ما الذي يجـعـل الكـلدان موحَّـدين مع الآثـوريّـين والسريان ومع كـل الشعـب العـراقي ؟
حـضرتُ عـنـد الساعة السابعة من مساء يوم 9 كانون الثاني 2012 في نادي بابل الكـلداني / سـدني محاضرة للسيد موشي داود قادماً من السويد وعـنوانها : تـعَـلـُّـم اللغة الكـلدانية ( وهـو يسميها السريانية ) في المهـجـر . تـكـلم عـنها بإسهاب بعـيداً عـن عـنـوان محاضرته ثم إنـتـقل إلى نشاطات الجالية الآثوريّة هـناك وبعـدها تـكـلم عـن تـعـليم لغـتـنا في السويد ، ولما إنـتهى من محاضرته كانـت هـناك أسئلة وإستـفـسارات ومداخلات من قِـبَـل الحاضرين فـيجـيـب عـليها ، فـساهـمتُ بقـولي له :شـكـراً أخ موشي عـلى محاضرتـك القـيّمة والتي كـنـتَ تـقـرأها قـراءة وتـتابعـها بـتـعـليقـكَ . ذكـرتَ أنـنا يجـب أن نـتـعـلـّـم لغـتـنا فهي التي يمكـنها أن تـقـرّبنا وتـربطـنا مع بعـضـنا ! هـذا صحـيح فأنا حـين قـدِمـتُ إلى أستـراليا في ( ﭬِـلاّوود ) واجـهـتُ أناساً من جـنسيات مخـتـلفة ولكـني حـين سمعـتُ أحـدهم يتـكـلم بالعـربـية إنجـذبتُ إليه ولما عـرفـتُ بأنه يتـكـلم الـ ( الكـلدانية - سورث ) إقـتـربتُ إليه أكـثر . ولكـن أقـول أنَّ اللغة ليست هي الرابـط الأهـم !! لماذا ؟ لأن عـنـدنا أناس يجـيدون لغـتـنا إجادة تامة ( عـلـْـمانيّـون أو روحانيّـون ) ولكـنهم ليسوا قـريـبـين من بعـضهم بل بعـيدين ، فأين يكـمن السبـب ؟ السبـب هـو لأن قـبل اللغة يجـب أن يكـون هـناك إيمان ( وأنا لستُ أقـصد الإيمان بالله وبالكـنيسة وبالمسيح ) وإنما أقـصد الإيمان بشيء في القـلب عـزيز عـلينا ولا نـنـكـره ، لا بل وقـبل ذلك يجـب أن تـكـون هـنالك نيّات صافـية وعـنـدئـذٍ تـتـولـّـد الأواصر التي سـتـربطـنا ويحـصل هـذا التـقارب المنشود ! إذن يجـب أن تـكـون النيات صافـية أولاً ، ثم الإيمان بما نشعـر بأنه عـزيز في قـلوبنا ثانياً ، وعـنـدئذٍ ثالثاً تـأتي اللغة كـرابط بـينـنا ، وشكـراً .