مـاذا وضعنا فـي الخرج
قرر إن تكون مشكلة ونحن بعيدون عنها كما قرر إن نكون مستهدفين ولكن دون سبب واقتلعت الأبـــــوابليدخلوا إلى المساكن لينتزعوا الوثائق والاقراص واصابع الديناميت لتكون ادلة دامــغة لإدانتنا واستــهلاك
حقنا وإدخالنا في غيبوبة دائمة ومستمرة،قلنا وسنقول إن الحياة والارض لها من الـمدى والاتسـاع ما يكفــــــي
للجميع شرط إن نصل الى قناعة تامة بان الغير مثلي وان اراهم كما ارى نفسي وان ارفع مستــوى نظـــــري
لأرى الجموع المتعطشة لحبي وباسي وعنفواني وان امنحهم من ضعفي قوة وإقداما لبناء الحـياة المنشــــــودة.
إن السير في سراب الصحراء لا يقود الى المبتغى ومحاولة ازالة آثار منقوشة على السفــح لا ينفع الا بــإزالة
الجبل كله وهذا مستحيل لذلك على حامل الصولجان الرجوع الى الواقع ورؤية الجــــــميع بكلتي العيــنين لا
بإغماض الواحدة،إن ثقافتي العامة لا تقودني الى التمنطق بحزام القومية والدين وان لاارى إلا أنا كما ابحث
عن المصير مع المجموع وان اجلس على الرحلة مع الغريب واصعد الى القمر مع جنس غير معـــروف
فقط لسبب واحد وهو لمحو الفوارق ونبذ العنصرية والتعصب واقول بجدارة إن للرب نفحة في كـل نفـــــــس
وعندها نتوصل الى نتيجة مفادها اننا اخوان واحباء شرط إن نصل الى هذه القناعة .
يجب إن لا يخفى عن بال احد إن الحضارات والامم عبر التاريخ مرت بالمراحل المعروفة من النشـــوء إلى
البلوغ ثم السقوط والزوال حالها حال النجوم والكواكب فيقال أفل نجمه ولكن هذه الحضـــارات جميعـهـــــــــا
أضفت إلي الخزين الإنساني من العلم والثقافة اشياء كثيرة نستنير بها الان ونرتشـف من رحيــقها الكثيـــــــــر
وهي حاضرة في كثير من مفاصل حياتنا اليومية،لكن حال تلك الحضارات حالنا هذه الأيام المعـدودة التـــــي
جسدنا حضارة بكاملها وصححنا مسارات ومفاهيم لا تحصى واولها على الاغريق اعادة النظر في مضــمون
الديمقراطية وإيجاد بديل يلائم وويلات العصروعلى حمورابي كسر مسلته والمجئ حالا لينتــهل مـن البلســــم
والنهر الخالد الذي ننتهل منه نحن الان...حضارة سماتها تختلف عن نيلسون مانديلا وهيلاسيلاســـي ولينيــــن
وأفلاطون وباتي ستا وبطرس البستاني والبهلول وحتى بينوشيت وغيره... حضارة لا تسمح لالقها الا لهــــــا
حضارة لا تشبع غليلتها الا بقصم ظهر غيرها...حضارة لا يسمح بدخول ارفع منابرها ومناقبـــها ومشارفهـــا
إلا وبيدك سبحة ام التسعة وتسعين لتلعن نقمة الروتين.
