ليس كل من يقول آشور ....آشور .... يكون ابنا لآشور
لقد تعرض شعبنا الآشوري في بداية القرن المنصرم إلى حرب طاحنة ومجازر بشعة أفقدته قرابة ثلث شعبه وليس خفي لأحد كيف وقع الآشوريين فريسة للوعود الكاذبة من قبل بعض الجهات التي حاولت وبأقصى جهدها أن تكسب القوة الآشورية في وقتها لتقف إلى جانبها في حربها للاستيلاء على منطقة معينة أو لضرب جهة ما , ولكون أن الآشوريين هم السكان الأصليين للمنطقة فقد استغلت تلك القوى هذه النقطة في غدق هذا الشعب بوعود واهية في الاستيطان وإعادة لم شمله في أرضه التي سكنها منذ أكثر من سبعة آلاف سنة , ما يعني أنهم صنعوا من حاجة هذا الشعب للحصول على حقوقه المشروعة نقطة لضرب هذا الشعب وتعريضه لأبشع مجزرة وإبادة جماعية وتهجير قصري شهدها تاريخ العراق الحديث .يبدوا انه قد قدر لهذا الشعب أن يعيش مأساة التفتيت والتهجير مع كل بداية قرن فمنذ احتلال العراق وبداية زمن الديمقراطية العرجاء دخل هذا الشعب جولة جديدة من الدفاع عن تماسكه وديمومته وحقوقه في الأرض, وفرض احترام وجوده على كافة الساكنين على ارض ما بين النهرين ولست هنا بصدد الحديث عن ما يسميه البعض( بنظرية المؤامرة) بل أنا أتحدث عن واقع المؤامرة الذي يعيشه شعبنا الاشوري بصورة خاصة هذا ما يرهقه ويتعبه ويزيده عليه ثقلا وهما على همومه المشتركة التي يتحملها مع كافة أبناء الشعب العراقي فنحن نعيش التهجير والتفريق وشق الصفوف والتقسيم من قبل بعض الأطراف التي ترى فينا الخطر الأكبر على وجودها في المنطقة لعلمها أن الأغلبية الساحقة من المدن والقرى التي تشغلها الآن كانت في يوم من الأيام قلاع آشورية حصينة وان كل حجر فيها يحمل نقشا أو حرفا أو رسما ينبض بقلب آشور وهذا النبض هو ما يؤرق مضجع جيراننا باختلاف أسمائهم العربية والكردية والتركمانية وغيرهم من القوميات حديثة الولادة .
لقد تغير الزمان منذ بداية القرن الماضي حتى الآن وتغيرت فيه أساليب الحرب والاضطهاد والإبادة التي يمارسها الطامع بأرض أشور فما عاد السلاح هو الأداة الناجحة لتحقيق هذه الأمور وما عاد العدو يقف خلف السواتر المنيعة أو في مواضع حصينة لينطلق منها للهجوم عل أبناء امتنا حتى الأسماء اختلفت عن أسمائهم الآن فبالأمس كان للراغب في سلب حقوقنا وحريتنا أسماء مثل( كاكا حمو او سمكو او أبو جاسم او مستر سام) واليوم أصبحت أسمائهم مأخوذة من عمق مجتمعنا الأشوري ولابسة الزي الآشوري فقد تأتينا بشكل( مام توما او هرمز او سركيس او حنا) فليس للاسم أهمية بقدر الشخص الذي يرتدي ذلك الاسم والمنتقى من عمق المجتمع الآشوري ليكون يد الغريب التي تحرك مجتمعنا حسب ما تتطلبه مصالحهم لتحقيق أهدافهم في إخضاع الشعب الآشوري لإرادتهم ولعل هذه المرحلة هي الأخطر على أبناء امتنا من الآشوريين منذ بداية الحضارة الآشورية لحد الآن فقد بدا الطامعين للنيل من اسمنا بسياسة جديدة وهي تقتضي ( بان يذبح الآشوري بخنجر الغريب المحمول بيد آشورية ) وهذا برأي هو أسوء عدوان ممكن أن يتعرض له الشعب الآشوري على الإطلاق .
