Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مؤتمر المجلس القومي الكلداني اين السريان والآشوريين ؟

abeebtomi@yahoo.no
في مقال سابق حول نفس الموضوع كان الرأي الراجح بعدم اللجوء الى المقال الطويل وهكذا تم تجزئة هذا المقال ، وهو في نفس السياق للمقال السابق حول مؤتمر المجلس القومي الكلداني .
حينما تزوج احد ابنائي كان اخويه هما المعنيان بالدرجة الأولى في التحضير لحفل الزفاف ، وهذا امر طبيعي فالأخوة هم اقرب الناس الى اخيهم . لكن في مؤتمر المجلس القومي الكلداني كان الأخوة من السريان والآشوريين في منأى عن حفلة زفاف اخيهم الكلداني ، ونحن قد مللنا من النغمة المشروخة والتي نسمعها بشكل دائم بأننا شعب واحد ودين واحد وقومية واحدة وأمثا واحدة الى آخره من المصطلحات التي تسبح في الفضاء الفارغ ولا وجود لها على أرض الواقع . وإلا كيف نفسر غياب الأخ عن عرس أخيه ؟ إنه أمر يدعو الى الحيرة ، أليس هذا الموقف مدعاة للتشــكك بمصداقية
الدعوات الى الوحدة او التي تقول إننا شعب واحد ؟
أشرت في مقال سابق الى الشخصيات وممثلي رئاسة الأقليم والأحزاب السياسية الكردية وغيرهم من ممثلي الأحزاب والمنظمات ومندوبي المجلس القومي الكلداني القادمين من مختلف الدول ومن داخل العراق الذين حروا المؤتمر .
لقد حضر المؤتمر الأستاذ روئيل جميل سكرتير المكتب السياسي لحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني ، وحضره الدكتور حكمت حكيم ، كما اشترك من المنبر الديمقراطي الكلداني الأستاذ سعيد شامايا والوفد القادم من اميركا منهم الزملاء قيس ساكو والدكتور نوري منصور والأخ عادل بقال وزملاء آخرين لا تحضرني أسماءهم ، لقد كان لهذا الوفد حضور متميز وكان لهم دور مشهود في تذليل الصعاب التي اعترت سبيل انعقاد المؤتمر في اللحظات الأخيرة .
وفي هذا الصدد أنا شخصياً يحدوني الأمل في ان يكون لهؤلاء الزملاء ، وكل من ساهم بنجاح مؤتمر المجلس القومي الكلداني أن يكون لهم جميعاً ذلك الدور الرائع في عقد ونجاح المؤتمر الكلداني العالمي في المستقبل .
ــ سياق التعاون بين مكونات شعبنا كان يقضي بحضور ، الأصدقاء في مجلس أعيان بغديدة ، وكذلك حركة السريان .
ــ سياق التعاون كان يقتضي حضور وفد الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري . وهل من المعقول ان يغيب الأخوان عن عرس أخيهم ؟
ــ غياب الفضائيتين الآشوريتين ، فضائية آشور وفضائية عشار ، وإن كانت فضائية آشور معذورة لانها تعتقد ان الشعب الكلداني هبط الى ارض آشور من المريخ فلا يستحق إلتفاتة او إشارة ، ففي هذا الصدد اتذكر ما سطره أحد الأصدقاء الأعزاء المقيمين في هولندا إذ يدعو الكلدانيين في اقليم آشور المغادرة الى ارض بابل ، فأقليم آشور يقبل العرب والأكراد والتركمان والآشوريين ولا يقبل الكلدان الذين يمزقون الأمة .
اما امر فضائية عشتار الآشورية ، فأعترف ان فيها نفس من الأنفتاح على المساكين ( مشكينو ) الكلدانيين ، إذا ما قورنت بفضائية آشور ، وفي الحقيقة نحن الكلدانيين نعتز ونحب عشتار ، فعلى عشتار ان يكون لها قليل من الأنصاف اتجاه الكلدانيين المظلومين .
