لنعمل أكثر مما نتكلم
خبرة الست سنوات الماضية التي مر بها شعبنا العراقي العظيم بجميع أطيافه ومذاهبه واديانه واحزابه ومنظماته، كانت بمثابة تخرج من مدرسة حياتية وتجربة فريدة من نوعها! من ناحية النوع والكم، النوعية فيها تعتبر تجربة فريدة من تجارب الشعوب، انها حقاً تجربة نوعية جديدة حدثت في ظروف خاصة وفرضت على الشعب المحتار في اختياراته، ان كان قبل وبعد نيسان 2003، وهكذا ظلً الشعب طريقه في ظلْ المستجدات السريعة التي لم تعط الفرصة الى التقاط انفاسه وخاصة من قبل القوى التي وقفت في طريق اكتشاف الخطأ من الصواب، ومن جهة ثانية وضعت هذه القوى احجار كبيرة في طريق المياه التي وجوباً ان تجري مع امان واستقرار البلد! لماذا؟ لان في استقراره ستنكشف مغزى الكلام على الورق فقط والشعارات البراقة المستخدمة اصلاً لتمويه سيرنا نحو الامام! ومن جهة ثالثة نكشف معنى الحرية المستلبة منا، وهكذا استغلت الحالة وبقينا نعيش في "حانة ومانة " وننتظر من يخلصنا ويجري عملية رفع الغشاوة من اعيننا لكي نبصر جيداً ما يحدث من حولناعملية جراحية للعيون
نعلم جميعاً ان اية عملية جراحية تخص العيون تكون جداً دقيقة وخطرة ومهمة، لأنها تدخل في مصير وتاريخ وسير انسان، لأنه في حالة فشل الطبيب المختص في عمله، او اعطائه حزمة زيادة أو نقصان من الاشعة فوق البنفسجية لرفع الغشاوة عن عين المريض يعني الحكم عليه بفقدان البصر والبصيرة! مع احتراماتنا للمكفوفين طبعاً! اذن الطبيب وفريق عمله يتهيئون لعمليتهم اياماً وشهوراً يدرسون حالة المريض ويقدمون البيانات والتقارير ونسبة النجاح وعندها يتحدد موعد العملية! صح
اليوم نحن نستعد لأجراء عمليات وليست عملية واحدة لأكثر من مسؤول وبرلماني وسياسي ورجل دين وكاتب ومثقف، ليس لرفع الغشاوة او طول او قصر في النظر فقط، لان هذا يتطلب جهداً متميزاً ومضنياً من قبل دولة القانون والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب التي لا تنتمي الى سيد، ولا تنحني امام الدولار، وجمعيات حقوق الانسان، بل نحن بحاجة ماسة الى عملية تربيعية وتكعيبية احياناً والتي نراها في عمليتين قيصريتين مستعجلتين
الاولى: تنظيف وتعقيم مكان الخلل قبل التقدم خطوة باتجاه رفع الخلل الذي يتجلى في الحفاظ على القلم والحبر والفكر والوجدان انها ليست للبيع كما نبيع اعضائنا الاخرى!
الثانية : وهي موضوعنا الرئيسي لهذا المقال الذي يقول: بعد التنظيف والتعقيم الضروريتان لكي لا نصاب باي مرض من امراض الفلاونزات الحيوانية والطيور! حفظكم الله من كل مرض وشر! هو ان نعمل اكثر مما نتكلم، لنعمل اكثر مما نثرثر، ونعمل اكثر مما نتصيد اخطاء الاخرين ونلمع اخطائنا ونقدمها كأنها البلسم الشافي الوحيد، نعمل اكثر مما نتسلق على أظهر واكتاف الاخرين، نعمل اكثر مما نستغل حرية ومساحة لعب الاخرين ونترك مساحتنا وبستاننا بدون سقي ولا حارس، وبعدها نطلب الكرسي والجاه والمنصب!! واضافة الى راتب 100 مليون دينار في الشهر مع البوفيه المفتوح والمنام والخدمات المجانية على حساب الدولة بالرغم من قبض مخصصات الاكل والمسكن! وهنا وجوب ان نشيد ونشد على يدي رئيس الوزراء في تحديد راتبه ورواتب المسؤولين الاخرين في خطوة مسبوقة لزوال الفارق الطبقي! بعد ان عرف سيادته بالملموس ان الشعب هو مصدر كل شيئ وليس السلطات فقط! لِيَفز العراق في الانتخابات القادمة كما فاز لبنان
النتيجة
محاربة الفساد من واجب كل من له ضميرحي، كل من له ريح وروح وطنية، لا نقصد هنا بالفساد المالي والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وحسب، وانما الاخطر هو الفساد الفكري والثقافي والطائفي والمذهبي، وبشكل أخص فساد القلم وبيع الفكر بالمزاد العلني، من يعطي الاكثر؟ من يزيد السعر؟ لذا نرى الكثير منا يتلون مثل الحرباء حسب فصول السنة، يطلع رأسه عندما يشم رائحة الاخضر! ويضعه في الرمل عندما يعلم ويلمس بوضوح ان سيده عفواً اسياده هم وراء القتل والظلم والاضطهاد والفساد لبني قومه وشعبه! ماذا يعمل وكيف يتصرف وخاصة انه قبض الثمن سلفاً! نطلب الافادة عن كيفية الخروج من المأزق؟؟؟ ولنتجه نحو العمل اكثر مما نتكلم! وحذاري من اتخاذ موقف قبل وضوح الرؤية واجراء عملية رفع الغشاوة عند الحاجة
shabasamir@yahoo.com