Skip to main content
 ما قل ودل* :عـش ودع غيرك يعيش ! Facebook Twitter YouTube Telegram

ما قل ودل* :عـش ودع غيرك يعيش !

 

الأنسان السوى بمسيس الحاجة الى  ظروف ملائمة ، يتمكن فى ظلها من أظهار قدراته ومواهبه  و تحقيق ذاته فى المجال الذى يختاره . و هذه الظروف هى أساس المجتمع الديمقراطى .

 من  الأقوال التى أبتذلت لكثرة تكرارها  : ان الديمقراطية هى  سيادة القانون و الأنتخابات الحرة النزيهة و التداول السلمى للسلطة و حرية التعبير بشتى أشكالها و هذا كله صحيح و لا غبار عليه ،  و لكننا نعتقد ان الأهم من ذلك هو الألتزام بقواعد السلوك التى توفر حياة مريحة و كريمة للأنسان فى مجتمع يعتبر الأنسان أهم ما فى الوجود . و فى نهاية المطاف فأن الديمقراطية هى ثقافة الحرية المسؤولة .

فى عراق اليوم الكل ديمقراطيون متحمسون قولا و لكن المؤمنين بالديمقراطية الحقيقية فعلا وعملا  قلة نادرة .

يقال ان الشعب العراقي لم يعرف الديمقراطية وتقاليدها ، طوال تأريخه المعاصر العاصف ، الحافل بالأحداث الجسام ويفتقر الى الثقافة الديمقراطية ،  ولا يمكن دمقرطة العراق .

 أعداء الديمقراطية لا يتوقفون عن التكرار الممل لمقولات مبتذلة و مضللة من قبيل الزعم بأن الديمقراطية نبتة غربية لا تلائم مجتمعنا العراقى ؟ و لكن لا تلائم من ؟.   انها حقا لا تلائم من حول العراق الى بقرة حلوب له و لأعوانه و حاشيته و حزبه و طائفته !

 الديمقراطية و الفساد على طرفى نقيض . و الديمقراطية لا تلائم من يتلاعب بمشاعر الجماهير البسيطة المسحوقة و المخدوعة فى الوقت ذاته  بالشعارات الدينية التى حولت ايام العراقيين الى مصائب و نكبات و احزان لا تنتهى .

و بعيدا عن المقولات الجاهزة ، نقول ان الديمقراطية الحقيقية ينطلق من مبدأ حياتى بسيط : عش و دع غيرك يعيش ! و لا يوجد فى هذا ما هو غربى . يوجد فقط  تطلع انسانى عام الى نظام عقلانى للحياة و العدالة .

ان ما يميز الأنظمة الديمقراطية في الدول الغربية  هو أن الجميع  فى تلك الدول- المؤسسات الرقابية في الدولة وبضمنها ،  البرلمان ، المعارضة ، القضاء ، المجتمع المدني ، الأعلام ، وحتى المواطن العادي  -  يراقب مدى الألتزام بالنظام السياسي المعترف به من قبل الجميع .

من اجل تحويل حاكم يحترم نفسه و شعبه الى أنسان آخر لا يحظى بثقة شعبه ، ينبغى بذل جهود متواصلة و كبيرة . وهى جهود تحتاج الى أناس من صنف خاص ، الى خبراء ومستشارين . أنهم موجودون دائما الى جانب الزعيم و يحيطون به كالحلقة . مثل خلية النحل ، يحولون النحلة العاملة العادية الى ملكة و يحيطونها بالرعاية المتواصلة ، و يطعمونه وفق نظام غذائى خاص . و لكنهم يعملون في الوقت نقسه ما يحلو لهم من دون كلل او ملل  .

---------------------------------

" ما قل و دل " عنوان عمود صحفي كنت أكتبه علي مدي سنوات ، في صحيفة " خبات " الأسبوعية ، الصادرة في مدينة " أربيل " باللغة العربية ، حتي حوالي منتصف العام 2003 ، و لحين انتقال الصحيفة الي بغداد - بعد سقوط النظام السابق - و تحولها الي صحيفة يومية ، هي صحيفة " التآخي " الغراء . و ها أنا اليوم ، أواصل كتابة هذا العمود و لكن في الصحافة الرقمية ، التي يشتد عودها يوما بعد يوم و تكتسح في طريقها الصحافة الورقية المطبوعة ، معلنة بزوغ فجر اعلامي جديد في عالم يعرف كل من فيه كل ما يجري فيه لحظة بلحظة . وخير الكلام في عصر السرعة : ما قل و دل.

 

جـــودت هـوشــيار

jawhoshyar@yahoo.com

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
إستراتيجيّةٌ شامِلةٌ..ناقِصَة نزار حيدر/ لَمْ تهزّ رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) كلّ مناظر القتل والتدمير والذبح والتفجير والرؤوس المتطايرة والحرائق العظيمة التي لازالت خطة عراقية لتحسين ظروف الاحتجاز ومنع أشكال التعذيب في السجون خطة عراقية لتحسين ظروف الاحتجاز ومنع أشكال التعذيب في السجون كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، السبت، عن وضع خطة لتحسين ظروف الاحتجاز داخل السجون العراقية، وإلغاء جميع أشكال التعذيب التي تجري خلال التحقيق لانتزاع الاعترافات، وسط تأكيدات على أهمية تفعيل الدور الرقابي على السجون أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي نائباً لرئيس الجمهورية أو لرئيس الوزراء عبدالخالق حسين/ لا يختلف اثنان أن المسيحيين هم من السكان الأصليين في العراق (بلاد الرافدين)، سكنوا هذه البلاد منذ ما قبل التاريخ، وهم من الأوائل مجلسنا القادم .. ما له وما عليه عصمت رجب/ من المؤكد بأن المجالس المحلية او مجالس المحافظات تمثل الوحدة الأساسية للرقابة والتشريع وتقديم الخدمات في اي بلد او مدينة
Side Adv1 Side Adv2