Skip to main content
لويس مرقوس ايوب لراديو السلام Facebook Twitter YouTube Telegram

لويس مرقوس ايوب لراديو السلام " FM "

لويس مرقوس ايوب لراديو السلام " FM "

·بسبب وحشية داعش حجم الدمار الذي طال محافظة نينوى كبير جدا

·لا مستقبل لمحافظة نينوى الا بالحفاظ على التنوع الديمغرافي الذي يميزها وطنيا

·اعادة اعمار محافظة نينوى الخطوة الايجابية الاساسية لبناء الثقة بين المواطن والدولة

·اطالب بتوحيد الجهود في الرصد والتوثيق لكي لا تضيع الحقائق

اجرى راديو السلام " FM " حوارا مع السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان بتاريخ 24/11/2016 لقاءا تناول العديد من القضايا الساخنة الان في ظل المتغيرات المتلاحقة على هامش الانجازات المتواصلة لتحرير محافظة نينوى وفي ما يلي نص الحوار :

البرنامج : صباحات السلام

راديو السلام : : كان لكم جولات في قرى وبلدات سهل نينوى بعد التحرير لتوثيق حجم الدمار الخسائر التي أحدثتها تنظيم الدولة الاسلامية داعش.. ياترى ماهي أكثر الاشياء التي  تستحق التوثيق لتعرض على الرأي العام كجريمة ضد الإنسانية ؟

 لويس :   تحية لكم ولراديو السلام لتواصله مع  الأهالي النازحين قبل  وبعد تحرير سهل نينوى، وشكراً لمواكبته للأوضاع بعد التحرير ...

من خلال متابعتنا اليومية لقرى وقصبات سهل نينوى وقبلها لقرى الاخوة من الشبك والكاكائية،  في تقييمنا الاولي وجدنا أن حجم الدمار  كبير جداُ وهناك وحشية وهناك  ورسائل كثيرة مبطنة في هذا الدمار . حيث حجم الدمار يصل الى 100% في نهب الدور والدوائر الرسمية، حجم الدمار في البنية التحتية هو مابين 40-50-% للقطاعات الخدمية من الماء والكهرباء، في مراكز المدن والقصبات المسيحية  لقرقوش وبرطلة وكرمليس  نسبة حرق الدور بطريقة وحشية يصل الى 60% من حجم الوحدات السكنية ، إضافة الى الكنائس  المحروقة والصلبان المكسرة والمقابر التي تم العبث بها، كما أن الوحدات المدمرة بسبب تفخيخات داعش والاعمال العسكرية لتحرير هذه المناطق تصل الى اكثر من 200 وحدة سكنية ودائرة حكومية . هذه هي الرسائل التي تشكل بحد ذاتها خطورة وإنتهاك واضح  وصارخ بالاضافة الى الرسائل السوداء التي تركها داعش بتمعن على جدران الكنائس والدور والدوائر الخدمية التي تشير الى ان هذا التنظيم لازال موجوداً فكراً وتنظيماً  في المنطقة و ومن الممكن أن يعود بعد حين الى هذه المناطق، لأن هذه الرسائل تشير الى دموية التنظيم وحجم تطرفه ومغالاته  وعدم رغبته  بعودة الاهالي من المسيحيين الى مناطقهم . هنا تكمن الخطورة الحقيقية بعدم رجوع الاهالي الى مناطقهم. إذ بعدم إستئصال هذا الفكر  بعد التحرير وقبل عمليات الإعمار ، أو ليكن إزالة هذا الفكر متوازيا مع الإعمار، وهذا يحتاج الى بناء منظومة فكرية جديدة على جميع الصعد والمستويات التربوية والتعليمية والمجتمعية والدينية والتأسيس الى عهد وعقد سياسي ومجتمعي جديد  من خلال تغيير المناهج التربوية  والخطب الدينية، لأن هذا الفكر لايعالج إلا من خلال هذه المنظومة الفكرية الجديدة وذلك بزرع الثقة في نفوس أبناء الاقليات  في المناطق المحررة للعودة الى مناطقهم  بعد ماشاهدو ورأوا بأعينهم وحشية التنظيم في تدمير مناطقهم وحرق دورهم وسرقة ممتلكاتهم والإساءة لمقدساتهم .

