Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لوبقي مسيحيا خير له

 

قد يكون هذا العنوان صادما لكثير من المسلمين الذين يعلنون فرحهم وبهجتهم بمن يشهر إسلامه وهو على دين غير الإسلام ، ولعلي أردت إستفزاز مشاعر هذه الكثرة ليقرأوا هذا المقال ولأقنعهم بفكرة فيه أراها مناسبة لما عليه حال المسلمين مع التطرف ومعتنقي الفكر المتشدد الذي وصل بالمسلمين حد القتل والتنكيل ببعضهم وتكفيرهم لبعض ،ووصفهم لبعضهم  بتوصيفات جارحة يعرفها القاصي والداني ،بل ووصلت إستخداماتها الى أقصى الأرض ،وحتى في إطار إستقطاب المسلمين لمعتنقي ديانات أخرى ليعرفوا الإسلام ويعتنقوه فإن فكرة الإنتماء الى الدين لوحدها غير كافية ولابد من معرفة أي المذهبين إعتنق المسلم الجديد ( من السنة والشيعة) ؟

السيد (فان دورن) واحد من أكثر مسيحيي أوربا شهرة فهو صانع الأفلام المسيئة لنبي الإسلام الحبيب ، وهو مطلوب لكل مسلم متشددا كان أو معتدلا ، وربما كان يسير على خطى الكاتبة البنغالية (نسرين) والباكستاني (سلمان رشدي) اللذين أساءا لنبي الرحمة بتوصيفات غير لائقة في روايات صدرت منذ عقود قليلة ،لكنه فاجأ العالم بإعلانه الدخول في ( الدين الجديد ) كما كان مشركو قريش يصفونه ويحاسبون خدمهم ومواليهم ويعذبونهم عليه ويقتلونهم في أحيان أخرى ،هذا الرجل الهولندي زار مكة في موسم الحج الأخير وأدى المناسك كاملة ! . وكنت غالبا ماأقول لمن يحاورني في مثل هذه القضايا الخلافية ،إن ترك المسئ الأجنبي وعدم الإنجرار معه الى مساحات من الحوارات العقيمة والشتائم قد يعود بالنفع على القضية الأساسية المتمثلة بحكمة الإسلام في إستقطاب غير المسلمين ، فعل ذلك نبي الرحمة لمرات مع يهود ناقمين ومشركين منحهم فرصة العودة الى رشدهم ، كما فعل مع يهودي كان يسئ له ، وزاره في مرضه فتعجب منه المسلمون لكنهم عرفوا الحكمة في ذلك حين سارع اليهودي الى إعتناق الإسلام ،ومثل هذه الحوادث مرت بزعماء كبار في تاريخ الإسلام مع مخالفين كأبي بكر وعمر وعلي بن أبي طالب وأئمة اهل البيت والصحابة ،وقد روي إن رجلا مخالفا دخل المدينة المنورة فإلتقى الحسين بن علي وحاوره ،وحين غادر قال ،دخلت الى المدينة ومامن أحد أبغض إلي من هذا وأبيه ،وخرجت وهما أحب أهل الأرض الى نفسي .

أتمنى على السيد فان دورن أن يركز في البحث عن الينابيع الصافية والآفاق المشرقة في الإسلام ،وأن لايلتفت الى أفكار التعصب الناتجة عن العناد والمخالفة والإحتراب والتكفير والإقصاء المتبعة عند المسلمين هذه الأيام ،والتي أدت الى مقتل عشرات الآلاف منهم باطلا دون أن يقترفوا ذنبا سوى إن بعض الجهال والمتحجرين ممن عرفوا الإسلام بطريقة شوهاء قرروا نسف الإسلام وجعله سبة في أوساط مختلفة في البلاد الإسلامية وفي غيرها، ولانريده أن يركز في قضايا التكفير والتهجير ،وأن ينشغل في التنوير والإصلاح في مجتمعه وهو خير له ليكون إعتناقه للإسلام نقيا من كل شائبة ، وإلا فبقاؤه مسيحيا خير له فكل الديانات خير لولا إن الإسلام خاتمها وخيرها .

Opinions