ليلة أخرى بين أبناء امتي في العراء
في عراء الحنين، والنجوم خجولة باحمرار غامض يغتصب الحقيقة، ويعكسنا تفاصيلاً لجرح آثم، والخطيئة مرصودة بتلاقح الخيانة، وجموح الرغبة تعلن جنينها أشواكاً في طريق المصير..صرخات القبور تعلو أن ابتعدوا قد ننام.. نهج الياسمين حافل باللاوضوح، وتشتت الذكريات يقترف الخوف سواد العين يملئ محجرها..
تموت في الليل، والصمت ذاكرة لكل شيء تتبخر مع برد المنفى، لتشكل ثقباً أسوداً في مأتم شعبنا كل يوم، وخسوف وجهنا غيمة تائهة قررت النزول على ملامحنا الغريبة، فتناسلت العواصف، وابتعدت جبال الخوف..
حانت ساعة البركان.. أين أنت يا أكيتو...!!!؟؟؟
أدور .. أدور في عالم لا تصلح فيه المثاليات، أحلم بالخيال وبتواضع المواقف. بإمكانية خلق السعادة من الحزن، وسرق الضحكة من الدمعة. حيث تتشابك الأفكار، وتنطلق بسحر مميز يضفي على الصمت بعض الدندنة، فتأتي كلمة تكسرُ حدود الصفحات وتنشرُ الألوان..
فتتناثر الخفايا هنا.. وهناك في جدران اللاوعي متأملة في الماضي القريب ومنادية الجحيم للابتعاد عن أطفالها.
سأرحل وحيداً بدنيا النسيان، وأحمل بين منايا قلبي آهات وحرمان. ضاعت أجمل الأحلام، وتاهت فيّ البسمة والحنان، والحياة عندي صارت أحزاناً. ضاع الحب والحنان وتاهت الاماني، والذكريات معلقة على جبين الزمان، رحلة العمر قصة بدايتها حلوة ونهايتها مرة، والقادم مع الأيام أقسى وأقسى...
أصبحت متعباً منهك الإحساس والبدن، لم تعد حياتي لها طعم، لم تعد كتاباتي لها معنى الآن، لقد فقدت الحلم الذي تمنيتهُ على الدوام في وطني.
لقد فقدت الأمل الذي من أجله أعيش على هذه الأرض الطيبة التي ارتوت بدماء أحفاد بابل وآشور الزكية، لقد خرجت الروح التي تسكنني، لقد جرحت ولم أنزف دماً، بل تمزق جسدي ولم أشعر بالألم، لقد فقدت بصري ولم أعد أفرق بين الليل و النهار.
كم الساعةُ الآن...؟
لم أذق طعم النوم منذ ليالٍ طِوال لم أبتسم منذ أيام، أصبحت مريضاً سارحاً في حلم قد أصبح سراب، أقسم بأني أبكي ليل نهار، صباحاً ومساء على أبناء امتي.
أصبحت طفلاً يتيماً فقد عائلته، طفل كان بحضن أمهِ نائماً وأستيقظ على حادثٍ مروع لم أعد أشعر بدقات قلبي.
أريد أن أكتب إليك أيها القارئ وأيتها القارئة لعلي أشعر بالراحة قليلاً ولم يبقى لي سواكم.
رحماك يا ربي لم أعد أستطيع الكتابة أكثر، أفرج عني كربتي، وأرحمني بواسع رحمتك، وأخرجني من هذه الواقعة الأليمة التي يمر فيها شعبي في نينوى عاصمة الأجداد.
أريد أن أرجع سعيداً كما كنت بالسابق.. أريد أن أرجع، أريد أن أرجع.
ومسك الختام
نعيب زماننا ولكن العيب فينا
واللبيب بالاشارة يفهمها
ابن الرافدين
الراهب آشور ياقو البازي
للمزيد انقر على هذا الرابط
http://albazi2009.ba7r.org
منتدى البازيين
منتدى أحفاد سومر واكد وبابل وآشور