راديو السلام : أنتم أعطيتم تقييماً لحجم الدمار في مناطق سهل نينوى بعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي، ولكن أرجع الى تساؤلي .. برأيك  أكثر الاشياء التي إلى تستحق  توثيق لتعرض على المجتمع الدولي  كجريمة ضد الإنسانية .

لويس : أكثر الأشياء التي تستحق التوثيق هي ما أصاب المجتمع الاقلياتي في مناطقهم التاريخية من تدمير لدورهم وكنائسهم ومقابرهم وحرقها  للقضاء على هويتهم ، وما ترك من رسائل كتبت على جدران هذه الابنية هي رسائل خطرة تشير الى دموية وخطورة وإقصائية هذا الفكر، وان هناك عودة أخرى لهذا الفكر لإحداث الأسوا لهذه المجتمعات من الاقليات المسالمة والتي من جذور هذا الوطن ، أي أن رغبة التنظيم في عدم عودتها هي موجودة لديه .

راديو السلام : هذا يقودني الى تساؤل أخر :  اليوم مدينة الموصل في مرحلة مخاض وولادة جديدة ، مرحلة مابعد داعش ، هل من المحتمل  وجود صراع جديد، هناك مرحلة تنازع مشاريع سياسية مختلفة ومتناقضة، حيث تتصارع مشاريع تطرحها  قوى داخل العراق في نينوى  مما يدفع المراقيبن الى  التعبير عن مخاوفهم الى ان ذلك سؤدي الى صراع جديد في  البلاد ... ما تعليقك على ذلك ؟

 لويس :  محافظة نينوى  بمركزها الموصل وسهولها وجبالها،  هي محافظة واسعة ومترامية الاطراف وهي محافظة متنوعة ، وعندما نتكلم عن نينوى نحن نتكلم عن العراق بمجل أطيافه ومختلف أعراقه ومكوناته وأديانه،  وهذا يشير الى عمق تاريخ هذه المحافظة  وعمق التعايش السلمي الذي كان موجوداً فيها بسبب هذا التنوع.  لذلك ماحصل في هذه المحافظة لم يكن وليد سقوطها تحت داعش، بل كان منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003، حيث بدأت عمليات التغيير الديموغرافي من قبل الأحزاب السياسية المتحكمة في المشهد السياسي في نينوى مابين العرب والكرد،  وهذا ما إنعكس سلباً على باقي مكونات نينوى من الايزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائية والتركمان وباقي المكونات الاخرى, كما ونشير الى النظام السياسي  العراقي( العهد السياسي )  والذي لم يكن بدرجة من خلق وتحقيق  العدالة المجتمعية  في هذه المحافظة ، حيث كان هناك إشكاليات وتوجهات طائفية قائمة والتي ما زالت بين بعض السياسيين في بغداد ومثلهم في نينوى .  وهذا التوجه أدى إلى خلق شعور تهميش واضح لدى مكونات سهل نينوى  وخصوصاً المكون العربي، مما أدى إلى إصطفافات طائفية  وإقليمية وتشكيل ميليشيات مرة تحت إسم القاعدة ومرة تحت إسم داعش ومن الممكن أن تتشكل مرة أخرى تحت إسم أخر. إذن لخلق جو أمن  وضامن لعودة  هذا التنوع الى هذه المحافظة ، يجب أن يكون هناك تحييد مناطق الاقليات عن كل أشكال الصراعات السياسية  وأشكال التغيير الديموغرافي ، أي أن نجعل أبناء هذه المحافظة  مشاركين حقيقيين في بناء هذه المدينة  وفي بناء الوطن ، حيث التمثيل لهذه المحافظة يحصل بضغوطات تأتي من هنا وهناك من خارج المحافظة من دول اقليمية ومن أحزاب سياسية   للضغط على أبناء هذه المكونات|،  وهذا هو الفيصل الذي يسلب رأي إبن المحافظة في الادلاء برأيه  ويخسر صناعة القرار بنفسه ويكون هناك من يأخذ دوره في صناعة القرار. وبسبب هذه التنازعات والصراعات  والمخاوف اليوم نجد هناك من يطرح أكثر من سيناريو لأدارة المحافظة بحثاً عن مضامين للوجود فيها بعد تحريرها  داعش، هذه ىالسناريوهات هي بسبب المخاوف من الرجوع الى المربع الاول والمقلق سياسياً وادارياً وأمنياً  .