السؤال المطروح : كيف نفسر حضور ونقل احداث المؤتمر من قبل الفضائيات : الكردستانية والسومرية والشرقية والعراقية وغيرها ، في حين غابت عن المؤتمر كل من آشور وعشتار . أنها معادلة تدعو الى العجب والأسف أيضاَ .
ــ بعض الزملاء الكتاب وفي مقدمتهم الأخ كامل زومايا ومنهم ايضاً الصديق العزيز انطوان دنخا الصنا ، قد كتبوا الى مؤتمر المجلس القومي الكلداني ، ولكي أكون صريحاً مع الأخت الفاضلة تيريزا أيشو والزملاء الأجلاء الموقعين والذين اكن لجميعهم التقدير والأحترام .
أقول :
ان الرسالة كانت بمثابة رسالة تهنئة لكنها كانت رسالة تحذير ، وقد شبهتها برسائل صدام حسين الى القيادة الأيرانية ، وهو يدعوها الى الحوار والى انتهاج المفاوضات لكنه يملأ الرسالة بعبارات التهديد والوعيد . لقد ورد في الرسالة :
(( .. إننا نتوسم في مؤتمركم محطة هامة في ترسيخ وإصرار شعبنا ومؤسساته السياسية والقومية وأبناءه على انه شعب واحد ، أمة واحدة ، قومية واحدة ، وجود واحد ، ومستقبل واحد رغم تعددية الأسماء التي يعتمدها أبناءه ومؤسساته )) .
وفي مكان آخر ورد في الرسالة :
(( .. فمن بين متطلبات نشر الوعي القومي بين ابناء شعبنا كانت الحاجة لاعتماد رموز ومناسبات قومية تتناغم مع النضال والاعزاز به وتكريم شهداءه فكان اعتماد علم ونشيد قومي ويوم للشهيد .
وتمضي الرسالة الى القول : وإذا كانت تمت تسمية هذه الرموز بتسمية قومية محددة ، التسمية الآشورية ، اعتماداً على البيئة الثقافية والقومية للقائمين بها فإنه ليس مطلوباً ان نعمل لألغاءها واستنباط رموز ومناسبات متوازية اخرى ومتعددة بتعددية تسمياتنا ليصبح لنا ثلاثة اعلام وثلاثة اناشيد وثلاثة ايام للشهيد وغيرها )) انتهى الأقتباس .
هكذا كانت الرسالة مكتوبة في ثلاث صفحات وملخصة في سطر واحد ، وهو إلغاء القومية الكلدانية واعتماد القومية الآشورية وهذا نفس ما يردده غلاة التعصب القومي الآشوري ، الذين يقولون الكلام بصراحة ، لكن الرسالة أوردته عبر اجتهادات ومناورات إنشائية ليس إلا .
أقول :
أنا مستعد ان اواجهكم على فضائية عشتار ويكون النقل مباشر على الهواء ، وسأثبت لكم ان الكلدانية قومية عراقية أصيلة ، وإن التسمية الآشورية والتي نعتز بها ايضاً هي وليدة الأحداث التي حدثت بعد الحرب العالمية الأولى . فإن كان هنالك اسم واحد يناسب الجميع فهو الأسم الكلداني ، وإلا كل منا يحتفظ باسمه التاريخي العزيز . هذه هي الديمقراطية وهذه هي مبادئ حقوق الأنسان ، فليس المطلوب منا ان نكون اوصياء على بعضنا .
ينبغي ان نحترم بعضنا ، نحن ثلاثة اخوان ننتمي الى بيت واحد ، وينبغي ان يحترم كل اخ خصوصيات اخيه ، فنحن مثقفين ينبغي ان ننطلق من مبادئ حرية الفكر وحرية التعبير ، وقبل كل ذلك حرية الأنتماء ، ولكم جميعاً تحياتي .

حبيب تومي / القوش في 2 / 5 / 2009
Opinions