مؤتمر الكندي يؤرخ لهزيمة الارهاب
تصورات متشائمة واخرى ملئها التفائل والانطلاق , محبطات من هنا وتشجيع من هناك , بين كل هذا وذاك استمرت جهود الخيرين من ابناء العراق في التحضير لمؤتمر الكندي واصروا ان يكون هذه المرة في بغداد .
لم اكن متحمسا وكذلك الكثير ممن شغله البكاء والنحيب على جراحات العراق , لان الاستغراق في الحزن يأخذ المرء بعيدا عن مجرد التفكير بعمل من شأنه ان ينتشل الوطن ويأخذ بيده بعد ان توالت عليه سكاكين الاصحاب قبل بنادق الاعداء .
في خضم الصراعات والابواق الجنائزية ينطلق مؤتمر الكندي للعلوم الهندسية في بغداد عاصمة المعرفة وام الحضارة ليزيل عن بغداد مسوحات الحزن ويرفع عن كاهلها اطنان الخراب والدمار .
انها خطوة في الاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا , كان لابد ان نخطوها قبل هذا التأريخ لنثبت للعراق بأننا لم ننساه ابدا , ولم يشغل موقع بغداد في قلوبنا اي مدينة اخرى في عالم الهجرة والضياع .
ان ابراز جهود وطننا العظيم مهد الحضارة ومهوي افئدة العلماء بعد التغيير وزوال الاستبداد والقمع الذي كان يمثله نظام البعث العنصري هو مسئولية ربما تكون اعظم ماتكون علينا نحن الذين نعيش في البقاع البعيدة عن وطننا الحبيب .
ان حضور هذه التظاهرات العلمية يعد مسؤولية كبيرة لاتقل عن مسؤولية المنظمين ان لم تتجاوزها لان عمل المنظمين ربما ينتهي عند لحظة بدء المؤتمرات , واما الانجاز الاكبر والمسؤولية الاعظم تقع على عاتق الحاضرين والنتائج التي يخرجون بها , لذا انصح اخواني من ابناء العراق الخيرين والذين يمتلكون مواهب في شتى صنوف المعرفة والفن ان لا يتأخروا في المساهمة والعمل في انجاح هكذا مؤتمرات تعيد للعراق موقعه العلمي الذي ورثه على مدى الاف السنين .
نعم مؤتمر الكندي ارخ لهزيمة الارهاب وزاد في الضربات التي وجهها له ابناء العراق في داخل الوطن من رجال امن واصحاب قلم وفن ودعوات الاباء والامهات .
بارك الله تلك الجهود الكبيرة التي بذلها الاخوان في اللجان التحضيرية لهذا المؤتمر واقل مايمكن ان نقول لتلك النفوس الطيبة التي سهرت الساعات الطوال وهي في حركة دؤوبة لم تعرف التعب ولم تلتفت للناعقين والمحبطين وضعاف النفوس من ذيول البعث الصدامي ولم تخيفها تهديدات الارهاب التكفيري نقول لهم طبتم وطابت نفوسكم الخيرة والى نجاحات اخرى انشاء الله .
Riyadh98@hotmail.com