 إذاُ أولاً: يجب العمل على تحييد المنطقة برمتها  من الوضع السياسي المقلق والذي كان مهيمناً عليها طيلة الفترة السابقة.

وثانياً : العمل  على أن تكون المنطقة بشراكة حقيقية لجميع مكونات نينوى وليس بالمشاركة  الرمزية وخصوصاً الاقليات الدينية.

ثاثاً :  تحييد مناطق الاقليات الدينية من المسيحيين والايزيديين وباقي المكونات من الشبك والكاكائيىة عن دائرة الصراع السياسي والاثني من قبل الكتل الكبيرة ليكونوا شركاء حقيقيين في إدارة مناطقهم وليس مشاركين تحت هيمنة الأخرين  بممارسات فوقية ... وإلا سيختفي التنوع من نينوى  ومن العراق إذا رجعت نينوى والمنطقة الى الصراع مرة أخرى، والنتيجة هي إختفاء ماتبقى من المسيحيين   والايزيديين وهجرتهم للبحث عن موطن أخر أمن  خارج حدود الوطن  .

راديو السلام : يعني في خضم هذا الصراع السياسي سيكون مصير المسيحيين في بلداتهم في سهل نينوى هو ترك  مناطقهم ، لا بل ترك العراق والتهجير... خسارة  هذا المكون الاصيل  في العراق برأيك ؟

لويس: المكون المسيحي، هو أحد المكونات الاساسية في العراق وفي نينوى،  وهذا المكون كان حاضراً قبل الميلاد وهو حاضر اليوم ، وهو مشارك  أساسي في بناء حضارة العراق قديماً وحديثاً في إعلاء صرحه الفكري والنهضوي العمراني والحضاري ( الثقافي والعلمي ) وفي كل المجالات ، وهو مشهود له  بولائه الوطني على مدى الأجيال، بعد عمليات سقوط الموصل بيد داعش، تعرض هذا المكون الى نزوح كبير ومخيف، حيث صفر الوجود المسيحي في الموصل ( مركز المحافظة) كما في سهولها الشمالي والجنوبي ( قضائي تلكيف والحمدانية- قرقوش ). بلغ عدد النازحين جراء ذلك حوالي 120 الف نسمة، توجهوا الى محافظتي أربيل ودهوك والسليمانية، لكن اليوم  وبعد مرور أكثر من سنتين على بدء عمليات تحرير مناطقهم ، اليوم نحن سنتكلم عن ما تبقى من هؤلاء المهجرين قسراً. إذ لم يبق منهم سوى 45% حيث هاجرت الاغلبية  منهم البلد بحثاً عن الأمن و الامان في أوطان الغربة والمهجر، منهم من وصل الى دول الشتات في المهجر ومنهم من هو ينتظر دوره في دول الجوار ليهاحر. لم يبق من هذا العدد مايساوي 50% منهم. إذا ما يتوجب على الجميع هو البحث في رسائل حقيقية تعزز تضمن  بقائهم ووجودهم  في البقاء والاستقرار في بلدهم. هؤلاء الباقون من النازحين وبعد تحرير مناطقهم في سهل نينوى وبعد أن تمكنوا من الوصول الى دورهم ومشاهدتها  في سهل نينوى الجنوبي  لبلدات قرقوش، كرمليس وبرطلة وسهل نينوى الشمالي لقرى وبلدات تلكيف وتللسقف وباطنايا وغيرها من القرى المحررة وما شاهدوه من حجم الدمار فيها من حرق الكنائس والدور بعد سلبها وتنديس المقابر والعبث بجثث الموتى ونبش للقبور، أعتقد لن يكون من السهل أبداً عودة هؤلاء الى مناطقهم بعد  هذه الرسائل السلبية والدموية  الخطرة في فحواها والمبعثثة للقلق من تكرارها. اليوم هؤلاء البعض منهم  بدأ يفكر في الهجرة حاله حال الذي هاجر من قبل عام أو أكثر. بدون وجود مضامين حقيقية على الأرض لايمكن للمسيحيين من العودة الى مناطقهم في خضم الصراع بين المكونات الكبيرة التي تبحث عن وجودها  دون التفكير بالأخر من باقي المكونات . السيناريوهات المطروحة هي بعيدة كل البعد عن  إعطاء الاقليات حقها في التفكير وإتخاذ القرار الذي يجعلها شريك حقيقي في المنطقة، إذاً السؤال الكبير هو كيف للأقليات أن تعود الى مناطقها وهناك من يحاول أن يفكر ويعمل ويتخذ القرار بدلاً عنها لتحقيق مصالحه ومن ثم الابقاء على شكل المنطقة تحت ىسلطته وسيطرته وهيمنته سياسياً وإدارياً وأمنياً.

