Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لمصلحة من هذه المزايدات على مسيحيي العراق..!!؟؟

إن كل وطني حقيقي يهمه مصير ومستقبل إخوته المسيحيين , يبتعد كل البعد عن الادعاءات الفارغة , والتبجحات الكاذبة , وينغمس في هموم ومعاناة المسيحيين , ويفتش عن الوسائل الخلاقة والتي تحقق النجاحات المطلوبة التي تضمن إرادة ورغبات أتباع الديانة المسيحية المتطلعون إلى رجال أمناء وأقوياء يمثلوهم في الحكومة العراقية والبرلمان والمؤسسات , وهم – المسيحيون - ليس بحاجة للمزايدات , هم يريدون ممثلين عنهم ملتحمون بإرادتهم ويجسدون تطلعاتهم المشروعة .
إننا عندما ننظر بدقة وإمعان وإتقان إلى القضية المسيحية في العراق نجدها طافحة بالمتناقضات والإشكاليات والتطاحنات والتمزقات التي لم تفرز إلا الضياع والانهيار, ومما يحز في القلب ويثير حشودا من التساؤلات هو أننا نجد أن بعض العناصر التي تبوأت مواقعا ما في السلطة ببركة أصوات المسيحيين لن تحقق لهم الحد الأدنى ولن تثبت وجودها بعد .
إن هذا الأداء النفعي يجب الابتعاد عنه , وينبغي بل يجب التمسك بالوطنية الحقة والانجاز الملموس , حيث نجد مشاهدا مستغربة ودخيلة على العمل الإنساني و السياسي الشريف الذي يجعل مصلحة ومستقبل الوطن أعلى وأغلى وأسمى من كل اعتبار شخصي وحزبي , حيث نرى بوضوح أن بعض المدافعين عن المسيحيين الآن يحيطون أنفسهم بهالات براقة من التفاني والتضحية والإخلاص والعمل الدءوب من اجلهم واجل الوطن , لكن في الواقع هم جنود مجندة لأداء الخدمة المطلوبة , وسلاحهم الدائم هو التزلف , والتملق الرخيص مقابل الثمن الرخيص المدفوع , فأي نفاق هذا ..!!؟؟ وأي خساسة وانحطاط..!!؟؟ وأي سقوط يتمرغ في مستنقعه الانتهازيون والنفعيون..!!؟؟ والذين هم أجراء وأذلاء تحت الطلب .
من العار تغرقون المواطنين المسيحيين بطوفان هائل من المواعيد والعهود والوعود المعسولة , ويا ليتكهم توفون وتنفذون هذه العهود والمواعيد , إن استمرار المواعيد الوردية , كترك العراق وترتيب أوضاع السفر والهجرة يؤدي إلى المزيد من التطاحن والتشاحن الذي يضر المسيرة التي دفعنا من اجل ديمومتها واستمرارها مواكب من الشهداء , والتضحية والعطاء الكبير , وعلى هذه الرنة يظل إخوتنا أتباع السيد المسيح عليه السلام بين فكي الرحى ولم يحصدوا إلا العراء والبهذلة التي لن يجنوا منها شيئا يغير واقعهم ويحقق طموحاتهم المشروعة ... فأي مضيعة وضياع يعيشه المواطن المسيحي في هذه الحالة ..!!؟؟ من هذه المزايدات المجانية , وعوائلهم وأقاربهم تتحرق شوقا لوجود قيادة مسيحية حكيمة وواعية تتسابق من اجل خلق وصناعة الحلول والانجازات التي يتوق لها المسيحيون الذين يعانون الآمرين ويقاسون العذاب والشقاء والاحباطات من الجر والعر ومن الاندفاع والتراجع , فإلى متى يظلون ألعوبة وسط هذه الصراعات التي أحالتهم إلى أناس يكابدون القهر والمنغصات , فإننا نتساءل لماذا لن يكمل احدنا الآخر بنوايا نظيفة وصادقة وبعزم وبحزم وتصميم يتصاعد مع الأيام بأكثر عطاء , وأعمق مسؤولية , واصدق التزام , وأثرى منجزات وعطاءات ..؟؟ لماذا لا نلتزم بالوطنية العالية والتضحية الحقيقية ونضع يدا بيد لمواصلة المسيرة والى الأمام بكل ثقة وإقدام والتزام ..؟؟ لماذا لا نكون فريق عمل واحد من اجل الأمن والأمان ..؟؟ .
إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يفرض علينا وبإلحاح أن نرفع رايات الصدق والمكاشفة والصراحة التي تبني ولا تهدم , تصون ولا تبدد , توحد ولا تفرق , تقاتل ولا تجامل , وتعانق الحق والحقيقة , بؤساء أولئك الذين يتبرقعون ببراقع الوطنية الكاذبة , ويتمشدقون بالدين الذي هو براء من كل ممارسة مريبة وخبيثة وبعيدة عما يريده الله والشعب , لقد شبعنا من التصريحات التي ذهبت مع الريح , وغرقنا في لجج الدعايات والإشاعات والتقولات التي تفيض لؤما وغدرا وكذبا وخسة , فالشعب واع ولا ولم ولن يخدع لأنه يكتنز تجارب جمة وحقائق دامغة وكشوفات واضحة , وانه خاض من الجهاد والكفاح ما لم يخضه شعب آخر مثله، قدم ملايين الضحايا , وانهار من الدماء الشريفة , وجبال من العذابات والآهات والآلام عبر التمرحل الزمني , فالشعب هو الباقي وكل الأدعياء زائلون , إننا نروم قيادة مسيحية موحدة ملتزمة بكل صدق وأمانة بالمبادئ السامية وبالثوابت الوطنية , فالمسيحيون يريد قيادة تقول لهم حققنا لكم , وأنجزنا إليكم هذه المنجزات والمعجزات , وإنهم ليس بحاجة إلى تمشدقات وتقولات ومواثيق هوائية وتصريحات مفرغة من محتواها الخلاق , لا سيما وإنهم يمرون بأدق وأحرج مرحلة تاريخية حاسمة سوف تقلب الموازين وتفرز معطيات مذهلة ومدهشة , فالكل يتوجسون ويرتقبون وينتظرون مفاجئات قد تكون اغرب من الخيال , فالشد الدولي يتصاعد باتجاههم فيجب الحذر واليقظة, فكل الأعصاب الوطنية إليهم مشدودة ومتوترة , وكل النفوس والقلوب تواقة لان يكونون معنا نتقاسم الرغيف والموت , وكل العواطف والمشاعر والأحاسيس متوقدة وملتهبة بانتظار القرار الوطني الذي سيطل كما يطل الفجر بعد ليل , ويجيء كما يجيء الماء لضاميء الصحراء , وكما يجيء الدواء لذي الداء , والقرار هو( إننا عراقيون فمن المستحيل أن نتركه ) إن وجودكم معنا يا إخوتنا هو أغلى من العملة الصعبة , وأسمى من الألماس والجوهر , إننا نمنح أرواحنا حتى إلى العناصر التي لا تربطنا بهم أية رابطة أو صلة , فكيف انتم يا أبناء الوطن المفدى فانتم أولى بها وان التضحية من أجلكم لشرف كبير لأنكم تتسمون بالنظافة والنزاهة والحب والإخلاص الأكيد لهذا الوطن , فهذا هو شعارنا (( نحن أخوة هم واحد ومصير واحد )) وعلينا جميعا أن نتبارى في ميدان التآخي والتآزر والحماية بشرف وصدق وأمانة ومسؤولية تاريخية .
وان التاريخ لا يرحم القتلة والإرهابيين والخائرين والمنهارين والخبثاء والإجراء وأعداء الوطن المفدى , فان الأوان أن نقول وبصوت عال ومدوي نحن ها هنا في الساحة, الوطن الوطن الوطن , فهو شرفنا , وجودنا , مستقبلنا , مصيرنا , ولتسقط كل الهياكل المنخورة ولتتهاوى كل الكيانات الضالة والمضللة فالشعب لن يتراجع إلى الوراء وعيون الشعب دائما إلى الأمام ونأمل أن ترفف رايات الآمان والطمأنينة والضمان والعدالة في فيافي عراقنا الحبيب .




Opinions