقع في نيسان 2006

اولاً :المقال المنشور حالياً على موقع عنكاوا نقله الدكتور دنخا طوبيا كوركيس

المقال منقول والعهدة على الكاتب.



أكيتـو عيد كلــداني ام آشـوري ؟



الدكتور : إياد يونس





في المقدمة أقول ان هذا العيد هو عيد عراقي اصيل تمتد جذوره في اعماق التاريخ العراقي ، والى اليوم تتفرع اغصانه وتتفتح ازهاره في مخيال الفكر العراقي فنحتفل في عيد الشجرة وعيد نوروز وعيد سري صال (Sare Sal ) أي عيد رأس السنة لأخوتنا اليزيديين وذلك في الأربعاء الأول من شهر نيسان من كل سنة ، وها هو شعبنا يعيد ذكريات الأحتفال بمختلف تسمياته ، لقد كان الأحتفال ببداية العام في نيسان ويصادف في الأعتدال الربيعي ، الى ان اصبح التقويم الغريغوري قيد الأستعمال فانتقل راس السنة من نيسان الى الأول من يناير كانون الثاني من كل عام

أكيتو في مصطلح أكيتو يكتب ماجد عبدالله الشمس في الحضارة والميثولوجيا في العراق القديم : ان الأستعراض الحرفي في كلمة آ ـ كي ـ تي تعني الأرض ، أما تي فبمعنى يقرب او يستنزل وبهذا يكون المعنى محل استنزال المطر ويبدو ان الطقوس كانت تجري خريفية في الأصل ما دام البذار.