انه تدبير رباني إن يتوافق انتخاب اوباما الافريقي الديمقراطي الاسود لاكبر دولة عملاقة فيــها تصاغ اغلــب
القرارات والخطط التي تهم وتمس الجميع مع ما يجري للاقليات في العراق من تغيير اسمائهم وسلب وخلــب
أحلامهم ورش السموم والمبيدات على ربوعهم وسرقة مقاعدهم وتعدى ذلك الى تغيير محال سكناهم مـعززين
مكرمين فاسحين المجال للصوص والسراق ليختاروا الغنائم ويمسحوا كل شئ ويعيدوا ألحوا سم للاذ هان لكي
لا ننسى ابدا...لماذا تطلب مني إن اقول انا عراقي قبل إن اقول انا عربي او كردي او كلدانــي أو شبكــــي أو
يزيدي وأنت أيها القابع في اقبية الرئاسة والبرلمان تقلل من شأن هذه الكلمة ومعناها ومغـــزاها وعمقهـــــــــا
وصداها وتأريخها..انا البسيط الحريص المتمسك بتلابيب الوطن حاملا جروحه مسافرا بــها إلى كالكـــــامش
ليرى ماذا حل بالرافدين وبلاد السواد والثورالمجنح والجنائن المعلقة فقد بيعت جميعا في ســـوق النخـــــــاس
ولم بضحى الآن الجنائن من عجائب الدنيا...اهل ترقع هذا الثوب المتهرئ والواقع المخــزي بكسر شكيمــــة
الآخرين وتطردهم من وليمة الوطن المقامة على شرف الافذاذ الحكماء وتقول لهم اذهبوا أيــــها الغرباء مــــا
بالكم والعراق انه لنا وما انتم إلا بغرباء...ها قد خرجنا من المبكى بلا حمص كما يقــــولون وسيأخذ بـــلدي
إلى الوادي العظيم وسيدحرج قائلا له سده بلا رده ثم يرجعون ويقولون إننا ابرياء مــــن دم العراق بــــــراءة
الذئب من دم يوسف...تعرضنا ونتعرض إلان الى مؤامرات تكاد تكون مصيرية وعليــــنا التأكد مــن الخرج
وما يوجد بداخله اكيد خلب وسرق منه الزبيب والسمســم والمسلات ودفــتر الذكريات والمزاميــر والبـــخور
وشجرة عائلتي واضحى إسمي دون معنى لكونه غريب ولا يعرفه احـــد لان الباقي جديد وحديــث حيــث لا
اسمي ولا حبي ولا قلمي ولا امانتي ولا إنتمائي يتحسس به احـد وإلا ماذا يعــني عندما تصــول وتــــــجول
عجلات في وضح النهار في قسم من احياء الموصل ومكبراتها تنذر المسيحيين من الخروج من دورهـــم
خوفا عليهم من إنهيار السد ويحصل لهم ما لا يحمد عقباه...نعم اخي الملم بالاحداث والمسؤل عن كل شئ
تصرح وتقول إن عدد العوائل التي نزحت لا تتجاوز 150 عائلة بينما العدد الحقيقي كان قد تجاوز2000
عائلة بعد اربعة ايام من بداية المسرحية كما اسماها البعض ويصرح عزيز آخر انها زوبعة في فنجـــان .
هناك بعض الدروس المستنبطة من هذه المسرحية برايي لنلج بها عسى إن نستفيد منها....................
1-إن الدولة والحكومة راعي الجميع وكما هي تطلب وتريد من الشعب الذود والتضحية والبناء والعمــــل
وتطبيق القانون بالمقابل يطلب منها الشعب الخدمات والامن والنظام والمساواة وإحقاق الحق،يعلم القاصي
والداني إن المسيحيين شريحة مسالمة تنفذ ما عليها دون إن يطلب منها احدا وتحب الوطن وتذود لعلمـــــه
وها هم اكملوا ما ملقى على عاتقهم ولكن كانت خيبة امل كبيرة عندما إكتمل الحقل ودنا موسم الحصــــــاد
واستعد الكادحون بكل ما اؤتيا لهم من قوة لجني المحصول وإذا بالحقل قد احرق...اين انت يا مخلــــصتي
يا حكومتي لقد غلبكي النعاس واصبحتي من اهل الكهف عندما دنا السفاحون وإقتلعوا الباب والشبـــاك قبل
العيون وعزفتي سماع إغاثتي لانكي انتي من فعل ذلك وانتي سيد العارفين ما في نفس يعقوب من غايـــة.
2-أيا كان القائم بهذه الافعال المشرفة والتي ترجمت الديمقراطية والفيدرالية والكونفيدرالية والتعدديــــــــة
على الطريقة الطائفية المقيتة وكما يعلم الذي لا يعلم انه مجهول ولم يخرج على شاشات التلفـــــــــــاز إذن
المجرم طليق وقد تسول له نفسه القيام باسوأ من ذلك وربما يكون في حماية حماة الوطن.
