Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا يصرّ " البعض " على الحكم الذاتي لشعبنا؟

المقصود بالحكم الذاتي الداخلي "internal autonomy" هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري، وبتعبير آخر هو نظام لا مركزي، مبني على أساس الاعتراف لإقليم مميز قومياً أو عرقيا داخل الدولة بالاستقلال في إدارة شؤونه تحت إشراف ورقابة السلطة المركزية. ولهذا فهو في نطاق القانون الداخلي أسلوب للحكم والإدارة في إطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة ( منقول ).
سهل نينوى : يقع الى شرق و شمال شرق مدينة الموصل و يضم مناطق كثيرة عامرة بالسكان المسيحيين ( الكلدواشوريين السريان ) من تلكيف الى باطنايا الى تللسقف الى القوش الى برطلله الى كرملش و بخديدا و الى مناطق اخرى يقطنها الكثير من القوميات الصغيرة كالشبك و بعض اليزيديين و بعض العرب و الاكراد الزاحفين الى تلك المناطق في العقود الاخيرة
سهل نينوى واقع ضمن مدينة الموصل الحدباء ذات الاغلبية العربية . عموما الموصل و كل اقضيتها اغلب سكانها من العرب ثم الكلدواشوريين ثم الاكراد و اليزيدييين و الشبك و التركمان و بينهم بدو رُحَّل.
اغلب سكان الموصل كان مسيحياً آشورياً منذ القدم ، حيث نينوى عاصمة آشور العظيمة الأمجاد، نقص عددهم حتى بات اغلبهم من سكان القرى حواليّ الموصل المدينة، اغلبهم يسكن ما نسميه " دشتا دننوي " او " سهل نينوى "، لكن هناك اعداد غير قليلة تسكن في الموصل المدينة.
قضية الحكم الذاتي طالبّ بها في بدايات القرن العشرين مجموعة من الكلدواشوريين و قدموا طلبا رسميا لهيئة الامم بواسطة بريطانيا لإقامة " وطن للكلدواشوريين "
و قضية الحكم الذاتي طالبَ بها بعد ذلك بوقت طويل ، ممثل شعبنا الوحيد في مجلس الحكم العراقي الذي كان يدير العراق منذ 2003 ، السيد يونادم يوسف كنّا .
و تبنى هذه الفكرة في الآونة الاخيرة مجموعة من ابناء شعبنا كهدف لهم، تحت رعاية " سركيس اغاجان" الوزير عن قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني " البارتي " في شمال العراق و ربما بمساعدة و مباركة من اخوتنا الاكراد.
لا نريد في مقالنا هذا ان نزايد على الوطنية، لكن ، إن لم يُفصّل العراق الى اجزاء ، أ ليس الافضل ان لا نكون كبش الفداء و أن ننفصل لوحدنا ؟ اقصد إن لم يطالب الجنوب و الغرب بحكم ذاتي ، ماذا سيكون رد فعلهم و رد فعل الدول العربية السنيّة بإنفصالنا عن العراق ( البلد العربي حالياً ) و تجزئته ؟
ثم هل سيتركنا " جيراننا " المستقلّين أن نحكم على منطقة هي جوهر و أهم مناطق دولتهم الكبرى الخيالية؟
ام انهم سيجبروننا " بلطف " لأن نتبع سلطتهم و هكذا نكون عّبّدة المأمور ..؟
إنْ إنضمَمنا لإقليم الشمال " تحت سلطة الاخوة الاكراد " هل سنسمي ما نناله بحكم ذاتي ؟ ام سنصبح ذو إدارة ذاتية و من ثم نتحول الى اقليّة ضمن منطقة ذو حكم ذاتي ؟ لاحظ تعريف الحكم الذاتي في بداية المقال.
فنحن لنا صداقة و جيرة طويييلة مع الاكراد و خاصة منذ انتفاضة اذار 1991 الخالدة...
و لم نحصل حتى على اعتراف رسمي بوجودنا و ارضنا ، رغم المحاولات الجبّارة التي قادها زوعا لنيل او بالاحرى لإنتزاع حقوقنا . هكذا عندما كان الاخوة محتاجين لنا كوجود و كمكوّن قومي إضافي ضمن المعارضة و ضد صدام، بخلوا علينا بإدارة ذاتية في قرانا و مناطقنا، فكيف الآن و هم الاقوى حالياً في الشمال و في كل العراق إن صحّ التعبير ؟
لقد قام صدام و البعث بمنحنا " حقوق ثقافية للناطقين بالسريانية " و اعتبرها البعض حينها ، نصراً عظيماً من قائد اعظم.. ثم بعد فترة وجيزة .. لم نرَ لا حقوق و لا إعتراف بالوجود القومي..( الناطقين بالسريانية هي اتعس الحلول لتسميتنا او هي اذلّها ، وهو ما استعمله البعث لتعريف ضعفنا..)
بل على العكس تحولّت كل "الحقوق" الى " واجبات" و ديون اضافية متعبة الاثقال.. و كما الآن، كان هناك من خُدِعَ بهذه الحقوق الى ان نالوا منّا و اشتروا ذمم الكثير منّا و قسم من الذين ينادون بالحكم الذاتي لنا الان كانوا هناك و يتذكرون ذاك الزمان. و حينها كانت عندما دفعت الغيرة قسم من ابناء شعبنا لكسب ود الحكومة كما هو ديدننا و اعلنوا تأسيس حزب البعث الاشوري..
اعطينا نحن المسيحيين الكلدواشوريين مثالاً لأشقاءنا في العراق منذ اكثر من 80 سنة ايام القائد اغا بطرس و الخيانات المنسوبة الى مالك خوشابا تارة و الى سورمي خانم " عمّة البطريرك الصبي " تارة اخرى، اعطينا مثالاً لضعفنا و لعدم فهمنا لشيء مهم اسمه سياسة، بل جلّ اعمالنا عبر هذا التاريخ ( خاصة الاعمال التي لا نقول عناها خيانية للامة بل نقول ضد مصالح الامة )، كانت تأتينا كأوامر من الغير لضربنا في العمق و ضرب من قد ظهر او يظهر كقوة قومية حقيقية غير منتمية " للأشقاء "
و عجباً منّا كشعب ، ما زلنا لليوم نقوم بنفس الخدمة المقدسة للغير ضد انفسنا !