كما ان الأحتفال بأكيتو وبالسومرية أكيتي يمثل احدى المناسبتين ( اكيتو وزاكموك ) كان الوسط جنوبيون يحتفلون بهما منذ عهد الكلدان الأوائل في اريدو 5300 ق . م وقد اعتمدوا الأعتدال الخريفي زاكموك الذي يتم فيه جمع التمور كبداية للسنة بكلا الأعتدالين الربيعي والخريفي وعن اسم أكيتو يقول فتوحي : ان التسمية قديمة جداً ومشتقة من (أكيتي شي كور كو a-ki-ti-se-gur-ku ) وهو عيد جز الصوف الذي كان يحتفل به ما بين شهري آذار ونيسان ، وكان يعني عند العامة عيد رأس السنة الجديدة ايضاً ... ويحتفل في مدينة اور اولاً ثم في مدينة نيبور ، وبعد هيمنة العموريين المنحدرين عن الكلدان الأوائل لازمته صفة عيد بداية السنة أي رأس السنة البابلية القديمة (Resh Shattim ) فصار أكيتو الأحتفال الرسمي الوحيد الخاص برأس السنة الجديدة القراءات في البداية نستفيد من مقدمة المؤرخ العراقي طه باقر في مقدمته لتاريخ حضارة العراق يكتب ان الملك نبوخذنصر عندما بنى السور الثاني ( لبابل ) لتعزيز قدرة المدينة الدفاعية ، ومن البنايات الضخمة بين السورين كانت واحدة وهي قصره الصيفي ، اما البناية الضخمة الثانية فيرجح كانت المعبد المخصص لأعياد راس السنة المسمى بالبابلية ( بيت أكيتو Bit Akitu ) ويضيف : .. وباب عشتار الضخم مكون من مدخلين أي انه مدخل مزدوج حيث مواكب اعياد راس السنة ( 12 يوم الأولى من شهر نيسان ) كانت تسير من منطقة معبد مردوخ ( أي ـ ساكلا ) وتجتاز باب عشتار شمالاً الى حيث المعبد المخصص لهذه الأحتفالات أي ( بيت أكيتو ) و أكيتو في بابل كان يقام سنوياً احتفال ديني يسمى احتفال اكيتو ، الذي كان يلغى فقط عنما تكون الأوضاع السياسية مضطربة .. وقد اخذ تجلات بلاسر فيما بعد يد الأله مردوخ أي رافقه في احتفالات السنة الجديدة ( أكيتو ) في ( بابل ) ومنح الملكية على بلاد بابل ، وهي وظيفة لم يتقلدها أي ملك آشوري لأكثر من اربعة قرون واحد الأحتفالات التي نسمع عنه كثيراً كان يسمى أكيتو ... ويترجم غالباُ عيد رأس السنة .. أن الأحتفال اصبح كذلك في مديتة بابل في الأول من نيسان وكان يعقد في الأيام الأولى من الشهر الأول من السنة ... وقد ضم في بابل تلاوة قصة الخلقة بأكملها .. الخ وعن الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور و اكيتو :كان اهم الأعياد عيد رأس السنة في شهر نيسان وأضيف الى هذا العيد تمجيد الأله مردوخ فيحتفل بمآثر التي دفعته الى مقامه الجليل بين الآلهة . ويستمر عيد السنة الجديدة في (بابل ) اثني عشرة يوماً ... كان العيد يضم احتفالاً بعودة مردوخ الى الحياة فيتحول الحزن الى فرح ثم يسير مجموع الآلهة برفقة الموكب الى المعبد خارج المدينة ، والذي يعرف باسم أكيتو وهو الأسم الذي يطلق على المعبد ايضاً ، في هذه الأحتفالات تجري نوع خاص من المسرحيات التي تصور ملحمة كلكامش ، ومنها ايضاً نداء الآلهة الى مردوخ لكي يكون بطلهم في مقاومة تيامات أو كاوس كما تصور النصر الذي أحرزه وتنصيبه رئيساً لمجمع الآلهة وإداء اهم الواجبات الرئيسة وبخاصة تثبيت مصائد مدينة بابل و إذا استثنينا الأله اشور من المعتقدات الآشورية فإن الأشوريين كان لهم نفس المعتقدات الكلدانية البابلية ، اما سائر آلهتهم كنابو ، إله الحكمة ، وعشتار ( أشتار ) إله الحب ، فهي آلهة بابل غير ان ذلك لم يجعل الآشوري يحتذي بالبابلي فيدع النفسية الثقافية تتغلب على نفسيته الحربية . ومن المسلم به ان الآشوري اقتبس أدبه واستمد دينه ولكن بشئ من الصعوبة والبطء من جيرانه ابناء عمه البابليين وهذا ليس غريباً إذ ان اصل الآشوريين من سهل شنعار ومن المعتقد ان القائد الكبير آشور جد الآشوريين قد هاجر هو ايضاً من شنعار وحل في طقوس الأحتفال بأكيتو في الأحتفال برأس السنة ( الأكيتو) يجري الزواج المقدس بين الملك ممثلاً الأله تموز وكاهنة تمثل عشتار ، وتعود نصوص هذا الزواج الى عصر اور الثالثة ويمثل هذا الزواج محاكاة طقوسية لزواج ربة الخصب أينانا من تموز . لقد كان العيد يستغرق 12 يوماً ويبدأ في نيسان حيث يرمز الى الصراع بين القوى الطبيعية وانتصار العناصر المولدة للحياة في الربيع ، وممثلة في انتصار اله الخير الممثل بالأله مردوخ على قوى الشر الممثلة في تيامة .

في الأيام الأربعة الأولى من الأحتفال تخصص لتقديم الأضاحي ويقوم الكاهن الأعلى ( الشيشكال بوضع ثوب جديد على تمثال مردوخ ، وينتهي اليوم الرابع بأن يقوم الكاهن الأعلى بقراءة اسطورة الخلق البابلية بلحن شجي مؤثر .

في اليوم الخامس يدخل الملك الى معبد مردوخ برفقة الكاهن الأعلى ، ويقوم هذا بخلع التاج وشارات الملك وهو في حضرة الأله مردوخ ، ويقرأ الملك اعترافه فيقول

لم أذنب يا سيد البلدان ولم اكن مهملاً لألوهيتك ، ولم اخرب بابل ولم اسبب لها الهوان . .. ويجيبه الكاهن :لا تخف ولا تحزن ، إن مردوخ سيسمع صلاتك ويوسع سلطانك ويعلي من شأن ملكوتيتك وينصرك على أعدائك ومناوئيك .. الطريف في هذه الطقوس ان الكاهن يدنو من الملك ويصفعه على وجهه ويفرك أذنيه ويرجع له ما انتزعه من شاراته ، كما ان الضربة كلما كانت قوية فتوجع الملك الى الحد الذي تدمع معها عينا الملك ، كان ذلك فألاً حسناً للسنة القادمة ... ويكون الناس في خارج المعبد في قلق كبير حيث يعتقدون ان الأله مردوخ اسير في العالم السفلي ، وإن بقي ملكهم مجرداً من صفته الرسمية فإنهم باقين دون سلطة ..

