Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله – نداء من القلب إلى الشعب الكلداني الأشوري السرياني

جامعة يونشوبنك
السويد
leon.barkho@ihh.hj.se
الذي يقرأ عنوان مقالي هذا قد يتصور أنني أهدد او أتوعد. كلا وألف كلا. نحن شعب مسالم على شفا الإنقراض ولا نملك قيد أنملة من القوة والسلطة والجاه والمكانة والتأثير والعسكر والميليشيات وأجهزة المخابرات كي نهدد ونتوعد. أنا اؤمن بالحكمة التي تقول: "رحم الله أمرءا عرف قدر نفسه فأراح واستراح." نعم أن أعرف أن لا مكان لنا كشعب في المشهد العراقي والأقليمي والدولي وصيحاتنا وبكاؤنا ودمنا الذي أريق على مذبح سيدة النجاة لن يوقظ الضمائر الميتة.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" موجه لنا، نحن الكلدان الأشوريين السريان. معناه علينا أن نتنبه ونستفيق. لقد غاصت ركبنا في متاهات التسمية والمذهبية والحروب الدونكيشيتية التي فيها نوجه سهامنا الواحد للأخر وكأننا نتصارع على حقول النفط والغاز وكأننا نتعارك على السيطرة على المدن ولأقاليم ومناطق النفوذ وكأننا نمتلك من مقومات السلطة والدولة التي متى ما إهتز أحد أركانها إهتز له العالم.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه أن الكتاب من أمثالي تقع عليهم بعد اليوم مسؤولية أخلاقية وتاريخية. عليهم العمل على لم الشمل وليس التفتيت. عليهم العمل على توحيد الخطاب وليس تقسيمه. عليهم الجمع وليس الطرح والتقسيم. عليهم التشبث بما يؤكد خصوصية هذا الشعب من لغة وتاريخ وتراث وليس التهميش والتشبث بكل ما هو هجين وغريب.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه أن الوقت حان لإنقاذ ما بقي لدينا ليس من براثن الأشرار الذين بودهم إبادتنا وذبحنا جميعا - لأننا في وضع لا حول ولا قوة لنا لصد شرهم - بل من براثن أنفسنا. بعد اليوم لا يجوز أن نقبل بأن يخطفنا الأميون والجهلة من بين صفوفنا من الذين غايتهم الكبرى تقسيمنا وتهميش لغتنا وثقافتنا وتراثنا.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه علينا إنقاذ أنفسنا من هؤلاء الطارئين بين صفوفنا من الذين يفضلون ضربة خنجر مسموم على المشاركة والوحدة مع الأخر. هؤلاء يعيشون في ظلام، ظلام ثقافي وعلمي وجهل مطبق. وتراهم يتدخلون في اللغة والتراث والكنيسة وهم أبعد الناس عن هذه الأمور كلها لأن لا لغة ولا تراث ولا كنيسة لهم. وهم سدوا الطرق في وجهنا للقاء والمحبة التي يفرضها علينا المسيح. سدوا الطرق للقاء شمامستنا وجوقاتنا وأخوياتنا ونوادينا وأحزابنا وكنائسنا. بأي حق نسمح لهؤلاء أن ينوبوا عنا ويتحدثوا بإسمائنا؟
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه علينا جميعا إنقاذ شعبنا، لا سيما في المهجر – وأخص بالذكر المدينة التي أعيش فيها - من أمثال هؤلاْء لأنهم جعلوا المهجر مرتعا للتعصب والإنقسامية والمذهبية المقيتة. علينا كشف زيفهم وتعريتهم باللسان والقلم.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه نحن الكلدان الأشوريين السريان علينا إلتزام أخلاقي يفرضه علينا الدم الزكي الذي إنساب كالأنهار في كنيسة سيدة النجاة. هذا الدم يقول نحن إخوة، نحن أمة وشعب واحد، لنا تراث واحد ولغة واحدة وتاريخ مشترك. هكذا يعاملنا وينظر إلينا الأعداء الأشرار ولهذا بودهم إبادتنا عن بكرة أبينا.
"ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه أنه علينا أن نمسك الواحد بيد الأخر، أن نمنح الوحد الأخر سلام المحبة والأخوة، أن نقبل الواحد الأخر وكأننا اشقاء من أب وأم واحدة، وأن ننقذ أنفسنا من التعصب الأعمى والإنقسامية التي تعصف بنا وأن نقول لمسببيها: كفاكم شرا، كفاكم إنقسامية، كفاكم تفتيتا لشعب على شفا الإنقراض.
وأخيرا "ما بعد مذبحة سيدة النجاة يجب أن لا يكون كما قبله" معناه أن نصيح بأعلى صوتنا اننا شعب واحد. اننا جسم واحد. مايحدث لأي واحد منا من ألم وفرح يحدث لنا. وبهذا نكون قدا أوفينا لشهدائنا الأبرار. وبهذا لن يذهب دمهم الزكي هباء.

Opinions