Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟

يخيم على المشهد العراقي مزيج من الجزع والفوضى والدم في أجواء مشحونة بالخطاب الديني الطائفي الذي استطاع تهميش كل الأديولوجيات العلمانية ، فلا يكاد ينبلج فجر يوم جديد دون ان تطالعك مشاهد برك الدماء وجثث بشرية عليها آثار التعذيب والقتل ، وأخبار عمليات الأختطاف والأبتزاز والتهديد والتهجير وأخطار السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقنابل الموقوتة وقصف البيوت الآمنة بالمدفعية الخفيفة والثقيلة . وعلى المواطن العراقي البرئ ان يحسب نفسه انه محكوم بالأعدام وعليه انتظار ساعة التنفيذ .
هذا الوضع الدموي جاء كنتيجة طبيعية لألغاء دور الدولة وتهميش الهوية العراقية ، وإحلال محلها استقطابات دينية وطائفية وتشجيع الأنتماءات الطائفية .. أنها حالة لألغاء دور الدولة والعودة الى نظام الغابة ، وفي مثل أفريقي يقول : حينما تتصارع الفيلة فإن عشب الأرض هو الذي يدفع الثمن ، وهذا هو حالنا نحن الأقليات الدينية ، حيث ندفع ثمن الصراع المؤسف بين السنة والشيعة في المشهد العراقي الدموي .
في العراق ثمة حرب طائفية غير معلنة تدور رحاها بين السنة والشيعة ، ونحن الأقليات الدينية نأسف لهذا الوضع ولسنا مع الشيعة ضد السنة ولا مع السنة ضد الشيعة ، ولسنا مع العرب ضد الأكراد او مع الأكراد ضد العرب ، ونحن عموماً لسنا طرفاً في الصراع ، إننا نصطف مع السنة والشيعة والعرب والأكراد في عراق موحد تحكمه دولة النظام والقانون .
فلماذا يقتل ابناء الأقليات ؟
لماذا يختطف ابنائهم ؟
لماذا تشرد وتهجر عوائلهم من بيوتهم ؟
لماذا تغتصب بناتهم ؟
نتساءل أين حكماء وعقلاء الأسلام من هذا الظلم الذي يطال الأقليات غير المسلمة ؟
أن الأسلام معني أدبياً وأخلاقياً وقانونياً ودينياً بالمحافظة على الأقليات غير المسلمة .
نعم هنالك بعض الأقلام لكتاب يؤمنون بالفكر العلماني والتي ترفع اصوات الشجب والأستنكار للعنف الذي يطال الأقليات الدينية في العراق ، وهذه الأقلام تشغل حيز محدود من مساحة الشحن الطائفي والديني المخيم على عموم الساحة العراقية .
لكن بالمقابل نلقى الصمت الرهيب من عقلاء الأسلام ونخص هنا علماء الدين الأسلامي وفي مقدمتهم المرجعيات الدينية للسنة والشيعة على حد سواء .
إن هذه المرجعيات قد اصدرت فتاويها حينما كان هنالك رسوم كاريكاتير تسيئ الى نبي الأسلام محمد صلى الله عليه وسلم . وكان هناك ايضاً إثارة عواطف حول محاضرة قداسة البابا بينيديكت السادس عشر في إحدى الجامعات الألمانية والتي فسرها علماء الدين أنها إساءة للأسلام ، فتحملنا نحن المسيحيين العراقيين تبعات هذا التفسير .
لكن مقابل ذلك تذبح الأقليات الدينية في العراق من المسيحيين والمندائيين فتغتصب نسائهم وتفجر كنائسهم وتبتز أموالهم ويجبرون على ترك دينهم والدخول في الدين الأسلامي ، وكل ذلك وغيره يجري في ديار الأسلام ، حيث ان العراق اصبح من ديار الأسلام بعد الفتح الأسلامي في القرن السابع الميلادي .
حسناً نحن نقرأ عن الدين الأسلامي ان لا إكراه في الدين ، وإن الأسلام مسؤول عن عن حماية أهل الكتاب . لكن الواقع يخبرنا عكس ما هو مكتوب في الكتب الآسلامية .
مجموعة من الشباب المسلمين في بعقوبة تلجا الى ذبح الطفل أياد طارق ابن 14 سنة حينما عرفوا من هويته انه مسيحي وذبح كما تذبح الشاة وسط صيحاتهم الله أكبر الله أكبر ويذبح كاهن مسيحي لأنه رفض اعتناق الأسلام .