في اليوم السادس يأتي الأله نبو لتخليص والده مردوخ من اسره في عالم الأموات ، وينزل نبو خلال إقامته في مدينة بابل في معبد الأيساكيلا . ثم ترد الى بابل الهة المدن الأخرى مثل نفر الوركاء كيش ... في اليوم السابع تمثيلية تصور موت مردوخ وعروجه الى السماء حيث يجرح الأله ثم يموت ويخرج الناس الى الشوارع يبكون مفتشين عنه وتسود الفوضى بين الناس في اليوم الثامن تدب الحياة في الأله مردوخ بعد انتصاره على تيامة .. وفي اليوم التاسع يقف الناس بهدوء في الخارج فتسير تماثيل الآلهة في استعراض كبير من معبد الايساكيلا مارة بشارع الموكب ثم باب عشتار وتعبر نهر الفرات الى الى معبد أكيتو ...في اليوم العاشر يحتفل الأله مردوخ مع الآلهة الأخرى لانتصاره ، وتقام وليمة خاصة في هذه المناسبة في معبد اكيتو ويعود بعدها مردوخ الى معبده للأقتران بعروسه وهو الزواج المقدس الذي يمثل فيه مردوخ وزوجته في المخدع بأعلى الزقورة . في اليوم الحادي عشر تعود الآلهة للأجتماع في معبد الأيساكيلا لتأكيد آجال البشر وفي اليوم الثاني عشر تعود الآلهة الى معابدها في مدنها ( للمزيد راجع ماجد عبدالله الشمس في الحضارة والميثولوجيا

نأتي الى المفيد من الكلام ان التاريخ يجعل من مناسبة اكيتو تقليد عراقي مركزه مدينة بابل ، ويحتفل به العراقيون القدماء ومنهم الآشوريون ، حيث كان تماثيل آلهتم تتوجه في هذا العيد الى بابل ثم تعود الى مدنها بعد الأحتفال ، أي ان الأحتفال كان اساسه بابلي كلداني ، لكن كما هي العادة فإن الماكنة الأعلامية الآشورية الحديثة تحاول أشورة كل ثقافة شعبنا ، تجعل من هذه المناسبة عيداً آشورياً خالصاً ، ويبح صوت الكلدانيين الذين رفضوا شخصيتهم وهويتهم الكلدانية ، وسَحَرهم بريق الفكر القومي الآشوري وهم يصيحون ان هذه المناسبة هي ( على الأقل ) مناسبة بابلية آشورية ، او كلدو اشورية ، الا ان صيحاتهم لا تلقى صدى في الجانب الآشوري المتعصب الذي يصر ان المناسبة هي اشورية صرفة .

ان الأحتفال بعيد رأس السنة في شهر نيسان ثقافة عراقية جذورها كلدانية بابلية عراقية وكل العراقيين من عرب وأكراد وكلدان وتركمان وآشوريين وسريان ويزيدية وشبك وصابئة وأرمن كلهم مدعوون للأحتفال بهذا العيد العراقي الأصيل ليمثل رمز انبثاق الربيع العراقي في الأستقرار والمحبة السلام والوئام .



منقول للفائدة العامة من:

http://iyadyounessarqyology.jeeran.com/archive/2008/5/[/size]



ثانياً : المقال الذي نشرته على المواقع كما مر في سياق المقال .http://www.ankawa.com/forum/index.php?board=11.400

قراءة في التاريخ .. أكيتـو عيد كلــداني ام آشـوري ؟

بقلم : حبيب تومي / اوسلو

مقدمة

في المقدمة أقول ان هذا العيد هو عيد عراقي اصيل تمتد جذوره في اعماق التاريخ العراقي ، والى اليوم تتفرع اغصانه وتتفتح ازهاره في مخيال الفكر العراقي فنحتفل في عيد الشجرة وعيد نوروز وعيد سري صال (Sare Sal ) أي عيد رأس السنة لأخوتنا اليزيديين وذلك في الأربعاء الأول من شهر نيسان من كل سنة ، وها هو شعبنا يعيد ذكريات الأحتفال بمختلف تسمياته ، لقد كان الأحتفال ببداية العام في نيسان ويصادف في الأعتدال الربيعي ، الى ان اصبح التقويم الغريغوري قيد الأستعمال فانتقل راس السنة من نيسان الى الأول من يناير كانون الثاني من كل عام .