راديو السلام :  سؤالي الكبير الأخر هو : كيف ستتعامل منظمة حمورابي مع مرحلة مابعد داعش، أقصد مرحلة التحرير من داعش،  وما هي الخطوات التي ستخطوها ...ماذا ستقدم لاسترجاع حقوق المسيحيين وتعويضهم من خلال التوثيق  والمسح الميداني .

لويس :  منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، عملت جاهدة في هذا المجال وكان لها رؤية تحليلية سياسية  وحقوقية لسهل نينوى والاقليات في الموصل خصوصاَ،  وهذه الدراسة هي رؤية تحليلية  لواقع الاقليات ومن خلال تواجها في المنطقة  وحضورها الدائم في منطقة الاقليات  ولقاءاتها مع المسؤولين السياسيين  والمنظمات المختصة برصد  وتوثيق الانتهاكات ولدورها الكبير  وطنياً ودولياً في إيصال صوت مظلومية الاقليات  وحقيقة ماحصل ويحصل من إنتهاكات  ضد الاقليات منذ عام 2003 ولحد اليوم ، رأت المنظمة في أن يكون لها رؤية  تحليلية سياسية وحقوقية ومجتمعية في هذا الشأن، هذه الرؤية وصلت الى جميع المراجع الدينية والسياسية الوطنية والأممية  ونوقسشت في محاور كثيرة، تتضمن الرؤية دراسة تحليلية عن واقع الاقليات  مابعد تحرير مناطقها من داعش،  ومخاوف ومحاور كثيرة طرحت فيها منها الملف الامني( من يجب أن يكون ماسكاً للملف الأمني في هذه المناطق وما المطلوب أن يقدمه )، الملف الاقتصادي السيئ بوجود الفساد الناخر لجسم الوطن حيث لن يكون هناك أعمار حقيقي بسبب ذلك،كذلك الملف السياسي والاداري والقضائي، الامر الاهم هو كيفية بناء الثقة وكيفيةإعادتها  بالحكومات العراقية االاتحادية الاقليم وخصوصاً المسيحيين والايزيديين حيث غالبيتهم اليوم فاقد للثقة بهذه الحكومات وبأجهزتها الامنية ألمختلفة  بعد أن تركتهما  فريسة لداعش وتخلت عنمها دون قتال. موضوع العدالة، من سيحقق العدالة  ويفرض سلطة القانون وسط فقدان الثقة بالقضاء العراقي الذي أصبح غير مستقل هو الاخر ويخضع لتجاذبات الكتل السياسية ومصالحها . موضوع أخر تناولته الدراسة ألا وهو الصراع المحتمل بين الاقليات نفسها بعد التحرير خصوصاً  وقبل عمليات التحرير نرى أن الاقليات بدأت تتسلح،  وكل أقلية أصبح لها حشد أو ميليشيات  أو قوات مسلحة تنتمي الى هذا الطرف السياسي أو ذاك في بغداد أو اربيل أو في جهات أخرى. هذه  القوات اليوم تشكل خطراً  على الاقليات  وعودتها، إذ يجب ان يكون هناك عمل لتوحيد هذه القوات وجعلها منضبطة تحت  قوة حكومية وطنية واحدة، إذ لايجب إبقاء إرتباطها بالجهات السياسية.