إن ابرز مثال على ما ذكر في الأعلى هو الظاهرة السركيسية التي ظهرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق لينادي بحقوقنا ومصالحنا كأشوريين وليطالب بحكم ذاتي في سهل نينوى ليكون بمثابة المملكة الآشورية الصغيرة في المنطقة . لكان هذا رائعا لنا لو إن المراد من ما يقوم به هو خدمة الآشوريين وقضيتهم فقط , فالجميع يعلم أن ما يصرفه سركيس على المسيحيين ليس من جيبه الخاص وان انتماء سركيس منذ نعومة أظفاره هو للحزب الديمقراطي الكردستاني بل وأكثر من هذا فهو ربيب البيت البارزاني وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه لعدة أسئلة مهمة هي( أين كان سركيس منذ وقت هدوء الأحوال في منطقة شمال العراق منذ تسعينيات القرن المنصرم ؟ وأين كان حسه القومي الآشوري العالي هذا قبل الاحتلال الأمريكي للعراق في عام (2003) ؟ ولما لم يغدق قرى ومناطق المسيحيين في إقليم كردستان بدولاراته قبل زوال صدام وانتهاء سلطته عن سهل نينوى؟ .
يقول البعض من أبناء امتنا لما لا تسير جميع القوى السياسية الآشورية خلف راية سركيس وان تجتمع تحت خيمته الوافرة الظلال معتمدين بهذه الأفكار والتساؤلات على ما تقدمه قناة عشتار من تغطية لزيارات سركيس الى المناطق المسيحية المعمرة معتقدين أن كل ما تقدمه قناة عشتار هو حقيقة الحال في مجتمعنا الاشوري المسيحي غير مدركين إن لقناة عشتار عين واحدة حالها حال كل القنوات العربية ولهذه العين خاصية محدودة وهي أن ترى وتقدم ما هو مناسب لرعاة تلك القناة على حساب الحقيقة السوداء الحاصلة على ارض الواقع كما أنها توجه خطابها للسذج والبسطاء الذين لا يفهمون الواقع كما يحصل لكنهم يقتنعون بكلمة تقال في الهواء , هذا بالإضافة الى أنها توجه كلامها للساكنين في المهجر أي البعيدين عن ارض الحدث. هذه الأرض التي تتألم من الحقيقة التي زرعتها أموال سركيس والتي هي غير معلنة من قبل عشتار وغيرها من وسائل الإعلام تلك الحقيقة التي تقول أن الأب أصبح عدو أبنائه, والأخ أصبح يبغض أخاه , والكاهن يسرق من حصة رعيته , والطامع أصبح اجشع , والمتملق أصبح أكثر نفاقا, والفقير المسكين عرض كرامته للبيع . والاسوء من هذا وذاك كله هو أن ولاء ابن آشور أصبح لغير امة آشور فكيف تريدون أن تنضوي كل القوى السياسية الآشورية تحت هذه ( الغيمة السوداء ) التي صنعها الغريب وكيف تريدون أن تتخلى كل هذه القوى السياسية الآشورية عن أهدافها الرامية الى المصلحة الآشورية أولا وأخرا وان اختلفت بمضمونها ونهج سياستها وان تقبل بما يملى عليها من الباحثين عن مصالحهم والنابعة من فكر الغريب
لقد كنا في السابق امة واحدة عظيمة وعظمة هذه الأمة هو الذي يخيف جميع جيراننا لحد الآن لكن وللأسف فقد نجح تدخل بعض من جيراننا في تفريقنا فقد قسمنا الى طوائف وملل وذلك عملا على رغبة السيد فلان او الكنيسة الفلانية او لمصلحة جهة ما وعندما أدركنا الأمر وقررنا أن نتحد اضطررنا أن نتنازل عن اسمنا العظيم ( آشور) وان ننضوي تحت اسم مركب يخدم أعدائنا أكثر مما يخدمنا لأنه يسمح للغريب بان يزرع (الواو) بيننا وهذا ما يجعلنا مفرقين مقسمين حتى إن كنا بالظاهر موحدين ولعل هذا هو هدف الغريب من تفريقنا لعلمه أن بعد كل تقسيم وتفريق نتعرض له نحاول أن نتحد ونجتمع تحت خيم قد يكون هو من نصبها لنا ولأنه زرع بيننا أصبع من أصابعه الخبيثة فان اتحادنا يكون على شروط التنازل عن بعض من أساسيات امتنا وابرز الأمثلة على هذا هو تسميتنا كما ذكرت سابقا لكن يا خوفي أن نستمر بالتفرق والانقسام لنعود ونتحد بعد جملة تنازلات تقصم ظهر امتنا الى اليوم الذي سننقسم فيه ونتفرق, وعندما نقرر أن نتحد فإننا لن نجد ما سنتنازل عنه لتحقيق ذلك الاتحاد لأنه في حينها سنكون قد استنفذنا كل ما هو مهم وأساسي في قضيتنا وامتنا وسنبقى بعدها ضعفاء منقسمين الى الأبد.