أكيتو

في مصطلح أكيتو يكتب ماجد عبدالله الشمس في الحضارة والميثولوجيا في العراق القديم : ان الأستعراض الحرفي في كلمة آ ـ كي ـ تي تعني الأرض ، أما تي فبمعنى يقرب او يستنزل وبهذا يكون المعنى محل استنزال المطر ويبدو ان الطقوس كانت تجري خريفية في الأصل ما دام البذار في هذا الفصل { ص32 } .

اما الباحث الكلداني عامر فتوحي في تاريخه للكلدان منذ بدء الزمان فيكتب : ان الأحتفال بأكيتو وبالسومرية أكيتي يمثل احدى المناسبتين ( اكيتو وزاكموك ) ، كان الوسط جنوبيون يحتفلون بهما منذ عهد الكلدان الأوائل في اريدو 5300 ق . م ... وقد اعتمدوا الأعتدال الخريفي زاكموك الذي يتم فيه جمع التمور كبداية للسنة بكلا الأعتدالين الربيعي والخريفي ص266

وعن اسم أكيتو يقول فتوحي : ان التسمية قديمة جداً ومشتقة من (أكيتي شي كور كو a-ki-ti-se-gur-ku ) وهو عيد جز الصوف الذي كان يحتفل به ما بين شهري آذار ونيسان ، وكان يعني عند العامة عيد رأس السنة الجديدة ايضاً ... ويحتفل في مدينة اور اولاً ثم في مدينة نيبور ، وبعد هيمنة العموريين المنحدرين عن الكلدان الأوائل لازمته صفة عيد بداية السنة أي رأس السنة البابلية القديمة (Resh Shattim ) فصار أكيتو الأحتفال الرسمي الوحيد الخاص برأس السنة الجديدة ص266

القراءات

في البداية نستفيد من مقدمة المؤرخ العراقي طه باقر في مقدمته لتاريخ حضارة العراق يكتب ان الملك نبوخذنصر عندما بنى السور الثاني ( لبابل ) لتعزيز قدرة المدينة الدفاعية ، ومن البنايات الضخمة بين السورين كانت واحدة وهي قصره الصيفي ، اما البناية الضخمة الثانية فيرجح كانت المعبد المخصص لأعياد راس السنة المسمى بالبابلية ( بيت أكيتو Bit Akitu ) ص564

ويضيف : .. وباب عشتار الضخم مكون من مدخلين أي انه مدخل مزدوج حيث مواكب اعياد راس السنة ( 12 يوم الأولى من شهر نيسان ) كانت تسير من منطقة معبد مردوخ ( أي ـ ساكلا ) وتجتاز باب عشتار شمالاً الى حيث المعبد المخصص لهذه الأحتفالات أي ( بيت أكيتو ) ص 566

ــ الأستاذ هاري ساكز له كتابين واحد تحت عنوان عظمة بابل وآخر تحت عنوان قوة آشور ، وسوف لا نقرأ في كتاب عظمة بابل انما نقرأ في قوة آشور عن ( أكيتو) :

في بابل كان يقام سنوياً احتفال ديني يسمى احتفال اكيتو ، الذي كان يلغى فقط عنما تكون الأوضاع السياسية مضطربة .. ص104

وقد اخذ تجلات بلاسر فيما بعد يد الأله مردوخ أي رافقه في احتفالات السنة الجديدة ( أكيتو ) في ( بابل ) ومنح الملكية على بلاد بابل ، وهي وظيفة لم يتقلدها أي ملك آشوري لأكثر من اربعة قرون ص 134

واحد الأحتفالات التي نسمع عنه كثيراً كان يسمى أكيتو ... ويترجم غالباُ عيد رأس السنة .. أن الأحتفال اصبح كذلك في مديتة بابل في الأول من نيسان وكان يعقد في الأيام الأولى من الشهر الأول من السنة ... وقد ضم في بابل تلاوة قصة الخلقة بأكملها .. الخ ص296