3-موقف الكنيسة والمعنيين والاهالي والاحزاب والمجالس والخيرين موقف يعيد للاذهان مواقف الآبــــاء
والأجداد الذي كتب وسيكتب بماء الذهب وكما يعرف المتطلع إن الماضي يحوي في ثنياه الكـــثير من هذه
التخرصات والنزوحات حيث صمد اسلافنا مخلصين للوعد الذي قطعوه لايصال الشعلة وعصـــــى البريـد
للقادمين...حيث استنفرت كل الطاقات والامكانيات وشكلت غرف حركات لاستقطاب الوافديـن الــــــــجدد
إلى عرس قوانا الجليل وكانت الايجارات قد وصلت الى القمة ولكن استجابة لنداء الطليعة المسؤولـــــــــة
فقد سلم الكثيرين ممن يملكون دورا للايجارمفاتيحها للاسكان مجــانا وهناك مــن أخلى طابقـــــــــا من داره
عدا ما قدمته الاديرة والكنائس والمجمعات والمقرات الاخرى من إيواء ومساعدة مالية وهنـــاك لوحـــــات
رسمت وصفحات سطرت وتماثيل جبلت واصوات صدحت لينجلي بها وهج الانسان والبقاء والانتمــــــاء.
4- لم يقف المعنيون لوحدهم في الساحة بل وقف الكثيرين معهم وقدموا ما قدموا مــن المبالغ والمـــــــــؤن
والوقود ولا نخص بالذكر احدا فكل واحد يعرف نفسه ولذلك نقول إن الشعور الانساني والاحساس بالغير لا
زال باقيا ويستمد ديمومته من الماضي الجميل ...مشكورة جهود الطيبين وموقفهم يحمد.
5- إن نسيج المجتمع الموصلي لا زال عبق الماضي يفوح منه وازقة المــيدان والساعـــــة والـــــــخزرج
والنبي جرجيس والدواسة تشهد بالمصير الواحد ايام نادر شاه وغـيره وعنــد الكـــــوارث والمـــــــجاعات
حيث الاخوة الصادقة وخير ما كانوا يؤمنون به ما قاله الشاعر بطرس البستاني الديــن لله والوطــــــــــــن
للجميع وتحت هذه الحكمة حاول سعد زغلول توحيد شطري مصر القبطي والمسلم...وقــف أهـــــــــــــــل
موصل الكرام ما كان معهودا منهم حيث اعادوا للحاضر المؤلم رونق الماضي وبهاءه.
6- الاستفادة من هذا الدرس المؤلم في توحيد الرؤية والخطاب والصــف الداخلي ونبذ التناقضـــــــــــــات
ومحاولة رؤية الآخر بكلتا العينين والجلوس على مائدة مستديرة لا رئيس فيــها رحمـة بالمتعطشـــــــــــين
وتواقي الوحدة والتآخي وخوفا من صفعات اخرى قد تكون اصعب واقسى تـماشيا مــع الهدف المرجـــــــو
من الصفعة...هناك من يقول إن الصراع بين الكتل السياسية وتداعياته وإفرازاتــه أدى إلى جلوسنــــــــــا
في الصف بصفة مستمعين فقط لا يحق لنا الاجابة على الاسئلة والمشاركة فــي الامتحان بـل طردنـــــــــا
من المدرسة ككل..اليس للواقع المشرذم السائد بين الاخوان حصة الأسد في الاندحار والتقهقـــــــر الــذي
أصابنا فكما قيل إن الحق والحرية تؤخذ ولا تعطى فمن يعطي حقك طالمــا لا تــملك من البأس والشـــكيمة
بالقدر الذي تاخذ به حقك...عندما استشهد المطران فرج حصل توجه في الكنيسة بإقامة الصـــــــــلوات
والقداديس المشتركة بين الطوائف المسيحية والجميع تفائل خيرا واعتبر هذه الفاجعة ردة فعــــل لتوحـــيد
الكنيسة الواحدة ولكن وقبل إن يجف دم الشهيد عادت حليمة الى عــادتها القديــمة..عليكــم إن لا تنســــــوا
إن الجولات لم تنتهي وكل جولة تشل جزء من الجسم وهكذا إن لم نتعظ سيشل الجسم كلـــه وعندهــــــــا
اذرفوا دمــوع التماسيح وهلــلوا لنواح الحمــام وقد تصــدعت وتشققت الطـبول مـــن الصخب والعويل...
(( انتهــــــت ))