أسأل المرجعيات الدينية هل هناك أكثر من هذه الأساءة الى الدين السلامي ، أليست هذه الأفعال الشائنة التي تطال الأقليات والتي ترتكب باسم الدين الأسلامي ألا تشكل اساءة وتشويها صارخاً لحقيقة الدين الأسلامي ؟

إذن لماذا يمنح لهذه الأعمال الغطاء السكوتي لكي تنتشر وتستفحل في عموم العراق ؟
أين صوت المرجعيات الدينية للشيعة ؟
أين صوت هيئة علماء المسلمين للسنة ؟
أين صوت علماء الأزهر لماذا يسكتون عن هذه الأفعال المشينة والتي ترتكب باسـم الدين الأسلامي ؟
السؤال الذي لا يقبل التأجيل : هل علماء الأسلام على اختلاف مرجعياتهم يقبلون بذبح الأقليات الدينية في دار الأسلام ؟
الجواب نعرفه ونسمعه بصوت خافت وخجول من المرجعيات الدينية من انهم لا يقبلون بذلك .
إن علماء الأسلام بفتوى واحدة من عندهم مزقت الأعلام وحطمت واجهات المؤسسات وحرقت السفارات ، فلماذا لا يصدر هؤلاء العلماء فتوى من تلك الفتاوي يحرمون فيها الأعمال العدوانية التي تطال الأقليات غير المسلمة في العراق ؟
لماذا لا يبثون عبر صلاة الجمعة ثقافة المحبة والتسامح بين العراقيين عموماً ومع الأقليات الدينية خصوصاً ؟
إن هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق تدعو الى التضامن مع المندائيين لتعرضهم الى حملة الأبادة وهم يعيشون على أرضهم التاريخية والتي اصبحت فيما بعد دار الأسلام . لقد كانت دار الأسلام في العراق في حوالي 750 ـ 1250 م قلب الأمبراطورية الأسلامية الذي كان ينبض فيه روح البحث والتحري وكان المسيحيون يعملون جنباً الى جنب مع المسلمين لترجمة شتى العلوم والفلسفة الأغريقية وإحيائها ، لقد كان هناك ثقافة تسامح .
في كل الأديان هناك نصوص متناقضة بين الرحمة والأحتقار والتسامح والكراهية ، فلماذا لا نختار تلك التي تدعو الى الرحمة والمحبة والتسامح ؟
ألا يجدر بنا ونحن نطرق أبواب الألفية الثالثة ومع مخترعات الذرة والأنترنيت ، ومع مبادئ حرية الشعوب وتقرير المصير وحقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، ألا يجدر بالأسلام ان يواكبوا روح العصر ؟
والسؤال الأخير الى متى تبقى المرجعيات العليا للمسلمين صامتة حيال الذبح الذي يطال الأقليات العراقية الغير مسلمة ؟
إن على المسلمين ان يواكبوا عصرهم في كل مجالات الحياة بما فيها احترام غيرهم من الأقليات وليتعلموا من تعامل الدول الغربية لهم ، حيث يعيشون هناك بترف ويطرحون الأسئلة القاسية للدولة دون خوف من انتقام الشعب او السلطة ، وهم مهاجرين قبل عدة عقود وربما قبل عدة سنوات ، بينما في هذه البلاد في ، ديار الأسلام ، نحن اهل البلاد لم نعد نبحث عن الحقوق القومية او اللغوية او الثقافية ، إنما نبحث عن البقاء على قيد الحياة فحسب ، هذا هو وقعنا الأليم .
حبيب تومي / اوسلو
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مرصد الحريات الصحفي يدعو للتظاهر أحتجاجا على مقتل سردشت عثمان شبكة أخبار نركال/NNN/مرصد الحريات الصحفية/ دعا مرصد الحريات الصحفية في رسالة وجهها الى عدد من المواقع الالكترونية منها شبكتنا، للتظاهر أحتجاجاً على مقتل الصحفي سردشت عثمان، وفيما يلي نصها: وزارة تقاضي صحيفة مستقلة وتطالبها بمليار دينار شبكة أخبار نركال/NNN/مرصد الحريات الصحفية/ يعبر مرصد الحريات الصحفية عن قلقه البالغ إزاء الدعوى القضائية التي اقامتها وزارة أمنيات سنة جديدة لعالم مضطرب دخل علينا قبل أيام عام 2010 الجديد ، بعد أن عاش العالم كله إخفاقات ومنجزات عام مضى . فهل نجح العالم في حل مشاكله ، أم أنها ضقنا ذرعا وسنعلن عن اقليمنا ان القومية التركمانية في العراق كانوا وما زلوا حريصين على وحدة العراق وتماسك شعبه واعتبروا وحدة العراق من ثوابتهم ورمزهم وافتخروا دوما بانهم عراقييون ، واكدوا التزامهم دائما على وحدة العراق ارضا وشعبا وتمسكوا بهذا النهج ووقفوا عائقا وجسرا مانعا امام كل ا
Side Adv2 Side Adv1