مثال : قبل سقوط الموصل بيد داعش كان هناك إشكاليات بين مكونات سهل نينوى الجنوبي بين المشبك والمسيحيين، هذه الاشكاليات تطورت الى نزاعات، وبسبب هذه التنزاعات حدث العديد من الانتهاكات التي كادت تصل الى صراعات دموية لولا تدخل العديد من الجهات الامنية المتواجدة في المنطقة أنذاك. ولكن مؤشر الصراع لم يتنه، لذلك كانت هناك سلسلة من المفاوضات بين الطرفين تحت رعاية أحدى المؤسسات الدولية لمدة عام أو اكثر من ذلك، إلا أن النتائج لم تحسم وبقي الكثير من الملفات عالق لحد اليوم، ما يزيد مخاوفنا من تأجيج هذه الصراعات مرة  أخرى هو هذه الحشود والميليشيات المسلحة وغير المنضبطة  وغير المرتبطة بجهة واحدة.

راديو السلام : تأخير الإعمار وإعادة البنية التحتية لبلدات سهل نينوى المحررة لفترة زمنية طويلة ستولد الإحباط للنازحين الذين يفترشون  الهياكل والكرافانات والمخيمات، ما يدفع المتبقي منهم  للهجرة خارج العراق .

لويس : إن إعمار سهل نينولا هو مهم جداً وسيكون خطوة إيجابية لبناء الثقة مابين المواطن والدولة، نحن نعلم  الكثير من محافظات العراق تداعت بالسقوط بعد سقوط نينوى بيد داعش في 10/6/2014 ،منها محافظة صلاح الدين والرمادي وأجزاء من بعقوبة، هذه المناطق التي تحررت قبل سهل نينوى لم نر فيها ما يجب أن يحصل من الإعمار بسبب معاناة الدولة  الاقتصادية، لذلك يجب أن يكون هناك تحرك للحكومة العراقية بالإتجاه الدولي للمساعدة في إنشاء صندوق للإعمار، وان تكون مناطق الأقليات ضمن أولويات الحكومة العراقية، لأن الاقليات ومناطقهم لم يتضرروا مادياً فحسب، بل كان ضررهم معنوياً ونفسياً ومجتمعياً. الاهتمام بالاقليات يجعل بقاءها في مناطقها مؤملاً وبغير ذلك فهي ستسعى الى الهجرة، وبهذا سيختفي التنوع من العراق وهذا سيسبب  مشكلة للعراق في توجهه الديمقراطي  والإنساني. لذلك ومن هذا الحال ندعو الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في  التوجه الى الاهتمام بمناطق الاقليات  في سهل نينوى ، وفي هذا رسالة للمسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية للبقاء في مناطقهم، يجب إعطاء الاولوية والتمييز الايجابي  لهذه المناطق للحفاض على التنوع  الذي هو  نقطة قوة للحكومة العراقية وهو مصدر غنى للجميع في بناء السلم الأهلي وتحقيق العدالة المجتمعية وصولاً الى التعايش السلمي والمجتمعي.

راديو السلام : كيف ستتوحد جهود منظمتكم وجهود باقي المنظمات والاطراف الاخرى  في تسريع الأعمار  وإعادة النازحين .