وعن الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور لجورج كونتينو نقرأ عن اكيتو :

كان اهم الأعياد عيد رأس السنة في شهر نيسان وأضيف الى هذا العيد تمجيد الأله مردوخ فيحتفل بمآثر التي دفعته الى مقامه الجليل بين الآلهة . ويستمر عيد السنة الجديدة في (بابل ) اثني عشرة يوماً ... كان العيد يضم احتفالاً بعودة مردوخ الى الحياة فيتحول الحزن الى فرح ثم يسير مجموع الآلهة برفقة الموكب الى المعبد خارج المدينة ، والذي يعرف باسم أكيتو وهو الأسم الذي يطلق على المعبد ايضاً ، في هذه الأحتفالات تجري نوع خاص من المسرحيات التي تصور ملحمة كلكامش ، ومنها ايضاً نداء الآلهة الى مردوخ لكي يكون بطلهم في مقاومة تيامات أو كاوس كما تصور النصر الذي أحرزه وتنصيبه رئيساً لمجمع الآلهة وإداء اهم الواجبات الرئيسة ، وبخاصة تثبيت مصائد مدينة بابل .. ص 474

وعن الآشوريون في التاريخ لأيشو مالك جوارو نقرأ : إذا استثنينا الأله اشور من المعتقدات الآشورية فإن الأشوريين كان لهم نفس المعتقدات الكلدانية البابلية ، اما سائر آلهتهم كنابو ، إله الحكمة ، وعشتار ( أشتار ) إله الحب ، فهي آلهة بابل {25 } .

ويقول : .. غير ان ذلك لم يجعل الآشوري يحتذي بالبابلي فيدع النفسية الثقافية تتغلب على نفسيته الحربية . ومن المسلم به ان الآشوري اقتبس أدبه واستمد دينه ولكن بشئ من الصعوبة والبطء من جيرانه ابناء عمه البابليين { ص 15 } .

وهذا ليس غريباً إذ ان اصل الآشوريين من سهل شنعار ويقول الكاتب :

ومن المعتقد ان القائد الكبير آشور جد الآشوريين قد هاجر هو ايضاً من شنعار وحل في آشور والتوراة تدعم هذا القول ..{ ص 11 } .

طقوس الأحتفال بأكيتو

في الأحتفال برأس السنة ( الأكيتو) يجري الزواج المقدس بين الملك ممثلاً الأله تموز وكاهنة تمثل عشتار ، وتعود نصوص هذا الزواج الى عصر اور الثالثة ويمثل هذا الزواج محاكاة طقوسية لزواج ربة الخصب أينانا من تموز . لقد كان العيد يستغرق 12 يوماً ويبدأ في نيسان حيث يرمز الى الصراع بين القوى الطبيعية وانتصار العناصر المولدة للحياة في الربيع ، وممثلة في انتصار اله الخير الممثل بالأله مردوخ على قوى الشر الممثلة في تيامة .

في الأيام الأربعة الأولى من الأحتفال تخصص لتقديم الأضاحي ويقوم الكاهن الأعلى ( الشيشكال بوضع ثوب جديد على تمثال مردوخ ، وينتهي اليوم الرابع بأن يقوم الكاهن الأعلى بقراءة اسطورة الخلق البابلية بلحن شجي مؤثر .

في اليوم الخامس يدخل الملك الى معبد مردوخ برفقة الكاهن الأعلى ، ويقوم هذا بخلع التاج وشارات الملك وهو في حضرة الأله مردوخ ، ويقرأ الملك اعترافه فيقول :

لم أذنب يا سيد البلدان ولم اكن مهملاً لألوهيتك ، ولم اخرب بابل ولم اسبب لها الهوان . .. ويجيبه الكاهن :

لا تخف ولا تحزن ، إن مردوخ سيسمع صلاتك ويوسع سلطانك ويعلي من شأن ملكوتيتك وينصرك على أعدائك ومناوئيك .. الطريف في هذه الطقوس ان الكاهن يدنو من الملك ويصفعه على وجهه ويفرك أذنيه ويرجع له ما انتزعه من شاراته ، كما ان الضربة كلما كانت قوية فتوجع الملك الى الحد الذي تدمع معها عينا الملك ، كان ذلك فألاً حسناً للسنة القادمة ... ويكون الناس في خارج المعبد في قلق كبير حيث يعتقدون ان الأله مردوخ اسير في العالم السفلي ، وإن بقي ملكهم مجرداً من صفته الرسمية فإنهم باقين دون سلطة ..

