لمذا انتخـبنا ؟!
الحرمان الكبير الذي أحس به الشعب العراقي لفقدان معنى ومضمون "الانتخابات" جعل العراقي يندفع اندفاعاً كبيراً للمشاركة في الانتخابات العراقية ، وجعل منها ملحمة تأريخية للاجيال.وهناك دوافع أخرى أولها وأهمها التخلص من "البعث والبعثيين" فطالما تسلط هذا الحزب الارهابي على الحكم في العراق غير آبه بارادة الشعب العراقي بالادلاء باصواتهم في اي انتخابات كانت ، ولذلك كانت ارادة العراقيين جميعاً التخلص من حكومة يشارك فيها البعثيين.
يبقى أمامنا في الوقت الحالي سؤال جداً كبير وهو لماذا انتخبنا؟! وهناك علامة تعجب لاستباقيات واطروحات الساسة في العراق وهي تبديل مصطلح "المحاصصة" الى "حكومة شراكة وطنية" وهنا نطرح تساؤلنا بل استغرابنا وهو لماذا انتخبنا؟ طالما أن هناك لعبة سياسية اسمها الانتخابات لمعرفة حجم كل كتلة سياسية في الساحة وبعدها تقسم الادوار وتوزع حسب الكتل.
اذا كنا قد اوكلنا امرنا الى حكومة شراكة وطنية كما ينشدها البعض ممن لا يهمه الشراكة حتى مع قائمة البعثيين فلماذا انتخبنا؟.
لقد خصصت ميزانية جداً كبيرة للمفوضية العليا للانتخابات فكانت فقط الميزانية الاضافية لها 36 مليون دولار خصصت لانتخابات الخارج ، بالاضافة الى ميزانية انتخابات العراق في الداخل ، وقد عطلت الدوائر الرسمية وشبه الرسمية في يوم الانتخابات فلماذا انتخبنا؟ طالما بالنتيجة نرجع الى حكومة محاصصة عفواً "شراكة وطنية" ولا اعرف كيف تكون الشراكة الوطنية مع البعثيين ممن كانوا بالامس القريب جلادين على الشعب العراقي بل ممن كانوا يقومون ويدعمون الارهاب ضد العملية السياسية منذ نيسان 2003 فاي شراكةٍ هذه التي يتحدثون عنها.
وسؤالنا نوجهه الى اصحاب تلك الدعوات وهو هل سيوافق الشعب العراقي؟؟ الذي انتخبكم بهذه الشراكة "المصلحية" بدل الوطنية لان الوطنية مصطلح كبير في معناه وان مخالفة رأي الناخب العراقي بهذه الطريقة الساذجة ليس من الوطنية بل نجعلها في مصاف المصالح الذاتية.
تعساً لساسة يقدمون مصلحتهم الشخصية ومكاسبهم على ارادة ابناء الشعب المظلوم الذي قدم حياته رخيصة لاجل ايصالهم الى ذروة القيادة ، ولكنّ الايام تدور ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).