 لويس :  نحن كمنظمة حقوقية  ما بدأنا به  في تقيماتنا الأولية،  الأن تم تحويل هذه التقييمات الى مشاريع  لتوثيق ماحصل من حجم الكارثة الانسانية لحجم الدمار المتسبب في البنية التحتية، سيكون لنا عمل مشترك مع  أكثر من جهة دولية ومنظمة مختصة ، نحن الان نسعى  للعمل مع أكثر من مؤسسة دولية مختصة في هذا الاتجاه لايصال صوت ومظلومية  وواقع الاقليات   الى المجتمع الدولي من خلال هذه  الشراكات الدولية للبحث في  كيفية التأثير على المجتمع الدولي لدفهم للمشاركة الحقيقية في تقديم الدعم  لتعزيز وجود الاقليات في هذه المناطق  ومساعدتهم ليس بالجانب المادي لوحده، وإنما  لوضع خطة طويلة الأمد لحماية هذه الاقليات في مناطق تواجدها تحت حماية دولية، إذ لايمكن اليوم التعويل والوثوق بأي جانب حكومي مهما كان في حماية الاقليات وتعزيز وجودها في مناطقها التاريخية.  يجب أن يتعزز الوجود بوجود ضامن دولي لمناطق الاقليات بمتد لفترة من الزمن قد تطول الى مابين 10-15 سنة إلى  حين إستكمال إعمار هذه المناطق  وبنائها إدارياً وفكرياً وإقتصادياً   من خلال تنمية قابليات أبناء المنطقة وجعلهم بمستوى باقي المكونات العراقية المختلفة ، وتبقى  هذه المناطق بحاجة الى الرعاية والاهتمام الوطني  والدولي لتعزيز الثقة في نفوس ابنائها وبمؤسساتها الحكومية، وأن تساهم المنظومة الدولية في تطوير هذه المناطق  لتكون رافداً إقتصادياً لأبناء المكونات . بخلاف كل ذلك لا أعتقد ان  الاقليات ستعود لتستقر في مناطقها، لابل فإن هناك عوامل داخلية  طاردة وأخرى خارجية جاذبة تعمل على إقتلاع جذورها من مناطقها بغية دمغرفة مناطقها  بعد هجرتها لحسابات كثيرة منها إقتصادية ومنها سياسية مرتبطة بالكثير من الأجندة غير الواضحة .

راديو السلام : كلمة أخيرة

لويس : هي دعوة صادقة ونابعة من  مفهوم حقوقي وقانوني  ومهني، أدعو الجهات العاملة كافة في موضوع الرصد والتوثيق للإنتهاكات مهما إختلفت  في  توجهاتها  كانت كنسية أو كانت منظمة مجتمع مدني أو مجموعات ناشطة شبابية، ادعوها أن تلتفت الى قانونية ومهنية  هذا العمل وأن تعمل جاهدة للتعاون  وفي إشراك  المنظمات الحقوقية وأن تعمل على دعوة المنظمات المختصة  لكي تكون مساهمة في عملها ، وان لايكون هناك تسارع في إزالة معالم الجريمة وأثار ما خلفه داعش . لأن الاسراع في الإعمار وإزالة كل ما خلفه داعش لن يكون السبب الرئيسي لعودة النازحين الى بلداتهم وقراهم، وأعتقد أن ذلك لوحده لن يجدي نفعاً في إعدادة الثقة للأهالي في العودة. الاهالي اليوم أكثر وعياً مما سبق، فهم لايفكرون في الاعمار وإعادة البنية التحتية من ( الصحة والكهرباء والماء وباقي الخدمات البلدية الاخرى)  ستكون من العوامل الجاذبة لعودة النازحين، فهم اليوم لديهم مخاوف حقيقية من عودة الارهاب  وبأشكال أخرى، وهذا يحتاج الى مضامين عديدة منها وطنية وأخرى دولية كثيرة لإزالة وتبديد هذه المخاوف، حيث العامل السياسي  والامني والمطامع الادارية ودمغرفة الواقع لازال قائماً من الاطراف الداخلية والاقليمية. لذلك نحن  ندعو هذه المنظمات بالعمل بمهنية مع باقي الاطراف من المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية من خلال الدعوة لهذه المنظمات  لزيارة المناطق المنكوبة والتواجد فيها للعمل على توثيق ماحصل بعد أن تترك المنطقة لفترة من الزمن تسمح لهذه الجهات الحقوقية بالعمل لحين الانتهاء من مهامها في الرصد والتوثيق لكل الجرائم التي حصلت والتي ستكون المعيار والاداة الحقيقية في تحقيق المضامين والعدالة لتأمين رجوع الاهالي الى مناطقها، مضامين تخلق لهم أجواء جديدة  لعودة أمنة وضامنة لإستمرار الحياة بشكلها الطبيعي ... وشكراً لراديو السلام في مواكبته ومتابعنه لأوضاع النازحين  وأوضاع سهل نينوى مابعد تحريرها من داعش الاجرامي .

  

Opinions