في اليوم السادس يأتي الأله نبو لتخليص والده مردوخ من اسره في عالم الأموات ، وينزل نبو خلال إقامته في مدينة بابل في معبد الأيساكيلا . ثم ترد الى بابل الهة المدن الأخرى مثل نفر الوركاء كيش ...

في اليوم السابع تمثيلية تصور موت مردوخ وعروجه الى السماء حيث يجرح الأله ثم يموت ويخرج الناس الى الشوارع يبكون مفتشين عنه وتسود الفوضى بين الناس ...

في اليوم الثامن تدب الحياة في الأله مردوخ بعد انتصاره على تيامة .. وفي اليوم التاسع يقف الناس بهدوء في الخارج فتسير تماثيل الآلهة في استعراض كبير من معبد الايساكيلا مارة بشارع الموكب ثم باب عشتار وتعبر نهر الفرات الى معبد أكيتو ...

في اليوم العاشر يحتفل الأله مردوخ مع الآلهة الأخرى لانتصاره ، وتقام وليمة خاصة في هذه المناسبة في معبد اكيتو ويعود بعدها مردوخ الى معبده للأقتران بعروسه وهو الزواج المقدس الذي يمثل فيه مردوخ وزوجته في المخدع بأعلى الزقورة .

في اليوم الحادي عشر تعود الآلهة للأجتماع في معبد الأيساكيلا لتأكيد آجال البشر وفي اليوم الثاني عشر تعود الآلهة الى معابدها في مدنها ( للمزيد راجع ماجد عبدالله الشمس في الحضارة والميثولوجيا ص 31 ـ 36 ) .

نأتي الى المفيد من الكلام

ان التاريخ يجعل من مناسبة اكيتو تقليد عراقي مركزه مدينة بابل ، ويحتفل به العراقيون القدماء ومنهم الآشوريون ، حيث كان تماثيل آلهتم تتوجه في هذا العيد الى بابل ثم تعود الى مدنها بعد الأحتفال ، أي ان الأحتفال كان اساسه بابلي كلداني ، لكن كما هي العادة فإن الماكنة الأعلامية الآشورية الحديثة تحاول أشورة كل ثقافة شعبنا ، تجعل من هذه المناسبة عيداً آشورياً خالصاً ، ويبح صوت الكلدانيين الذين رفضوا شخصيتهم وهويتهم الكلدانية ، وسَحَرهم بريق الفكر القومي الآشوري وهم يصيحون ان هذه المناسبة هي ( على الأقل ) مناسبة بابلية آشورية ، او كلدو اشورية ، الا ان صيحاتهم لا تلقى صدى في الجانب الآشوري المتعصب الذي يصر ان المناسبة هي اشورية صرفة .

ان الأحتفال بعيد رأس السنة في شهر نيسان ثقافة عراقية جذورها كلدانية بابلية عراقية وكل العراقيين من عرب وأكراد وكلدان وتركمان وآشوريين وسريان ويزيدية وشبك وصابئة وأرمن كلهم مدعوون للأحتفال بهذا العيد العراقي الأصيل ليمثل رمز انبثاق الربيع العراقي في الأستقرار والمحبة السلام والوئام .

حبيب تومي / اوسلو

المصادر

1- أيشو مالك خليل جوارو : الآشوريون في التاريخ ، ترجمة واشرف سليم واكيم

2- ماجد عبدالله الشمس : الحضارة والميثولوجيا في العراق القديم ز

3- عامر حنا فتوحي : الكلدان منذ بدء الزمان .

4- هاري ساكس : قوة آشور ، ترجمة الدكتور عامر سليمان .

5- جورج كونتينو : الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور ، ترجمة وتعليق ، سليم طه التكريتي وبرهان عبد التكريتي .

6- طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة .
Opinions