لماذا يكذب البعض ؟؟
في تعريف مختصر للكذب ( هو كلام مخالف للحقيقة ) وجميع الديانات التي شرّعها الله تحذر وتمقت الكذب والكذابين , حذّر منها القرآن الكريم في سورة النحل , الآية 115 عندما قالت (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب أن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )) ويفسّرها المفسرون , أن الذين يختلقون الكذب على الله وعباده , لا يفوزون ولا يظفرون بمطلوبهم , لا في الدنيا ولا في الآخرةأما في الديانة المسيحية فقد أولت لبشاعة الكذب أهمية عظيمة لعل أهمها ما جاء في الوصية التاسعة من الوصايا التي سلمها الله الى موسى على جبل سيناء والتي جاء فيها
(( لا تشهد زورا على جارك ))
لأن كل كلمة باطلة يتكلم بها الفرد سوف يؤدي عنها الحساب يوم الدينونة , كما وأنه ذكرت كلمة الكذب ( 33 ) مرة في العهد الجديد و ( 144 ) مرة في العهد القديم جميعها تحذّر الأنسان من هذه العادة الذميمة ,حيث ورد أول ذكر للكذب في سفر الخروج 5:9
(( ليثقل العمل على أولئك الناس فيشتغلوا به ولا يلتفتوا الى كلام الكذب ))
وورد آخر ذكر للكذب في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22 : 15
(( وليخسأ الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأصنام وكل من أحب الكذب وأفتراه ))
وبين هتين الآيتين ( 175 ) آية أخرى في الكتاب المقدس جميعها تتحدث عن هذه الرذيلة
ولكن لماذا يكذب الأنسان ؟؟
قد يكون الكذب متعلقا بالبيئة الى حد كبير فقد يكون بسبب الفقر أو الخوف أو الجهل أو عدم الأطلاع الكافي على ما ورد في الكتب المقدسة , ولكن أن يصدر الكذب من جهات تدعي الثقافة والأيمان فأنه لا شك له أسباب أخرى والا بماذا نفسر
تم تهجير أكثر من نصف مسيحيي الموصل بقوة السلاح وقتل خيرة أبنائهم والكل يعلم المسببين , ومع ذلك يتدافع مزوري الحقائق والكذابين بحرف اتجاه سهام الأتهام الى الوجهة الخطأ وهم يعلمون الحقيقة
تم الغاء القانون 50 المتعلق بحصة المسيحيين في مجالس المحافظات , والجميع يعلم من كان السبب في ذلك ومع ذلك ينبري شهود الزور لحرف أتجاه سهم الحقيقة نحو الجهة الخطأ
يعلم الجميع أن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري جرى تحريفه عن الهدف الأساسي الذي دعي الى تشكيله في البداية مما دعا الى أستقالة العناصر التي دعت الى أول مؤتمر له , وكلف بمهمة اخرى غير المهمة الأصلية التي كانت الغاية من تأسيسه مما دعي الى أن يبتعد عنه جميع المسيحيين , ومع ذلك يدعي القائمون عليه انه سفينة النجاة للمسيحيين في العراق
يطلق على مسيحيي العراق تسمية جديدة من قبل السيد نيجيرفان البرزاني وهي (الأكراد المسيحيين ) فينبري أحدهم فيصدر فتوى لتمييع القضية وتصمت أقلام المدافعين عن التسمية القومية التي أخترعوها ( الكلداني السرياني الآشوري )والحكم الذاتي المزعوم صمت القبور , وأشك من أن هذه الأقلام كانت ستسكت لو أن السيد نوري المالكي كان قد تفوه بعبارة ( المسيحيين العرب ) لأنهم حينئذ كانوا يملأون الدنيا صراخا على هذا الأعتداء الصارخ
وفي دول المهجر ظهرت بعض الأصوات النفعية التي تدعي معارضة حكم صدام تكتب ما يدّعون أنه رأي في جرائد تبغي الربح من الأعلانات التي يدفع ثمنها أبناء الجالية لذلك فهي مرميّة على أرضية المحلات التجارية لأبناء الجالية ((ببلاش )) وكان ذلك سيكون حسنا لو أقتصرنشاطها على الأعلانات فقط ولكن أخذ قسم منها يتطاول على مقدسات الجالية , وعلى رموزها متناسين أن الكذب حبله جدا قصير , وأن لكل منهم تاريخ يعرفه العديد من الناس الذين يدعون لهم بالصلاح وحسن البصيرة وأن يتّقوا الله عندما يحاولون تشويه الحقائق , وليتذكروا أن الذين يحاولون تشويه سمعتهم , فأنهم يصلون من أجلهم في كل الأوقات , لأنهم يطبقون قول السيد المسيح (( باركوا لاعنيكم ))ه