مع الاسف ! اقولها ، ان المزمّرين و المطالبين " بإلحاح " لنيل حكم ذاتي في الوقت الحاضر ، من شخصيات و احزاب و منظمات و مثقفين ، إنّما يفتقدون الى اهم نقطة في موضوع الحكم الذاتي ، و التي تناسوها ، ألا و هي .. النظرة ..
نعم النظرة الشاملة للاوضاع العراقية حالياً و ليس للاوضاع في الشمال فقط، و النظرة الفاحصة و الجدّية لسياسة العراق و ما ستؤول اليه الاحداث.. يفتقدون الى .. السياسة و النظرة المستقبلية العميقة.
إذن نحن نكون كمن يريد المقامرة اليوم ،قد ينجح ، و قد يخسر.. اي ستكون ضربة حظ .. عليك يا الله
نحن لسنا ضد حكم ذاتي لشعبنا الابيّ الجبار المناضل منذ قرون ، بل نتمنى ان يكون لنا وطن مستقل ، نسميه ( آتور ) كما كنا نسميه ايام اجدادي الذين حكموه في القوش و برطلله و كرمليش و تلكيف و بعشيقة و تللسقف ووووو .. اي " ننوي عتقتا " . لكن لا نريد ان يكون هذا بداية لنهايتنا في العراق
هناك الكثير من ابناء شعبنا ركض وراء الشعارات الرنانة للحكم الذاتي ( المرتبط من الان بكردستان )! و الكثير منهم يؤمن ان هذه هي الفرصة الاخيرة و إلاّ ( هاي هيّه ) سنفنى و نموت على الاقل قوميا و ستكون هذه اخر فرصة في عمر شعب عمره اكثر من 7000 سنة!!
احب ان اُطَمئن هؤلاء الاعزاء باننا عبر 2000 سنة منذ سقوط نينوى و مجازر هولاكو و دخول الاديان الاخرى و الهروب من هنا و هناك و التشرد.. ما زلنا باقين احفاد اولئك الجبابرة.. و لم نمت..
هؤلاء الراكضين نحو حكم ذاتي تحت حكم الاكراد بدون نظرة لما سيجري او كيف سنقاوم اقتصاديا و تسليحياً ( من السلاح ) انما ينجرون الى الشعارات الرنانة و المصالح الآنيّة..
يذكرّني هؤلاء الاعزاء المحترمون ، بأفراحنا ( اقصد حفلات الزفاف الخاصة بنا في بلاد الغرب )
ففي هذه الحفلة الرائعة التنسيق و الالوان و الطعام ، ترى كم مائة من الاشخاص حاملين ( يالخياتا- كفيّاتا ) اي قطع القماش المزركش المخصص للرقص، منتظرين قدوم الاشخاص " المهمّين " في الحفلة ، فيبدأون بالهلاهل و التصفيق و التزمير و الصفير منذ لحظة دخول القريب الصغير مروراً بالكبار الى ان يدخل العروسان
و في الحفلة التي تليها ، ترى نفس الاشخاص " سبحان الله " و نفس الصفير و الهلاهل ، لكن بألوان مختلفة للقاعة و يزمّرون و يرقصون الان لعروسان جديدان مختلفان..
هكذا هم هؤلاء المحترمون الذين يكتبون و يطبّلون " الان " لتسمية شعبنا الثلاثية ،و هم حتى لا يعترفون بها في داخلهم و لا في مجالسهم الخاصة و لا في ايمانهم القومي، إلاّ في الصورة ، اي في اعلانات الاحزاب و المنظمات و في المقالات الرسمية و اللقاءات ل"مثقفينا " ، لكي نقول عنهم نحن عامة الشعب ...واو .. كم فهيم هو هذا الشخص..!
هكذا هم يهللّون لمجرد ان الوقت الآن هو للتهليل لهذا الشيء و غداً سيرقصون الجوبي لعريس آخر و بعده لآخر، و لا يملّون .. و لله في خلقه شؤون

ملاحظة مهمة : طلع علينا بيان مهم عن الاخوة الشبك يقول انهم يرفضون الانضمام الى كردستان و الجميع قرأ الخبر، وهو هنا يقويّ مقالي هذا و ربما ينفع في اضافته لهكذا موضوع لانه مرتبط بموضوع انضمامنا للكرد ايضاً . للملاحظة فقط
ماجد هوزايا
استراليا
atourayawin@yahoo.com.au
Opinions